كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات ) باب ( في أحكام الوضوء ) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين (في أحكام الوضوء ) يقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ الآية ; فهذه الآية الكريمة أوجبت الوضوء للصلاة , وبينت الأعضاء التي يجب غسلها أو مسحها في الوضوء , وحددت مواقع الوضوء منها , ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم صفة الوضوء بقوله وبفعله بيانا كافيا . اعلم ! أن للوضوء شروطا وفروضا وسننا , فالشروط والفروض
لا بد منها حسب الإمكان ; ليكون الوضوء صحيحا , وأما السنن ;
فهي مكملات الوضوء , وفيها زيادة أجر , وتركها لا يمنع صحة الوضوء .................................................. ....... شروط الوضوء : - الإسلام , والعقل , والتمييز , والنية ; فلا يصح الوضوء من كافر ,
ولا من مجنون , ولا من صغير لا يميزه , ولا ممن لم ينو الوضوء ; - ويشترط للوضوء أيضا أن يكون الماء طهورا, فإن كان نجسا ; لم يجزئه . - ويشترط للوضوء أيضا أن يكون الماء مباحا , فإن كان مغصوبا أو
تحصل عليه بغير طريق شرعي ; لم يصح الوضوء به . - و يشترط للوضوء أن يسبقه استنجاء أو استجمار. - ويشترط للوضوء أيضا إزالة ما يمنع وصول الماء إلى الجلد ;
من طين أو عجين أو شمع أو وسخ متراكم أو أصباغ سميكة ;
ليجري الماء على جلد العضو مباشرة من غير حائل . .......................................... وأما فروض الوضوء - وهي أعضاؤه - ; فهي ستة : أحدها : غسل الوجه بكامله , ومنه المضمضة والاستنشاق , فمن غسل وجهه وترك المضمضة والاستنشاق أو أحدهما ; لم يصح وضوءه , لأن الفم والأنف من الوجه , والله تعالى يقول : فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ فأمر بغسل الوجه كله الثاني : غسل اليدين مع المرفقين , لقوله تعالى : وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ أي : مع المرافق ; والثالث : مسح الرأس كله , ومنه الأذنان ; لقوله تعالى : وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ والرابع : غسل الرجلين مع الكعبين , لقوله تعالى : وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ والخامس : الترتيب ; بأن يغسل الوجه أولا , ثم اليدين , ثم يمسح الرأس , ثم يغسل رجليه السادس : الموالاة , وهي أن يكون غسل الأعضاء المذكورة متواليا , بحيث لا يفصل بين غسل عضو وغسل العضو الذي قبله , بل يتابع غسل الأعضاء الواحد تلو الآخر حسب الإمكان . .......................................... والحكمة - والله أعلم - في اختصاص هذه الأعضاء الأربعة بالوضوء ,
لأنها أسرع ما يتحرك من البدن , لاكتساب الذنوب , فكان في تطهير ظاهرها تنبيه
على تطهير باطنها , وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم كلما غسل عضوا منها ;
حط عنه كل خطيئة أصابها بذلك العضو , وأنها تخرج خطاياه مع الماء أو مع آخر قطر الماء . .......................................... سنن الوضوء: أولا : السواك , ومحله عند المضمضة , والمضمضة تنظيف الفم لاستقبال العبادة
والتهيؤ لتلاوة القرآن ومناجاة الله عز وجل . ثانياً : غسل الكفين ثلاثا في أول الوضوء قبل غسل الوجه ;
لورود الأحاديث به , ولأن اليدين آلة نقل الماء إلى الأعضاء ,
ففي غسلهما احتياط لجميع الوضوء . ثالثاً : البداءة بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه ,
ويبالغ فيها إن كان غير صائم , ومعنى المبالغة في المضمضة :
إدارة الماء في جميع فمه , وفي الاستنشاق : جذب الماء إلى أقصى أنفه . رابعاً : ومن سنن الوضوء تخليل اللحية الكثيفة بالماء حتى يبلغ داخلها ,
وتخليل أصابع اليدين والرجلين . خامساً : التيامن , وهو البدء باليمنى من اليدين والرجلين قبل اليسرى . سادساً : الزيادة على الغسلة الواحدة إلى ثلاث غسلات في غسل الوجه واليدين والرجلين. ....................................... هذه شروط الوضوء وفروضه وسننه , يجدر بك أن تتعلمها وتحرص على تطبيقها في كل وضوء , ليكون وضوؤك مستكملا للصفة المشروعة , لتحوز على الثواب . ونسأل الله لنا ولك المزيد من العلم النافع والعمل الصالح . المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان
الجزء الاول / قسم العبادات
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |