الفصل العاشر كانت لورا قد تركت سيما في مكتبها لتعمل، واتجهت نحو الوحدة الثالثة. فطرقت مكتب جاك الذي قال: -تفضلي لورا. دخلت الفتاة وأغلقت الباب خلفها لتجلس أمام مكتب الشاب الأشقر محيية بمرح: -صباح الخير سيدي. أرجو الا أكون قد تأخر. أومأ جاك بهدوء وأضاف: -ليس كثيرا فأنا تأخرت بدوري. فابتسمت بمرح وهي تقول ممازحة: يبدو أننا متساويان حاليا. لذا لن أشكوك إلى كيفن. أحس جاك بأن لورا تحاول أن تنسيه ما حصل بالأمس فابتسم بدوره وقال بمرح: -أفضل أن تشكيني لأبي............. على أن تشكيني لكيفين....... فهو مخيف. شعرت لورا بالراحة لتفهم جاك، فقد ساعدها على الخروج من خوفها لهذا حاولت العودة إلى الموضوع الذي قدمت من أجله: -إذن، هل وافقت على مرافقة سيما في مهمتها القادمة، أم أنني سأفعل بدلا منك. فأجاب ببرود مصطنع حاول أن يضفي به طابع الجدية إلى كلامه: -لم أتخذ قراري بعد، لكن قد تذهبين برفقتها..... من يدري........ لاحظ جاك السعادة التي باتت جليّة على وجه لورا فأضاف وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة: -أو ربما..... سأرافقكما لأحرص على إنجازكما العمل على أكمل وجه. ظهر الإحباط ليطرد السعادة من على وجه لورا التي قالت في نفسها بحزن: -لقد أحبط كل مخططاتي للتسوق. فهم جاك ما تفكر به فاتسعت ابتسامته لتستحيل ابتسامة مرحة ومن ثم وقف ليضعا بعض الملفات على أحد الرفوف التي قربه وقال: -علينا أن نستعد جيدا، فهذه المهمة قد تكون خطرة. فقالت الفتاة بسخرية: -صحيح قد تكون خطرة...... ثم أضافت صائحة بأعلى صوتها: -إنها بالفعل خطرة. كان مظهر جاك مضحكا وهو يغلق أذنيه بكلتا يديه ليمنع نفسه من سماع صراخها: -لقد صرت أصم بسببك. فقالت الفتاة ذات الشعر الوردي وهي تضع يدها على ذقنها مفكرة: -هذا صحيح... فصراخي المزعج سيؤذي سمعك. وانفرجت شفتاها عن ابتسامة ما كرة وهي تضيف: -سيكون هذا سلاحي إذن. قالت هذا وتوجهت نحو الباب لتخرج. وما إن فعلت حتى عاد جاك ليجلس على كرسي مكتبه وابتسم وهو يفكر: -يبدو أنها ليست كما ظننت. --------------------------------------------------------------------------------------------------------------- في المطار قدم هيرو بطاقته الشخصية لموظفة الاستقبال، فقادته إلى ممر خاص بالتوجه إلى الطائرات الخاصة. وما أن صعدا إلى الطائرة حتى ابتسمت يارا لرؤية بقية العملاء المكلفين بمرافقتهما. فقد ارتاحت لمجرد وجود شخص آخر غير هيرو معها. جلست على مقعد قريب من النافذة وحاولت أن تشغل نفسها طوال الرحلة بالنظر إلى السحاب لكنها لم تتمكن من منع نفسها من النظر بين الفينة والأخرى إلى هيرو الجالس أمامها. كان يسند رأسه إلى المقعد مغمضا عينيه بتعب ظاهر. فقد بدا ممعن التفكير في أمر مزعج. ولوهلة، لم تتمكن من إبعاد نظرها عنه، لكن وجنتاها احمرّتا ما إن لاحظت ابتسامته الساخرة، فأشاحت ببصرها مرتبكة ولم تعرف ماذا تفعل.. لم يحاول أي منهما قول شيء طوال بقية الرحلة. --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- أحست هاناي بالملل. فهذه أول مرة تبتعد عنها يارا. حتي عندما بقيت في ألمانيا ظلت معها. ماذا ستفعل بدونها؟ لقد كانت تتسلى كثيرا معها. شردت كثيرا لكنها أفاقت على صوت سيما القائلة بمرح: -هل تسمحين لي بالدخول؟ ابتسمت هاناي وقالت: -تفضلي. فقالت سيما وهي لا تزال محافضة على مرحها: -يبدو أن جاك قد قرر تكليف لورا بالعمل الكثير..... لذا............ هلا رافقتني للتسوق. ظهرت السعادة على وجه الفتاة ذات النظارات وقالت |
-هذا من دواعي سروري..... مع أنني لا أحب التسوق.......... لكني سأطرد الملل عني. امسكتهاسيما من يدها صائحة بفرح: -هيا بنا إذن. ----------------------------------------------------------------------------------------------- في إحدى القاعات الضخمة، المؤثثة بجميع أنواع الأدوات والآلات المستعملة في جميع أنواع الرياضات، وقفت فتاة واضعة يدها على خصرها قائلة بتذمر: -لم عليّ تحمل كل هذا؟ سيما ذاهبة للتسوق، وأنا باقية هنا مع هذا المغفل... لماذا؟ فأتاها صوت شاب قائلا: -أنسة لورا هلا ساعدتني على رفع هذه الأثقال... أكاد أختنق. نظرت إليه بحقد فقال بصوت مرتجف: -أفضل أن أختنق. ابتسمت بمكر وهي تقول: -وأنا أيضا. ثم اتجهت نحو الآلة التي علق بها الشاب وساعدته على رفع الأثقال وإعادتها إلى مكانها. فوقف قائلا باحترام: -شكرا مدربتي..... ما الخطوة التالية؟ فصرخت في وجهه بنفاذ صبر: -أريد الذهاب إلى المركز التجاري. فهم قصدها فقال بسخرية: -ولكنك مضطرة إلى البقاء معي ومساعدتي على تنميتي مهاراتي. فقالت بنبرة تفوقه سخرية: -عن أي مهارات تتحدث؟ عن مهارة الاختناق، أم مهارة الفشل. ثم واصلت في نفسها: -ستندم يا جاك على ما فعلته بي. أجل ستندم. لكنها ما لبثت أن تنهدت باستسلام لتعود إلى عملها. في المركز التجاري تنهدت هاني بتذمر وهي ترى سيما تكاد تشتري المجمع بأكمله. فقالت لها الفتاة ذات الشعر البني: -ما هذا؟ ألن تشتري شيئا؟ هزت هاناي رأسها نافية. ولكنها ما لبثت أن تقدمت منها وأمسكت يدها تجرها خارج المتجر. فقالت سيما محتجة: -أنا لم أشتر شيئا من هذا المتجر.. إنه الأخير أرجوك...... -لا........يعني.........لا. نزلتا إلى الطابق السفلي حيث توجد كافيتيريا ضخمة مستعدة لاستقبال العديد من الزبائن. اختارتا طاولة في الوسط وجلستا عليها. لم تنطق هاناي بحرف واحد فقالت سيما محاولة إخراج صديقتها من شرودها:
-إذن ما رأيك في هذا اليوم؟ لم تلقى سوى جواب واحد متكون من كلمة -م..............م............ل -يبدو أنك تفتقدين يارا. ابتسمت هاناي برقة وهي تقول: -إنها صديقتي وهي الوحيدة التي تفهمني. اتسعت ابتسامة الفتاة ذات الشعر البني وهي تقول بمرح وصدق: -بإمكانك اعتباري صديقتك أيضا. نهاية الفصل العاشر أرجو أن يكون قد أعجبكم وأرجو أن يكون طويلا |
__________________ ... لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم.. |