الموضوع
:
الموضوع الثانىّ ~ دوره تحفيظ القرآن { خَيركُم مَن تَعلمْ القُرآنْ وَعلمَه }
عرض مشاركة واحدة
#
15
09-06-2013, 10:16 PM
شِيرْينْ
سورة البروج - سورة 85 - عدد آياتها 22
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ
وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ
النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ
فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ
فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ
وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ
فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ
سورة إنذار و تبشير فيها وعيد شديد للذين يفتنون المؤمنين و المؤمنات لإيمانهم بالله كما كان المشركون من أهل مكة يفعلون ذلك بالذين آمنوا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيعذبونهم ليرجعوا إلى شركهم السابق فمنهم من كان يصبر و لا يرجع بلغ الأمر ما بلغ، و منهم من رجع و ارتد و هم ضعفاء الإيمان كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: «و من الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله»: العنكبوت: 10، و قوله: «و من الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به و إن أصابته فتنة انقلب على وجهه»: الحج: 11.
و قد قدم سبحانه على ذلك الإشارة إلى قصة أصحاب الأخدود، و فيه تحريض المؤمنين على الصبر في جنب الله تعالى، و أتبعها بالإشارة إلى حديث الجنود فرعون و ثمود و فيه تطييب لنفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بوعد النصر و تهديد للمشركين.
و السورة مكية بشهادة سياق آياتها.
«و السماء ذات البروج» البروج جمع برج و هو الأمر الظاهر و يغلب استعماله في القصر العالي لظهوره على الناظرين و يسمى البناء المعمول على سور البلد للدفاع برجا و هو المراد في الآية لقوله تعالى: «و لقد جعلنا في السماء بروجا و زيناها للناظرين و حفظناها من كل شيطان رجيم»: الحجر: 17، فالمراد بالبروج مواضع الكواكب من السماء.
و بذلك يظهر أن تفسير البروج بالبروج الاثني عشر المصطلح عليها في علم النجوم غير سديد و في الآية إقسام بالسماء المحفوظة بالبروج، و لا يخفى مناسبته لما سيشار إليه من القصة ثم الوعيد و الوعد و سنشير إليه.
«و اليوم الموعود» عطف على السماء و إقسام باليوم الموعود و هو يوم القيامة الذي وعد الله القضاء فيه بين عباده.
«و شاهد و مشهود» معطوفان على السماء و الجميع قسم بعد قسم على ما أريد بيانه في السورة و هو - كما تقدمت الإشارة إليه - الوعيد الشديد لمن يفتن المؤمنين و المؤمنات لإيمانهم و الوعد الجميل لمن آمن و عمل صالحا.
«قتل أصحاب الأخدود» إشارة إلى قصة الأخدود لتكون توطئة و تمهيدا لما سيجيء من قوله: «إن الذين فتنوا» إلخ و ليس جوابا للقسم البتة.
و الأخدود الشق العظيم في الأرض، و أصحاب الأخدود هم الجبابرة الذين خدوا أخدودا و أضرموا فيها النار و أمروا المؤمنين بدخولها فأحرقوهم عن آخرهم نقما منهم لإيمانهم فقوله: «قتل» إلخ دعاء عليهم و المراد بالقتل اللعن و الطرد.
و قيل: المراد بأصحاب الأخدود المؤمنون و المؤمنات الذين أحرقوا فيه، و قوله: «قتل» إخبار عن قتلهم بالإحراق و ليس من الدعاء في شيء.
«النار ذات الوقود» بدل من الأخدود، و الوقود ما يشعل به النار من حطب و غيره، و في توصيف النار بذات الوقود إشارة إلى عظمة أمر هذه النار و شدة اشتعالها و أجيجها.
«إذ هم عليها قعود» أي في حال أولئك الجبابرة قاعدون في أطراف النار المشرفة عليها.
«و هم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود» أي حضور ينظرون و يشاهدون إحراقهم و احتراقهم.
«و ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله» النقم بفتحتين الكراهة الشديدة أي ما كرهوا من أولئك المؤمنين إلا إيمانهم بالله فأحرقوهم لأجل إيمانهم.
«العزيز الحميد الذي له ملك السموات و الأرض و الله على كل شيء شهيد» أوصاف جارية على اسم الجلالة تشير إلى الحجة على أن أولئك المؤمنين كانوا على الحق في إيمانهم مظلومين فيما فعل بهم لا يخفى حالهم على الله و سيجزيهم خير الجزاء، و على أن أولئك الجبابرة كانوا على الباطل مجترين على الله ظالمين فيما فعلوا و سيذوقون وبال أمرهم و ذلك أنه تعالى هو الله العزيز الحميد أي الغالب غير المغلوب على الإطلاق و الجميل في فعله على الإطلاق فله وحده كل الجلال و الجمال فمن الواجب أن يخضع له و أن لا يتعرض لجانبه، و إذ كان له ملك السماوات و الأرض فهو المليك على الإطلاق له الأمر و له الحكم فهو رب العالمين فمن الواجب أن يتخذ إلها معبودا و لا يشرك به أحد فالمؤمنون به على الحق و الكافرون في ضلال.
ثم إن الله - و هو الموجد لكل شيء - على كل شيء شهيد لا يخفى عليه شيء من خلقه و لا عمل من أعمال خلقه و لا يحتجب عنه إحسان محسن و لا إساءة مسيء فسيجزي كلا بما عمل.
و بالجملة إذ كان تعالى هو الله المتصف بهذه الصفات الكريمة كان على هؤلاء المؤمنين أن يؤمنوا به و لم يكن لأولئك الجبابرة أن يتعرضوا لحالهم و لا أن يمسوهم بسوء.
«إن الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم و لهم عذاب الحريق» الفتنة المحنة و التعذيب، و الذين فتنوا «إلخ» عام يشمل أصحاب الأخدود و مشركي قريش الذين كانوا يفتنون من آمن بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من المؤمنين و المؤمنات بأنواع من العذاب ليرجعوا عن دينهم.
قال في المجمع،: يسأل فيقال: كيف فصل بين عذاب جهنم و عذاب الحريق و هما واحد؟ أجيب عن ذلك بأن المراد لهم أنواع العذاب في جهنم سوى الإحراق مثل الزقوم و الغسلين و المقامع و لهم مع ذلك الإحراق بالنار
«إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير» وعد جميل للمؤمنين يطيب به نفوسهم كما أن ما قبله وعيد شديد للكفار الفاتنين المعذبين.
«إن بطش ربك لشديد» الآية إلى تمام سبع آيات تحقيق و تأكيد لما تقدم من الوعيد و الوعد، و البطش - كما ذكره الراغب - تناول الشيء بصولة.
و في إضافة البطش إلى الرب و إضافة الرب إلى الكاف تطييب لنفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالتأييد و النصر، و إشارة إلى أن لجبابرة أمته نصيبا من الوعيد المتقدم.
«إنه هو يبدىء و يعيد» المقابلة بين المبدىء و المعيد يعطي أن المراد بالإبداء البدء، و الافتتاح بالشيء، قالوا: و لم يسمع من العرب الإبداء لكن القراءة ذلك و في بعض القراءات الشاذة يبدأ بفتح الياء و الدال.
و على أي حال فالآية تعليل لشدة بطشه تعالى و ذلك أنه تعالى مبدىء يوجد ما يريده من شيء إيجادا ابتدائيا من غير أن يستمد على ذلك من شيء غير نفسه، و هو تعالى يعيد كل ما كان إلى ما كان و كل حال فاتته إلى ما كانت عليه قبل الفوت فهو تعالى لا يمتنع عليه ما أراد و لا يفوته فائت زائل و إذ كان كذلك فهو القادر على أن يحمل على العبد المتعدي حده، من العذاب ما هو فوق حده و وراء طاقته و يحفظه على ما هو عليه ليذوق العذاب قال تعالى: «و الذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا و لا يخفف عنهم من عذابها»: فاطر: 36.
و هو القادر على أن يعيد ما أفسده العذاب إلى حالته الأولى ليذوق المجرم بذلك العذاب من غير انقطاع قال تعالى: «إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب»: النساء: 56.
و بهذا البيان يتضح: أولا: أن سياق قوله: «إنه هو» إلخ يفيد القصر أي إن إبداع الوجود و إعادته لله سبحانه وحده إذ الصنع و الإيجاد ينتهي إليه تعالى وحده.
و ثانيا: أن حدود الأشياء إليه تعالى و لو شاء أن لا يحد لم يحدا و بدل حدا من آخر فهو الذي حد العذاب و الفتنة في الدنيا بالموت و الزوال و لو لم يشأ لم يحد كما في عذاب الآخرة.
و ثالثا: أن المراد من شدة البطش - و هو الأخذ بعنف - أن لا دافع لأخذه و لا راد لحكمه كيفما حكم إلا أن يحول بين حكمه و متعلقه حكم آخر منه يقيد الأول.
«و هو الغفور الودود» أي كثير المغفرة و المودة ناظر إلى وعد المؤمنين كما أن قوله: «إن بطش ربك» إلخ ناظر إلى وعيد الكافرين.
«ذو العرش المجيد فعال لما يريد» العرش عرش الملك، و ذو العرش كناية عن الملك أي هو ملك له أن يتصرف في مملكته كيفما تصرف و يحكم بما شاء و المجيد صفة من المجد و هو العظمة المعنوية و هي كمال الذات و الصفات، و قوله: «فعال لما يريد» أي لا يصرفه عما أراده صارف لا من داخل لضجر و كسل و ملل و تغير إرادة و غيرها و لا من خارج لمانع يحول بينه و بين ما أراد.
فله تعالى أن يوعد الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنات بالنار و يعد الذين آمنوا و عملوا الصالحات بالجنة لأنه ذو العرش المجيد و لن يخلف وعده لأنه فعال لما يريد.
«هل أتاك حديث الجنود فرعون و ثمود» تقرير لما تقدم من شدة بطشه تعالى و كونه ملكا مجيدا فعالا لما يريد، و فيه تسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و تطييب لنفسه الشريفة بالإشارة إلى حديثهم، و معنى الآيتين ظاهر.
«بل الذين كفروا في تكذيب» لا يبعد أن يستفاد من السياق كون المراد بالذين كفروا هم قوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
و في الآية إضراب عما تقدم من الموعظة و الحجة من حيث الأثر، و المعنى لا ينبغي أن يرجى منهم الإيمان بهذه الآيات البينات فإن الذين كفروا مصرون على تكذيبهم لا ينتفعون بموعظة أو حجة.
و من هنا ظهر أن المراد بكون الذين كفروا في تكذيب أي بظرفية التكذيب لهم إصرارهم عليه.
«و الله من ورائهم محيط» وراء الشيء الجهات الخارجة منه المحيطة به.
إشارة إلى أنهم غير معجزين لله سبحانه فهو محيط بهم قادر عليهم من كل جهة، و فيه أيضا تطييب لنفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
و عن بعضهم أن في قوله: «من ورائهم» تلويحا إلى أنهم اتخذوا الله وراءهم ظهريا، و هو مبني على أخذ وراء بمعنى خلف.
«بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ» إضراب عن إصرارهم على تكذيب القرآن، و المعنى ليس الأمر كما يدعون بل القرآن كتاب مقرو عظيم في معناه غزير في معارفه في لوح محفوظ عن الكذب و الباطل مصون من مس الشياطين.
http://cdn.top4top.net/d_68f9a3f27d1.mp3
وفقط :wardah:
__________________
.
.
ask.me
شِيرْينْ
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى شِيرْينْ
البحث عن المشاركات التي كتبها شِيرْينْ