/الفصل الاول/
... فرّت بخجل، مدحرجة نفسها خلف تلك القمة العالية ، بينما تناثر بسحر
لون برتقاليّ محمرّ محيطا بقرصها الذهبي الذي بدأ ينخفض بريقه الصافي ،
بدى المنظر في غاية الجمال .
بعد لحظات تأمل ، تحركت الاقدام , وقد سرّ بعضها
المنظر، بينما تعود عليه آخرون , فلم يجدوا فيه شيئا مميزا ! لكن , اتفق
الجميع في قرارة نفسه، الى حاجته الكبيرة ليوم جديد، الى اشراقة شمس حانية
تضمد الجراح ، تمد الاحلام البالية، ببعضٍ من الامل و الاصرار والخروج
من الانفاق الخاوية، الى مجابهة الايام وان كانت قاسية.
- جلست هي بعد ان غربت الشمس ، فعادة لا تحب مراقبة الغروب، بل تنتظر قدوم
الليل ،هذا الصديق الوفي, اعتادت ان تحكي له عما تشعر به، لسنوات كان الانيس
الصامت الذي حفظ كلماتها في عمق سراديبه المغلقة فلم تصلها يد فضولية.
تنهدت باسى؛ نظرت الى السماء بحصرة ، كانت النجوم متلألئة اضاءت عباءة السماء السوداء فبانت زرقاء غامقة , '' لم اعهدكِ هكذا '' تنهدت مرت اخرى
لتتجه لداخل الكوخ خلفها ,سمعت صوت "فكتور "يبدو انه استيقظ ، دخلت الغرفة
بهدوء لتراه ممددا على السرير لم يكن مستيقظا بل كان يهذي اقتربت اكثر واضعة
يدها على جبينه '' لقد ارتفعت حرارتك من جديد يا الهي '' ذهبت لثواني ثم عادت
تحمل منشفة صغيرة و إناء به ماء ، بللت المنشفة ووضعتها على جبينه ، فتح عينايه بعد احساسه بسائل بارد ينساب على خذه ، ابتسم بوهن ثم همس شاكرا لها،
لم تتغير نظراتها الهادئة ، قامت مغادرة الغرفة بعد ان رتبت الغطاء عليه وعادت لتجلس تحت احدى الاشجار المحادية للكوخ، تغير لون السماء ,صارت داكنة
اللون فقد اعترض بريق النجوم سربا من السحب حجب نورها لكنه اشعر
" لارا "
براحة اكبر. - الظلام مكان اختابئها - اخذت تفكر في كل السنوات التي
مرت، تغيرت اشياء كثيرة حينها, ما يزعجها الآن هو الحقد الذي ملئ قلبها
بدا مفعوله يخف ! الانتقام كان الغاية التي تعيش من اجلها ، الآن كيف ستنفده
وممن بالضبط سوف تنتقم ,لم تحقق شيئا ! سنوات وهي قابعة في الحزن والآلام
لكن لم تسترد شيئا ,لم تطفئ النار التي حرقت قلبها ، بل صارت تعتني بفكتور الآن!؟
" ما الذي تفعلينه بالضبط " سؤال طرق عقلها فلم تجد له جوابا يريحها و يسكت ضجيج اصوات داخلها باتت ترهقها...!
.
.
.