عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 09-19-2013, 06:28 PM
 
لفصل الثالث عشر
هل عانى أحدكم من التمزق بين الحقيقة والوهم، الواقع والخيال، الكابوس والحلم.
هل أحس أحدكم يوما بالضياع بين سطور الحياة.
هل عاش أحدكم يوما مغطى بالظلام لا نور فيه أو بصيص أمل.
إذا لم تعانوها، تخيلوها. فهذا ما كانت تعيشه شانا وهي تقف أمام إحدى المدارس الابتدائية.هل تقدم على ما أتت لأجله؟
هزت رأسها بعدم ارتياح، وأخرجت هاتفها من الحقيبة التي تحملها بيدها، وضغطت بعض الأزرار. وضعت السماعة على أذنها وانتظرت، فأتاها صوته مرحا:
-ما الأمر؟ هل اشتقت إلي بهذه السرعة.
ابتسمت وهي تقول:
-لا تحلم.
ثم أضافت بعد أن صمتت لفترة صغيرة:
-كيفن؟ هل تستطيع تدبر أمرك من دوني هذا اليوم.
ومن دون أن تنتظر إجابته أضافت:
-ملف مهمة جاك وسيما معدّ وهو في الدرج الأول بمكتبي. فأنا لن أتمكن من المجيء.
عقد كيفن حاجبيه وقال بنفاذ صبر:
-ما الذي تعنينه بالضبط؟ ما الذي يدور في ذهنك.
-لا تقلق، وداعا.
أغلقت هاتفها بسرعة خشية أن يعرف مكان تواجدها، فهذا ممكن باستعمال الأجهزة المترصدة للاتصالات.
أخذت نفسا عميقا ثم دخلت من الباب الأمامي للمدرسة. مشت في الأروقة الفسيحة للمدرسة. لا عجب أن تكون هذه المدرسة بهذه الفخامة، فهي ملك لكيفن.
طرقت على أحد الأبواب، فأتاها صوت امرأة تقول:
-تفضل.
دخلت شانا مترددة ولكنها تشجعت وتوجهت نحو مكتب امرأة بدت في العشرينات أو الثلاثينات ووقفت أمامها قائلة:
-مرحبا، أنا شانا كوري.
ثم صمتت، فخوفها منعها من الكلام. لكنها واصلت رغما عنها عندما لاحظت النظرات المتسائلة التي وجهتها لها المرأة:
-لقد أتيت لاصطحاب جولي فورنزو، إذا لم يكن لديك مانع سيدتي.
-بالطبع أمانع.....
هذا ما قالته المرأة وهي تقف من على كرسيها محتجة، ثم أضافت:
-من أنت حتى تطلبي اصطحاب ابنة مالك المدرسة، ثم أنا لست سيدة يا هذه، هل ترينني عجوزا أمامك.

نظرت لها شانا بتعجب، ولكنها ما لبثت أن قالت:
-أعتذر على إزعاجك، آنستي.
ثم أخرجت هاتفها ثانية وظلت تنظر إليه لمدة طويلة، ولكنها قررت أن تفعل المستحيل لتنهي ما أتت لأجله. وقد كان المستحيل في هذا الوقت، أن تطلب مساعدة كيفن، فأدخلت رقمه ثانية وانتظرت حديثه الذي بدأ:
-ما الذي تخططين له بالضبط، عودي إلى المنضمة حالا.
ازدردت الفتاة ريقها بارتباك لاحظته المرأة التي رفعت حاجبها استغرابا. ولكن شانا قالت بعد أن حاولت إخفاء ارتباكها:
-كيفن، في الحقيقة أنا............
ولكنها لم تتمكن من مواصلة الحديث، فقال كيفن مستفسرا:
-ما الأمر؟
تنهدت شانا بعمق وقالت بسرعة:
-أنا في المدرسة، وأرغب في الحديث مع ابنتك.
اتسعت عيناه دهشة وقال بحدة استغربتها شانا:
-كيف تذهبين إلى هناك من دون علمي.
-أنا آسفة، ولكني أريد حقا التحدث معها.
لم تصدق المرأة ما كانت تسمعه، فهذه الفتاة تعرف كيفن، ويبدو أنهما مقربان كثيرا. يا إلهي ما الذي فعلته؟ هل سأطرد؟
تنهد كيفن وقال:
-لا بأس.... افعلي ما يحلو لك.
ابتسمت شانا وقالت شاكرة:
-شكرا لك. إلى اللقاء.
-إلى اللقاء.
ثم نظرت إلى المرأة التي شحب وجهها وقالت بابتسامة:
-هل يمكنني رؤية جولي الآن؟ أم أنك تريدين الحديث معه شخصيا.
-ليس هناك داع، سأطلبها لك حالا.
ثم قامت بطلب استدعائها إلى مكتبها.
---------------------------------------------------------------------------------------------------

زلت يارا إلى قاعة الطعام بالفندق بعد أن تم استدعاؤها. بحثت بعينيها إلى وجدت الطاولة التي جلس عليها كل من هيرو وكاتيا ومدير أعمالها.
تقدمت نحوهم واتخذت مقعدا بجانب مدير الأعمال بعد أن ألقت التحية عليهم. (ملاحظة: طبعا هيرو ويارا حاليا هما ميراندا وسام). فقالت كاتيا محاولة اختلاق المشاكل:
-أنا لم أرى في حياتي فتاة تمارس الفنون القتالية، لهذا أنا أمقتهن.
فقالت يارا بلهجة باردة استغربت هي نفسها من كونها كذلك:
-وأنا أيضا لا أطيق العارضات المتحذلقات.
نظرت لها كاتيا بدهشة عارمة ولم تقدر على النطق بحرف آخر بينما اكتفى هيرو برسم ابتسامة ساخرة على شفتيه.
فقالت يارا دون حتى النظر إلها:
-من الأفضل أن نبدأ العمل.
نظرت لها كاتيا بحقد، فقال هيرو وهو يترك كرسيه:
-أريد تحديد وقت العرض الذي سنقوم خلاله بحماية الآنسة كاتيا.
أومأ المدير وقال:
-إنها اليوم سيدي على الرابعة مساء.
-هذا جيد سنكون جاهزين.
ثم غادر المكان، لتغادر بعده يارا متجهة إلى خارج الفندق، فقالت كاتيا عندما اختفت الفتاة عن ناظريها:
-كم أكره هذه الفتاة. ألا يكفيها أنها تستحوذ على اهتمام هيرو الكامل؟ يجب أن أجد طريقة للتخلص منها.
هذه المرة أطلقت يارا العنان لقدميها لتقودانها إلى إي مكان. توقفت عند شاطئ البحر وقالت ونسمات الهواء العليلة تتلاعب بشعرها الوردي:
-إن البحر جميل هنا أيضا.
ثم شردت بتفكيرها لمدة ليست بالقصيرة ولم تستفق إلا على صوت يقول:
يبدو أنك تصلحين لهذه المهمة.
التفتت لترى شابا له شعر طويل أحمر يربطه بشريط صغير إلى الخلف. شهقت من هول المفاجأة. عن أي مهمة يتحدث؟ هل يعرف حقا من هي؟
فقالت مفكرة بصوت مسموع:
-لا أصلح أبدا بأن أكون عميلة سرية.
فأتاها الصوت الشاب قائلا:
-أنا لم أعن هذا، آنسة يارا.
لم تستطع يارا تملك نفسها فصاحت قائلة بفزع:
-كيف عرفت اسمي.
ابتسم الشاب بسخرية وقال:
-لن يخفى عني شيء بسيط كهذا.

ثم لم يلبث أن استدار مغادرا وهو يضيف:
-إذا أردت إنقاذ هيرو من خطر قد يحدق به، فأرجو أن أراك قريبا.
حاولت أن تلحق به لكن دونما فائدة فقد ركب سيارته وغادر مسرعا. ضمت يارا يداها أمام صدرها وقالت بنبرة قلقة:
-ما الذي عناه؟
نهاية الفصل الثالث عشر



*هل أعجبكم البارات؟
*ما الذي سيحدث أثناء العرض الذي ستقيمه كاتيا؟
*من هو الشاب الذي قابلته يارا؟
*وما الذي ستفعله يارا حيال هذا الأمر؟
__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس