الخليفة المأمون والشّحّاذ ::كان للخليفة المأمون جواد أصيل مميّز، رغبرئيسُ قبيلة في شرائه ، فرفض المأمون بيعه. فقرّر ذاك الحصول عليه بالخداع وإذ علم أنّ المأمون معتاد أن يذهب إلىالغابة ممتطياً جواده ، ذهب وتمدّد على الطّريق، وتظاهر بأنّه شحّاذ مريض ، ولا قوّة له على المشي . ترجّل المأمون عن حصانه وقد أخذته الشفقة ، وعرض عليه أن ينقله على حصانه إلى مستوصف لتطبيبه ، وساعده على ركوب الحصان. وما أن استقرّ صاحبنا على ظهر الجواد حتى لَمزَه برجله وأطلق له العنان . شرع المأمون يركض وراءه ويصيح به ليتوقّف. ولمّا أصبح على بعد كاف ليكون في أمان، توقّف ونظر إلى الوراء ، فبادره المأمون بهذا القول * لقد استوليت على جوادي ، لابأس! إنّما أطلب منك معروفاً ـ وما هو؟ * ألاّ تقول لأحد كيف حصلت على جوادي ـ ولماذا ؟ * لأنّه في يوم ما قد يرى النّاس إنساناً مريضاً حقاً ملقًى على قارعة الطّريق ويطلب المساعدة فإذا انتشر خبر خدعتك سيمرّ الناس بالمريض ولن يسعفوه خوفاً من أن يقعوا ضحية خداع مثلي. * ابذل النّصح حتّى لمن أساء لك فإنّّ النّصح أمانة وتركه خيانة ، وليكن حرصك على تبليغ الأمانة بصدق مثل أو أكبر من حرصك على استرداد الحقّ * قد نسيء أو نخطئ أحياناً ... لكنّ الأسوأ من الخطأ هو المجاهرة به .. لأنّنا لا ندري ما قد تحدثه إساءة واحدة نجهر بها من فساد وضياع للقيم والأخلاق بين النّاس .
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |