تواضع لرب العرش علّك تُرفعُ *** فما خاب عبدٌ للمهيمن يخضعُ
وداوِ بذكر الله قلبك إنه *** لأشفى دواءٍ للقلب وأنفعُ
وقال آخر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ *** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يرفع نفسَه *** إلى طبقات الجو وهو وضيعُ
وقال آخر:
تواضع إذا ما نلتَ في الناس رفعةًً *** فإن رفيع القوم من يتواضعُ
وقال آخر:
ولا تمشِ فوق الأرض إلا تواضعاً *** فكم تحتها قومٌ هُمُوا منك أرفعُ
وإن كنت في عزٍ رفيعٍ ومنعةٍ *** فكم مات من قومٍ هُمُوا منك أمنعُ
قال الشاعر:
يا مظهر الكبر إعجاباً بصورتـه *** أبصر خلاءك إنّ المين تثـريب
لو فكر النّاس فيما في بطونهـم *** ما استشعر الكبر شبّانٌ ولا شيب
وقال آخر:
قل لمن فاخر بالدنيا وحامى *** قتلت قبلك ساماً ثم حاما
ندفن الخِلَّ وما في دفننا *** بعده شك ولكن نتعامى
إن قدامك يوماً لو به هددت *** شمس الضحى عادت ظلاما
فانتبه من رقدة اللهو وقم *** وانف عن عين تماديك المناما
صاح صح بالقبر يخبرك بما *** قد حوى واقرأ على القوم السلاما
فالعظيم القدر لو شاهدته *** لم تجد في قبره إلا العظاما
وقال أبو العتاهية:
يا عجباً للناس لو فكروا *** وحاسبوا أنفسهم أبصروا
وعبروا الدنيا إلى غيرها *** فإنما الدنيا لهم معبر
لا فخر إلا فخر أهل التُّقَى *** غداً إذا ضمهم المحشر
ليعلمن الناس أن التُّقَى *** والبرَّ كانا خير ما يدخر
عجبت للإنسان في فخره *** وهو غداً في قبره يقبر
ما بال من أوله نطفة *** وجيفة آخره يفجر
أصبح لا يملك تقديم ما *** يرجو ولا تأخير ما يحذر
وأصبح الأمر إلى غيره *** في كل ما يقضي وما يقدر
يقول أبو العتاهية:
فَلا تَمـشِ يَوْماً فـي ثِـيـابِ مَخيلَة *** فـإنَّـكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ للـه شاكِـراً *** وقـلَّ امـرؤٌ يرضَى لـهُ بقضاء
ولـلّــهِ نَعْمَاءٌ عَـلَينا عَـظيمَة *** وللـهِ إحسـانٌ وفـضلُ عـطـاءِ
يقول المتنبي:
ولقد رأيت الضر أحسن منظراً *** وأهون من مرأى صغير به كبر
|