عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 09-19-2013, 06:22 PM
 

الفصل التاسع
طرق باب المكتب، ودخلت على إثره امرأة بدينة قالت وقد انحنت احتراما:

-المعذرة سيدي لقد نسيت الآنسة يارا هاتفها.
ابتسم سينار وطلب من الخادمة إحضار الهاتف. لكن القلق كان قد وجد طريقه إلى صوت سيرينا التي قالت بارتباك:
-إذا لم تحمل هاتفها....... فهذا يعني.......... لن نتمكن من معرفة ما إذا كانت بخير.
فأجاب سينار والابتسامة لم تفارقه:
-سنتصل بجاك، فهو معها.
لكنها هزت رأسها مضيفة:
-وماذا إن لم يكن معها؟
وضع كل من سينار وستيفن يده على رأسه بتذمر فقالت لورين (والدة هاناي) بعدما اعتراها الغضب:
-أنتما لن تفهما شيئا عن قلب الأم.
ضحك الرجلان على كلامهما لكنهما توقفا وقد بدا الخوف جليا على وجهيهما بعدما شاهدا الغضب على وجهي السيدتين، فقال ستيفين:
-من الأفضل أن نذهب إلى العمل قبل الفوات الأوان.
ثم أضاف وهو يمسح العرق المتصبب على جبينه:
-أنا لم أفتح بعد هدية ابنتي.
ضحكت المرأتان على طرافته وقبل أن تنطق إحداهما بحرف واحد كان الرجلان قد ذهبا.
-يا إلهي الرجال هكذا دوما.
قالت سيرينا هذا وعادت إلى الجلوس على الأريكة مفكرة، فجلست صديقتها بجانبها محاولة طمأنتها.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وقفت سيارة سوداء طويلة أمام إحدى المدارس الابتدائية، فنزل منها طفل ذو شعر بني، يبدو في السابعة من عمره. نظر حوله لوهلة ثم قال بصوت عال:
-ها قد عدت.
وأسرع نحو ذلك المبنى، حيث تجمع العديد من التلاميذ، مر بهم ملوحا فصرخ الجميع دفعة واحدة:
-لقد عاد موري.
ركض الجميع وراءه ليدخلوا مبنى المدرسة محتفلين. فدخل موريس فصله وجلس على مقعده حيث تحلق حوله الكثير من التلاميذ وكان أغلبهم من الفتيات.

تقدمت إحداهن ومدت له علبة مغلفة قائلة بخجل:
-هذه هديتي لك، فقد علمت أنك ستعود اليوم.
ابتسم لها وهز رأسه دليلا على قبوله الهدية. فقال أحدهم بمرح:
-أخبرني موري. كيف هي فرنسا؟
لم يمنع موريس الابتسامة من الارتسام على شفتيه وهو يجيب:
-إنها ترسل لك أحر التهاني.
لم يستطع إكمال كلامه، فقد كان دخول الأستاذ سبب مغادرة بعض التلاميذ ونظام الآخرين.
وما أن انتبه لوجود موري حتى قال وهو يبتسم بلطف:
-أهلا بعودة بطلنا.
فوقف موريس محييا بأدب واحترام.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
خرجت يارا لتجد هيرو متّكأ على سيارته السوداء المكشوفة وقد بدا عليه الملل من الانتظار فقد تأخرت لمدة عشر دقائق عن الموعد المحدد بسبب شرودها وتفكيرها المستمر بتلك العارضة.
وقفت أمامه منتظرة تعليقه الحاد لكنه استدار ليفتح لها الباب دون قول شيء ثم توجه للجانب الآخر ليتخذ مكانه أمام المقود.
ظلت تنظر له غير مستوعبة. أليس غاضبا منها؟ ألن يصرخ في وجهها كعادته؟ أم أنه يتعمد تجاهلها؟
أفاقت من شرودها على صوته الجاف:
-ألن تركبي؟
جلست إلى جانبه بتذمر، فابتسم بغموض أثار حيرتها وقلقها في الوقت ذاته. هل يتعمد إحراجها؟ ماقصته هذا اليوم؟
ظلت هذه الأسئلة تدور في رأسها دون أن ترسو على جواب يشفي غليلها.
طوال الطريق كان الصمت هو سيد الموقف لكنها قطعته بطلبها الذي لم يأت في وقته المناسب أبدا:
-هل لي بهاتفك؟ لقد نسيت هاتفي بالبيت.
نظر لها بجفاء وقال ببرود قاتل:
-ما كان عليك نسيان أغراضك. فقد تحتاجينها.
-لو أنك......
-وضعت يدها على فمها مندهشة مما كانت ستقوله. هذا الفتى يدفعها حقا للجنون. ألهذة الدرجة تأثيره قوي عليها؟ لقد كانت ستفصح له عما تكنه تجاهه.

ظر لها وقد رفع حاجبيه استغرابا. أحست بالدماء تتدفق بقوة إلى وجنتيها فأشاحت بوجهها محاولة تفادي نظراته الثاقبة. لكنها عادت للنظر إليه ثانية عندما سمعته يتمتم بشيء ما، فرأته يمد الهاتف لها. لم تحاول الرفض بل أخذته بسرعة خوفا من أن يغير رأيه. فهي تريد أن تطمئن والديها.
رن الهاتف في المكتب قبل خروج المرأتين، فأسرعت سيرينا نحوه وأجابت بلهفة:
-مرحبا.
-أهلا أمي.
اتسعت ابتسامتها وهي تسمع صوت ابنتها وقالت والقلق بدأ يترك صوتها:
-هل أنت بخير حبيبتي. قلقت عليك كثيرا.
ضحكت يارا وقالت:
-لا داعي إلى ذلك فأنا بخير. كما أنني بمرافقة بطل العالم في الكاراتيه. فلا تقلقي.
نظرت إلى هيرو لترى ردة فعله لكنها لاحظت الجمود في قسماته.
أغاظها بروده الدائم لكنها حاولت ألا تهتم، وواصلت حديثها قائلة:
-أمي، لا أظنني سأتمكن من العودة إلى البيت هذا اليوم فأنا في مهمة. لذا قد أتأخر.
عاد القلق ليظهر في صوت سيرينا التي قالت:
-هل ستكونين بخير؟
-لا تقلقي أرجوك.
-أنا لن أتمكن من منع نفسي من القلق عليك....
نزلت دمعتان من عينيها فمسحتهما وأضافت:
-ولكن اعتني بنفسك. واطلبي من هيرو الاعتناء بك أيضا..... حسنا إلى اللقاء صغيرتي.
-إلى اللقاء.
بعد انتهاء الاتصال بقيت يارا تفكر في كلام أمها، فقالت في نفسها ساخرة:
-هيرو سيعتني بي.... أظنه أسوأ كابوس أعيشه.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وصل السيدان إلى شركة ”ذو فلاور“ للتصدير والاستيراد. فدخلا إلى غرفة فسيحة توسطها مكتب تكدست عليه الأوراق والملفات فقال سينار بمرح:
-حسنا، هذا ما عليك من عمل.
نظر له ستيفن وهو يقول بأسف:
-إذن فقد انتهت إجازتي.
نهاية الفصل التاسع



__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس