متى سنفهم نحن العرب، لاحظوا بعض الامور: أميركا كانت اول من قال ان القاعدة اخترقت المعارضة السورية. واول من وضع جبهة النصرة على لائحة الارهاب ، واول من طالب ببقاء مؤسسات الدولية قائمة بما فيها الامنية، ولم تعترف بالائتلاف السوري المعارض ممثلا وحيدا للشعب السوري ولم تفتح له سفارة كما فعلت فرنسا او قطر او غيرهما . والان تطلب من الدولة السورية الانضمام الى معاهدة منع انتشار الاسلحة. واميركا هي من ساهم وسهل تسليح المعارضة ورعى مؤتمرات اصدقاء سورية وغض النظر عن وصول مسلحي القاعدة الى سورية .....
الواضح اذا ان الهدف كان تدمير سورية وحماية اسرائيل، ولا اعتقد مطلقا ان اميركا يهمها النظام او المعارضة، ولا اعتقد انها تتأثر بقتل مئات الالاف السوريين، وانما الدم السوري من كل الفئات هو مجرد وسيلة رخيصة في لعبة امم كبيرة ....
الان يتوجه الروس والاميركيون لاتفاق. ومن النتائج الحتمية لهذا الاتفاق التخلي عن فكرة اسقاط النظام السوري بالقوة ووقف الدعم الخارجي للمعارضة المسلحة وتسهيل عملية التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ومحاولة جمع السلطة والمعارضة في جنيف اثنين .....
متى سنفهم نحن العرب، ان الدول الغربية حين تدعم هذا الطرف او ذاك، فلا تدعمه لمصلحته او مصلحة بلده، وانما في سياق مصالح دولية تتخطى الجميع، ولا بأس ان كان الثمن دم طفل او امراة او شيخ او بريء ، ولا بأس ان كان الثمن تدمير القلب النابض للعروبة، وقتل التاريخ والتراث ومجد هذا البلد العريق.
نأمل ان تخرج سورية من محنتها، وتعود اقوى وان يشعر فيها كل مواطن مهما كان انتماؤه وطائفته ومنطقته انه شريك في هذا الوطن الذي ما قدم للعرب في كل تاريخهم الا الحب والدعم .
ويوما بعد آخر ، نلاحظ ان قلوب العرب تنبض على قلب سورية، وتقول لعن الله من ايقظ الفتنة التي لم تخدم احدا سوى اعداء هذا الوطن .
__________________ |