عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 09-08-2013, 05:58 PM
 
~[ الفصل الثامن ]~

نظرت لها شروق بتعجب لعدة دقائق ثم قالت بملل
" لا ، مابي "
لكن منة جائت راكضة ثم جلست بالمقعد المجاور لمقعد شذى و قالت بفضول
" اتكلمي ، انا عوزة اعرف "
نظرت لها شذى بذهول ثم قالت
" مو المفروض انتِ تسوين لنا الاكل المسموم ؟! "
ضحكت منة بخفة ثم قالت بسخرية
" مهو ندى و ليان ضربوني ، كنت هحط سكر في الاندومي "
نظرت لها كل من شذى و شروق بذهول ثم كانت شروق علي وشك ان تتحدث لكن شذى قالت بقلق
" الي جابني لهنا... ذاك الولد قريبي الي قلت لكم عنه ، جاني اليوم و جلس يتهاوش معي لانه يبغاني اروح معه حفلة ، و بعدها امي وقفت بصفه و انجبرت اروح معه ، و لما رحت معه تركني و جلس يجري ورا البنات الي هناك ، وقفت بمكان بعيد شوي عن الزحمة و الازعاج و كذا و بعدين واحد جا لي بيكلمني و لما رفضت اكلمه مسكني من يدي و جلس يصرخ فيني و انا ما دريت ايش اعمل لكن هو جاء و ضرب هالولد ، و انا خفت و رجعت للبيت ركض و بعدين لما رحت ما لقيت احد هناك و خفت و تركت لهم رسالة اني بروح انام عند شروق اليوم "
لم تكن علامات الذهول قد اختفت ، بل زادت و هن يسمعن هذا الكلام ، قالت منة بتوتر و هي تنظر لشذى بخوف
" و قريبكِ فين دلوقتي ؟! "
نظرت لها شذى ثم فكرت لدقائق ثم اردفت بتعجب
" ما ادري ، اكيد بيدور علي الحين "
قالت شروق و نبرة الصدمة لازالت تتخلل صوتها
" يعني انتِ كمان هربانة ؟! "
صاحت منة بحماس
" الهربان يرفع ايده "
ثم امسكت يد شذى ورفعتها و هي تقول
" هييييه "
خرجت ليان من المطبخ و قد خلعت عبائتها و كانت ترتدي بنطال قطني ابيض و سترة خضراء اللون عليها كلمات باللون الابيض ، ابتسمت لها منة ثم صفرت بحماس لكي تنظر لها ليان بإنزعاج ثم قالت بسرعة
" شروق اربطي منة و ارميها بأي غرفة فاضية هنا "
نظرت لها منة بتعجب بينما شروق قالت بفضول
" شو عملت تاني ؟! "
قالت ليان و هي تضع يدها علي خصرها بإنزعاج
" خربت الإندومي "
نظرت شروق لمنة بذهول ثم قالت
" الله يسامحك "
ابتسمت منة بحماس و هي تسمع ذلك الطرق المتتالي علي الباب ثم وقفت و سحبت حجابها ثم لفته بهمجية ، توجهت مسرعة نحو باب المنزل ثم فتحته لترى ذلك الشاب الهزيل صاحب العيون السماوية الثابتة و الشعر الاسود المختبأ أسفل تلك القبعة و بذلته التي ثني اكمامها بطريقة فوضوية ، كان ينظر لها ببرود غريب ، اليس هو من طرق ام انها هي من طرقت ؟! ، اليس من المفترض ان يتحدث الان و يخبرها عن مراده من هذا الطرق المفاجأ ؟! ، قال هو بعد لحظات طويلة نسبياً من الصمت
" شذى هنا ؟! "
قالت منة بنبرة جادة هادئة
" ايوة ، اقول لها مين ؟! "
تردد قليلاً و بدأ الانزعاج جلي على وجهه و هو يقول
" قولي لها لافي منتظرش برا عشان يرجعش لبيتش"

قالت منة بحماس
" انت لافي قريبها ؟! "
نظرات شك اعتلت وجهه ثم اومأ بهدوء و بعدها قال ببرود
" لكن ... ما تستخدمين اسمي وايد "
ثم أردف و هو يضع يديه بداخل جيوب بنطاله
" وين شذى ؟! "
نظرت منة للداخل ثم قالت بخبث
" شذى تعالي كلمي لافي "
ثم ابتسمت له بلطف و دخلت لتقف خلف الباب بينما شذى التي لم تكن قد خلعت حجابها الازرق القاتم بعد ان نظرت بتوتر لشروق لكن شروق اومأت لها تطمئنها فوقفت ثم توجهت نحو الباب و وقفت امامه لكي يبتسم بهدوء ثم قال بسرعة
" ليش تركتي البيت ؟! ، تدرين أني دورت عليك بأماكن كثير حت عرفت انش هنا ؟! ، بعدين انتِ مينونة عشان تهربين؟! ، المفروض تبعدين حتى اقتله و عقبها ارجعش للبيت "
نظرت له بغضب ثم قالت محاولة ان تبدو اكثر هدوءً
" تقتله ؟! ، عشان كذا ما احب حفلاتك ، شفت ايش الي صار ؟! ، تركتني و رحت تركض ورا كل بنت شوي ، يا اخي كنت راعيت وجودي و خلني اجلس بمكان امن ، انا اما تركتك و ركضت رحت عالبيت ما لقيت أحد خفت اكون بروحي و جيتت عل هنا ... "
صمتت لدقائق ثم اردفت بتعجب
" انت كيف جيت لهنا ؟! "
نظر لها هو ثم قال ببروده المعتاد متجاهلاً كل ما قالته
" يالا بنسير البيت "
نظرت له بانزعاج ثم قالت و هي تغلق الباب
" انا قلت أني بنام هنا اليوم يعني بنام هنا اليوم "
أومأ هو ثم قال و هو يمنعها من اغلاق الباب واضعاً قبضة يده علي الباب
" شوفي شذى ، مابي اعصب عليش ، لكن بخليش اليوم ، باكر باجي اخذش ، اذا ما يتي معي بتصير مشاكل انتِ بغنى عنها"
ابتسمت شذى بسخرية ثم قالت
" مع السلامة "
انتزع قبضته بصعوبة
، فبالرغم من محاولته ليكون بارداً غير مبالياً هو غير مطمئن لتجلس هنا في هذا المكان ، سار نحو سيارته لكنه توقف لينظر حوله ، كان الماكن مظلماً شديد الظلمة ، مكان جيد لاختباء اللصوص ، و هي هنا مع مجموعة من الفتيات ، لا سلاح لديهم و لا قدرة على الهرب ، فتح بعد هذا باب سيارته ثم اجلس على كرسي القيادة و نظر للمنزل ، تنهد بهدوء لكي يقول بملل
" شكلي كذا بنام اليوم بسيارتي "


*~*~*
~*~*~
*~*~*~*~*~*~*~*~

كانت واقفة بالمطبخ تصنع نوع من انواع الحلويات ، كان امامها على تلك الطاولة البيضاء اكوام من اكياس البسكوت المربعة الشكل و علبة كبيرة من الوشكولاة الذائبة ، و طبق كبير ممتلئ بحلوة الخطمي ، بدأت هي بإعداد هذة الوجبة بينما ليان كانت و بكل سهولة و يسر تصنع شطائر دجاج و خضار ، ابتسمت ليان و هي تضع اخر قطعة طماطم في اخر شطيرة ثم قالت بسعادة
" انتهيت "
دخلت منة لكي تقول بحماس
" اعمل العصير دلوقتي ؟! "
ترددت ليان كثيراً لكنها قالت بالنهاية
" سوي "
صاحت منة بحماس ثم ركضت بسرعة نحو الثلاجة و فتحتها ثم بدأت بالعبث بمحتوياتها و بعد عدة دقائق كانت تمسك بطبق كبير به موز و فراولة
ابتسمت هي و هي تضع قطع الموز و تضعه بالخلاط ثم تقطع الفراولة و تضعها خلفه ثم تضغط الزر و... صوت مزعج امتد لمدة طويلة نسبياً بعدها اغلقت الخلاط و نظرت لليان لكي تقول بحماس
" تعالي صبي انتِ "
نظرت ليان لها بإنزعاج ثم ذهبت لها و سحبت الخلاط من بين يديها و قالت و هي تشير للباب
" براااا "
اومأت منة ثم ركضت للخارج لتجد شذى جالسة مع شروق على الارض امام الباب يتهامسان ، توجهت هي نحوهما بهدوء ثم توقفت على بعد خطوات منهما لكي تنظر لها شذي بعينان ذابلتان فقالت منة بقلق
" في حاجة ؟! "
اومأت شروق لكي تقول منة بقلق اكبر
" في إه ؟! "
قالت شذي بصوت هادئ
" لافي جاء يتهاوش معي "
استمعت منة لكل المحادثة التي دارت بين شذي و قريبها ... لافي ، لم يكن بها ما يهم ، سوى عصبيته الغريبة بنهاية المحادثة كانت ملفتة للنظر نوعاً ما لكنها لم تكن بهذة القسوة لتجعل شذى تحزن ، اقتربت منة من شذى بخطوات متقطعة ثم توقفت امامها و انحنت قليلاً ثم مدت يدها و هي تقول بتوتر
" تعالي "
تعجبت شذى و شروق من منة لكن شذى امسكت بيد منة لكي تساعدها منة على الوقوف ثم سارت معها نحو المطبخ ، تركتها منة لكي تقف و امسكت باحدا الاكواب التي وضعت بها ليان العصير و وضعته امام فم شذى فارتشفت شذى القليل ثم نظرت لمنة تنتظر ما سيحدث لكن كل ما حدث هو ان منة قالت بحماس
" حلو ؟! "
ضحكت شذى بطريقة هستيرية ثم نظرنا لها جميعاً لكي تقول ليان بشك
" منة انتِ ايش حاطة بالعصير ؟! "
ضحكت منة بخفة ثم قالت مدعية بغرور
" شوية من سحري الخاص "


*~*~*
~*~*~
*~*~*~*~*~*~*~*~


كانت تراقبهن و هي تصنع تلك المقبلات اللطيفة ، ابتسمت و هي تضع اخر قطعة من المقبلات بداخل ذلك الطبق نظرت لهن لكي تقول بمرح
" مين عاوز سندوتش ؟! "
نظرت لها ليان و شروق ثم باقي الفتيات ثم ركضت ليان نحوها و سحبت احدا القطع ثم بدأت بتناولها ، تراجعت ليان بضع خطوات للخلف و هي تتذوق القطعة ثم قالت و هي تسحب أخرى
" مو مسمومة تعالو كلو "
بدأت الفتيات بالقدوم و التذوق ثم جلسن على ارضية المطبخ و تناولن المقبلات و شطائر الدجاج و اللحم ثم عصير منة المميت


*~*~*
~*~*~
*~*~*~*~*~*~*~*~

كان منتصف الليل تماماً ، جلسن جميعهن على ارض غرفة شروق المتواضعة ينظرن بإرتباك لبعضهن ثم قالت ندى بصوت جهوري
" و بعد كدة ، مسك عضمهم و رماه للكلاب ، و من يومها و هما بيطلعو في منتصف الليل يأكلو عضم الكلاب الضالة اللي بتمشي في المكان اللي ماتو فيه "
صرخت ليان بخوف لكي تضحك ندى ضحكة شريرة تختم بها قص
تها ، قالت شذى بملل
" ما عندكِ شي يخوف
!؟ "
كادت ان تُظهر ملامح الانزعاج على وجهها لكنها قالت بخبث
" لا ، عندي "
ثم قالت بصوت تعمدت جعله مخيفاً بقدر الامكان
" كانو مجموعة بنات ، مكنوش يعرفو إه اللي هيحصل لهم لو لعبو لعبة مع القدر ... لكن هما لعبو لعبة وحشة مع القدر ، و اللعبة دي كانت انهم يألفو قصص رعب عن الجن و العفريت و ينشروها في كل مكان ، وفجأة ماتت وحدة منهم في حادث مؤسف ، ادعو انه حادث سير لا اكثر ، لكن هو مكنش مجرد حادث سير ، ده كان أسوأ حادثة قتل ، البنات البقية خافت و ... "
قاطعتها شذى و هي تلق بإحدى الوسائد عليها و تقول بغضب
" أبغى شي مرعب مو شي ينوم "
صاحت ندى بإنزعاج و هي تعيد القاء الوسادة علي شذي
" اسكتي "
ثم أردفت و هي تقف
" الفار ارحم منكم على فكرة "
ضحكت ليان ثم قالت بسخرية
" خلاص روحي له ، ما حد قال لك تجلسي معنا "
دققت ندى النظر بوجه ليان و شردت قليلاً لكنها بالنهاية قالت بكل بسطة
" يالا نلعب "
نظرت لها ليان ثم صاحت بحماس
" اجمل كلمة سمعتها من بداية هالمبيت "
ابتسمت لها منة ثم قالت مدعية عدم الاهتمام
" لا ، مش عوزة العب "
ضربتها شروق علي رأسها بسعادة فنظرت لها ليان باندهاش لكي تقول شروق بخبث
" من زمان و انا ابي اضربها "
ضحكات تعالت من افواههن لتتردد اكثر من مره في ارجاء المنزل و يصل صدى صوتها إلى مسامع لافي الجالس على مقعد سيارته اسند رأسه للخلف ، ابتسم بلطف ثم تثائب و هو يضع يديه امام فمه لكي يسمع صوت قطة شذى تموء بإنزعاج ثم تقفز من نافذة ما و تقف امام سيارته ، فتح لها الباب لتقفز بدون مقدمات و تجلس على قدمه ثم تنام ، ابتسم هو بسعادة ثم مرر اصابعه على فروها الناعم لكي يقول بلطف
" يوعانة ؟! "


*~*~*
~*~*~
*~*~*~*~*~*~*~*~


مرت سعات الليل بسرعة شديدة لدى الفتيات و أتى الصباح بسرعة اشد ، استيقظت منة ثم رتبت ملابسها و ارتدت حجابها الابيض و خرجت من المنزل و توجهت نحو منزلها ، ليان استيقظت بعد منة بدقائق و بعد انتهائها من ترتيب نفسها و تبديل ملابسها توجهت نحو المطبخ لتحاول صناعة فطور ، استيقظت على صوت ارتطام اواني و ملاعق ، صوت مزعج ، ثم صوت شي يقع و يرتطم بالارض و صوت فتاة تتمتم بغضب ، ايقظت هذة الاصوات المتجمعة شذى لكي تنهض بسرعة من على تلك الوسائد التي وضعوها على الارض لينامو عليها ثم وقفت لكي تقول و هي تفرك عيونها بكلتا يديها
" استغفر الله "
توجهت بعد هذا إلى المطبخ ، مصدر الاصوات الغريبة ، وجدت ليان تقف بالمطبخ و تقوم باعداد نوع من انوع الطعام ، جلست على ارضية المطبخ من الجهه المقابلة لليان ثم قالت بإنزعاج
" ليان ليش كل هالاصوات ؟! "
نظرت لها ليان ثم قالت بحماس
" بسوي فطور "
ابتسمت شذى بسخرية ثم قالت
" طيب حلو ، سوي لي عصير معاكِ "
اومأت ليان و اكملت اعداد الفطور ، كانت ندى قد استيقظت مع شذى لكنها اكتفت بالتحديق في الظلام و الصمت ، دامت لحظات طويلة من الصمت افاق ندى من شرودها صوت شروق و هي تستيقظ مفزوعة لكي تنهض ندى و تقول بتعجب
" في إه ؟! ، كابوس ؟! "
اومأت شروق ثم قالت و هي تتنفس بخوف
" شفت مريم بتقتلني "
ضحكت ندى بدون قصد لكي تنزعج شروق ثم تقف و تخرج من الغرفة و خلفها ندى تحاول كتم ضحكتها و لكنها لا تستطيع
تناولت الفتيات فطوراً شهياً لذيذاً ، و بعد دقائق سمعت الفتيات احدهم يطرق الباب ، وقفت شذى لكي تقول و هي ترتب مظهرها امام تلك المرآة التي بغرفة شروق
" ما حد يفتح "
ثم خرجت هي و توجهت نحو الباب ثم فتحته لترى لافي يقف امامها و على وجهه علامات انزعاج و .... تكاد تجزم بانه نام هنا الليلة الماضية ، ملابسه لم يبدلها و هو معتاد تبديل ملابسه كل ساعة تقريباً ، عيونه قد ظهرت اسفلها هالة سوداء لا تظهر سوى عندما يسهر في احدا حفلاته ، كما ان عيناه ليستا ثابتتاً كما اعتادت بل هما تتحركان بشكل غريب ، ابتسمت بانتصار ثم نظرت للفتيات و لوحت لهن ، تقدمته هي لكي تدخل الى المقعد الخلفي بسيارته الفخمة ثم تقفز عليها من حيث لا تعلم قطتها [ جينو ] ، دخل لافي خلفها ليجلس بالمقعد المجاور لها ثم قال بجدية
" شوفي شذي ، امس ما حبيت اسوي لش مشاكل او اعصب عليش قدام صديقاتش، لكن قسماً بالله اذا سويتيها مرة ثانية و هربتي من البيت بيكون لي تصرف ثاني ، بتندمين و بندم عليه "
أرعبتها كلماته بشدة ، لكنها تظاهرت بالهدوء و اومأت فحسب بالموافقة ، ابتسم هو بلطف ثم خرج من السيارة و انتقل لمقعد السائق ثم بدأ بالتوجه نحو المنزل ، كان يشعر بانتصار ، لم يكن يستطيع ان ينتظر حتي يعودو للمنزل ليقول هذة الكلمات ، كان عليه ان يقول الكلام المناسب تحديداً في الوقت المناسب .


*~*~*
~*~*~
*~*~*~*~*~*~*~*~


كانت ندى جالسة على سرير شروق تسند رأسها علي كتف ليان الجالسة بجوارها ، بينما شروق جلست بالجهه الاخرى تقص عليهم ما رأته بالحلم ، ابتسمت ليان بدون شعور و بدأت تلعب بشعر ندى لكي تصيح ندى بإنزعاج
" متلعبيش في شعري "
نظرت ليان لندى بضيق ثم قالت و هي تنظر لشروق
" كملي "
اقتربت ندى من ليان من جديد و اسندت رأسها على كتفها لتبتسم ليان بلطف و هي تقول
" ترا كتفي مو مخدة "
ضربت ندى قدم ليان بخفة ثم قالت
" اسمعي و انتِ ساكتة "
اومأت ليان بالموافقة ثم عادت تنصت لشروق


*~*~*
~*~*~
*~*~*~*~*~*~*~*~

كان صوت هاتف ما يتعالى بالخارج ، نظرت الثلاث فتيات إلى الخارج معاً ، قالت شروق بإنزعاج
" ندي روحي هاتي الموبيل "
نظرت لها ندى بتعجب ثم قالت
" ليه انا ؟! "
ابتسمت ليان بخبث لكي تقول
" لان انتِ اصغر واحدة هنا "
اعتلت ملامح الانزعاج وجه ندى ثم وقفت و بدأت تتهادى في السير متوجهه نحو غرفة الاستقبال ، نظرت يميناً ويساراً ثم رأت هاتف ليان على احد المقاعد يرن بصوت مرتفع ، سحبته هي ثم عادت لهن لكي تمد يدها لليان بالهاتف ، سحبت ليان الهاتف ثم ردت بسرعة قائلة
" مرحبا "
رد صوت خشناً ذكوري من الجهه الاخرة قائلاً
" وينكِ للحين ؟! "
فكرت ليان للحظات معدودة ثم قالت بنبرة حاولت جعلها هادئة
" انا عند وحدة صديقتي ، برجع للبيت الحين "
لم تسمع بعدها سوى دقيقة كاملة من الصمت ثم الصوت الخشن و هو يقول
" منتظرك "
وقفت ليان ثم ذهبت راكضة نحو الحمام المُلحق بغرفة شروق و خرجت بعد دقائق ترتدي عبائتها و طرحتها ذات اللون الأسود ثم اكملت السير نحو باب الخروج بنفس الخطوات الراكضة و هي تقول بصوت مرتفع
" السلام عليكم و رحمة الله و بركاته "
ردت كلتا الفتاتان السلام ثم نظرت شروق لندى و قالت بخبث
" تمينا بروحنا قولي الحين "
نظرت لها ندى بتردد ثم قالت بقلق
" و إه يضمن لي انكِ مش هتقولي لحد ؟! "
ثواني ، دقائق ، مرت دقائق من الصمت استغلتها شروق بالتفكير في ضمان بينما ندى كانت تتمني من الله الا تجد شروق الضمان ، صاحت شروق فجأة لتكسر الصمت قائلة
" بضمن بشرفي ما بقول لاحد "
بدت ملامح الانزعاج جلية علي وجه ندي لكنها قالت بتوتر
" الموضوع مو مهم ، والده كلم والدي ، و لو تزوجنا هيكون زواج " صوري " ، هذا كل الموضوع ، و بابا مش موافق ، و لا انا ، بس "
فكرت شروق للحظات ثم قالت بتعجب
" يعني تبين تفهميني ان خالد اللي انتِ جالسة تكلميني عنه ليل نهار تقدم لش و انتِ رفضتيه ؟! "
ضحكت ندى بخفة ثم قالت بسخرية
"مش هو اللي تقدم لي ، ابوه تقدم لابوي ، خليهم يتجوزو بعض "
تعجبت شروق من ردة فعل ندي ثم قالت بقلق
" ندى انتِ زعلانة لانه ما تقدملش بنفسه ؟! "
ردت ندي بانزعاج قائلة
" طبعاً لا "
وقفت بعدها ثم بدأت بالسير نحو غرفة الاستقبال لكي تقول بملل
" تخيلي اني احب خالد "
ثم ضحكت بصوت مرتفع لكي تقول شروق بتعجب
" انزين ليه ما تحبي خالد ؟! "
تربعت ندى على الارض ثم قالت بتفكير
" خالد... خالد حياته خطر ، عنده من المشاكل اللي يكفيه ، و بظن اني لو دخلت لحياته هكون مجرد مشكلة كبيرة و بس ، هو كويس انه قادر يحمي نفسه ، يمكن يخسر نفسه لو انا دخلت لحياته "
كان كلام ندى يبدو علي غير العادة منسقاً ، مرتباً ، مجهول المعنى ، هل هذا يعني انها تحبه لكنها لا تستطيع ان تؤذيه ؟! ، ام يعني انها تخشى فحسب على قريبها الذي قضت طفولتها معه ؟! ، كان كلامها يشير بغموض لشئ ما ، فما هو الخطر بحياة خالد ؟! ، كانت هذة الاسئلة تتجول بعقل شروق دون توقف ، بينما شروق لا تجد جواباً و احداً لهذه الاسئلة ليُشبع فضولها ، لم تجد شروق مفراً من السؤال ، فسألت ندى قائلة
" و ليه بتقولين كذا ؟! "
لم تجد ندي جواباً مرضياً ، هي لا تريد أن تسبب له مشاكل و حسب .


*~*~*
~*~*~
*~*~*~*~*~*~*~*~


مرت اول ساعات النهار بصعوبة بالغة ، كانت ندى تفكر و تفكر بينما شروق ارتدت ملابسها و اعتذرت لندى و توجهت نحو " عملها " دخلت الى المتجر لتستقبلها الفتاة بنفس الوجه المنزعج ذهبت بعدها لكي تبدل ملابسها لملابس العمل ، اثناء سيرها متوجهه نحو طاولة الدفع توقف امامها ذلك الشاب ، بنفس العيون الرمادية ذات الشعاع البارد ، كادت ان تغير مسارها و تسير من جهه مختلفة لكنه امسك كتفها ثم قال بجدية
" ضروري اتكلم وياك "
نظرت له بانزعاج ثم ابعدت يده و قالت بغضب مكتوم
" انا ما اعرفك ، انت ما تعرفني ، فلو سمحت ما لك دخل بي ، و ان حاولت تكلمني مرة ثانية بترك لك هالمكان تشبع منه "
قالت كلمتها الاخيرة ثم غيرت مسارها لكي تسير بسرعة و تصل الى الطاولة بينما الفتاة ذات الوجه دائم الانزعاج لم ترحل فور وصول شروق هذة المره بل قالت لها بفضول
" ايش كان يبي منك؟! "
صمتت شروق و لكن اصرت الفتاة على المعرفة باعادتها للسؤال من جديد لكي تقول شروق بانزعاج
" يبي يكلمني "
صاحت الفتاة بحماس
" و انتِ ... "
صمتت عندما نظرت لها شروق بغضب لكي تقول بهمس
" و انتِ وش قلتي له ؟! "
ابتسمت شروق بخبث و هي تتذكر كيف كانت نظراته الباردة قد تحولت لنظرات غضب عارمة و هو يستمع لكلامها ، قالت بنبرة المنتصر
" ما قلت شي مهم ، قلت له لو كلمني مرة ثانية بترك الشغل هنا "
نظرت المنزعجة بذهول لشروق و لم تزيد بكلمة واحدة بل رحلت فحسب ، شقت طريقها بين الزبائن ثم توجهت نحو غرفة الخزائن ، و ما لف نظرها هو ذلك الشاب الذي يقف خلف طاولته هو و الشاب صاحب الشعاع البارد [ إيهاب ] ، كانت حالة إيهاب تبدو سيئة حيث انه ينظر للارض بغضب و يبعثر شعره كل 5 دقائق اكثر ، كانت تحدق به و على فمها رُسمت ابتسامة سعيدة ، كان يرفع يده ليبعثر شعره من جديد و لكن التقط عينه بعينها ، عادت نظراته الباردة و هو ينظر لها بينما كانت النظرات المرتبكة قد استحوذت على عيني المنزعجة ، هربت هي بسرعة و دخلت الى الغرفة ، بدأت بتبديل ملابسها ثم خرجت بعد دقائق معدودة و نظرت لمكانه لكنها لم تجده ، تنهدت براحة ثم خرجت من المتجر .


*~*~*
~*~*~
*~*~*~*~*~*~*~*~

أتى لندى إتصال من شقيقها يبشرها برحيل الفأر عن منزلهم ، و يحثها على القدوم سريعاً لرؤية جثته ، كانت ندى تسير في الطريق و هي تنظر امامها بهدوء ، رأت طفل صغير يلعب فإبتسمت له إبتسامة لطيفة لكي يبدلها الابتسامة ثم أكملت طريقها ، وصلت لمنزلها بعد نصف ساعة من السير لكي تصعد الى الطابق الثالث حيث تقبع شقتها ، طرقت الباب عدة مرات و كان من فتح ... مفاجآة .


انتهي .^.
لا اصدق انه انتهي هالبارت اللي ما بينتهي xd

بتمني يعجبكم ^.^