والصلاة والسلام علي رسول الله
الأخت الفاضلة انامل الشعراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية اعتذر عن تلبية الدعوة
الموجهة لي في وقتها
وذلك لعارض صحي ...والأن الحمد الله علي كل حال
بالنسبة لهذا الجزء من موضوعك الطيب
والذي يختص بالوصول للقمة بالتزود بالإصرار وعدم اليأس ....اقول هنا اليأس هو
صفة تجعل من العبد ان ييأس
أي لا يثق بالمدد ورحمة الله
وجعل الأمر منتهي وكأنه مُطلع علي الغيب
ويعلم ان لا مساعدة او امل
في حدوث امر شرعي خاص به ...
فيصل في مرحلة من المراحل ان ييأس من قدرة الله في اعانته والوقوف بجانبه ومساعدته ...
هنا يكون قد وصل لمرحلة انه شكك في قدرة الله
ويأس من رحمته ومن روح الله فيتصف بصفة الكفار الذي يأسوا من روح الله كما قال تعالي :
﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ يوسف 87
أما بالنسبة للقنوط هو مرحلة من مراحل اليأس الشديد من قدراته وقدرة الله سبحانه وتعالي في رحمته له وعونه اياه
فيصل لمرحلة ان يتصف بصفة الضالون الذي قنتوا من رحمة الله
( قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) الحجر56
وبالتالي نلاحظ ان اليأس او القنوت من الصفات الغير مستحبة والتي يبغضها الله سبحانه وتعالي
ولا يفترض ان تتواجد في الأنسان السوي المدرك لحقيقة ان الله سبحانه وتعالي بيده كل شيء
وهذا وجب علي بني ادم ان يقوم به
ويعمل بأسبابه حتي يصل
برحمة ربه وبمعونته وبمساندته له .....
اما ان قنط او يأس من حدوث المساعدة او العون من الله هنا يكون قد تمرد علي مقدرة الله في اعانته
ومساعدته ويكون اما من الكفار الذين يأسوا او من الضالين الذين قنطوا من رحمة الله
ولا اعتقد ان هناك مسلم سوي العقل
يرضي ان يكون مثل هؤلاء
فالإسلام يشجع العمل والنشاط وبذل المجهود وفوق هذا كله يتوكل علي الله حتي يصل
ويعتقد جازما ان الله سبحانه وتعالي
سيمده بعونه ومساعدته
وهنا الأيمان يتجلى في افضل صوره بأن نسعي
وبذل جهد ونتأمل في مساعدة الله لنا
وان لا نقنط ونيأس ونغلق ابواب ربنا
سبحانه وتعالي ونقول
لن افعل ذلك او انشط او اسعي
لانه لا مناصر لي ولا مساعد لي
هنا كأنه يقول انا وحدي من يصنع النجاح والتقدم
ولست في حاجة لمساعدة ربانية .....
فديننا يعلمنا انه طالما انت حي تُرزق
فالسعي من شرائعه والعمل من حكمته
والتطلع للأفضل والأحسن هو
من صفات المسلم الحقيقي
ويزين عمله كله بالتوكل
علي الله وطلب العون والمعونة
عندها لن يكون هناك من يشده للوراء كاليأس
والقنوط والركون للعجز والتكاسل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته