. بسم الله الرحمن الرحيم
المساجد بيوت الله سبحانه وتعالى ولمكانتها وفضلها ذكرها الله سبحانه في الكثير من الايات في كتابه الكريم ، وأضافها إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم ، فقال سبحانه : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }الجن الاية 18 ورغب سبحانه في بنائها وعمارتها وأخبر أن عُمَّارها المؤمنون بالله واليوم الآخر قال تعالى : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ }التوبة الاية 18 فالمساجد دور عبادة وذكر وتضرع وخضوع لله سبحانه ، ومواضع تسبيح ، وابتهال وتذلل بين يدي الله سبحانه ، ورغبة فيما عنده من الأجر الكبير ومقام تهجد ، وترتيل لكتاب الله وحفظ له ، وغوص وراء معانيه ،
وقد نقل القرطبي عن بعض العلماء تلخيصا جيدًا ، مما ينبغي أن يراعي في الآداب والممنوعات في المسجد فقال : وقد جمع بعض العلماء في ذلك خمس عشرة خصلة ، فقال :
من حرمة المسجد أن يسلم وقت الدخول إن كان القوم جلوسًا ، وإن لم يكن في المسجد أحد قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، وأن يركع ركعتين قبل أن يجلس ، وألا يشتري أو يبيع ، ولا يسل فيه سهما ولا سيفا ، ولا يطلب فيه ضالة ، ولا يرفع فيه صوتا بغير ذكر الله تعالى ، ولا يتكلم فيه بأحاديث الدنيا ، ولا يتخطى رقاب الناس ، ولا ينازع في المكان ، ولا يضيق على أحد في الصف ، ولا يمر بين يدي مصل ، ولا ييصق ولا يتنخم ولا يتمخط فيه ، ولا يفرقع أصابعه ، ولا يعبث بشيء من جسده ، وأن ينزه عن النجاسات والصبيان والمجانين ، وإقامة الحدود ، وأن يكثر ذكر الله تعالى ولا يغفل عنه . فإذا فعل هذه الخصال فقد أدَّى حق المسجد ،
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
. وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
