في المرآب نزلت فتاة ترتدي قميصا أحمر اللون مع تنورة بيضاء قصيرة. بحثت حولها لكنها لم تجد أحدا. فقالت متذمرة: -ألم ينتظرني أحد؟ ثم خرجت من المرآب لتتأكد من أنها رأت سيارة أخيها. تعجبت هذا لكنها دخلت المنظمة بعدما تيقنت من عدم حدوث شيء يدعو إلى القلق. فقابلت لورا التي كانت تنتظرها عند البوابة المؤدية إلى الوحدة الرابعة (ملاحظة: لا يسمح بدخول الوحدات إلا للعاملين بها أو رؤساء بقية الوحدات). فبادرت سيما قائلة: -ما هذا؟ هل قام جاك بطردك من العمل؟ فأجابتها لورا باستهزاء: -أنا لم أذهب إلى هناك حتى. تقدمت سيما واستعملت بطاقة الهوية التي سمحت لها بفتح الباب، فدخلت ورافقتها لورا في ذلك الطريق البلوري ثم قالت بصوت خافت: -لقد اعتذرت من يارا. توقفت سيما ونظرت إليها باستغراب وملامحها تنمّ عن التعجب والاستفهام. فقالت لورا بعدما ساد الصمت لثوان معدودة: -هي لا تستحق ما فعلته بها. ثم اتسعت ابتسامتها بينما أضافت: -كما أنها لاعبة الجمباز المفضلة لدي. ظهرت على شفتي سيما ابتسامة عريضة عبرت عن سعادتها، ونظرت إلى صديقتها ممتنة لتفهمها. عند خروجهما من المكتب، اصطدم جاك وهاناي بهيرو الذي دخل بعدما ألقى عليهما التحية. لم يتحرك جاك بعد إغلاق الباب، فسألته هاناي بحيرة وقد رفعت حاجبها استغرابا: -مالأمر؟ فأجابها بسؤال آخر: -هل بدا هيرو بخير. فأجابت بعدم اكتراث: -لا أظن. -لقد بدا لي شاحبا. فقالت وهي تسحبه من يده: هيا يا أمير الجليد. دعك منه، ربما يكون مصابا بالزكام. فلنذهب. نظرت له بمرح لتصدها نظراته الغاضبة فقالت بارتباك: -يا الهي. أنا لن أنعتك هكذا ثانية. هذا وعد مني فابتسم برضى وتقدمها تاركا هاناي تقول وهي تضرب بكفيها: -كل هذا بسبب يارا. لقد كان نهارنا جيدا قبل الآن. ثم تنهدت بعدم ارتياح وأسرعت نحو جاك الذي وقف ينتظرها. في داخل المكتب، جلس هيرو قبالة رئيسه وقال: -حسنا، هل قررت من سيكون مرافقي؟ فالطائرة ستقلع بعد ساعتين فحسب. ابتسم كيفن بمكر ثم أجاب: -ستكون يارا مرافقة رائعة. تفاجأ هيرو بما سمع ولكنه كسا وجهه البارد بهالة غير مكترثة ثم قال بصوت منخفض: -ألم تجد غيرها. -إطلاقا. فتنهد هيرو بملل ثم أجاب بصوت لا مبال: -لا عليك، المهما ألا تعطلني هذه الفتاة. فطلب كيفين من شانا استدعاء يارا إلى مكتبه. فتحت يارا الباب، وتقدمت من مكتب كيفن لتجلس مقابلة لهيرو الذي رمقها ببرود كعادته. ولكن هذه المرة اكتشفت يارا أنه برود مصطنع. فأسرع الرئيس بالقول خوفا من أن يشتد الصراع بينهما: -لقد حصلت على أول مهمة لك هنا، يارا. قال وابتسم للفتاة منتظرا منها أن تعلق لكنه لم يتمنّ إطلاقا أن تقول: -معه؟ وأشارت إلى هيرو الذي رفع حاجبه استغرابا. لم يستطع كيفن كتم ضحكاته، لهذا فهو لم يسلم من النظرات المعاتبة التي وجهتها إليه يارا. فقال محاولا تغيير الموضوع: -ما رأيك إذن؟ أومأت المعنية بالسؤال دون النطق بأي حرف. وبدأ كيفن بتفسير مايتوجب عليها فعله خلال المهمة
__________________ ... لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم.. |