عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-19-2013, 11:38 PM
 













تمهيد


العقيدة


تعريف العقيدة في اللغة: اعتقاد من العقد وهو الربط والشد.


أما في الاصطلاح: فهو حكم الذهن الجازم، يقال اعتقدت كذا: يعني جزمت به في قلبي فهو حكم الذهن الجازم فإن طابق الواقع فصحيح، وإن خالف الواقع ففاسد، فاعتقادنا أن الله إله واحد صحيح، واعتقاد النصارى أن الله ثالث ثلاثة باطل، لأنه مخالف للواقع. ووجه ارتباطه بالمعنى اللغوي ظاهر؛ لأن الذي حكم في قلبه على شيء ما، كأنه عقده عليه وشده عليه بحيث لا يتفلت منه.




الفِرقة


معنى الفِرقة: بكسر الفاء بمعنى الطائفة.


قال تعالى:{فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ} (التوبة:122)

وأما الفُرقة بالضم فهي مأخوذة من الافتراق(1).




الضلال


معنى الضلال: إذا أطلق تناول من ضل عن الهدى، سواء كان عمداً أو جهلاً، ولزم أن يكون معذباً، كقوله { إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ﴿٦٩﴾ فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } (الصافات:69-70

وقوله تعالى { وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}

وقوله تعالى {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ}

(طه:123) (2) اهـ.


وبإمعان النظر في الآيات التي ذكرها شيخ الإسلام نجد أن سبب الضلال إما الجهل – فيعمد الجاهل إلى تقليد الآباء والأسلاف والأولياء – فينحرف عن الصراط المستقيم لجهله بأوامر الله تعالى (فعلاً أو تركاً) كما جاءت في كتابه وسنة -صلى الله عليه وسلم - وإما أن يتبع هواه بغير هدى من الله فيعرض عن طلب العلم الشرعي ومعرفة الحق.





البدعة




تعريف البدعة في اللغة: بدع الشيء يبدعه وابتدعه: أنشأه وبدأه.


والبديع والبدع: الشيء يكون أولا في التنزيل: { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ } (3) أي ما كنت أول من أرسل، وقد أرسل قبلي رسل كثيرا. (4)




البدعة شرعا: عبارة عن طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشريعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبّد لله سبحانه.(5)


قال شيخ الإسلام رحمه الله (6):


البدعة في الدين هي ما لم يشرعه الله ورسوله، وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب.






ذم البدعة وسوء منقلب أصحابها(7) لأسباب نذكر منها:


1- أن الشريعة جاءت كاملة:


لا تحتمل الزيادة ولا نقصان، لأن الله تعالى قال {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ(8) نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }(9) وفي حديث العرباض بن سارية: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله إن هذه موعظة مودع، فما تعهد إلينا؟ قال: (( قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ..))(10)




وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى أتى ببيان جميع ما يحتاج إليه في أمر الدين والدنيا، وهذا لا مخالف عليه من أهل السنة .


فإن كان كذلك فالمبتدع إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله:


إن الشريعة لم تتم وإنه بقي منها أشياء يجب أو يستحب استدراكها، لأنه لو كان معتقدا لكمالها وتمامها من كل وجه لم يبتدع ولا استدرك عليها، وقال هذا ضال عن الصراط المستقيم.








[1] العقيدة الواسطية لابن تيمية بشرح العثيمين (1/41).


[2] الفتاوى (7/166).

(3) الأحقاف:9

(4) لسان العرب1(/352)

(5) الإعتصام للإمام الشاطبي (1/50)

(6) مجموع الفتاوى (4/108)

(7) هذا الباب ملتقطا من الإعتصام للإمام الشاطبي (1/60) وما بعدها باختصار.

(8) قال القرطبي في تفسير الآية: قال الجمهور: المراد معظم الفرائض والتحليل والتحريم، وقد نزل بعد ذلك قرآن كثير ونزلت آية الربا ونزلت آية الكلالة إلى غير ذلك، وإنما كمل معظم الدين وأمر الحج، إذ لم يطف معهم هذه السنة مشرك، ولا طاف بالبيت عريان، ووقف الناس كلهم بعرفة.

قوله { وأتمت عليكم نعمتي}، أي بإكمال الشرائع والأحكام وإظهار دين الإسلام كما وعدتكم- الجامع لأحكام القرآن (6/64،65)

(9) المائدة:3


صحيح سنن ابن ماجة (43) وصحيح الترمذي (4607) ومسند الإمام أحمد (4/127)(10)





__________________
ليلى
رد مع اقتباس