انواع الاشعة الطبية و دور كل منها
بسم الله الرحمن الرحيم الأشعة العــــادية
هي الاشعة السينية واشهر أمثلتها الاشعة التى تجرى عند الاشتباه فى وجود كسر فى العظام أو على البطن عند الاشتباه فى وجود حصوات فى الكلى
تخترق الاشعة الجسم البشرى , وأثناء مرورها داخل الجسم تقوم أعضاء الجسم بامتصاصها بدرجات مختلفة تبعا لكثافة العضو, فالعظام الأكثر كثافة تمتص الأشعة أكثر, بينما الرئتين (المنتفختين بالهواء) لا تمتص شيئا. وعندما تخرج الأشعة من الجسم فانها تسقط على الفيلم وتحرقه, تماما مثل أفلام التصوير الفوتوغرافي. هـذا يؤدى إلى أن الأشعة التى مرت من خلال العظام تكون ضعيفة فتظهر صورة العظام بيضاء نسبيا, بينما الاشعة التى اخترقت الرئتين تمر كما هي فتظهر صورتها سوداء.
أحيانا يحتاج المريض لتحضير لفحص الاشعة, مثل أشعة المسالك البولية, وذلك للتخلص من الغازات والفضلات فى الامعاء , لانها تعطي ظلالا عشوائية تفسد الصورة وقد تتداخل مع ظلال الحصوات بطريقة مضللة , ولذلك قد يطلب منك طبيب الاشعة قبل الفحص أن تتناول بعض الملينات في اليوم السابق للفحص مع الامتناع عن المأكولات التى تترك فضلات فى الامعاء واتباع نظام غذائي قليل الفضلات
الأشعة السينية لا تخلو من أضرار, ولذلك يجب عدم التعرض لها إلا إذا لم يكن هناك وسيلة أخرى للتشخيص, ولكن لا داعي للخوف, فحجم الضرر يعتمد على جرعة الاشعة التى قد تتعرض لها, وجميع الاشعات التى يوصي بها طبيبك المعالج لن تسبب لك مشاكل ملموسة, ولكن تكرار اجراء الاشعات على فترات متقاربة قد يحمل احتمالا لمخاطر مستقبلية, ولذلك فإن الحذر يكون واجبا أكثر مع صغار السن. أما السيدات الحوامل (وخاصة فى اشهر الحمل الاولي أثناء تكون اعضاء الجنين) فإن التعرض للاشعة محظور تماما إلا فى حالات الخطر على حياة الام, وقد يكون الثمن هو التضحية بالجنين مبكرا.
س. ماهي الاخطار المحتملة من التعرض للأشعة
ج. في معظم الاحوال يتوقف الخطر المحتمل من الأشعة على جرعة الاشعة التى يتعرض لها الانسان. وفي مجال الأشعة التشخيصية فإن جرعات الاشعة المستخدمة لا ترقى إلى درجة الخطر, بما يتيح للمريض أن يجرى الفحص , وأن يعيد الفحص إذا لزم الامر. (يختلف الأمر عن الأشعة العلاجية التى تستخدم فى العلاج الاشعاعي للأورام , حيث تستخدم جرعات عالية قاتلة للأنسجة بغرض القضاء على الاورام الخبيثة)
يكون تأثير الاشعة أكبر ما يكون على الخلايا سريعة الانقسام , ومن هنا كان استخدامها فى علاج الاورام. على أن الأمر ينعكس أحيانا على خلايا الغدد التناسلية (وهي أيضا سريعة الانقسام ) مما قد يؤدي الى ضعف فى إفراز الحيوانات المنوية أو البويضات.
نفس المنطق ينطبق على الأجنة وخصوصا فى مراحل تكون الجنين الأولى, مما قد يؤدي الى وفاة الجنين أو حدوث تشوهات خلقية الأشـــعة بالصبغـــــة
الأشـــــعة بـالـصــبـغة
يسميها البعض -مجازا- بالأشعة الملونة , ظنا منهم بأن كلمة "صبغة" تعنى ألوان. فما هي حقيقة الصبغة؟
الصبغة هي سائل يتناوله المريض بالفم أو يحقن داخل الجسم أو الاوعية الدموية , ويكون غالبا في صورة سائل شفاف مثل الماء ولكنه معتم للأشعة لانه يحتوى على نسب عالية من اليود (بعض الصبغات تحتوى على الباريوم وتشبه اللبن الحليب), وبالتالى عندما تخترق الاشعة الجسم فانها لا تخترق الصبغة , وتظهر فى النهاية صورة الصبغة بيضاء, وهى داخل تجاويف الجسم , فيما يشبه الرسم بالظلال (تماما مثل ظل الانسان الـذي يتكون لان الضوء لا يخترق الجسم فتظهر الشكل الخارجي للجسم دون تفاصيل)
س: هل للصبغة أضرار؟
ج: بعض المرضى يكون عندهم حساسية لليود أو المواد الاخرى الداخلة فى تركيبة الصبغة, وبالتالي قد يعانون من أعراض حساسية مثل الحكة او تورم اجزاء من الجسم (أرتكاريا). فى أحيان نادرة قد تكون الحساسية شديدة وقد تودي بحياة المريض, خاصة إذا لم يكن هناك استعدادات كافية . ولـذلك إذا كنت تعانى من حساسية (تجاه أي نوع من المأكولات أو الأدوية أو المؤثرات الطبيعية) فعليك أن تخبر طبيب الأشعة قبل اجراء الفحص بوقت كاف حتى يتخذ الإجراءات الاحتياطية, وهذه قد تشمل تحضير المريض بمضادات الحساسية قبل الفحص , واستخدام صبغات خاصة لا تسبب حساسية (ولكنها تكون أعلى سعرا)
بعد أن يتم حقن الصبغة فى الأوردة , فانها تسير فى الدم ثم تصل إلى الأعضاء المراد تصويرها. لا تبقى الصبغة في الجسم طويلا إذ تقوم الكلى بإخراجها مع البول. لذا قد يعانى مرضى الكلى من عدم القدرة على اخراج الصبغة من الجسم, وبالتالى فهم لا يجب أن يستخدموا الصبغات إلا فى حالات الضرورة , وبعد التحضير المناسب. وفي بعض الأحيان يجب الامتناع عن حقن الصبغة فهي نفسها قد تكون ضارة بالكلى خصوصا عند المرضى المصابون بفشل جزئي في وظائف الكلى.
س: لم يسبق لى أن عانيت من الحساسية, فهل هذا يضمن لى أن الفحص آمن؟.
ج: لا توجد ضمانات فى الطب عموما. ولكن وجد أن من يعانون من حساسية تجاه شيء ما (بيض أو لبن مثلا) يكون الحذر واجبا أكثر لديهم, رغم أن ذلك لا يعنى أنهم سيصابون بحساسية من الصبغة.
س: سبق لى أن أجريت فحصا بالصبغة من قبل ولم تحدث أي مشاكل. هل أضمن أن تكرار الفحص آمن؟
ج: بنسبة كبيرة جدا نعم, ولكن لا توجد ضمانات فى الطب كما سبق أن قلت. ومع ذلك فلابد من التأكد ان إعادة الفحص سوف تتم باستخدام نفس نوع الصبغة الذي تم استخدامه فى المرة السابقة
س: يريد طبيبى أن أقوم بإجراء أشعة مقطعية بالصبغة على الكبد (أو أي عضو آخر مثل المخ مثلا), علما بأننى مصاب بفشل كلوى تام واقوم بإجراء غسيل كلى بانتظام؟
ج: يمكن إجراء الاشعة وحقن الصبغة لمرضى الفشل الكلوى طالما أنهم سيقومون بعمل غسيل كلى بعدها, حيث يتم اخراج الصبغة من الجسم خلال عملية الغسيل. جدير بالذكر أنه لا يوجد خوف على الكلى نفسها في هذه الحالة , فهى لم تعد ذات قيمة الموجات فوق الصوتية
تختلف الموجات فوق الصوتية (أو الموجات الصوتية مجازا) عن الأشعة اختلافا جوهريا. فبينما يتم التصوير بالأشعة باستخدام الأشعة السينية, يتم التصوير هنا باستخدام الموجات فوق الصوتية , وهي فى حقيقتها أصوات ذات تردد عالي لا تسمعه الأذن (تماما مثل صوت الخفاش, فالخفاش يصدر أصواتا لا نسمعها ولكن تسمعها أذنه, وبالتالي يستقبل صدى هذه الاصوات .. فإذا ارتدت الاصوات بسرعة يعلم ان هناك حائط او سد أمامه فيغير اتجاهه حتى لا يصطدم به, وإذا ارتد الصوت عن جسم لين أو صلب فيستطيع ان يعرف طبيعة هذا الجسم وبالتالي يستطيع أن يصطاد فرائسه من الفئران مثلا).
نفس هذه التقنية تم استخدامها فى أجهزة التشخيص التى تصدر أصواتا عالية التردد وتستقبلها من داخل الجسم , فتستطيع أن تعرف الطبقات الداخلية للجسم وشكلها , وبالتالي تتعرف على الأعضاء المختلفة ومحتوياتها , وما إذا كانت ثابتة فى مكانها أو متحركة (مثل الدم فى الاوعية) . هذه الطريقة ترسم صورة للجسم من دون استخدام الاشعة الضارة, ولذلك فهي توفر وسيلة أكثر أمانا فى حالات كثيرة أهمها الأجنة فى بطون أمهاتهم. وبخلاف الأمان فإن تكلفة الفحوص تكون أقل كثيرا من فحوص الاشعة المعقدة.
العيب الأساسي فى هذه الوسيلة أنها محدودة الرؤية, فالصورة التى تظهر على الشاشة تعتمد على مهارة الطبيب أو الفنى القائم بالتصوير, فهي تستلزم منه أن يقوم بمسح شامل وكامل للجزء المطلوب فحصه. فإذا ما أخطأ أو غاب عنه أن يفحص منطقة ما , فإن أحدا آخر لا يمكنه اكتشاف الخطأ (بعكس فحوص الاشعة , إذا ما اخطأ الطبيب فى قراءة الصورة فإن طبيبا أخر يستطيع ان يشخص المرض بمجرد النظر إلى الصورة) !!! ؟
س. ما هو الدوبلر؟ وفيم يختلف عن الموجات الصوتية؟
ج. الدوبلر هو فى جوهره فحص بالموجات الصوتية ولكنه يختلف في أنه يشعر بالحركة ويستطيع قياس سرعة الاشياء المتحركة وتحديد اتجاهها. فى خارج مجال الطب يعتبر أشهر استخدام للدوبلر هو الرادار المستخدم من قبل الشرطة لرصد السيارات التى تتجاوز حد السرعة المسموح به. وفي مجال الطب فإن الدوبلر يستخدم لقياس سرعة سريان الدم في الأوعية الدموية, ومن ثم يستطيع ان يوضح أي قصور فى تغذية الأعضاء بالدم نتيجة ضيق الاوعية أو تمددها الزائد عن الحد.
يستطيع الدوبلر أن يحدد اتجاه سريان الدم , ويظهر ذلك على الشاشة في صورة ملونة , فإذا كان الدم يسير مقتربا من المجس فإن الوعاء يظهر لونه أحمر , وإذا كان الدم يسير مبتعدا فإن الوعاء يظهر أزرق
ونظرا لطبيعة الفحص التى تحتاج دقة ومهارة فإن فحص الدوبلر يحتاج إلى مهارة وصبر من طبيب الأشعة , وقد يستغرق الفحص مدة طويلة نسبيا حسب العضو المراد فحصه
الأشـــعة المقطعية
لقد أدي اختراع الأشعة المقطعية إلى ثورة عامة وتطور فى ممارسة الطب , ربما يزيد على التطور الحادث نتيجة اكتشاف الأشعة نفسها. الفارق الاساسي بين الأشعة العادية والمقطعية أن الأولى ترسم ظلالا للأعضاء دون تمييز لما في داخلها , بينما الثانية توضح العضو من الداخل , وبالتالي قدرتها التشخيصية تكون عالية
بالرغم من أن الأشعة المقطعية تستخدم الأشعة السينية (شأنها شأن الأشعة العادية) لإنتاج الصورة , فإنها فى المقابل تعتمد على حسابات معقدة يقوم بها الكومبيوتر , وهي بالتالى تحتاج إلى تقنية متقدمة ذات كلفة عالية , ومن هنا كان سعر الفحص أعلى من الأشعة العادية. (يعتبر سعر الفحص فى مصر أقل بكثير من دول أوربا وأمريكا وكـذلك الدول العربية المجاورة, ويتراوح سعر الفحص فى الخارج ما بين 1000 إلى 5000 جنيها
كثيرا ما يحتاج الفحص بالأشعة المقطعية إلى حقن صبغة في الوريد أو إلى تناولها عن طريق الفم , وذلك يرفع من قدرة الفحص على التشخيص, ولكنه يزيد أيضا من تكلفة الفحص
س: كيف أعرف إذا ما كنت أحتاج إلى إجراء اشعة مقطعية أو أي فحص آخر؟
ج - هذه مهمة الطبيب المعالج أولا, فهو يضع تشخيصا مبدئيا ويحاول أن يتأكد منه عن طريق إجراء الأشعة. ومع ذلك فعلى الطبيب المعالج أن يكتب لطبيب الأشعة فى طلب الفحص تشخيص المريض , لأن طبيب الأشعة قد يرى بخبرته أن الفحص المطلوب غير مناسب أو لن يفيد المريض, وقد يرجح إجراء فحص آخر بديل.
س: هل هناك ضرر من الأشعة المقطعية؟
ج- المخاطر المحتملة من الأشعة المقطعية هي نفسها فى الأشعة العادية , من حيث التعرض للاشعة أو مخاطر حقن الصبغة, وهي فى النهاية تعتبر قليلة الحدوث خاصة مع استخدام الصبغات الحديثة. وأكثر الناس حذرا يجب ان يكونوا هم النساء الحوامل (وأيضا ما قبل الدورة الشهرية حيث يكون احتمال الحمل قائما) , ومرضى الحساسية ومرضى الكلى.
س: هل تحتاج الأشعة المقطعية الى تحضير معين؟
ج - حسب الحالة. فمثلا فى حالات الأشعة بالصبغة يجب أن يكون المريض صائما 6 ساعات قبل الفحص, حيث ان الصبغة قد تسبب اضطرابا فى الجهاز الهضمي ورغبة فى القيء. بعض الحالات تحتاج أن يتناول المريض بعض الملينات لإفراغ البطن من الفضلات, بينما بعض الفحوص لا تحتاج لتحضير (مثل فحص المخ بدون صبغة)
س: أجريت أشعة مقطعية , وبعدها أجرى أحد أقاربي نفس الفحص ولكن بتكلفة مختلفة
ج- تكلفة الفحص تعتمد على حالة المريض, فحتى لو كان المطلوب مثلا فحص على البطن , ففحص الكبد يختلف عن فحص الطحال , من حيث عدد الصور وكمية ونوع الصبغة وكيفية الحقن الرنين المغناطيسى
معظمنا سمع عن الرنين المغناطيسي كأحد أنواع الأشعة ووسائل التصوير الطبي, وأنه الأحدث والأكثر دقة. وينظر كثير من المرضى (وربما نقلا عن بعض الأطباء) أن هذه الوسيلة هي الأدق التى لا تخطئ و "تبين كل شيء". فما هو الرنين المغناطيسي؟ وما هي قدراته وحدوده كفحص تصويري؟
الرنين المغناطيسي بالفعل هو أحد الوسائل الحديثة (عمره في المجال الطبى حوالي 25-30 سنة تقريبا) , وهو يمكن مقاربته ومقارنته مع الأشعة المقطعية مع الاختلافات التالية
(أنه لا يستخدم الأشعة السينية فى التصوير , بل يستخدم مغناطيس هائل) وبالتالي فهو يتجنب مخاطر الاشعة على خلايا الجسم (فهو يصلح مثلا لتصوير السيدات الحوامل
أنه يستطيع رؤية دواخل الجسم والاعضاء , شأنه شأن الأشعة المقطعية- ولكن بطريقة مختلفة , مما يمكنه من رؤية (تشخيص) بعض الامراض التى لا تراها الأشعة (والعكس صحيح أحيانا) !؟
بعض اعضاء الجسم يمكن تصويرها بأي من الطريقتين, بينما البعض الاخر قد لا يصلح لاحدهما.
الصبغات المستخدمة مع الرنين المغناطيسي تختلف تماما عن تلك المستخدمة مع الأشعة , وبالتالي فمرضى الحساسية تجاه الصبغة فى الأشعة يمكن أن يقوموا بإجراء الرنين المغناطيسي بالصبغة دون مشاكل (وإن كان لها محاذير أخرى ليس هنا مجالها)؟
بصورة عامة فإن الرنين المغناطيسي يقدم صورة ذات تفاصيل أدق وأوضح
سعر الفحص أعلى كثيرا فى الرنين المغناطيسي, وكذلك تكلفة الصبغة
محظورات ومحاذير
بسبب قوة المغناطيس المستخدم فى التصوير فإن أي أجهزة طبية أو غير طبية يجب أن تترك خارج غرفة الفحص. ولهذا السبب فإن مرضى القلب الـذين يعتمدون على جهاز منظم ضربات القلب محظور عليهم تماما اجراء فحص الرنين المغناطيسي وإلا فإن حياتهم تتعرض للخطر
أما فيما يتعلق بأجهزة التثبيت (مثل مسامير العظام مثلا) فإن معظم هذه الاجهزة يتم صناعتها من مواد غير مغناطيسية حتى لا تتعرض للشد اثناء الدخول داخل المغناطيس. ومع ذلك فإن هذه الأجهزة كثيرا ما تفسد الفحص وتؤدي الى تشوه الصورة (بدون تأثير على المريض نفسه) , وبالتالى قد تقلل من قيمة الفحص. لذا يرجى إخبار طبيب الاشعة أو الفنى المختص بالتصوير قبل اجراء الفحص , حتى يتسنى تقدير الفائدة المرجوة
ملحوظة أخري جديرة بالـذكر فى هذا الصدد, وهي ان تحرص على ترك كافة متعلقاتك المعدنية خارج غرفة الفحص, مثل ساعات اليد والمفاتيح او اي أزرار معدنية فى الحذاء مثلا أو سوستة البنطلون أو غيره. أما أهم ما يجب أن تحترس منه فهو كروت الائتمان , فهذه الكروت تحفظ المعلومات من خلال الشريط الممغنط على خلفيتها, وبمجرد دخولك بالقرب من المغناطيس فإن الكارت سوف يمحى بالكامل ويصبح عديم الفاعلية والقيمة. لذا يجب عليك ان تترك متعلقاتك مع أحد المرافقين لك أثناء اجراء الفحص الأشعة التدخلية
العمليات الغير جراحية
س. ما هي الأشعة التدخلية؟ وما هو اختلافها عن باقى انواع الأشعة؟
ج. هذا الاسم "الاشعة التدخلية" يسبب بعض الالتباس فى الفهم. فالأشعة التدخلية ليست نوعا من الأشعة ولكنها علم جديد , يعنى باستخدام أنواع الاشعة المختلفة كوسيلة للاسترشاد أثناء اجراء تدخلات في داخل الجسم البشرى باستخدام أدوات دقيقة , مثل الإبر والقساطر, دون اجراء فتح جراحي. إنها باختصار " العمليات الغير جراحية " !!!؟
س. مثل ماذا؟
ج. الأمثلة متعددة ومتباينة. مثلا, قبل اختراع الموجات الصوتية والاشعة المقطعية كان الجراح يضطر لادخال مريض الاورام المستشفى لمدة ٢٤-٤٨ ساعة ويقوم بفتح بطنه تحت تخدير كلى, لاستئصال عينة من الورم بغرض تحليل لانسجة الورم للوصول الى تشخيص دقيق. الأن هذه العملية تم اختصارها فى إبرة صغيرة توجه مسترشدة بالاشعة نحو الورم داخل الجسم وتقتطع جزء منه, وذلك فى اجراء يستغرق نصف ساعة, ينصرف المريض بعدها الى منزله
بنفس المنطق تم ابتكار أدوات عديدة تقوم بوظائف متباينة داخل الجسم , من قطع الى حقن إلى نفخ إلى شفط إلى .. إلى.. والشيء المشترك الذي يجمع كل هذه الادوات أنها كلها دقيقة الحجم , لا تحتاج الى فتح جراحي.. وبناء عليه تم ابتكار عمليات جديدة واندثرت عمليات تقليدية . ومن الامثلة المتكررة يوميا توسيع الشرايين الضيقة بالبالون, حقن الوحمات الدموية بالمواد المخثرة, القضاء على الاورام بالتسخين (التردد الحراري), استئصال الانزلاق الغضروفي بدون جراحة, وغيرها كثير
من الذي يقوم بهذه العمليات الغير جراحية؟
هذا العلم بدأ وتطور على يد أطباء الأشعة بحكم الامر الواقع, فطبيب الاشعة هو أول من أدخل ابرة داخل الجسم مسترشدا بوسيلة التصوير, فيستطيع توجيه الابرة الى الهدف ومتجنبا فى نفس الوقت أي عضو أو وعاء دموي قد يكون موجودا بالقرب من الهدف
ولكن بمرور الوقت -ولعدم وجود قواعد حاكمة- وعدم وجود حد فاصل بين العلوم أصبح العديد من الاطباء من التخصصات الاخرى يمارسون هذه العمليات, فأصبحت قساطر القلب العلاجية تمارس بواسطة أطباء القلب, وتوسيع الشرايين يمارس بواسطة جراحي الاوعية الدموية, والتردد الحراري يمارس بواسطة أطباء الأمراض الباطنة, وهكذا . ومع الوقت , فإن الموقف أصبح يسبب شيء من الحيرة. فطبيب الأشعة هو الاقدر على التعامل مع صورة المريض, بينما الطبيب المعالج قد يتفوق على طبيب الأشعة فى تقييم الحالة ككل أثناء إجراء العلاج ولا يقتصر على تقييم الصورة فقط.
مما تقدم قد يكون الوضع الأمثل هو أن يعمل الطبيبان معا كفريق , وقد يقوم الطبيب المعالج بتقييم الحالة , فإذا رأى أنها تحتاج الى إجراء تدخلى فإنه يحيلها إلى طبيب الأشعة, فيقوم بإجراء العملية ثم يعيد المريض إلى الطبيب
. المسـح الـذري
على الرغم من أن التصوير بالمسح الذري هو فرع أصيل من فروع الاشعة التشخيصية, إلا أن هذا الفرع أحيانا ما يعد علما متخصصا ويتم تدريسه في الجامعة على انه علم منفصل عن علم الاشعة
التصوير بالنظائر المشعة (أو المسح الذري) عبارة عن حقن مواد داخل الجسم لها نفس التركيب الكيميائي مثل المواد الطبيعية الموجودة داخل الجسم , مع تحوير بسيط فى الخصائص الفيزيائية لتلك المواد بما يسمح لها بأن تصدر أشعة. هذا التحوير يعنى أمرين متلازمين
الاول: بما أنها لها نفس التركيب الكيميائي للمواد الطبيعية في الجسم , فهذا يعنى انها غير سامة وغير ضارة , كما أنها ستدخل في نفس العمليات الكيميائية الطبيعية التى تدور في الجسم وخلاياه.
الثاني: بما أنها تصدر اشعة , بالتالي فإنها يمكن الكشف عنها وتتبعها داخل الجسم وتحديد نسبة توزيعها في الاماكن المختلفة داخل الاعضاء.
هذا ببساطة يعنى أننا سنكون قادرين ليس فقط على تصوير اعضاء الجسم , ولكن أيضا قادرين على متابعة الوظائف والعمليات الكيميائية في الجسم البشري
كمثال -والامثلة كثيرة-
مسح العظام - وفيه يتم حقن مادة التكنيشيوم المشعة, والتى تتراكم داخل خلايا العظام النشطة أكثر من خلايا العظام الكامنة. هذا ببساطة يعنى أننا نستطيع ان نرى المواضع التى تنشط فيها خلايا العظام , وهي عادة تكون نفس الاماكن التى تحدث فيها المشاكل مثل الكسور او الالتهابات او الاورام. هذا يمكننا من الكشف مبكرا جدا عما اذا كان الورم الموجود في الرئة او الثدي مثلا قد انتشر الى العظام من عدمه
ميزة هذه الوسيلة هي الحساسية العالية وبالتالي الكشف المبكر عن تطورات المرض. لكن يعيبها عدم الدقة , فهي لا تميز بين ورم او كسر او التهاب مثلا , وقد يحدث احيانا ان يجد الطبيب منطقة في الضلوع مثلا بها نشاط عالي (او مايسمى بؤرة ساخنة) و بسؤال المريض يجد انه قد اصيب بكسر في الضلوع منذ عدة شهور. هذا قد يعد تفسيرا لوجود مثل تلك البؤرة في هذا المكان , وبالتالي يستبعد الطبيب احتمال انتشار الورم ... وهكذا
مثال أخر, حيث يعاني بعض المرضى من نزيف مزمن وبطيء في الجهاز الهضمي, عادة يكون في صورة براز اسود اللون مصحوبا بأنيميا (فقر دم), وتكمن المشكلة في عدم معرفة مكان النزيف من الامعاء (البالغ طولها ٨ أمتار او أكثر). هنا قد يلجأ الطبيب الى المسح الذري, حيث يتم حقن كرات دم حمراء يتم استخلاصها من المريض اولا ثم معالجتها بمواد مشعة ثم اعادة حقنها داخل اوعية المريض مرة اخرى. تدور الكرات المعالجة في الدم (شأنها شأن كرات الدم الطبيعية) ويمكن تتبعها في موضع النزيف وتحديده, وبالتالي يمكن وضع خطة للعلاج طبقا للمعلومة الجديدة
أسئلة وأجوبة
س. هل هناك ضرر من المواد المشعة
ج. الجرعة التى تحقن في المريض لا تشكل خطرا على صحة المريض في الظروف العادية. ومع ذلك فهناك محاذير يجب تجنبها كما في حالات النساء الحوامل , حيث قد تكون المواد المشعة مصدر خطر حقيقى على الاجنة, خصوصا في اشهر الحمل الاولى. لابد أيضا من الانتباه ان المريض يكون هو نفسه مصدر الاشعاع , وقد يستمر هذا الوضع لمدة ساعات بعد انتهاء الفحص (أحيانا لمدة ٢٤ ساعة), وفي تلك الحالات ينصح بعدم مخالطة المريض لفترات طويلة أثناء تلك الساعات, حتى لا يتعرض الاهل المخالطين إلى الاشعاع بدون داعي
س. هل يسبب المسح الذري آلاما؟
ج. على الإطلاق .. بخلاف حقنة المادة المشعة التى تحقن عادة في الوريد , فإن الفحص لا يسبب اي متاعب او حتى أي إحساس بعدم الراحة
س. كم يستغرق وقت الفحص؟
ج. يحتاج المريض ان يجرى عملية التصوير بعد الحقن مباشرة وقد تستغرق حوالي ساعة. بعدها قد يحتاج المريض إلى جلسة تصوير متأخرة (بعد ٤ او ٦ ساعات مثلا) لمتابعة انتشار المادة المشعة في الجسم. هذه الفترات الزمنية قد تختلف طبقا لنوع الفحص والعضو المراد فحصه
س. هل يتعارض المسح الذري مع فحوص الاشعة الأخرى؟
ج. في معظم الحالات لا يوجد تعارض, باستثناء بعض الحالات الخاصة , على سبيل المثال فإن فحص الغدة الدرقية يتم بحقن اليود المشع في الوريد لمتابعة كمية اليود التى سوف تتراكم في الغدة. هذا الفحص قد يتأثر إذا كان المريض قد قام بإجراء أشعة بالصبغة من قبل على أي عضو من أعضاء الجسم (حيث تحتوي الصبغة على كميات كبيرة من اليود , الذي يتراكم في الغدة وبالتالي تصبح الغدة مشبعة باليود) فتعطي نتيجة خاطئة. نتيجة لذلك يجب عدم إجراء مسح ذري باليود على الغدة الدرقية إذا كان المريض قد أجرى أشعة بالصبغة في خلال الستة شهور السابقة على الفحص. أما إذا كان المريض مطلوبا له اجراء كلا من الفحصين معا , ففي هذه الحالة يتم إجراء المسح الذري أولا حتى لا يتأثر بالصبغة دعواتكم لي و لوالداي بالرحمة و المغفرة |