لفصل السادس عشر ساد الصمت لفترة... ثم قطعته هاناي بقولها بصوت خافت: -أنا آسفة. ابتسم بلطف وقال بهمس: -لا داعي يا حبيبتي. احمرت وجنتا هاناي خجلا وهي تراه يحتضنها بين ذراعيه... لكنها ما لبثت أن ابتسمت بحب وقالت: -لا تتركني ثانية... أرجوك... أومأ برأسه وقال: -وأنت... لا تبكي ثانية. وفي الرواق... وقفت الفتاتان تطلان من النافذة وهما مستغربتان مما يحصل... فسمعتا صوت جاك يقول: -ما الذي تفعلانه؟ قفزتا خوفا... والتفتتا إليه بحدة فقالت سيما: -يا إلهي لقد أخفتنا... ثم أردفت بعد أن انتبهت لأمر ما: -ماذا تفعل هنا؟ فأجاب بصوت بارد كالجليد: -لم يأت أستاذ الانجليزية. ابتسمت سيما بمكر وقالت وهي تشير إلى الخارج: -أمر عادي. أطل جاك من النافذة ثم قال بدهشة: -بيتر؟ فقالت سيما بسرعة: -هل تعرفه؟ هز رأسه إيجابا... فقالت لورا بتساؤل: -كيف؟ فقال ببرود ممزوج بالسخرية: -إذا لم تكوني قد لاحظت... فهو صديق هاناي. شهقت الفتاتان دهشة... ثم ما لبثتا أن قالتا بصوت واحد: -هذا يفسر الكثير. -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- في المساء استيقظت يارا... فتحت عينيها لتجد نفسها على سرير أبيض داخل غرفة غريبة لم تعهدها... لكنها سمعت صوتا مألوفا يقول ببرود بدا لها مصطنعا: -استيقظت أخيرا. ابتسمت بهدوء وقالت وهي تلتفت ناحيته: -أجل... شكرا على اهتمامك. لم ينطق بحرف آخر... ولكن من حسن حظها أنها سمعت طرقا على الباب... فقال هيرو بهدوء: -تفضل. دخلت كاتيا يرافقها مدير أعملها... فقالت الفتاة بابتسامة مصطنعة: -حمدا لله على السلامة. هزت يارا رأسها شاكرة دون النطق بكلمة... فاتخذت كاتيا مقعدا بالقرب من هيرو... بينما جلس مدير أعمالها على إحدى الأرائك... فقالت يارا متسائلة: -كاتيا... هل لي بسؤال؟ استغربت كاتيا الأمر لكنها أومأت برأسها إيجابا... فقالت يارا بهدوء: -هل تعرفين شابا... ربما في العشرين من عمره... له شعر أحمر طويل... وعينان رماديتان على ما أظن... رفعت كاتيا حاجبها استغرابا بينما رمقها هيرو ببرود وعيناه تحملان بعض التساؤل... ثم هزت الفتاة ذات الشعر الأرجواني رأسها نفيا... فقال مدير أعمالها: -أظن أنه وولف أندرسون يا آنسة. نظرت نحوه يارا بتساؤل فواصل حديثه قائلا: -هل كان حاضرا خلال العرض؟ أومأت إيجابا فأردف: -إذن لا شك أنه هو. نظرت يارا بارتباك نحو هيرو الذي قال: -هل تعنين أنه من حاول اختطاف كاتيا؟شهقت كاتيا خوفا بينما قالت يارا: -لست واثقة... فأردف هيرو بحدة: -من أين لك أن تعرفيه إذن؟ فقالت بحدة مماثلة: -هذا أمر شخصي... لا شأن لك به. فبدا الضيق جليا على وجه هيرو الذي تنهد بتذمر واكتفى بالصمت. ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- -هذا جيد جدا... وداعا. أنهت سيما اتصالها مع هيرو وقالت وهي تلتفت نحو جاك الذي كان يقود السيارة: -سيعود هيرو ويارا غدا... لقد كانت مهمتهما ناجحة. تنهد الجميع بارتياح فقالت هاناي بابتسامة مرحة: -أخيرا ستعود... لقد اشتقت إليها كثيرا. فقال جاك بابتسامة: -أنت محظوظة... أما نحن... فغدا تبدأ مهمتنا. فقالت هاناي بسخرية: -كان عليك أن تدّعي الجبن من البداية حتى لا تخرج في مهمات مثلي. ضحك الجميع على عبارتها... ليمر يوم آخر مليء بالأحداث المثيرة... ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ارتدت يارا قميصا برتقالي اللون مرفوقا بسترة من الجينز وتنورة من نفس النوع تصل إلى أسفل ركبتيها... وارتدت معهما حذاء برتقاليا طويلا... خرجت من المستشفى برفقة هيرو ليركبا سيارته ويغادرا متجهين إلى المطار حيث استقلا إحدى الطائرات الخاصة التي أرسلتها المنظمة ليعودا أخيرا إلى أمريكا. ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- أوصلها هيرو بسيارته إلى منزلها فاستقبلتهما سيرينا التي كانت على وشك المغادرة للذهاب إلى عملها في الجامعة، فقالت يارا وهي تحتضن والدتها: -لقد اشتقت إليك كثيرا. ابتسمت سيرينا بحنان وقالت: -وأنا أيضا يا صغيرتي. وسمعت الفتاة الشقراء صوتا مألوفا لديها يقول من خلفها: -كيف حال صغيرتي؟ نظر هيرو إلى هاناي باستغراب بينما قالت يارا: -لقد اشتقت إليك هاناي. ابتسمت الفتاة بمرح وقالت وهي تمسك صديقتها من يدها وتسحبها إلى داخل المنزل: -هيا أسرعي حتى لا نتأخر على مدرستنا الجديدة... فهنالك مفاجأة تنتظرك. أسرعت الفتاتان بالصعود إلى الطابق الأول... فقالت سريرينا لهيرو الذي كان على وشك المغادرة: -شكرا لك على اعتنائك بها. نظر نحوها لبرهة ثم أومأ برأسه من دون النطق بأي كلمة وركب سيارته لينطلق مغادر...ا ابتسم بسخرية وهويقول في نفسه: -الاعتناء بها؟ من الأرجح القول على اعتنائها بي. تنهد بألم لتذكره ما حدث بالأمس... فالفتاة التي يحب كادت أن ترحل نتيجة إهماله... فلتذهب كاتيا إلى الجحيم... كان عليه أن يهتم بيارا أولا... نهاية الفصل السادس عشر.
__________________ ... لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم.. |