عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 09-19-2013, 07:09 PM
 
الفصل الخامس والعشرون
..
..
نظرت إليه بفضول تترقب إجابته...
كانت لحظات الانتظار سنوات بالنسبة إليها...
فقال وولف بجدية جعلته يبدو كالصقر –الذي يستعد للانقضاض على فريسته-: ستنفذين ما أقوله بالحرف الواحد إذا أردت الحفاظ على حياة هيرو...
ثم واصل بعد أن ابتسم بمكر: ليس هيرو فحسب... بل حياة كل من يحيطون بك...
اتسعت عيناها خوفا وقلقا... لكنها حاولت أن تخفي ارتباكها وهي تقول متسائلة: إذن... ماذا تريد؟؟
اتسعت ابتسامته الماكرة وهو يردف: لقد كنت أراقبك منذ آخر بطولة للعالم في الكاراتيه... لقد لفتتني مهاراتك الفائقة في القتال... وخاصة في المزج بين الرشاقة والقوة... لذا...
صمت قليلا... ثم صوب نظرات ساخرة نحو يارا التي بات القلق... شعار ملامحها...
..
..
ركبت سيارتها الرياضية... وغادرت المرآب متجهة نحو مقصدها التالي....
..
..
جلست يارا على الشاطئ.. وأخذت تنظر صوب البحر كأنها تناجيه... تريد أن تطلب المساعدة... لكن لا أحد يمكنه تلبية ندائها...
..
..
لاحظ وجود سيارتها على الرصيف... فأوقف سيارته بقربها...
نزل منها... وتوجه صوب الشاطئ حيث جلست يارا وهي شاردة الذهن...
لم يعلم فيم كانت تفكر... ولم يكن يريد أن يعلم... جل ما يطمح إليه هو إنهاء ما قدم لأجله...
اقترب من مكان جلوسها... وجلس بجانبها... وما أن أحست بوجوده حتى التفتت نحوه لتراه ينظر إلى البحر... كأنه يناجيه بدوره...
ابتسمت لا شعوريا... لكن ابتسامتها تلاشت عندما صوب نحوها نظرات ساخرة...
تجاهلته –أو بالأحرى اصطنعت تجاهله- وعادت لتوجه نظرها نحو البحر...
لكن هيرو لم يلبث أن قال: أظنك تتساءلين عن سبب قدومي...
أومأت برأسها دون النظر إليه... فواصل: أتيت لأعيد شيئا يخصك...

نظرت نحوه متسائلة... لكنه لم ينطق بحرف آخر... بل وضع يديه في جيبه ليخرج ذلك الشريط الوردي الذي لاطالما اعتبره أغلى ما عنده...
نظرت إلى الشريط مستغربة... ثم قالت بعدم استيعاب: أهذا لي؟؟
ابتسم بسخرية... ثم أمسك يدها ليعطيها الشريط وهو يقول: أمر عادي ألا تتذكريأنك أسقطته في تلك المباراة النهائية... فلديك المئات مثله...
وواصل وهو يستعد للمغادرة: لكنه كان ذا قيمة خاصة بالنسبة لي...
لم ينتظر منها جوابا –بل لم يتوقع أن يسمع جوابها-... فاتجه نحو سيارته...
لكنه توقف لدى سماعها تقول: لم احتفظت به؟؟
نظر صوبها وقال بسخرية مصطنعة: وهل سيغير هذا شيئا؟؟
لم تستطع منع دموعها من السيلان عندما قالت بصوت خافت: سيغير الكثير...
ما أن سمع عبارتها... حتى توجه نحوها... ووقف أمامها ونظر إليها بعينين تحملان كل معاني التساؤل والاستغراب...
لم تدر ما تقول... فأشاحت بوجهه لتجنب نظراته... لكنه أمسك ذقنها... ورفع وجهها لتتقابل نظراتهما من جديد... ولكن... هذه المرة، كان الأمر مختلفا... فقد ترجمت عيونهما ما عجزت الشفاه عن النطق به...
..
..
ما أن سمعت هاناي ما قاله كيفن حتى اتسعت عيناها دهشة... وظهر الارتباك على ملامحها...
لاحظ الجميع قلقها... فوجهوا نحوها نظرات متسائلة...
لكنها تجاهلتهم وقالت: هلا أعدت على مسامعي اسم قائد هذه الوحدة...
رفع كيفن حاجبه استغرابا وقال: إنه وولف أندرسون... أتعرفينه؟؟
أحست هاناي بأنها قد تكشف الأمر إذا نطقت بحرف في غير محله... فقالت بعد أن تذكرت أمرا قد ينقذها: ليس تماما... فكل ما أعرفه هو أنه مدير شركة عالمية للأزياء... أليست تلك التي رفضت التعاقد مع كاتيا؟؟
فقالت سيما مؤيدة: هذا صحيح... كيف لم أنتبه؟؟
أسند كيفن ظهره إلى كرسي مكتبه وهو يقول: أنا أعلم تماما... وتلك الشركة مجرد تغطية... فحتى عارضاتها عميلات لدى هذه الوحدة...
أومأ الجميع بتفهم... بينما ظلت هاناي تردد في نفسها: كنت أعلم أن وراءه مشكلة ما...
وهنا تدخل جاك بقوله: هل سنذهب جميعا في هذه المهمة؟؟... أقصد... هل سيرافقنا هيرو ويارا...
هز كيفن رأسه مؤكدا وهو يقول: هذه المهمة أخطر مما تظنون...
فقالت لورا: وهل سأرافقكم؟؟
نظر نحوها ببرود عملي ثم قال: أجل... ولكن... للجميع الحق في الانسحاب...
..
..
في أحد النوادي المخصصة ”للفئة الصغيرة“ وتحديدا في الملعب المخصص لتدريبات التنس...
********لا أعلم ما إذا كانت الفئة الصغيرة هي الكلمة المناسبة... فأنا لا اعرف سوى الكلمة الفرنسية
ولكن سأشرح معناها
تنقسم النوادي -وحتى البطولات- إلى فئتين... الأولى ما دون 18 سنة
والثانية أكبر من 18 سنة
في بلادنا لا نعرب هذه الكلمة لذا لا أعرف ما غذا كانت الفئة الصغيرة صحيحة... وهاهي الكلمة بالفرنسية
junior**************
كان موري يواجه أحد زملائه في مباراة ودية... وقد انتهت بتحقيق فوزه التاسع لهذا اليوم...
فقال الصبي المنافس وهو يتنفس بصعوبة من شدة التعب: أنت بالفعل بارع... تستحق لقب البطل عن جدارة... فعندما تلعب لا تتهاون... كأنك في حرب...
ضحك موري بمرح وقال: هذا لأني أتدرب كثيرا يا عزيزي...
..
..
أحست يارا بدفء غريب وهي بين أحضان هيرو...
لكم تمنت أن تعيش هذه اللحظة حتى في الأحلام...
ضمته بدورها... ضمته بكل قوتها فهي لا تريده أن يبتعد عنها قيد أنملة...
أحست بأمان غامر بين ذراعيه... بينما أحس هيرو بظهور أمل جديد يعيش لأجله...

نظرت إليه بعينين تذرفان دموع السعادة...فمسح دموعها برفق وهو يقول: ما دمت بجانبك... لن تذرفي دمعة واحدة بعد الآن...
ابتسمت برقة وامتنان.. فطبع على جبينها قبلة حنونة...
لكن.... هل يجب أن تكون لكل سعادة نهاية...

فقد شحب وجه هيرو فجأة ليضع يده على صدره متألما...
اتسعت عينا يارا خوفا فسألته بقلق: هيرو... هل أنت بخير؟؟
نظر إليها وهو يبتسم بصعوبة في محاولة لبعث الطمأنينة في قلبها... لكنه ما لبث أن سقط على الأرض وأخذ يسعل بحدة... والأسوأ من ذلك أنه كان يسعل دما...
شهقت يارا فزعا... أمسكته والدموع تنهمر بغزارة من عينيها... وقالت محاولة التماسك: لا تقلق... ستكون بخير...
ثم أسندته بصعوبة وسارت برفقته نحو السيارة...
انطلقت بسرعة جنونية نحو المستشفى وهي تردد: أصمد يا هيرو... أرجوك أصمد...
فتح عينيه بصعوبة ليرى القلق على ملامحها... لكنه أعاد غلقهما حتى لا يصرخ من الألم...
..
..
أغلقت هاناي هاتفها بقوة وهي تقول: إنها لا تجيب..

فأردفت سيما: ولا هيرو أيضا...
فقال جاك متنهدا: أخشى أن يكونا معا... فقد تحدث كارثة...
داخلت لورا إلى قاعة الاجتماعات حيث تواجد الجميع... فقالت سيما: هل أعلمت مارك بأنك ستتأخرين؟؟

أومأت لورا تأكيدا... فواصلت سيما: لقد أعلمت ذوينا أيضا...
فأردفت هاناي: ونحن أيضا...
فهزت لورا كتفيها قائلة: لم يبق أمامنا سوى انتظارهما إذن...
..
..
دخل موري إلى منزله وصعد إلى غرفته... وغير ملابسه بعد أن أخذ حماما منعشا...
ثم نزل لينضم إلى والديه اللذين –كما يبدو- قد عقدا اجتماعا سريا...
دخل إلى مكتب... ليقطع عليهما حديثهما...
لك يهتم للأمر ويقدم نحوهما ليقول: هل ستأتي يارا اليوم؟؟
ابتسمت الأم بحنان... وهزت رأسها نفيا وهي تقول: ستقضي الليلة مع هاناي عند إحدى صديقاتهما... لذا لن تتمكن من المجيء
فأومأ برأسه... لكنه قال بحدة عندما انتبه لأمر ما: هل سيكون جاك برفقتها؟؟
ضحك ستيفن بمرح... ثم قال: أجل... فصديقة يارا هي شقيقة صديق جاك...
قطب موري احتجاجا... لكنه ما لبث أن غادر مستسلما وسط نظرات والديه الضاحكة...
..
..
أحست يارا بجسدها يرتجف خوفا وهي تنتظر خروج مارك من الغرفة حيث رقد هيرو...

فتح الباب بهدوء... ليطل منه مارك...
طلب منها التقدم... فاتجهت نحوه ودخلت إلى الغرفة...
اقتربت من سرير هيرو لتراه يقفل أزرار قميصه مستعدا للخروج...
رفعت حاجبها استغرابا... ثم ما لبثت أن قالت بحدة: هل جننت؟؟ يجب أن ترتاح
فتدخل مارك بقوله: حاولي أن تقنعيه... وستحصلين على جائزة نوبل...

ابتسم هيرو بسخرية وقال: أنت ظريف للغاية...
وجهت يارا نظرها نحو مارك وقالت متسائلة: هل سيكون بخير؟؟
أومأ مارك بهدوء وقال: يبدو أنه قد نسي أخذ المهدئ...
نظرت نحو هيرو بحزن ممزوج بالقلق... فقال مارك متسائلا –كأنه استوعب الأمر لتوه-: هل تعلمين بأمر....؟؟
لكن هيرو قاطعه قائلا: أجل إنها تعلم...
شهقت يارا لا شعوريا... كيف له أن يعلم؟؟
..
..
لم تسمح يارا لهيرو بقيادة السيارة خوفا من أن يعاوده الألم...
وما أن اقتربا من المنظمة... حتى قالت: إن عدد اتصالات هاناي لا يحصى... يبدو الأمر مهما...
أومأ برأسه مؤيدا... ثم نزل عندما توقفت السيارة في المرآب...
وما أن دخلا... حتى همس في أذنها: لا تخبري أحدا بما حصل بسبب مرضي...
هزت رأسها إيجابا... ثم نظرت نحوه وقد رسمت ابتسامة رقيقة على شفتيها... فابتسم تلقائيا...

فتأثير هذه الفتاة عليه... لا يمكن أن تعبر عنه الكلمات
..
..
نهاية الفصل



__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس