عرض مشاركة واحدة
  #3759  
قديم 10-06-2013, 06:02 PM
 
السياسة في الإسلام...
تطلق على كل عمل يتعلق برعاية الأمة، وتدبير شؤونها.. سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو التعليمية، أو إدارة الدولة،...

وبعبارة أخرى أن السياسة: عمل تقوم به الأمة، وجهاز السلطة، من أجل تحقيق الأهداف الأساسية للرسالة الإسلامية التي لخَّصها الفقهاء بـ"
جلب المصالح ودرء المفاسد
".

السياسة في القرآن..
الآية.{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ
فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ (
{ثُمَّ
جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
} (يونس: 14).
{الَّذِينَ إِن
مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ
أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (الحج: 41).
{لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ.
..} (الفتح: 18).
السياسة في السنة النبوية..
قوله صلى الله عليه وسلم: "
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..
.".
روي عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "
ومَن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم
".
"
ما من والٍ يلي رعية من المسلمين، فيموت وهو غاش لهم، إلا حرَّم الله عليه الجنة"
.
"
ما من عبد استرعاه الله رعية، فلم يحطها بنصح، إلا لم يجد رائحة الجنة
".
-----
وكتب الإمام علي عليه السلام إلى مالك الأشتر، واليه على مصر كتابا بيَّن فيه منهج العمل السياسي، وإدارة شؤون الدولة، وثبت أسس الحقوق، وسلوك الحاكم، وعلاقته بالأمة، ومسؤولياته. نقتطف منه:
"
واشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكون عليهم سبعا ضاريا، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نضير لك في الخلق.
..".
ثم قال:
"فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، وإن الله من فوق مَن ولاك وقد استكفاك أمرهم، وابتلاك بهم..
.".
"
وتفقَّد أمر الخراج بما يصلح أهله، فان في صلاحه، وصلاحهم، صلاحا لمن سواهم، ولا صلاح لمن سواهم إلا بهم، لأن الناس كلهم عيال على الخراج وأهله، وليكن نظرك في عمارة الأرض، ابلغ من نظرك في جلب الخراج؛
لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة، أخرب البلاد، وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلا قليلاً...".
"ثم استوصي بالتجار، وذوي الصناعات، وأوصي بهم خيرا...".
"واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا، وشحا قبيحا، واحتكارا للمنافع، وتحكما في البياعات، وذلك باب مَضرّةٍ للعامة، وعيب على الولاة، فامنع من الاحتكار، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم منع منه، وليكن البيع بيعا سمحا، بموازين عدل، وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع، فمن قارف حكرة بعد نهيك إياه، فنكِّل به، وعاقبة في غير إسراف".

"ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم، من المساكين والمحتاجين، وأهل البؤس والزمنى، فان في هذه الطبقة قانعا ومُعترا، واحفظ الله ما استحفظلك فيهم، واجعل لهم قسما من بيت مالك. وقسما من غلات صوافي الإسلام في كل بلد، فان للأقصى منهم، مثل الذي للأدنى... فإن هؤلاء بين الرعية أحوج إلى الإنصاف من غيرهم...
.


وهكذا يتضح لنا: (أن كلمة سياسة في الفهم الإسلامي تُشكل وعاء لفظيا، يحوي كل هذه المعاني، وأمثالها(تدبير شؤون الأمة).
يختلف عن الفهم الميكافيلي، والماركسي، والرأسمالي وأمثال تلك المفاهيم الغربية للسياسة....
---
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس