(حدودك)
لكل إنسان حدود أو مياه إقليمية لا يستطيع أحد
إقتحامها فمثلا إذا كنت تجلس على شاطىء البحر وحدك تستمتع بالغروب ولا أحد غيرك
على الشاطىء فإنك تتضايق إذا جاء شخص وجلس بجوارك , فهو لم يقطع هدوئك بكلامه
ولكنه اقتحم مياهك الإقليمية وهذه الحدود تتمثل فى ثلاث دوائر غير مرئية تحيط بالإنسان
يكون الشخص مركزها ولا يدخل فى هذه الحدود أى شخص ولكن يدخل فقط الأشخاص
الذين يريدهم الإنسان نفسه
الدوائرهي :
الدائرة الأولى ( الحميمة ) :
وهى تبتعد عن جسم الانسان بحوالى نصف متر اى بإمتداد الساعد فقط ويطلق عليها
علماء النفس فى دراستهم
ب ( المنطقة الحميمة ) ولا يسمح الانسان بدخولها لغير الأحباب وأقرب الأقرباء وعندما
يحتضن شخصان بعضهما تندمج دائرتهما الحميمة ويصبح الشخصان مركزا واحدا وما يحدث
فى المشاجرات ما هو إلا محاولة لإقتحام دائرة الخصم لإلغاء وجوده ونفوذه وذلك دون
أن يشعر أحدهما انه يهدف لإقتحام الدائرة الحميمة ولكنة مجرد حوار عقلى بين الطرفين.
الدائرة الثانية ( الصداقة ) :
وهى تبتعد عن جسم الانسان بحوالى متر وربع المتر أى بإمتداد الذراع بأكمله وتكون
للأصدقاء والجيران وزملاء العمل ومن نتعامل معهم بشكل رسمى وتسمح هذه الدائرة
فقط بالمصافحة والمخاطبة وهذه الدائرة تستخدم عندما يكون أحد الشخصين أعلى
إجتماعيا أو وظيفيا من الشخص الأخر الذى يحاول ألا يتعدى دائرة الشخص الأول فتجد
ان الموظف لا يستطيع الاقتراب بشدة من رئيسة فى العمل وهو لا يعرف السبب ولكن
الحوار هنا حوار عقلى أما العكس فهو غير صحيح فالأعلى مكانه قد يدخل
( منطقة الصداقة ) للأقل منه فى درجة العلو .
الدائرة الثالثة ( الإجتماعية ) :
وهى أوسع الدوائر حيث تبعد عن جسم الانسان بحوالى أربعة أمتار ويسميها
العلماء ب ( المنطقة الإجتماعية ) ويوجد فيها مثلا من يحيطون بنا فى حفل صغير
أو من نتعامل معهم من الغرباء .
أما خارج هذه الدائرة فتسمى ب ( المنطقة العامة ) وهى التى يتواجد فيها الناس
حولنا فى الشارع أو السوق دون أن يثيروا أدنى إهتمام .
أما إذا إقتحم الناس دوائر الأخرين كما لو تأملنا الناس فى الحدائق وفى عربات القطار
نجد أن الناس يحولون هذه الدوائر أوالحدود الوهمية إلى حدود فعلية مثل الحقائب أو
الملابس أو حتى الكتب فإنهم يحيطون أنفسهم بها كما لو كانت أسلاكا شائكة وهذه
الملاحظة تظهر أكثر لدى المرأة ,
أما إذا إقتحم الناس مناطق بعضهم لأسباب خارجةعن إرادتهم مثل التواجد فى المصعد
فإنه فى هذه الحالة نجد أن الناس تحاول إيجاد حواجز شائكة مثل تحاشى إلتقاط
النظرات و الصمت والإطراق لأسفل أو النظر لأعلى .
أما إذا دخلنا المنزل فنجد أنه مقسم أيضا إلى دوائر ثلاث فمدخل البيت يمثل المنطقة
العامة وحجرة اللإستقبال تمثل المنطقة الإجتماعية أما حجرة الطعام والمطبخ فتمثل
منطقة الصداقة أما حجرة النوم فتمثل المنطقة الحميمة التى لا يدخلها إلا أقرب الأقرباء
فلذلك توجد نصيحة تقول ( لو سمح لك صديق جديد بدخول حجرة النوم فى أول لقاء
فلا تقل له أسرار شخصية لك فغالبا هذا النوع من البشر ممن لا يحتفظون بالأسرار ولا
إحساس بالخصوصية ) ويجب ان نعلم انه إذا إضطرتنا الظروف للتواجد فى مكان
مزدحم فيجب علينا أن نقيم حواجز تعويضية بيننا و بين الغرباء وذلك بتحاشى النظر
وإدارة الوجه والتعبير الصارم وإذا كنت فى قطار أو أى وسيلة مواصلات فيمكنك
النظر من النافذة أو إستخدام الحقائب أو عقد الساعدين وإذا كنت تريد حجز مقعد
فى مكتبة أو حديقة فلا تستخدم الصحف فهى أضعفها والأفضل إستخدام معطف أو
أشياء شخصية أخرى
وبالمناسبة هل لاحظت كيف يمكنك أن تستفز أية إمرأة ضدك
وتفقد صداقتها ؟ ... إفتح حقيبتها بدون إستئذان .. ستنفجر فيك كألبركان
ولن يهدئها أى إعتذار .. فالأمر هنا لا يتعلق بوجود أسرار ولكن ببساطة الدفاع
عن الحدود بالضبط كما فى الدول .
وإذا كنت بصدد عقد صفقة فحاول أن يتم ذلك فى منزلك أو مكتبك فيكون موقفك
أقوى فى إصدار الشروط والإصرار عليها وإذا كنت بصدد طلب مكافأة أو نقل
من مديرك فحاول أن يكون التناقش فى مكتبك أما إذا كنت تحاول تصفيه خلاف
زوجى فأفعل ذلك فى مكان عام أو محايد لأنه اذا كان النقاش فى بيت أحد الأطراف
وسط أهله ومن يؤيدوه فإن الطرف الأخر قد يضطر لتقديم تنازلات لا ترضيه مما يجعل
الحل عبارة عن فتيله لقنبله موقوتة .
وأخيرا إذا كنت فى تجمع عام مزدحم فأحذر الإنسياق وراء الجماعة التى تلغى حدودك
وإستقلالك حيث أن عدم الوعى بذلك قد يجرك إلى أفعال لا توافق عليها
وقد تندم عليها بعد ذلك .
وكل ذلك يتم دون أن يشعر أحد بأى شىء فألموضوع بأختصار يدور حول
حوارات عقلية هى أكبر من أن يفهمها الإنسان بنفسه .
منقول
|