هل انت طيب ....وتحب ان تكون طيب ....؟ الاخوة والأخوات في هذا الموضوع الجديد نحاول ان نفهم ونتعلم ونستوعب حقيقة صِفة نحبها جميعاً ... ولا أحد علي الأطلاق يكره ان يتحلى بها الا انه احياناً يتم الاستعارة والخجل منها ومحاولة فعل نقيضها فقط لإرضاء من حرفوا وبدلوا ولو أنها لازالت برّاقة لامعة وما نحاول ان نفهمه ونتعلمه بين صفات نشعر بها ونتعامل بمقتضاها وبين ردود افعال من لا يحترمها او يقدرها او يعلم اصلها ومكانتها حتي في ديننا ... فهناك من يري ان الطيبة هي سذاجة وسطحية وعدم اتزان وبالتالي يتم استغلال صاحبها اسوء استغلال وهناك من يري ان الطيبة هي صفة المسلم الحقيقي وقبل ان ندخل في فهم هذه الصفة ... فلنحاول ان نعرف اصلها ومكانتها حتي في اللغة العربية حتي نقيس معانيها بسلوكياتنا كلمة طيب وجدت انها تعني الأتي : الطَّيِّبُ : كلُ ما تستلذُهُ الحواسُّ أَو النفس . و الطَّيِّبُ كلُ ما خلا من الأَذى والخَبَث . و الطَّيِّبُ من تخلَّى عن الرذائل وتحلَّى بالفضائل . ويُقال : فلانٌ طَيِّبُ الإِزارِ ، وطَيِّبُ القلبِ : طاهرُ الباطن . وزَبونٌ طَيِّبٌ ...سهل في معاملته و الطَّيِّبُ من البلادِ ونحوِها : الجيِّدُ التربة....وهي طيبة ونَفْسٌ طيبه : راضيةٌ بما قُدِّر لها . وكلمةٌ طيبة : حسنةٌ جيِّدة لا كراهةَ فيها . وبلدةٌ طيبة : كثيرةُ الخير آمنةٌ أَو مأْمونةٌ من الآفات . ومساكنُ طيبة : طاهرة . وتُربةٌ طيبةٌ : جيدة طاهرة تصلح للنبات . وطِعمةٌ ( بضم الطاء وكسرها ) طيبة : حلالٌ وريحٌ طيبة : لَيِّنةٌ ونكْهة طَيِّبة : ذكيةُ الرائحة لا نَتْنَ فيها شَابٌّ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ : عَطِرُ الرَّائِحَةِ يَسْتَنْشِقُ رائحة طيبة ...أي رائحة عَطِرة رَجُلٌ طَيِّبُ النَّفْسِ : صافي القلب صادق النيّة دمث الأخلاق نَفْسٌ طَيِّبَةٌ : رَاضِيَةٌ . طَيِّبُ الْخُلُقِ : حَسَنُ الطَّبْعِ . شَرِيفٌ طَيِّبُ العِرْقِ : مِنْ أَصْلٍ شَرِيفٍ ، مِنْ سُلاَلَةٍ نَبِيلَةٍ عرفنا ان كلمة طيب وجذرها يحتوي علي كل ما هو رائع وحسن ومقبول ومُحبب ... وفي تفسير للآية التي ذكرها الله سبحانه وتعالي واختص بها كلمة الطيبين من هُم ومقامهم عنده سبحانه وتعالي .. فقال ابن اكثير في تفسيره : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26 ) النور 26 وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال،
والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء؛
والطيبات من النساء للطيبين من الرجال،
والطيبون من الرجال للطيبات من النساء أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة
لرسول الله صلى اللّه عليه وسلم إلا وهي طيبة لأنه أطيب من كل طيب من البشر،
ولو كانت خبيثة لما صلحت له ومن هنا نفهم ان الطيبة هي الكلمة المفترض تواجدها في الأنسان المسلم .... فإن تأصلت فيه فعلياً ...تكون هي المرجع لسلوكه بين الناس ....
وهي في مجملها تعني كل الأخلاق الفاضلة
من تسامح ...
وعفو...وتواضع ...
ومبادرة لمساعدة الاخرين...
واللطف ...والأيثار ...والكرم
ونقاء السريرة ...
اي انها تشمل كل الاخلاق المُصي بها من قِبل
شرعنا الحكيم علي لسان الحبيب المصطفي
صلي الله عليه وسلم .... .تؤدي غرض واحد فقط وهو الوصول لغاية سيئة ..
والي الفساد والأفساد في العلاقات والتعاملات
بين الناس ...
ولا توجد فيها كل تلك الصِفات من معاملات
اسلامية حقيقية ...
ببساطة لانها تم تشوهها وتزييفها ...
وصُنعها ولبسها لغايات غير صحيحة ... .لأنه طالما هي مصطنعة
فيعني ذلك انها ليست متأصلة في صاحبها ... وبالتالي ستكون لسبب فقط ، وبعدها تندثر امام اول هزّة او موقف أو سلوك طائش ... وهناك فرق بين الطيبة وبين السذاجة وعدم الكياسة سلامة نيَّة ، بساطة تفكير ، افتقار إلى الذكاء والحكمة والحُنْكة فنيّة الساذج هي سليمة بسيطة خالية من الذكاء والحكمة والحنكة في التصرف ... فيتم استغلال صاحبها اسوء استغلال حتي انه في بعض المجتمعات يطلقون علي الساذج وصف الطيب الزائد عن الحد .... ففي هذه الحالة يفترض ان يتحلى المسلم بالطيبة الحقيقية وبالتالي ستكون طيبته طبقاً ولا يقع في مطب ان يُحسب علي انه سهل الانقياد والسذاجة ويتم التلاعب به او بها .... فرأيي هو انه طالما انك طيب عندها ستجد من يقدر هذه الصفة ولا يتم استغلالها ....
لانهم يعلمون تماماً انها مغلفة بالحكمة والرزانة والأدب والحنكة والكياسة .... والكياسة تقول تخيروا لأنفسكم من يشارككم طيبتكم ... وهذا ينطبق علي الجنسين فمن كان طيب فعلاً سيجد من يقاسمه هذه الصفة العظيمة .... اما ان كان مُخادع يصطنع الطيبة فسيقع في اول مطب وعندها يُعرف انه لا يستحق التعامل معه ...
فهل اخوتي الكرام بعد ان عرفنا الطيبة
الحقيقية والشرعية
موجودة في نفوسنا طِبقاً لما أراد الله لها ان تكون....؟
أم تم تغييرها وتبديلها
حتي اصبحت وسيلة وليس غاية وسلوك
فأستغلوا هذه الصِفة في الوصول لغاية
غير نبيلة فأندرجوا تحت مصطلح التزلف والنِفاق
والرياء والسُمعة والظهور ....؟ فجعلنا الله ممن تكون هذه الصفة مُغلفة بالكياسة والرزانة والثبات والحذر الحقيقي
وهو التدقيق في سلوكنا وفي سلوك من يحيطون بنا
ولا ننجر خلف صِفة حتي نعرف اتجاهها الي اين
وهذا يسمي الحذر والحرص
حتي لا يتم استغلال الطيبين اسوء استغلال
من قِبل الغير طيبيين ... تحياتي لكم اخوتي الطيبين الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |