السلام عليكم ،،،
لقد تحدثت فيما مضى عن الأمورالتي تخص هذا القسم و بعض ما نتطلع له من تغيرات ، وقد توقفت عند المحور الثاني
وهو ما قد يخص المنتدى ككل و قد ذكرت بعضًا مما سوف اتحدث عنه ، و احد هذه النقاط قلت " الصوت "
و اعني بالصوت اننا نجد بعض الأحيان اذا دخلنا إلى احد المواضيع ، نجد صوت تلاوة من القرآن او دعاء او غير ذلك
مع ان هذا يدل على حرص على الدعوة و التذكير إلا ان هذا يتعارض مع عدت مبادئ هي :
- قوله تعالى ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
- قوله تعالى ( لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ )
و المقصد اننا عندما ندخل إلى موضوع ما نجد ان هناك تلاوة للقرآن وهذا يخالف هذه المبادئ المتواجد في القرآن
نفسه مع حبي و تقديري ، و فهمي لمقصد من يضع هذه التلاوات او الأدعية و تفهمي لحرصه
لكن " ما هكذا تورد الأبل " !
كما قلت ان القرآن عندما يتلى شرط ان ينصت له اجلالًا و تعظيمًا لهذا القرآن و ايضًا تدبرًا له و هذا ما لا نجده
عند ما يوضع في موضوع ، فالوضوع في اصله للقرءة ، اي انني اريد ان اقرأ ما كتبه
العضو وهذا يشغلنا عن التلاوة فلا استطيع ان انصت و اقرأ في نفس الوقت !
ايضًا فيه نوع من الإجبار ! و الإنسان يرغب و لا يجبر على السماع بل لا يجبر على دخول الإسلام بل يرغب
الخلق بهذا الدين فيدخلون فيه اقتناعًا و رغبة وليس قوة و اجبار
فالأمر هنا ليس تبليغًا ، اي انك مكلف بتبليغ الناس عن شئ ، بل المقصد من وضعها ، هو التذكير او حبًا
بالدعوة ، اي انه نوع من انواع الدعوة ولكن لا ينبغي ان تكون هذه هي الطريقة
المتبعة مع علمي بحس نية الفاعل و حبه لدينه إلا ان هناك مبادئ يجب ان نلتزم بها و لا نحيد عنها !
و الأمر الأخر انه ليس من الإستطاعة ان يجمع الإنسان بين القراءة و ايضًا الإستماع وان وجد فليس كل شخص
يستطيع ان يجمع بينهما و الناس تختلف في قدراتها
فعندما تضع صوت في الموضع او احد الأعضاء المشاركين يضع مثل هذا الصوت انت تشغله عن ما اردته او
هدف موضوعك فإما هذه او هذه !
وهذه بعض الفتاوي تتحدث عن ما ذكرته سابقًا :- اقتباس:
لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن هناك فرقا كبيرا بين الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة، وبين الإلزام والإجبار من جهة أخرى، فليس من وظيفة الداعي والآمر الناهي أن يلزم الناس بالدين الحق ويجبرهم عليه وإنما هو مبين ومبلغ عن الله، فإن قُبل منه فالحمد لله وإلا فقد أدى ما عليه، قال تعالى: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ.
{ الغاشية: 21ـ 22 }.
قال السعدي: أي: ذكر الناس وعظهم، وأنذرهم وبشرهم، فإنك مبعوث لدعوة الخلق إلى الله وتذكيرهم، ولم تبعث مسيطرا عليهم، مسلطا موكلا بأعمالهم، فإذا قمت بما عليك، فلا عليك بعد ذلك لوم، كقوله تعالى: وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد. اهـ.
وقال سبحانه: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ.
{ البقرة: 256 }.
قال السعدي: يخبر تعالى أنه لا إكراه في الدين، لعدم الحاجة إلى الإكراه عليه، لأن الإكراه لا يكون إلا على أمر خفية أعلامه، غامضة أثاره، أو أمر في غاية الكراهة للنفوس، وأما هذا الدين القويم والصراط المستقيم فقد تبينت أعلامه للعقول، وظهرت طرقه، وتبين أمره، وعرف الرشد من الغي، فالموفق إذا نظر أدنى نظر إليه آثره واختاره، وأما من كان سيئ القصد فاسد الإرادة خبيث النفس يرى الحق فيختار عليه الباطل ويبصر الحسن فيميل إلى القبيح، فهذا ليس لله حاجة في إكراهه على الدين، لعدم النتيجة والفائدة فيه، والمكره ليس إيمانه صحيحا. هـ.
وأما الفرق بين الدعوة إلى الله وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فبينهما عموم وخصوص مطلق، فالأمر والنهي جزء من الدعوة، فكل آمر داع، وليس كل داع آمرا، فالذي يُعرِّف الناس بربهم وما يليق به من صفات الكمال والجمال والجلال، كالذي يفسر سورة الإخلاص مثلا، هو داع إلى الله، ولكنه ليس آمرا ولا ناهيا.
والله أعلم. اسلام ويب | اقتباس:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي تشغيل القرآن الكريم إلا حيث يستمع إلى التلاوة، لأن في تشغيله مع الإعراض عنه وعدم الاستماع إليه إشعارا بامتهانه وهذا مما لا ينبغي، وقد نبه العلماء على نحو هذا.
قال في كشاف القناع: وكره ابن عقيل القراءة في الأسواق يصيح أهلها فيها بالنداء والبيع. قال في الفنون قال حنبل كثير من أقوال وأفعال يخرج مخرج الطاعات عند العامة وهي مآثم عند العلماء مثل القراءة في الأسواق يصيح فيها أهل الأسواق بالنداء والبيع، ولا أهل السوق يمكنهم الاستماع، وذلك امتهان. كذا قال، ويتوجه احتمال يكره. قاله في الفروع. فيعلم منه أن قول ابن عقيل التحريم. انتهى.
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله: ليس من الآداب أن يتلى كتاب الله ولو بواسطة الشريط وأنت متغافل عنه ، لقول الله تبارك وتعالى: ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ) الأعراف/20 ، فلذلك نقول: إن كنت متفرغاً لاستماعه فاستمع، وإن كنت مشغولاً فلا تفتحه. انتهى.
وعليه، فإن كان يوجد بهذا المكتب من يستمع للقراءة فلا حرج فيما يفعله هذا الرجل، ولا يضر وجود غير المسلمين بالمكتب، وأما إن كان جميع من بالمكتب يلهون عن استماع القرآن ويشتغلون بما هم فيه فلا ينبغي تشغيل القرآن والحال هذه.
والله أعلم. اسلام ويب |
__________________ ( أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ) |