عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 09-24-2013, 06:53 PM
 

في هوى مكة المكرمة (قصيدة)


قَلبِي يَذُوبُ إِلَيكِ مِن تَحْنَانهِ
وَيَهِيمُ شَوقاً في رُبَاكِ وَيَخْضَعُ

فَإذا ذُكِرتِ فَأَدمُعِي مُنْهَلَّةٌ
وَالنَّفْسُ مِن ذِكْراكِ دَوْماً تُوْلَعُ

وَإِذا خَلَوتُ إِلَيكِ كَانتْ وِجْهَتِي
فَالرُّوحُ فِيكِ أَسِيرَةٌ، لا تَشْبَعُ

وَإذا وَقَفْتُ مُناجِياً وَمُصَلِّياً
كَانَتْ بِنَفْسِي دَعْوَةٌ أَتَضَرَّعُ

يَا لَيْتَنِي في حُبِّهَا مُسْتَشْهِدٌ
كمْ كُنْتُ مِن عِشقِي لَها أَتَوَجَّعُ

أَنا إنْ حُرِمْتُ إقَامةً في مَهْدِها
يَا لَيْتَ رُوحِي فِي ثَرَاهَا تُنْزَعُ

أَنَا لا أُبَالِي في هَوَاهَا مِحْنَةً
أَوَّاهُ.. لَوْ أَنِّي فِدَاهَا أُصْرَعُ


دَارُ التُّقَى، وَمُحَمَّدٌ مِنهَا أَتَى
وَالمَنْبَعُ القُدْسِيُّ مِنْها يَطْلُعُ

وَكِتَابُ رَبِّي أَشْرَقَتْ آياتُهُ
في مَكَّةِ الأَمْجَادِ نُورٌ يَلْمَعُ

بَلَدٌ إِلَيْها كُلُّ خَيْرٍ يَنْتَمِي
وَالحَاكِمُ الجَبَّارُ عَنْهَا يُمْنَعُ

وَالمَاءُ زَمْزَمُ، وَالحَطِيمُ مُبَارَكٌ
وَمَقَامُ إِبْرَاهِيمَ آيٌ تَسْطَعُ

وَالكَعْبَةُ الشَّمَّاءُ فِيهَا قِبْلَةٌ
رَمْزُ الهُدَى لِلعَالَمِينَ وَمَنْبَعُ

أَسْمَى مِنَ التِّبْرِ المُشِعِّ تُرَابُها
بَلَدٌ طَهُورٌ بِالعَقِيدَةِ يَدْفَعُ

قَدْ نَارَتِ الأَكْوَانُ مِنْ قُرْآنِهِ
وَالجِنُّ تَقْرَأُ، وَالجِبَالُ تَصَدَّعُ

قَدْ جَاءَ لِلإنْسَانِ نُوراً هَادِياً
مَا ذَنْبُهُ أَنَّ الوَرَى لا تَسْمَعُ؟

شَمْسٌ تُنِيرُ عُقُولَنَا وَقُلُوبَنَا
لَوْ أَنَّنَا للهِ كُنَّا نَخْشَعُ

وَلَمَا تَحَوَّلَتِ الدُّنَى مُسْتَنْقَعاً
بِشَرَائعٍ وَضْعِيَّةٍ لا تَنْفَعُ

كَالغَابِ يَأْكُلُ بَعْضُنَا إخْوَانَهُ
فَمَجَازِرٌ وَقَنابِلٌ وَتَفَجُّعُ

دَاسَ القَوِيُّ عَلى الضَّعِيفِ بِنَعْلِهِ
وَصَدَى الأَنِينِ يُقَضُّ مِنهُ المَضْجَعُ


يَا أَيُّهَا الشَّرْقُ الحَزِينُ، تَرَفُّقاً
يَكْفِي ضَيَاعٌ مُظْلِمٌ وَتَنَطُّعُ

فَجَمِيعُ رَايَاتِ العَدُوِّ خَدِيعَةٌ
وَجَمِيعُ أَفْكَارِ الضَّلالَةِ بَلْقَعُ

لَوْ كَانَ سَعْيُكَ لِلتَّقَدُّمِ وَاضِحاً
أَوْ كُنْتَ حَقًّا بِالقَرَارِ تُمَتَّعُ:

مَا حَلَّ فِيكَ مِنَ الكَوَارِثِ مُرُّهَا
.. حَالٌ يَشِيبُ لِهَوْلِهَا مَن يَرْضَعُ

فَالقُدْسُ مَبْدأُ أَمْرِها مِن مَكَّةٍ
وَاللهُ يَقْبَلُ مَن يَتُوبُ وَيَرْجِعُ

لَو عُدتَ دُسْتَ عَلى الثُّرَيَّا عِزَّةً
وَالشَّرْقُ وَالغَرْبُ الكَفُورُ سَيَرْكَعُ


رَبَّاهُ، أَوْصِلْنِي لِمَكَّةَ عَاجِلاً
فَالنَّفْسُ تَلْهَفُ وَالعُيُونُ تُدَمِّعُ.










__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس