عرض مشاركة واحدة
  #487  
قديم 09-14-2013, 08:20 PM
 


آيكو بقلق : يا إلهي ماذا حدث هنا ؟
الشرطي : الدماء لازالت جديدة هذا يعني أنهم كانوا هنا .
آيكو بغضب : ألا ترى أنك تقول أمور نعرفها حقاً ؟ ما رأيك أن تبدأ بعملك وتعيد لي أبناي .. فعلى ما يبدوا ان أحدهما إن لم يكن كلاهما مصاب !
تاكاشي : أرجوك إهدء .. سيكونان بخير .
آيكو : أتمنى ذلك ولكن ...أغمض عينيه وهو يأخذ نفسا عميقاً حتى يوقف ولو القليل من تلك العاصفة في داخله .

لنعد الآن إلى يوشي الذي إبتعد قليلاً عن انظار سوكي .. نظر إلى منزل قريب منه .. يوجد به كهرباء وماء على عكس تلك الأكواخ .. وهذا المنزل هو للإيجار أيضاً فبعض السواح لا يقبلون بتلك الأكواخ .. ركض يوشي بتجاهه بسرعة وقد توقف عند شخص ما .
الرجل بقليل من الدهةش والقلق : هل أنت بخير يا بُني ؟
يوشي : أجل بخير .. ولكن سيدي هل يمكنك أن تفك قيدي .
الرجل وهو يفك القيد : من فعل بك هذا ؟
يوشي : زوجة أبي .. بكل حال شكراً لك .
الرجل : لماذا فعلت ذلك ومن ثم أنت مصاب ؟
يوشي بإبتسامة بريئة : لقد كنت ألعب بالسكين وقد أصاب كتفي لذلك قامت بتقديد حتى تنادي على أبي ولكنني هربت فحسب .
الرجل بدهشة مجدداً : ولكن يا بني لماذا هربت ؟
يوشي : حتى لا يعاقبني ومن ثم لقد أتيت مع أخي ليلة أمس وحجزنا هذا المنزل فقررت أن أصنع لها مفاجأة لذلك أرجوك أعذرني الآن .
الرجل بحيرة : طفل غريب .
يوشي بعد أن أغلق باب المنزل : تباً منذ متى أجيد الكذب .. لا يهم هذا حقاً علي أن أستعد لقدومها إلى هنا .

عند هوشي :
تاتشوا بغضب عارم : انزلني الآن .
هوشي بإبتسامة منتصرة : لا فأنت تبدوا بحال جيدة بالأعلى والآن وداعاً علي البحث عن اخي .
تاتشوا بصراخ أنزلني الآن أتفهم أقسم أنني سأقضي عليك وعلى أخيك الأبله ذاك .
ألقى هوشي نظرة أخيرة لتاتشوا الذي كان قد وقع في أحد الأفخاخ التي أعدها ليلة أمس وقد كانت إحدى الأفخاخ التقليدية .. ما إن وطأت قدم تاتشوا على الحبل حتى علق به وقام بسحبه إلى الأعلى .

لنعد الآن إلى ذلك المنزل المكون من طابقين وقد كان يوشي يجلس على الدرج في المنتصف وهو ينظر إلى الباب بتوتر .. وما هي إلا ثواني حتى فُتح الباب ليختبأ هو تلقائياً في المطبخ وما هي إلا لحظات حتى بدأت سوكي بالصراخ :
سوكي بإشمئزاز : حشرات .. هذا المنزل المقزز يوشي من الأفضل لك الخروج الآن من مكانك !
يوشي بإبتسامة : ولماذا لا تأتين أنتي إلي ؟؟ أنا في المطبخ الآن .
سوكي : أتتوقع مني أن أتخطى كل هذه الحشرات المقززة ؟؟ إنها تتحرك آآه تباً .. سأقضي عليك أقسم بذلك .
أغمضت عينيها بعدها بقوة شديدة وهي تسير متجهة نحو المطبخ وبيدها ذلك المسدس الذي أخذته من تاتشوا وما إن وضعت يدها على مقبض الباب حتى صرخت برعب وهي ترى ذلك العنكبوت يتسلق يدها وبدئت تقفز في أرجاء المكان وهي تحاول أن تبعده عنها وبعد مدة من الزمن نجحت في إبعاد تلك الحشرة عنها .. وقد فتحت باب المطبخ وهي تشعر بأنها مستعدة لتحويل يوشي إلى جثة هامدة في أقل من ثواني ولكن قطع تلك الفكرة الدموية شيء ما لم تستطع تحديده في البداية إلا أنه إرتطم بها ليتسكر فوق رأسها يقع ما بداخلها عليه لم تمض عدة دقائق حتى توالت عليه الضربات فقد كان يوشي يلقي عليها بالبيض .
سوكي : توقف عن هذا ايها الطفل المزعج والمقرف .. الآآآآآآآآآآآآآن
يوشي بإبتسامة : لا .. ألا ترين معي أنكِ أصبحتي لزجة وبحاجة إلى الإستحمام ؟
سوكي : سأستحم بدمائك !
هوشي : وااو لم أعلم انكِ شجاعة إلى هذه الدرجة !
إلتفت إلى الخلف ولكنها ما إن فعلت ذلك حتى أخرج مسدساً مائياً وبدء بإطلاق عليها وقد فعل يوشي الشيء ذاته وهو يركض بتجاه شقيقه متجاوزاً إياها بسلام ليغادرا المنزل بسرعة بعدها .
هوشي : اتظن أنها ستلحق بنا ؟
يوشي : لقد غضبت بالفعل بالطبع سوف تفعل .
هوشي بإبتسامة : لقد كنت رائعاً هناك .
يوشي : حقاً ؟؟ أقسم أنني كدت أموت من الرعب .
إبتسم هوشي بخفة بينما أمسك بيد يوشي ليتابعا الركض عندما رأى سوكي بمظهرها المضحك خلفهما .
يوشي بقليل من التعب : كيف تخلصت من قيودك ؟؟
هوشي : لقد قطعتها بأحد أغصان الشجر ..وبقلق : أنت لا تبدوا بخير .
يوشي : لا تقلق .
توقف كلاهما عن الركض عندما سمع يوشي صوت ما جذبه إلى أعماق الغابة متجاهلا هوشي الذي لم يستطع إلا أن يتبع شقيقه .. لكنه توقف فجأة عندما رأى غوريلا عمالقة تقف بالقرب من طفلها بحسب إستنتاجهما ولكن لقد بدى عليه أنه يتألم بطريقة ما .
يوشي : علينا مساعدته .
هوشي بفزع : هل فقدت عقلك ستقوم والدته بإلتهامك .
يوشي : لا إنه طفل سأساعده .
إقترب يوشي من ذلك الصغير ليرى أحد الفخاخ التي يضعها الصيادون وقد علقت قدم الطفل بها .
يوشي بغضب : هذا المكان يمنع به الصيد .
هوشي بخوف : إستمع لي لنبلغ أحد الحرس هنا .. ذلك الشيء العملاق لا ينظر إلينا بلطف أبداً .. ثق بي سيقضي علينا .
يوشي : رائع لم أكن أعلم أنك جبان هكذا .
هوشي : أنا أفضل الموت على يد تاتشوا وسوكي .. على الأقل هم سيعثرون على جثتي هناك .. ولس جسد بلا رأس أو يدين أو ربما لن يعثروا غلى على ثيابي أو عظامي .
يوشي وهو يتنهد : أنت مثير لشفقة يا اخي .. والآن إهدء يا صغير حتى أبعد هذا الشيء عنك .
هوشي : ألن تستمع إلي ؟؟!
تقدم يوشي منه وقد مسح على جسد الصغير بهدوء وإبتسامة بريئة بينما بدئت الأم بالنظر إليه بغضب أكبر وقد أظهرت صوتاً يدل على غضبها !
هوشي بخوف : إنها خائفة .. ألا تفهم دعنا نبتعد أرجوك .
وما هي إلا ثواني حتى حرر قدم ذلك الصغير ووضع عليه قطعة القماش التي أزالها من جرحهه ليضعها عليه .
يوشي بإبتسامة وهو يمسد ظهره بإبتسامة ومن ثم قام بحمله ووضعه بالقرب من والدته .
يوشي : إنتهينا .. هيا بنا لنذهب .
هوشي وقد جثى على ركبتيه : أقسم بأنك مجنون .. أجل مجنون .. لقد كان بإمكانها أن تلتهمك بسهولة !
يوشي وهو يربت على كتفه : لا تقلق فالحيوانات قادرة على أن تشعر بمشاعرنا .. لذا إن كنت لا تنوي غيذائها فهي لن تؤذيك .
هوشي : انت مجنون يا أخي .. تتحدث وكأنك تفهم الحيوانات .
يوشي : إهدء الآن كل شيء بخير .. دعنا نذهب من هنا بما أن هذه الغوريلا تُخيفك .
هوشي : حسناً .
سوكي وهي توجه مسدسها نحو يوشي : والآن حان موعد موتك يا صغيري .
شهق كلاهما بفزع وهما يتراجعان إلى الخلف ..
هوشي : تباً نحن لم نخطط للقدوم لهذا المكان .
يوشي : أنا آسف .. حقاً أخي .
وقف هوشي أمام يوشي ليحميه من سوكي رغم إعتراض الأخير ومحاولة إبعاده سقط كلاهما بعد ذلك العراك ليشعرا بشيء ما يمسك بهما .. نظر كلاهما إلى الخلف ليشاهدا الغوريلا تمسك بهما وقد وضعتهما بجانب إبنها الصغير ونهضت متوجهة نحو سوكي حيث أمسكت بيد الأخيرة ورفعتها إلى الأعلى وهي تزمجر بها بغضب ..لم يمضي الكثير من الوقت حتى تجمع المزيد منهم نحوها وقد كان احدهم يلعب بشعرها والأخر ينظر لها بتفحص .
يوشي : سكرا جزيلا ً لك .
ليمسك هو بيد شقيقه هذه المرة ويهربا معاً متجهين إلى البحيرة !ّ

عند آيكو :
آيكو : لقد قلت أنه كان مقيداً .. ودخل إلى المنزل .. ومن ثم أتت إمرأة سألت عنه ودخلت بعدها ومن ثم دخل شقيقه التوأم إلى الداخل وما هي إلا لحظات وخرجا معاً وقد تبعتهما خي وقد كانت تبدوا كالمجانين ؟!
الرجل : اجل إنهم أغرب أشخاص رأيتهم في حياتي !
تاكاشي بإبتسامة : يبدوا أنه لا قلق عليهما .
آيكو : هل كانا مصابين .. اعني التوأم ؟
الرجل : أحدهما قال بأنه سكيناً ما أصابته .
آيكو بقلق : وهل تعرف إسمه ؟
الرجل : لا .. لكنهم ذهبوا من ذلك الإتجاه .
آيكو : شكرا جزيلاً لك سيدي .
ليركض بعدها بذات الإتجاه ومعه كل من تاكاشي والشرطة.

عند هوشي ويوشي :
يوشي : لماذا توقفنا هنا ؟
هوشي : لقد إستطاع الإفلات بطريقة ما من الفخ الأول .. هذا يعني أنه يبحث عني الآن .
يوشي : إذن لنغادر هذه المنطقة حتى لا يعثر علينا هنا دعنا نذهب إلى البحيرة .
هوشي : هيا بنا .


في المدينة :
سيزوكا : هذا ملل كان علينا الذهاب معهم .
شيزوكا : ولماذا سيعودون بعد يومان أو أربعة .. بكل حال دعهم يستمتعون .
سيزوكا : أجل سيعودون ولكن ثلاثة وليس أربعة .. بالطبع هم سيستمتعون بشدة .
شيزوكا بحيرة وقليل من الشك : ماذا تعني ؟؟
سيزوكا : لا شيء مهم أبداً .

لنعد إلى الشرطة في المخيم :
آيكو بإبتسامة سخرية : حسناً هذا المكان يليق بكِ كثيراً .
سوكي ببكاء : أرجوك آيكو أبعد هذه المخلوقات عني أرجوك .
تاكاشي : ربما بسبب الشبه الكبير بينكم قرروا أنكِ جزء من العائلة !
سوكي : تباً هلا أبعدتموني عن هذا المكان أرجوكم .
آيكو بحدة : أين إبناي سوكي ؟
سوكي : وكأنني أعرف لقد توجها نحو الغابة بعد أن تركاني هنا مع هذه القرود .. أقسم أنني سأٌضي عليهما .
رفع آيكو أحد حاجبيه بإستنكار وهو يقول : إذن أتمنى لكِ حياة سعيدة مع الغوريلا .
ليسير مبتعداً عن المكان بعدها ..ويتبعه تاكاشي وبعض رجال الشرطة .. إلا أن البعض الآخر قام بإبعاد الغوريلا عنها وتقيدها ليأخذها إلى مركز الشرطة حالياً حتى يتم إلقاء القبض على تاتشوا أيضاً .

عند التوأم :
يوشي بخوف : لا أريد النزول إلى هذه البحيرة مرة أخرى .. أرجوك أخي .
هوشي وهو يمسك بيده : ولكنني سأكون معك .. لا تخف أنا هنا لن أسمح لأي مكروه بأن يصيبك .. سأمسك بيدك ولن أسمح لك بالغرق .
يوشي بقلق : أمرك أخي .
هوشي : لا تقل أمرك أخي ! فأنا لن أجبرك على ذلك .. أريدك أن تأتي معي وأنت مطمئن .
يوشي : كما تشاء .
تاتشوا : لقد حان موعد رحيلكما عن هذا العالم .
هوشي بإبتسامة : ومن قال لك هذا ؟؟ إتبعنا إن إستطعت .
ليمسك بيد يوشي بقوة ويقفزا بالماء خلفهما .
تاتشوا : لا بأس حتى لو بالماء سأقضي عليكما .. حتى لو تبعتكما حتى آخر العالم .
ليخلع قميصه هو الآخر ويقفز خلفهما .. ولكنه ما إن فعل ذلك حتى شعر بحبل كا يلتف حول قدمه .. ليرى هوشي يقوم بلفه بإبتسامة ماكرة .. وما هي إلا لخحظات حتى ظهر ذلك الدولفين الكبير ليقوم هوشي بربط الحبل حول أحد أسنانه الحادة بينما يقوم بملاعبته ليبتعد بعدها عنهما ويصعد إلى السطح ,
هوشي وهو يأخذ أنفاسه : لقد فعلتها .
يوشي : هل أنت أبله لقد إقتربت من أسنانه الحادة .. إنها مخيفة يا أخي
هوشي بإنزعاج : رائع هل تخاف من هذه المخلوقات اللطيفة وتحب الغوريلا ؟؟؟
يوشي وهو يشيح بوجهه : هذا لم يعد مهم .. أنظر .
اشار يوشي إلى تاتشوا الذي كان يطلب المساعدة .. لإنة ذلك الدولفين بدء بالتحرك جاراً تاتشوا خلفه .
يوشي : ألم نقسوا قليلاً عليه ؟؟ أعني قد تُجرح قدمه بسبب قوة الدولفين .
هوشي : لقد قام بطعنك ! وقام بتقيدنا .. لذا لا لم نقسوا عليه .. هي يوشي ألا ترى أنك أصبحت الآن تطفوا لوحدك .
إنتبه يوشي لكلام شقيقه ليشهق برعب ويتشبث به مجدداً .
هوشي وهو يضحك : أتمزح معي ؟
يوشي بخوف : أخرجني من هنا الآن أرجوك أخي .
هوشي وهو يحاول كتم ضحكه : كما تريد أخي .. كما تريد .
ما إن وصل هوشي ويوشي إلى ضفة البحيرة حتى ..
آيكو بقلق : هوشي .. يوشي هل أنتما بخير ؟؟
يوشي بإبتسامة : أبي ..لينهض ويقوم بمعانقته .
هوشي : بالطبع بخير .. أنظر هناك تاتشوا ليس بخير أبداً .
تاكاشي وهو يربت على رأسه : يمكنني أن أفتخر بأنكما إبناي أختي حقاً
هوشي : خالي تاكاشي هنا أيضاً .
يوشي : هل كنت قلقاً علينا ؟
تاكاشي : بالطبع كنت قلقاً عليكما .. المهم أنكما بخير الآن .
ليعانقهما بقوة .
يوشي : خال أنت تؤلمني .
تاكاشي : أنا آسف أأنت المصاب ؟
يوشي : أجل .
آيكو بحنان : هيا سنذهب إلى المشفى أولاً .. ثم نعود للمنزل .
يوشي برعب : لا .. ليس المشفى هنا ذلك الطبيب مخيف لا أريد .
هوشي : لم يكن مخيفاً .. لكنه كان صارماً بعض الشيء .
يوشي بغيظ : رائع ومنذ متى تعلمت أنت مصطلحات مثل صارماً ؟؟
هوشي : ماذا تعني ؟؟ بالطبع أن أعرفها يا أبله ومن ثم تذكر أنني الأخ الأكبر هنا .
يوشي : لا بضع دقائق لا تحتسب .
هوشي بإستمتاع : بلى تحتسب يا أخي الصغير .
يوشي بغضب : أبي أرجوك .. دعه يصمت .
آيكو بإبتسامة : إهدئا الآن .. وأنت هوشي إن أردت أن تتحمل مسؤولية الأخ الأكبر هذه ستسحق حينها فقط أن يعترف يوشي بالأمر .
هوشي بإحباط : أتعني أنني اليوم لم أفعل ذلك ؟َ!
يوشي وهو يشيح بوجهه : بلى فعلت ... دافعت عني وقمت بمساعدتي ومن ثم شجعتنيعلى النزول إلى البركة .
تاكاشي : إذن أنت تعترف أنه يتصرف كالأخ الأكبر معك ؟
يوشي بإنزعاج طفولي : أجل أعترف .. لكن هذا لا يعطيه الحق لإزعاجي .
تاتشوا بتهديد : سأقضي عليكما حتى لو كان هذا آخر عمل أقوم به في حياتي كلها .
الشرطي ببرود : حاول أولاً أن لا يتم الحكم عليك بالإعدام ومن ثم قم بتهديدهم .
آيكو بسخرية : وتذكر أنك هزمت أمام طفلين سيبلغان السابعة من عمرهما بعد يومين .. أنت حقاً فاشل .
تاتشوا بغضب : سانتقم منهما .
هوشي : صحيح سنكمل السابعة من عمرنا أنت تذكر ذلك .
آيكو : بالطبع أذكر ذلك .
هوشي : أين هديتي إذن ؟؟
آيكو : دعنا نأخذ يوشي إلى المشفى أولاً ومن ثم نفكر بالهدية .
هوشي : حسناً .

بعد مدة من الزمن :
الطبيب : سيكون بخير .. لقد قمت بتنظيف جرحه وأعطيته القليل من المراهم بسبب باقي الكدمات .. أما الطفل الآخر فهو مصاب بالقليل من الكدمات فقط .
آيكو : شكرا لك سيدي .
تاكاشي : لنعد إذن .
تنهد آيكو بحزن ليقف بعد جملة تاكاشي الأخيرة .
هوشي بقلق : أبي هل أنت بخير ؟
آيكو بإبتسامة : حسناً .. حالياً لقد حان موعد عودتكما إلى والدتكما .. سنلتقي في العطلة القادمة .. إتفقنا ؟
هوشي بحزن : ولكن ماذا ستفعل وحدك بالمنزل يا أبي ؟
آيكو وهو يعبث بشعره :سأكون بخير ومن ثم أبي وأمي سيكونان معي .. وأيضاً سيكون لدي الكثير من العمل بعد إنهيار شركة تاتشوا و وانهيار علاقتنا مع شركة سوكي .. لن اتمكن إلا من قضاء بعض الوقت في المنزل ربما ساعات قليلة .
كان آيكو يعي تماماً أن الطفلين لن يفهما شيئاً من هذه الأعمال التي يتحدث عنها والدهما ولكن بدى وكأنه يحاول أن يواسي نفسه أولاً قبل طفليه لقد كان تاكاشي يبتسم بتأثر وهو يرى لمحة الحزن والألم البادية على وجه آيكو .
يوشي : أبي .. ألن تأتي لزيارتنا ؟؟
آيكو بإبتسامة حزينة : ربما يا صغيري .. إن وجدت الوقت لذلك ( تحولت نبرة صوته إلى المرح المصطنع فجأة وهو يردف ) حتى موعد لقائنا القادم كونا بخير .. حاولا الإبتعاد عن المشاكل .. ولا تغضبا والدتكما .. والأهم من ذلك أتوقع أن تحضرا نتيجة مدرسية جيدة .
يوشي بإبتسامة : أمرك أبي .
هوشي : أنت تحلم بالنسبة للعبارة الأخيرة يا ابي .
لم يكد الأخير ينهي جملته حتى شعر بضربة ما سقطت على رأسه .
هوشي بألم : كنت أمزح أعدك سأبذل كل ما في وسعي لا تغضب .
يوشي : هههههههههه
هوشي بغيظ : لا تضحك علي يا مزعج .
نزل آيكو إلى مستواهما ليقوم بعناقهما بحرارة .
آيكو بهمس لم يصل إلا لمسمعهما : سأشتاق إليكما كثيراً .. وبالبطبع سأرسل هدية عيد ميلادكما إلى منزلكما .
هوشي بنفس الهمس : لماذا لا نستطيع أن نكون معاً جميعاً كالبقية يا أبي ؟
لم يعرف آيكو بماذا يجيب طفله فاكتفى بإبتسامة جميلة وهو ينهض ويسير بالإتجاه الآخر بينما لم يستطع أي من هوشي ويوشي كتم دموعهما مما جعل تاكاشي ينخفض غلى مستواهما ويقوم بعناقهما وهو يطلب منهما أن يكونا أقوى من ذلك .. ربما لإنه علم أن صوت بكائهما وقع السكين الذي طعن والدهما من الخلف على قلبه مباشرة .. لم يستدر آيكو ليحاول مواستهما لإنه في الحقيقة .. كانت دموعه هي الأسبق في النزول من طفليه .

بعد يومان :
هوشي بملل : واجب الرياضيات مزعج لن أقوم بحله .
هانا بحدة : لماذا لا تعيد ما قلته ؟؟
هوشي : إنه عيد مولدي ألا يمكنك إعتبارها هدية ؟؟
هانا : لا .. والآن أنهي كل فروضك قبل أن أعاقبك في يوم ميلادك .
هوشي بإنزعاج : هذا ليس عدلاً ( وبمرح فجأة ) أخي يوشي .. أتعلم أنني أُحبك .
يوشي وقد علم ما يريد : وأنا أكرهك .. لذلك انت تحلم .
هوشي : أنت لئيم يا أخي .. لماذا لا تساعدني ؟
يوشي : أنت لا تريد المساعدة أنت تريد أن تنسخ الواجب كله مني .
هوشي : حسناً .. أوليست هذه خدمة عظيمة تقدمها لأخاك الأكبر ؟!
هانا : هوشي .. بعد نصف ساعة إن لم يكن هذا الواجب قد أُنجر فأنا أعدك يا بُني أنك ستحبس في غرفتك !
هوشي : حسناً .. حسناً سأبذل جهدي بنفسي .. أنت حقاً شخص أناني يا أخي .
يوشي بهدوء : أخبرني ماذا تفكر أن تصبح عندما تكبر ؟؟
هوشي بحيرة : أنا ؟!
يوشي : أجل .. هل نسيت لدينا فرض لكتابة عن حلمك في المستقبل .
هوشي بمرح: ومن يعلم ربما أدخل في موسوعة غينس تحت باب أكثر شخص بالمقالب .
يوشي بسخرية : ثق بي يجدر بك أن تصبح مهرجاً فحسب .
هوشي بغضب : أمي .. هل سمعته ؟؟
هانا وهي تحاول كتم ضحكها : يوشي لا تتحدث مع أخاك بهذه الطريقة .
هوشي وهو ينفخ وجنتيه : أنتي تضحكين على ما قاله .. أمي أنتي غير عادلة أبداً .
يوشي : أنا أريد أن أصبح طبيباً .
هانا : حقاً ؟
يوشي بإبتسامة : أجل .. سأساعد كُل من يحتاج إلي بإبتسامة وليس كطبيب المخيم المخيف .
هانا : حُلم جميل .. أنا واثقة من أنك قادر على تحقيقه .
إبتسم يوشي بسعادة وهو يومأ برأسه بمعنى أجل .
يوشي : سافعل ذلك وسترين يا أمي .
هوشي : وأنا أريد أن أصبح شرطياً .
يوشي بإستغراب : و لماذا ؟
هوشي : سأمسك بكل الأشرار والمذنبين .. حتى لو كانوا أغنياء .. ومن ثم لن يكون الأمر صعباً على الأقل أي أبله سيحاول الهرب مني سأقوم بصنع مقلب ما للإمساك به تماما كتاتشوا وسوكي .
هانا بإبتسامة حنونة : وأنا أيضاً وائقة من أنك قادر على تحقيقه يا صغيري .. ولكن عليك أن تجتهد من أجله .
هوشي بسعادة : أجل يا أمي .. وإن أصبت أثناء العمل سأذهب لأخي حتى يعالجني .
يوشي : أجل .
قامت هانا بضمهما إليها بحنان وهي تقول : أتمنى أن تحققا كل أحلامكما

في المدينة :
سيزوكا : عدت من العمل مبكراً اليوم .
آيكو بالقليل من التعب : أجل .. ولكن فقط لنصف ساعة فأنا لدي إجتماع مهم .. سأقوم بالإستحمام وتبديل ثيابي ثم سأغادر .
سيزوكا بقليل من القلق : ولكنك متعب يا بني .. ومن ثم انت لم تنم جيداً منذ يومان .
آيكو بإبتسامة : لا تقلق علي أنا بخير .. والآن إسمح لي بالتوجه للإستحمام .
أومأ سيزوكا لإبنه بالموافقة وهو يراقبه يصعد تلك الدرجات وفي داخله إحساس يخبره بأن إبنه على وشك السقوط أرضاً في أي لحظة ! وكيف لا وهو بقي في العمل منذ عودته من المخيم وقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يدخل المنزل منذ ذلك اليوم .
شيزوكا : إن بقي الحال هكذا .. فأنا أخشى أنني سأفقده .
أخفض سيزوكا رأسه بألم وهو يدرك أن ما نطقت به زوجته الآن هو الحقيقة .

بعد ربع ساعة :
آيكو : حسناً .. سأذهب الآن .. بكل حال لدي إجتماع مهم في نهاية هذا الشهر في القرية .. فنحن نخطط لإعادة إفتتاح المصنع الذي قمنا ببيعه لتاتشوا .. لقد اعدت شرائه .. سأجعل من تاكاشي المسؤول عنه هناك أبي أحتاج أن تأتي أنت وأمي معي فالمصنع مكتوب بأسميكمالذا عليكما التواجد هناك .
سيزوكا : بالطبع يا صغيري .
شيزوكا : كما تشاء .
آيكو بإبتسامة شاحبة : جيد .. إذن عن إذنكما .
صعد آيكو إلى السيارة التي ستنقله إلى الشركة وفي رأسه مئة فكرة ولكنه سرعان ما أغمض عينيه .. لم تمضي إلا ربع ساعة حتى فتح عينيه عندما شعر بتوقف حركة السيارة .
السائق : آسف سيدي .. لو علكت أنك نائم لما أوقفت السيارة .
آيكو بإبتسامة : لماذا تعتذر ؟ بكل حال لدي عمل مهم علي القيام به .
السائق بتردد : آسف سيدي على إزعاجك ولكن .. ألا يوجد شخص آخر يقوم بهذا العمل عنك .. أعني أنت مرهق !
آيكو : لا تخف أنا بخير .. شكراً لإهتمامك .
نزل آيكو من السيارة وهو يدخل إلى مبنى الشركة وقد كان الجميع يحيونه بإحترام وهم جميعاً يشعرون بالشفقة والتعاطف معه .. فكل من هنا يحبه ولا يتمنى أن يحدث له أي مكروه .

مضى ذلك الشهر دون أي أحداث تذكر إلا أن الثلج قد بدء بالهطول .. صحة آيكو كانت تسوء أكثر فأكثر .. خرجت نتائج الفصل الأول لهوشي ويوشي وقد كان معدل يوشي ممتاز بينما هوشي جيد جداً للمرة الأولى !
في يوم الإجتماع وصل آيكو إلى القرية أبكر من موعد الإجتماع بنصف ساعة .. فقرر التوجه إلى منزل هانا ولكنه لم يجرأ على الدخول إلى الداخل .. بل بقي ينظر من النافذة إلى يوشي وهوشي الذان كانا يتحدثان ومن ثم هانا التي كانت تحمل لهما كأسيين من الحليب الساخن .. إبتسم بألم وحزن وهو يتمنى أن يكون معهم في الداخل كجزء من تلك الأسرة .
آيكو بحزن : أقسم أنني مستعد لتخلي عن كل شيء .. فقط حتى أكون معكم .. كل شيء .
سيزوكا بحزن : صغيري سيبدأ الإجتماع هيا بنا .
أومأ آيكو له إيجاباً ليسير مبتعداً عن ذلك المنزل لكنه سرعان ما سقط أرضاً مغشياً عليه فوق تلك الثلوج المتراكمة .
شيزوكا بفزع : آيكو .. بُني هل أنت بخير ؟
سيزوكا : يا إلهي عليه أن نبعده عن الثلج الآن .. تباً حرارته مرتفعة .
تاكاشي بقلق : ع .. عمي ماذا يحدث ؟
سيزوكا : لقد فقد وعيه أرجوك يا بني هلا ساعدتنا على نقله إلى مكان ما ؟
تاكاشي : بالطبع ما رأيكم أن ندخله حالياً إلى منزل هانا ومن ثم نتصل على الطبيب ؟
سيزوكا : أجل أرجوك .
توجه تاكاشي نحو منزل شقيقته وطلب منها الإذن لإدخال آيكو وتجهيز مكان دافئ له .. والإتصال بالطبيب .
بعد خمسة دقائق .
سيزوكا : نعتذر على هذا الإزعاج .
هانا بتوتر : لا أرجوك .. ليس إزعاجاً .
كانت هانا تجلس على الأرض بالقرب من الأريكة التي وضعوا آيكو عليها وهي تبدل له الكمادات بين الفنية والأخرى .
هوشي بقلق : سيكون بخير صحيح ؟
سيزوكا : بالطبع يا صغيري سيكون بخير .
يوشي : لكن لماذا حدث له ذلك ؟
سيزوكا : إنه متعب من العمل فحسب .
هانا بإبتسامة : تفضلوا القهوة الساخنة أظن أنها ستساعدكم على تدفئة أجسادكم .
سيزوكا بإبتسامة أيضاً : شكرا لكِ يا إبنتي .
شيزوكا بشبه إبتسامة : شكراً لكِ .

بعد نصف ساعة على الأقل :
بدء آيكو يفتح عينيه ببطء شديد .. وهو يشعر بالتعب قام بإغلاق عينيه مجدداً وفتحهما حتى تمكن من الرؤية جيداً .
شيزوكا بقلق : لقد إستيقظت أخيراً .
نظر إلى أمه ثم إلى هانا التي كانت تجلس بجانبه على الأرضه رمش عدة مرات وهو يحاول أن يستوعب ما يحدث أو ربما يتذكر ما حدث ولكن قطع ذلك قفز هوشي عليه وهو يحتضنه ومن ثم قيام يوشي بالمثل
آيكو بالقليل من التعب : أهلاً بكما .
هوشي بعتاب : لماذا أرهقت نفسك بالعمل ؟؟
يوشي : اجل عليك أن تحرم منه لشهر كامل .
ضحك آيكو بخفة وهو يعتدل بجلسته ليتذكر أنه سقط أرضاً وقد إستنتج أن والداه طلبا المساعدة من هانا .
تاكاشي : حمدا لله على سلامتك .
آيكو : شكراً لك .
آيكو بشيء من المزاح : ربما كان علي البقاء نائماً هكذا هنا إلى الأبد .
شيزوكا بحدة : ومن يمنعك من ذلك نم أنت هنا إلى الأبد .
سيزوكا بنفس الحدة : شيزوكا !
آيكو : إنها مجرد مزحة .
شيزوكا دون الإهتمام لهم نهضت وهي تمسك بذراع هانا : بكل حال إبقى أنت هنا لوحدك لإني لن أغادر هذا المنزل دون إستعادة طفلتي وحفيداي وأخذهما معي .
تاكاشي بصدمة : عذراً ؟!
آيكو بسعادة : أأنتِ جادة أمي ؟
شيزوكا : ولماذا أنت سعيد هكذا ؟؟ فأنت لن تأتي معنا أليس كذلك تريد البقاء هنا إذن إبقى .. أليس كذلك يا صغيرتي .
هانا بإبتسامة : أجل عمتي .
آيكو بإنزعاج : أأنتِ في صفها الآن ؟؟
شيزوكا : صغيرتي أنا حقاً آسفة لإنني كنت السبب أرجوكِ .. عودي معنا .. عودي إلى ابني الأبله وشاركيه ما تبقى من حياتكما .. عودي إلى منزلك .
هانا بشيء من التردد والخجل : أنا .. أعني ..
هوشي : ماذا ؟؟
آيكو : إنه محق تعنين ماذا .. أعني أمي هي من طلبت منك ذلك .
هانا بإبتسامة : أمرك عمتي سأفعل .
نهض آيكو من مكانه ليقوم بعناق أمه ومن ثم عناق هانا .. أما هوشي ويوشي فقد كانا يشعران بسعادة كبيرة .

بعد مرور 8 سنوات :
آيكو : عزيزتي هانا هيا سنتأخر عن الإحتفال .
هانا : آسفة ولكن آندي ترفض الذهاب .
آيكو : ومن الذي أغضب أميرتي الآن ؟
آندي بغضب : لماذا أذهب إلى الحفل الذي سيشارك به هوشي ويوشي ؟؟ وهما لم يأتيا إلى حفل في الروضة .
آيكو : أميرتي تعلمين أنهما كانا في رحلة إجبارية إلى المتحف .. ولو لم يذهبا لكان عليهما إعادة السنة فقط من أجل هذه الزيارة .
آندي وهي تتنهد : لا بأس .. ولكن فقط لإنهما أحضرا لي هدية حينها .
هانا : هذه هي إبنتي الحلوة .
مضى كل شيء على ما يرام خلال السنوات الثمانية الماضية .. بدء كل من هوشي ويوشي عملهما الجاد لتحقيق حلميهما .. وعندما اصبحا في التاسعة أصبح لديهما أخت صغرى وهي آندي .. الجميع يقوم بتدليلها ويناديها بالأميرة .. عمرها الآن خمس سنوات ونصف ستكمل السادسة بعد بضع أسابيع .. بدء يوشي وهوشي بالإختلاط بالآخرين وتكوين الصداقات أكثر من الماضي .. كما انهما يشاركان في بعض النوادي في كل عام يشاركان بنادي جديد .. وقد اقسما أنهما لن يتخرجا من المدرسة إلا بعد تجربة كل النوادي .. عمرهما الآن خمسة عشر عاماً .. شخصيتهما لم تتغير أبداً .. فبرغم من أن هوشي أصبح متفوقاً أيضاً إلا أنه لازال يقوم بالمقالب من فترة لأخرى حتى للمعلمين أنفسهم .. أما تاكاشي فقد أصبح مدير ذلك المصنع وحقق نجاحاً باهراً .. ووجد لنفسه شريكة حياته .. ولديه إبنة أسمها هانا .. حياة يوري مستقرة أيضاً مع زوجها وأخوتها .





__________________


شكراً غاليتي


زيزي(زيزو) على الأهداء حب6

رد مع اقتباس