- 4 -
ـ جوين ما مصلحتكِ من انقاذهـا ؟
ـ لأنِنِي أريدُ قتلهـا بنفسي !
ـ أوش ، أزعجتني ، اخرجْ !
نهض الفتى ، وخَرجِ من الغرفةِ وهـو يَشعر بالحَنقِ منهـا : لو لاْ حَاجتيِ لكِ ، لحفرتٌ قبركِ بيديِ !
وأدخـلِ يديـهَ في جيبه ، صُدم عندمـا رأى امرأة شقراء تبتسمُ بخُبث ، اقتربتْ مِنه لتُصدر ملابسهـا الجلديةِ صوتُ مزعجُ لاحتكاكِ أردافهـا ، وقَبلتهٌ ، تركْ أحمَرُ شُفاههـا علامةً علىْ خِده ، أمسكت بمسدسهـا الفضيُ المُرصعَ بالألمــاس ، عانقته ، وكتمتْ صوتَ مسدسهـا
ـ جـُ ..جـوينِ أَرجوكِ كِ ، أبقيِ على حيــ...!
وأطلقتْ تلك الرصاصةِ التي اخترقت دمـاغِه ، ونُثرت بعض قِطع اللحمِ ، وشلالُ دمٍ غزير ، ملوثةً الرواقَ بأكملِه !
ـ لستُ أنـا مَنْ تُهددْ هكذا !
وتحركتْ تارِكةً الجُثة كمـا هي !
.................................................................
ـ مالذي سنفعلهُ الآن يا فيزاْ ؟
نَزعتِ "فِيزا " النظارةِ الطبية ، ومسحتْ على وجهِهـا بيأسِ :
ـ لا أْعرِف ، رُبمـا نَنتهي مِنهـا !
قالهَـا بِدهشةٍ وهـوْ يَنظر لهـا
حَدقتْ فيزا باستغراب ، و أردفتْ بِنبرةٍ حَذِرة :
نَهضت فيزا مـن كرسيهـا الجلدي ، و نَظرتِ إلى النافذة المستطيلة ذاتِ الإطارِ البني الكلاسيكي :
ـ يَبدو بأنهُ سيعيشُ يتيمَ الوالدينِ !
ـ هَيَ أزمَة ، وستفُكرينَ بخطةٍ مـا بالغد وتزعجينيِ بهـا ، أنتِ زوجتي وأنا أعرفكِ !
ابتسمتْ فيزا ، وهـيَ تنظر إلى الرجـل الأربعينيْ جالسٌ على كرسيٍ مُتحرك ، مبتسمٍ بدفء .
فيِ مكانٍ بعيدٍ عن لندن و ازدحامِهـا ، هدوءٌ حَذِر ، و ظلامٌ دامِس .
صوت خطواتٍ متباعٍدة ، وراكِضة ، اِصطدام ، سُقوط ، قهقهاتُ ثلاث رِجـال ، أصواتٌ مُتداخِلة ، أمرٌ مجهول ، و انتهِى !
كانَت فيوليت ، تُحاول تمشيط شعرهـا المتشابكِ بشِدة ، وهـيَ تُطلِقُ عليِهِ الشتائِم ! ثوانٍ حتّى اِمتلئَ الرواقُ بالشُرطياتِ الراكِضات !
قَفزتْ فيوليت ، وأخرجتْ رأسهَا منْ بينِ القُضبان :
ـ يا ، يا ، مـاذا هُناك ؟
التفتْت احداهُن على مِضض :
ـ العِصابة بدأت بالتحرك !
اِنتفض جَسدُ فيوليت ، وحَدّثت نَفسهـا قائِلةً " كِيفَ ؟ و مِن دونِ أمري ؟"
توقفتْ احداهن وقـالت وهـي تضع اصبعهـا السبابةِ على وجههِـا
اقتربت الشرطيةِ منهـا بخطواتٍ حَذرة ، وتوقفتْ بعيداً عِن القضبان . صرخت فيوليت مستنكرة :
ـ أتعتقدين بأنني سألتهمكِ ، اقتربي !
ـ ما لذي تريدينهُ مِنهـا ؟
وجهتْ فيوليت أنظارهـا إلى تِلك المرأة ضخمة الجثةِ ، لم تتجرأ على الرد !
تجاهلتـاهـا ، واستمرتـا بالركضِ خَلفْ الاٌخريـات !
توقفتْ احداهنْ ، وكـانتْ القُبعة تغطي ملامِح وجهِهـا ، انحنتْ ، وبدأتْ بربط حِذائِهـا الرياضي ، ترمُق فيوليت بين الفينةً والأخرى بنظراتٍ مُترقبة !
جلستْ فيوليت القٌرفصاء كعادتهـا ، ولكِنهـا كانتْ شاردة ، سمعتْ صوت ارتطام معدنين خفيف ، التفتتْ يَمنةً ويسرة ، ورأت مِفتاح صغير بالقُربِ مِن سريرهـا !
قفزت مُسرعة ، امسكت بالمفتاح بين يديهـا ، مُحاولةً تصديق ما حدث !
وجهتْ نظرهـا إلى خارِج الزنزانة ، الضجيج اختفى والممر ساكِن !
اقتربت من القضبان ، بيدٍ راجفة ادخلتْ المفتاح ، ادارته وفُتِح !
سٌرعان مـا ارتسمتْ ابتسامة شقية على شفتيهـا ، وقفزت بحماسِ مكبوت ، فتحتْ الزنزانة على مصراعيها بتهور ، وبدأتْ بالركض اللا مُبالي بالممرات ، بدأت بالتحدث مـع نفسها في حوارٍ طويل ، قاطعه امساكِ احدهم بمعصمِهـا بشِدة !
ـ أوي ، أين تعتقدين نفسكِ ذاهبة ؟
بقيتْ فيوليت تحدِّق بالشرطية الواقفة أمامهـا ، بنظراتٍ مُتفحصة ، اردفتْ بعدهـا بدهشة
ـ جوين !
***
آرآئكم \ أنتقآدآتكم ؟