عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-17-2013, 08:29 PM
 
Exclamation الرد على النصارى الذين يزعمون أن دين الإسلام باطل..!؟






1- كيف يمكن لي أن أقنع غير المسلمين بأن الدين الإسلامي هوالدين الحق وأنهم على باطل ؟ كيف يمكنيي ذلك مع العلم أنهم مسيحيون؟ وهل ترشدني إلى بعض أسماء الكتب لتساعدني على إقناعهم؟ وتبيان الحق والباطل
2.هل صحيح بأن رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) قام بالزواج من نسائه لكي يشفق ويعطف عليهن ولماذا قام الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالزواج من اكثر من اربع زوجات؟



الإجابــة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن صدق الدين الإسلامي، وكونه من عند الله تعالى أرسل به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم خاتماً به الرسالات السماوية حقيقة لا تقبل التشكيك، ولا ينكرها بل لا يرتاب فيها ولا يشك من له أدنى ذوق سليم، وفكر خال من التعصب غير مغطى بحجب العناد والجحود، فالعاقل المفكر ذو البصيرة لا يحتاج في ذلك إلى دليل. (متى احتاج النهار إلى دليل)؟.
ومن أبى من أعداء الإسلام من نصارى ويهود إلا الاستكبار وكتمان الحقائق، والتغطية عليها جريا على عادتهم، وتمشياً مع طبائعهم الملتوية، فليرجع إلى "الكتاب المقدس" كتابه الذي يثق فيه، ويزعم سلامته من التغيير والتبديل، وليبحث فيه فسيجد البشارات المتكررة بمحمد صلى الله عليه وسلم، جاء ذلك في سفر التثنية، وورد في سفر التكوين، وهذه البشارات يجيء بعضها مشيراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضها مشيراً إلى الكتاب الذي أنزل إليه، وبعضها إلى الجهاد، وبعضها يشير إلى مكة المكرمة، وبعض هذه البشارات أورده المسيح عليه السلام بأمثال مضروبة كما نقلتها الأناجيل.
فإن لم يقتنع هذا الخصم المعاند بما في الكتاب المقدس، فليرجع إلى القرآن العظيم، وليتأمل فيما انطوى عليه من الإخبار عن الحوادث الآتية في المستقبل، ثم وجدت في الأيام اللاحقة كما أخبر، كقوله تعالى: (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين) [الفتح: 27].
وقوله: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً) [النور: 55].
وقوله تعالى: (الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين) [الروم:1-4].
فإذا لم يفد فيه ذلك شيئاً فليقل لنا: من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأخبار القرون السالفة، والأمم الهالكة؟ ومن أنبأه بما جرى بين الأنبياء وأممهم؟ وبين موسى عليه السلام وبني إسرائيل؟ ونوح وقومه؟ ويوسف وإخوته؟ ومن المعلوم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، نشأ بين قوم أميين لا يعرفون إلا عبادة الأصنام، أو ركوب الخيل، ورعي الأغنام والإبل، ولم يشتغل بالمدارسة مع العلماء، ولا بالمجادلة والاحتكاك مع العلماء، ولم يغب عن قومه غيبة يمكن له فيها التعلم من غيرهم.
إن كل واحد من هذه الأمور سيكفي بمفرده في الدلالة على صدق الإسلام، وأنه من عند الله تعالى، وهذا قليل من كثير جداً، ومن أراد الإطلاع على المزيد من هذا الموضوع، والتوسع فيه، فليرجع إلى كتاب مختصر إظهار الحق للعلامة الشيخ رحمه الله ابن خليل الرحمن الكيرافوي الهندي، فقد أفاد وأجاد ـ رحمه الله- وذكر الأدلة الكافية الوافية لبطلان كل من خالف الإسلام، وأن جميع كتب أهل الكتاب مليئة بالاختلافات، والتناقضات، والأغلاط والتحريف ـ الشيء الذي يفقدها صفة الوحي والإلهام. وقد طبعت هذا الكتاب ونشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بولة قطر، والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
ثم إننا نحن المسلمين لو لم يكن عندنا من البراهين والأدلة على صدق ديننا، وبطلان ما خالفه، إلا اعتراف الخصم وإقراره ضمنا بصدقنا وكذبه هو، وانحرافه لكفانا ذلك.
وتوضيح ذلك أن النصارى يقولون: إن الحق والطريق المستقيم هو في اتباع عيسى عليه السلام والإيمان به، وكذلك يقول اليهود عن موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ونحن نؤمن بموسى وبعيسى وبغيرهما من الأنبياء، ونشهد أن موسى رسول الله وكليمه، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، بذلك أمرنا ربنا عز وجل في كتابه الكريم فقال: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم... إلى قوله : لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) [البقرة: 136].
وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وديننا خاتم الأديان السماوية، وأن كتابنا جاء مصدقاً للكتب السماوية قبله ومهيمنا عليها.




الحق والباطل



وقد بين جل وعلا أن التدافع بين الحق والباطل سنة كونية من سنن الحق جل ذكره، لا يتوقف إلا حين يرث الله الأرض ومن عليها، و لن يهدأ أهل الباطل إلا إذا ترك المسلمون دينهم واتبعوا أهواءهم، قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) [البقرة: 120].
والصراع بين الحق والباطل والخير والشر صراع قديم. ولقد تعرضت الرسل وأتباعها، وما جاءوا به من شرائع إلى ظلم من قومهم وأعدائهم بموجات من التشويه والتشويش. وكان النصيب الأكبر والجانب الأعظم من هذه الحملات الظالمة موجهاً إلى هذا الدين، بوصفه الدين الخاتم، ولكونه آخر اتصال بين الإنسان وجديد الوحي، وأصبحت السهام موجهة إلى الإسلام وحده، وليس أدل على ذلك من اجتماع قوى الشرك لصد أهله عن الإلتزام بمبادئه، أو زعزعة أصوله لدى معتنقيه، بل لقد تركوا ما بينهم من صراعات وعداوات جانباً، وتفرغ الكل لحرب الإسلام، فاختفى الشقاق بين اليهودية والنصرانية بخصوص الموقف من المسيح ـ عليه السلام ـ واتهام اليهود بقتله، حسب ما يزعم النصارى، فقد تمت تسوية هذا الخلاف وتصفيته، حسب ما أعلنه المجمع المسكوني عام 63 وعام 65 من تبرئة اليهود من دم المسيح، وأصبح الإسلام وحده الهدف الذي يتعاون الجميع على الكيد له، والإساءة إليه حتى ممن ينتسبون إليه.
ويتجلى بعض أشكال هذا الكيد فيما يعرف بساحات الحوار التي نرى أن الغالبية منها لا تقوم على مبادئ سليمة، أو آداب سامية، إنما هي افتراءات وتكذيبات ومعلومات مغلوطة، وإن لبس بعض هؤلاء ثوب العالم ليلقي الشبه، وليبث السم.
وأكثر من يكتب في مثل هذه المواقع المشبوهة إما مكذب للدين صراحة، كأفراخ العلمانيين والمتغربين، أو مفرط في دينه يدعي الوسطية ليشعر نفسه أنه رجل ملتزم بالدين، وأن ما عليه هو الحق، وما علم هذا المسكين أن الوسطية هي: الالتزام بما في كتاب الله، وما في سنة رسوله صلىالله عليه وسلم.
بل لقد أصبحت هذه المنتديات مرتعا للمنصرين، ومسرحا لدعوة الناس إلى الباطل، ولا غرابة في ذلك، فقد قال الله جل وعلا: (ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير) [البقرة: 103].
وقال تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) [البقرة: 217].
والإثم الأعظم والجرم الأكبر ينصب على صاحب هذا الموقع، وأمثاله ممن جعل ساحاته مرتعاً لكل حاقد، وملاذاً لكل منسلخ من الدين، ويجب أن تهجر هذه المواقع، فقد يكون في هجرها دواء لأصحاب هذه الأقلام المسمومة، حتى تخبو الجذوة المتوقدة في أفئدتهم والتي يذكيها الرد عليهم، إلا من وجد في نفسه القدرة الكافية على دحض باطلهم، ورد افتراءاتهم، وتفنيد ادعاءاتهم، وقطع حججهم، وقد يكون واجبا لمن وجد في نفسه تلك المقدرة أن يدخل لمثل هذه المنتديات، قال تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) [التوبة: 122].
وليس ما يقال من باطل في هذه المنتديات من باب الحرية: حرية الفكر والتعبير، بل إنها حرية الكفر والتغفيل، فليس من الحرية أن ينسب إلى الدين ما ليس منه، وليس من الحرية الاستهزاء بالعقيدة أو التفوه بالكفر، وليس من الحرية التقول على الله بغير علم أو بث سموم الكفر والإلحاد.
وليس من الحرية ادعاء العلم، ولَيُّ أعناق النصوص لتبرير الباطل وتشويه الحق.
هذا والله نسأل أن يهدي كل ضال، وأن يرشد كل مسترشد. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والله أعلم.



وأما السؤال: لماذا قام النبي صلى الله عليه وسلم بالزواج بأكثر من أربعة؟
فالجواب: أن ذلك لأمور تشريعية وأسباب إنسانية، والعجب كل العجب من أقوام ينكرون على النبي صلى الله عليه وسلم تزوجه باثنتي عشرة امرأة كانت تحته منهن عندما توفي تسع نسوة، لم يكن منهن بكر غير عائشة رضي الله عنها.
ويكفي في الرد على مثل هذا ما ذكره أحد العلماء من أنه التقى بأحد المستشرقين فقال له المستشرق كيف تحترمون رجلا تزوج بتسع نسوة، فلم يشرح له العالم أسباب زواج النبي صلى الله عليه وسلم بهذا العدد، لأن هذا قد أعماه التعصب والحقد، فقال له وهل تحترمون أنبياء التوراة؟ قال: نعم. قال وهل تحترمون داود عليه السلام؟ قال: نعم. قال وهل تحترمون سليمان عليه السلام؟ قال: نعم. قال فإن داود كان له تسع وتسعون امرأة وأكملهن مائة، وسليمان كان له 300 زوجة و 700 جارية فلم يحر جوابا وسكت الحاقد.
وفي حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة لزواجه ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: ما قبل الزواج.
فمن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم نشأ في بلاد حارة وهي بلاد العرب، والشباب والفتيان في هذه البلاد يبلغون الحلم مبكراً، وتكون عواطفهم فوارة وشهواتهم جامحة، فيبادرون إلى الزواج المبكر أو ينحرفون وراء شهواتهم المحرمة ينالون منها ما يطفئ ظمأهم.
ومع نشأة النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه البلاد وهذا المجتمع، فقد سلم صلى الله عليه وسلم من هذه الأوضاع، ومكث حتى الخامسة والعشرين من عمره دون زواج ولم يعرف عنه أي انحراف، كما يعترف المستشرق (موير) فيقول: "فإن جميع المراجع متفقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم في شبابه كان مطبوعاً بالهدوء والدعة والابتعاد عن المعاصي التي كانت قريش تغترف منها".

المرحلة الثانية: مرحلة الزوجة الواحدة.
قبل زواجه صلى الله عليه وسلم عمل في التجارة للسيدة خديجة رضي الله عنها ذات الحسب والشرف، والتي كانت تكبره بخمسة عشر عاماً، ولمست منه الأمانة في التعامل، والعفة وطيب الشمائل، بعثت إليه تعرض الزواج منه، وتم هذا الزواج، وكان له منها الأولاد، إلا إبراهيم الذي كان من مارية المصرية. وعاش معها حتى توفيت رضي الله عنها، وقد تجاوز صلى الله عليه وسلم الخمسين من عمره، ولم يدر بخلده يوما أن يتزوج عليها وقد كان التعدد سائدا ومعروفاً، بل بقي وفيا لها ولذكراها يتحدث عنها وعن مكارمها، مما كانت تغار منه بعض نسائه.

المرحلة الثالثة:
حزن النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة لما توفيت حتى سمى هذا العام عام الحزن حتى أشفق عليه أصحابه، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم زوج عبد الله بن مظعون تحثه على الزواج، فقال لها من بعد خديجة؟ قالت: عائشة بنت أبي بكر وهو أحب الناس إليك. قال: ولكنها صغيرة، قالت: الصغيرة تنضج، قال: ومن لبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تنضج قالت: سودة بنت زمعة أرملة السكران بن عمرو توفي عنها بعدما عاد من الهجرة إلى الحبشة وتركها بين أهله المشركين، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما سمع الناس بأمر هذا الزواج أيقنوا أنه إنما ضمها رفقا بحالها وشفقة عليها وحفظا لإسلامها، لأنها كانت مسنة غير ذات جمال ولا مطمع للرجال فيها، وأبقى عليها زوجة واحدة مدة أربع سنوات حتى كبرت عائشة، وهذا دليل على أن التعدد الذي حدث بعد الرابعة والخمسين من عمره صلى الله عليه وسلم لم يكن لشهوة ولا للذة وإنما لأسباب إنسانية وسياسة حكيمة ولأمور تشريعية، وأما حفصة بنت عمر رضي الله عنه، فقد استشهد زوجها خنيس بن خذافة السهمي في غزوة بدر وهي في الثامنة عشرة معرضها أبوها على أبي بكر فلم يجبه، فعرضها على عثمان وكانت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجة عثمان قد ماتت فأعرض عن عمر، فذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو صاحبيه أن أحداً منهما لم يجبه بشيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مداويا جراحه ومطيبا خاطره يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عرض عمر رضي الله عنه حفصة دليل على حرص الصحابة على تزويج أرامل الشهداء جبرا لكسرهن وصونا لعفافهن.
والسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية كانت أرملة عبيدة ابن الحارث ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم سلمة هند بنت زاد الركب أرملة عبد الله بن عبد الأسد ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهد في أعقاب أحد، وقد خطبها أبو بكر وعمر فأبت، فلما خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذرت أنها غيورة، وأنها امرأة ذات عيال، وأنها مسنة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنك مسنة فأنا أسن منك، وأما الغيرة فسيذهبها الله عنك، وأما عيالك فإلى الله ورسوله، وتم الزواج، وكونه تقدم إليها بعد رفض صاحبيه دليل على انتفاء الشهوة في هذا الزواج أي كان المقصود منه حماية أرامل الشهداء، ورعاية أولادهن.
وهكذا كان سائر زواج النبي صلى الله عليه وسلم مواساة لمن تزوج بهن، وترغيبا لعشائرهن في الإسلام، ولو كان للشهوة مكان في هذا الزواج لما رضي بالمسنات والأرامل، ولكان له في غيرهن طريق آخر، ولم يتزوج امرأة بكراً غير عائشة رضي الله عنها.
ولا يخفى أن قرب أبيها منه ، وبذله نفسه وماله لله ، وتعرضه في ذلك لكل أصناف المخاطر والتنكيل قد يكون هو السبب الأكبر في زواجه صلى الله عليه وسلم منها ، وقد عاشت معه عيشة كريمة ، ونقلت عنه كثيرا من أمور الدين لم يكن ليتسنى لها أن تنقل عنه ذلك لو لم تكن زوجة له صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنها وعن أبيها وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فتبين من هذا أن تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم كان لحكم عديدة اجتماعية وتعليمية وإنسانية وغير ذلك، لا كما يزعمه الحاقدون الأفاكون ـ


والله تعالى أعلم.


اقتباس فتاوى اخرى



الشرائع متعددة وأصل مضمونها التوحيد



فالأديان السماوية هي الأديان التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً و أرسلهم بها إلى الخلق ، وهي في الحقيقة دين واحد في أصله، وهو دين الإسلام قال سبحانه: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ) [آل عمران:19].
قال ابن كثير في تفسيرها: إخبار منه تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم، فمن لقي الله بعد بعثته بدين على غير شريعته، فليس بمتقبل منه، كما قال الله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران:85]. انتهى.
فإن الديانات السماوية متفقة فيما تدعو إليه من توحيد الله تعالى التوحيد الخالص وعدم الإشراك به ، وإن اختلفت في بعض التشريعات الفرعية حكمة من الله وابتلاء لعباده ليتبين المطيع من العاصي ، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل:36].
وقال تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [المائدة:48].
وفي صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأنبياء أخوة لعلاّت أمهاتهم شتى ودينهم واحد".
وقد ختم الله الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ونسخ بشريعته كل الشرائع وجعلها باقية إلى يوم القيامة وأرسله بها إلى الناس كافة لا يقبل الله من أحد بعد مبعثه ديناً غير الإسلام ، قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران:85].
والذي أنزله الله تعالى على موسى عليه السلام التوراة فيها تفصيل لكل شئ والذي أنزل على عيسى عليه السلام هو الإنجيل وفيها هدى ونور ، وإباحة لبعض ما حرم في التوراة ، وقد نسخ الله ذلك كله بالقرآن الكريم، وختم الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
وما يدين به الآن اليهود أو النصارى محرف غاية التحريف ومبدل كل التبديل بشهادة القرآن وكفى به شهيداً ، وبشهادة بعضهم على بعض ، ولو لم يحرفوا ويبدلوا ما جاءتهم به أنبياؤهم وعملوا بمقتضى ذلك لكان لزاماً عليهم أن يؤمنوا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويتبعوه، لأن أنبيائهم أمروهم باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ونصت على ذلك كتبهم الخالية من التحريف، كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) [الصف:6].




مركز الفتوى
رد مع اقتباس