عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 09-19-2013, 06:30 PM
 
الفصل الرابع عشر
عادت يارا إلى الفندق وهي لا تزال تفكر في ذلك الشاب وفي الذي عناه... لكنها أبعدت تلك الأفكار عن رأسها حتى لا يلاحظ أحد قلقها وتوترها...

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
سمعت لورا رنين هاتفها قبل أن تنزل من السيارة للذهاب إلى المدرسة، فأخرجته من جيبها، ثم ضغطت زر القبول وقال مبتسمة:
-صباح الخير، مارك.
ابتسم الشاب وقال :
-صباح الخير لورا... كيف حالك؟
-بخير ماذا عنك؟
-بخير أيضا...
صمت لبرهة بدت للورا دهرا... ثم قال بصوت بدا القلق ظاهرا من خلاله:
-لورا أحتاج إلى الحديث إليك بخصوص هيرو.
هزت حاجبها استغرابا ثم ما لبثت أن قالت بقلق بعد أن جالت العديد الأفكار المزعجة في ذهنها:
-هل هناك مستجدات بخصوص مرضه؟
-أجل.
ازدردت لعابها بصعوبة، ثم هزت رأسها بعنف قائلة:
-أنا آتية إلى المستشفى حالا.
-لا بأس... أنا بانتظارك... إلى اللقاء.
-إلى اللقاء.
أعادت تشغيل محرك سيارتها، وعادت أدراجها لتسلك الطريق المؤدية إلى المستشفى التي يعمل بها مارك. أوقفت سيارتها في المرآب وغادرتها مسرعة لتستقل المصعد متجهة إلى الطابق الثالث حيث يوجد مكتب مارك.
طرقت الباب بهدوء... فسمعت صوته يقول:
-تفضل.
دخلت بهدوء ووقفت أمام مكتبه وقالت:
-لقد أتيت.
رفع عينيه... فرآها... فابتسم بلطف ثم قال وهو يشير إلى أحد المقاعد الموضوعة أمام المكتب:
-تفضلي بالجلوس.
جلست بعدما شكرته... وظلت تنظر نحوه مستفسرة... فقال بعدما تنهد بعمق:

لقد ازدادت حالة هيرو خطورة...
ثم توقف كأنه لم يعد قادرا على الكلام... فقالت بقلق وبصوت مرتجف:

-ما الذي تقصده؟ أرجوك قل أنه سيكون بخير.
تنهد ثانية ثم قال:
-لقد طلب مني هيرو عدم إبلاغ أحد بالأمر... لكنى لن أحتمل أن يعذبني ضميري بسبب إخفاء الأمر... لذا سأخبرك كل شيء...
توقف بعض الوقت ثم واصل بعدما لاحظ توترها ونظراتها المتسائلة:
-لقد أعلمت هيرو أن عليه إجراء عملية جراحية لفتح الشريان المسدود بقلبه... ولكنه رفض... ولم أعلم السبب حتى...
فقاطعته بحدة:
-عملية؟... رفضها؟
ابتسم بهدوء محاولا طمأنتها:
-لا داعي لكل هذا القلق... فقط أريد أن يقنعه أحدكم بإجراء هذه العملية... فإذا لم يجرها خلال مدة تتجاوز الشهر... لن تكون العواقب محمودة.
ثم واصل بعد أن وقف من على كرسيه ليجلس أمام لورا ويمسك يدها بحنان:
-هل تستطعين أن تقنعيه.
نظرت نحوه بألم... ثم ابتسمت بسخرية وقالت:
-هذا سيعتبر معجزة.
-حسنا إذا... ألا يمكن لشخص آخر القيام بهذا الأمر؟... سيما مثلا...
هزت رأسها نفيا... وقالت بألم:
-لا أحد يمكنه القيام بهذا الأمر.
ساد الصمت لفترة قطعه مارك بسؤاله الفجائي:
-أليس لديه صديقة؟
نظرت إليه باستغراب فواصل بارتباك:
-أعني... هل يمكن... أن...
قاطعته بابتسامة باهتة وهي تقول:
-لديه الآلاف منهن... ولكني لا أظن أن هناك من هي قادرة على إقناعه بالأمر...

-لا بأس سنجد حلا... لا تقلقي...
ثم قالت وهي تنهض:

-لقد تأخرت على المدرسة... ولكن من حسن حظي أن الأستاذ لن يجرؤ على طردي... حسنا إلى اللقاء.
-إلى اللقاء.
ثم غادرت المستشفى وهي لا تزال تفكر في هذه العملية... ورفض هيرو لها... ترى ما سر رفضه للشفاء؟
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وصلت كاتيا إلى مكان إقامة العرض العالمي لأزياء الصيف... وتوجهت إلى الغرفة المخصصة لتغيير ملابس العارضة بمرافقة هيرو ويارا... فوجدت عميلان بدت عليهما القوة والبسالة يحرسان باب الغرفة...
ابتسمت بغرور وهي تدخل الغرفة... فهي أفضل عارضة لهذا العام... ومما زادها غرورا... كون حارسها الشخصي هو هيرو شنايدر... حتى وإن لم يعلم أحد بالأمر... يكفي أنه معها...
أوشك العرض على البدء... اتخذ الجميع أماكنهم... فجلس هيرو ويارا على المقاعد الخلفية لمراقبة المكان... فأخرج هيرو ورقة من جيبه... ثم أعطاها إلى يارا... وقال:
-أشك في أن هذا الشخص قد يهاجمها أثناء العرض.
أومأت برأسها موافقة ثم أخذت تمرر نظرها بين كلمات الورقة التي كانت عبارة عن رسالة تهديد تلقتها كاتيا منذ أسبوع.
بدأ العرض أخيرا... وكانت كاتيا هي العارضة الثالثة... دخلت الممر مرتدية ثوبا أرجوانيا من دون أكمام... يصل إلى أسفل خصرها... وكان مرافَقا بشريط أبيض اللون معقود في مستوى الخصر... وارتدت معه حذاء طويلا من اللون الأبيض وقبعة من ذات اللون علتها وردة بنفسجية... ببساطة كان مذهلا...
همست يارا قائلة:
-رائع...
نظر إليها هيرو باستغراب وقال:
-هل أعجبك الثوب؟
رفعت بصرها إليه وقالت متسائلة بحيرة:
-أي ثوب؟
رفع حاجبه استغرابا... وأشار بإصبعه نحو كاتيا التي كانت على وشك مغادرة القاعة... ابتسمت بسخرية وقد حملت نظراتها ذات المعنى وهي تقول:
-الثوب جميل... لكن من تلبسه أفسدت جماله.
نظر لها مطولا لكنه تجاهل الأمر وقال:
-إذن ما الذي قصدته؟
ابتسمت بدهاء وقالت:
-موعد مهاجمة كاتيا.
نهاية الفصل الرابع عشر

__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس