النبي الامي الذي ابهر العالم الذي لم يؤمن به ووقف حائراً اما شخصه الكريم .... فلم يستطيع حتي بينه وبين نفسه ان يجد ثغرة ليهاجمه من خلالها ...فأبتدع الحيل والتلفيقات والكذب ليرضي نفسه الفاسدة في محاولة الطعن فيه وفي رسالته الخالدة ... اللهم صل وسلم وبارك عليه ... صلاة دائمة بدوام مُلك الله ... الاخوة الاكارم الطيبين المُحبين لله وللرسول في هذه الايام المباركة العظيمة المقبولة عند الله ورسوله .... المقبول فيها الدعاء والعمل الصالح ... علي المسلم المحظوظ بتواجده في في اشرف واطهر مكان علي وجه البسيطة ... .في الاراضي المقدسة...التي قدسها الله ورسوله ... وفيها ...مسيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم ... وفيها تاريخ مجسد لأبي الانبياء الخليل ابراهيم
وأبنه اسماعيل ( عليهما السلام).... ففيها مكان كان قد فضله الله سبحانه وتعالي وجعله خاتمة للرضي والقبول والحج المبرور لمن كان صادقاً في قبوله للضيافة واحترامه للمضيف ... وتقديره للضيوف الاخرين مثله ... هذا المكان الذي اختصه الرسول صلي الله عليه وسلم بمعني من لم يقف بعرفة فلا حج له .... فكل المناسك الاخري يمكن تاخيرها او القيام بها بعد الوقوف ... كطواف الافاضة او السعي بين الصفاء والمروة ... اما الوقوف بعرفة فهو الفيصل في القبول الحج ... يكمل مابعده من رمي جمرات واختتام الحج ... ومن لم يقف بعرفة ...يكون قد فاته رمي الجمرات ...
وبالتالي فقد ضاع منه ركن اساسي في الحج ... اردت في هذا الموضوع ان نتحدث قليلاً عن مشهد
عظيم حدث بالوقوف بعرفة وبالتحديد خطبة الوداع ...في حجة الوداع التي قام بها الحبيب
المصطفي صلي الله عليه وسلم ... وبالتحديد اكثر هو الوقوف ملياً بتفكر وفهم والتي تعتبر الوصية الخالدة لأمة محمد صلي الله عليه وسلم .... في.... لمن اوصي وعلي من اوصي.....؟ فكل او جُل المواضيع المنشورة عن الحج
لم يتطرق احد لدراسة وفهم خطبة الوداع وفهمها واستيعاب ما جاء فيها من وصايا تُنبيء وتعرف ان حُب المصطفي صلي الله عليه وسلم لنا ... كان ولا زال ديدن وهدف وطريقة المصطفي ف بحبه لنا اوصانا وعلمنا ... كيف يجب ان نكون وكيف نتعامل وكيف نحافظ علي حقوق الله في خلقة سوي للنفس
او النساء او الاهل او الامة الاسلامية او العقيدة او اتباع سننه وطريقته المُثلي وبحبه لنا ايضاً انه لم يحج الا حجة واحدة ... وهذا لعمري قمة في الحب لنا ... لانه لو فعل ذلك لوجبت علي امته ولكنه اراد ان يعلمنا انه يعلم بعلم الله تماما من ضعف وقلة امكانيات ومشقة في السفر .... فأراد بحبه وبحكمته وبتفيذ اوامر الله له .. لازلنا نبحث عن سبب في نُصرته وحُبه واتباع نهجه ...
بعد ان علمنا مقامنا عنده وخوفه علينا ...؟ فأردت اخوتي الكرام ان نقف علي ما جاء في خطبة حجة الوداع ووصايا
الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ...
ولنفهم بماذا اوصانا ... ولو اننا قصرنا في تنفيذ وصاياه واهملناها تماماً ... ولكن لايمنع ان نحاول فهم الوصايا وتفهم ان طاعة الله ورسوله واجبه تماما
ولا مجال لمخالفتها فاحترام الوصية تاتي باحترام الموصي ... فلنحاول ان نقدر ونحترم ونبجل الوصية ... حتي نصل الي حُب وتقدير الموصي فلمّا دخل على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
،العام ذو القعدة ، تجهز للحج وأمر الناس الاستعداد بالجهاز له ،.... وكان ذلك لخمس ليالٍ بقين من ذى القعدة ،.... فاستعمل على المدينة ( أبا دُجانة الساعدي ) ،
فحج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
في هذا العام ، فأرى للناس مناسكهم وأعلمهم بسُنن حجهم ،..... وخطب في الناس خطبته التي بيّن فيها مابيّن ، اوصي فقال صلي الله عليه وسلم : فحمد الله واثني عليه ثم قال : فأني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً ،... أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلي أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا ،.... وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ،.... وقد بلغت ، فمن كانت عنده أمانة فليؤدَّها إلي
من أتمنه عليها ، وإن كل ربا موضوع ،.... ولكن لكم رءوس أموالكم ، لا تظلون ولا تُظلمون ، وإن ربا العبّاس بن عبد المطلب موضوع كله ،.... وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع ،..... وأن أول دماءكم أضع دمُ هُذيل ، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية فإن الشيطان قد يئس من أن يُعبد بأرضكم هذه أبداً ، ولكنه إن يُطع فيما سوى ذلك ، فقد رضي به مما تُحقرون من أعمالكم ، إن النسيء زيادة في الكفر يُضَلُّ به الذين كفروا
يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله ، فيحلوا ما حرم الله ، ويحرموا ما أحل الله ،..... وإن الزمان قد أستدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله أثناء عشر شهراً ،
منها أربعة حُرم ، ثلاثة متوالية ورجب مُضر (أي رجب الذي يأتي بين حمادي الثاني وبين شعبان ،
وليس رجب ربيعة الذي تسميه رمضان ، فإن لكم على نسائكم حقاً ،... لكم عليهن أن لا يوطئن فُرشكم احداً تكرهونه ،.... وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة ،..... فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهنّ في المضاجع وتضربوهنّ ضرباً غير مُبرح ،.... فأن انتهين فلهن رزقهنّ وكُسوتهُنّ بالمعروف فأنهُنّ عِندكم عوان ( أسيرات ) ، لا يملكن لأنفُسِهِنّ شيئاً ، .... وإنكم إنما أخذتموهُنّ بأمانة الله وأستحللتم فروجهُنّ بكلمات الله ، فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت ،.... وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تُضلوا أبداً ،
كتاب الله وسنة نبيه ) . ( اسمعوا قولي واعقلوه ، تعلمون أن كل مسلم أخ للمسلم ،
وإن المسلمين إخوة ، فلا يحل لإمرءي من أخيه
إلاّ ما أعطاه عن طيب نفس منه ،....
فلا تظلمون أنفسكم ، اللهم هل بلغت ..؟ ) ، فقالت الناس : اللهم نعم ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ثُمّ نادى ربيعة بن أُمية بن نخلف ، قُل يا ربيعة وأسمع الناس ، ... قُل أيها الناس إن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) فيقول لهم ، فيقولون الشهر الحرام ... قُل لهم أن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة بلدكم هذا ، قُل أيها الناس إن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) )،يقول : ( هل تدرون أي بلد هذا ..؟ ) ، فيقولون : ( قُل لهم أن الله قد حرم عليكم دمائكم وأموالكم
إلي أن تلقوا ربكم كحرمة بلدكم هذا ) ، ثُمّ يقول : قًل أيها الناس إن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يقول : هل تدرون أي يوم هذا.؟ ) ، فيقولون : يوم الحج الأكبر ، فيقول : قٌل لهم : إن الله قد حرّم عليكم دمائكم وأموالكم
إلي أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا .... وعن عمر بن خارجة أنه قال : كنت واقفاً بعرفة بجانب ناقة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فسمعته يقول : أيها الناس ، إن الله قد أدى إلي كل ذي حق حقه ، وأنه لا يجوز وصيّة لوارث ، والولد للفراش ، وللعاهر الحجر ،
ومن أدّعى إلي غير أبيه أو تولى غير
مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يُقبل منه صرفاً ولا عدلاً ... وقد بين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
تعاليم ونُسك الحج ، فبدأ بعرفة حيث قال: (هذا الموقف ، للجبل الذي عليه ، وكل عرفة موقف ) ،
وعن المزدلفة قال : ( كل مُزدلفة موقف ) ،
ثُمّ لمّا نحر بالمنحر بمني قال: ( هذا المنحر وكل مني منحر ) ... ناتي لمحاولة قراءة هذه الخطبة بطريقة تفصيلية
لنفهم الاركان والوصايا الواردة وما مدي اهميتها
لأن تكون من ضمن اهتماماته صلي الله عليه وسلم في حجته الاولي والاخيرة .... فأني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً ،... ففي بداية خطبته بعد الثناء علي الله اوضح لنا
ان بقاءه هنا وفي هذا الموقف سيكون الاخير وبالتالي ضمّن ان كلامه سيكون وصية وخاتمة لرسالته فحدد ان يكون الانصات والسمع والفهم لما سيقوله ...مهم جداً لما فيه الخير كله والخلاصة
كلها وروح الرسالة بحذافيرها كلها مختزلة في ماسيقوله في خطبته .. ولتبيان ان العمر مهما طال لابد وان سيكون له نهاية ... فلا خلود في الدنيا ولا بقاء الا لله .... أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلي أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا ،.... ففي هذه النقطة او المبدأ يوضح
المصطفي صلي الله عليه وسلم ان دماء المسلمين ..
.تعتبر حرام في عدم الاعتداء علي الحرمات
والقتل وهتك الاعراض المسلم علي اخيه المسلم ... وان تم الاختلاف علي امر فسيكون من حق القاضي
او المهتم بشؤن البلاد والعباد في تنفيذ الحدود
ورد المظالم اما ان يقوم المسلم بالاعتداء
علي اخيه المسلم وسفك دمه ... هنا اتي التحريم والرفض ... فأوصانا المصطفي صلي الله عليه وسلم وأموالهم لاتؤخذ الا بحقها ...الشرعي المعلوم بالتفاهم والتراضي...
وعدم اغتصابها او سرقتها او تحايل المسلم
علي اخيه المسلم لاخذ ما ليس له الحق فيه ... هنا ان فعلنا ذلك نكون قد فعلنا حراماً ... كحرمة المكان والزمان والوقت في الوقوف بعرفة ... فهل نحن عملنا بما يقول ونفذنا الوصية بعدم الاعتداء
علي دماء المسلمين واعراضهم .....واموالهم .....؟ وفي الركن والوصية الثانية قال صلي الله عليه وسلم وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ،.... وهنا اعلمنا الرسول الكريم بأننا سنلاقي ربنا يوم القيامة وسيتم سؤالنا عن اعمالنا وسيتم عرضها علينا ومحاسبتنا في الدم الذي سُفك بغير حق وفي اموال سرقناها واغتصبناها وتحايلنا للحصول عليها ... وباي حجة سندافع بها امامه سبحانه وتعالي ...؟ والوصية الثالثة هي الامانة ... ، فمن كانت عنده أمانة فليؤدَّها إلي من أتمنه عليها ، الله اكبر اخوتي الكرام ...
اوصانا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم
علي الامانة ...في كل شيء .. بدء بأنفسنا وزوجاتنا واموالنا وسلوكياتنا فقد اأتمننا عليها صاحبها سبحانه وتعالي فلنحافظ عليها ونردها لمن اوصانا عليها ... فمن أتمننا علي مال او بضاعة اوحاجة مهمة
وثمنية او قمتها وضيعة ... تكون في رقابنا حتي نردها الي اصحابها ... والامانة كلمة شاملة لكل ما يقع تحت ايدينا فهي امانة السلطة امانة والمسؤلية امانة
وتربية ابناءنا امانة وحُبنا لزوجاتنا امانة ...
ورعاية نساءنا امانة .. فهل اخوتي الاحباء استطعنا ان نحفظ الامانة من الضياع ....؟ ولكن لكم رءوس أموالكم ، لا تظلون ولا تُظلمون ،
قضى الله أنه لا ربا ، وإن ربا
العبّاس بن عبد المطلب موضوع كله ،.... وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع ،..... وأن أول دماءكم أضع دمُ هُذيل ، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية اللهم صل وسلم وبارك عليك ... نعم اوضح لنا واوصي حتي بالنظم الاقتصادية
والتعامل بها في الاهتمام برأس المال فقط ... اما مادون ذلك من رباء فهو حرام .... وقد استشهد بنفسه اولاً فوضع ربا المتداول في الجاهلية
موضوع تحت قدمه صلي الله عليه وسلم في
ربا عمه العباس رضي الله عنه.... وان الرباء سُحت ومصيبة هذا العصر وكل العصور ... فبالرغم من تحريمة تحريم قطعي في القرآن الكريم .
.الا ان النُظم السياسية في البلدان المسلمة تتعامل به ... فزاد الارهاق والمصائب علي المدينين به .. .فكان شره منذ القدم حتي وقتنا هذا فأوصانه بتركه وتحريم التعامل به .... وترك كل ما كان في الجاهلية من سلوكيات بين القبائل ودماء تُسفك بغير وجه حق ..... فهل استطعنا اخوتي الكرام ان نفهم مغزي
ما اوصانا به ولانتعامل بالرباء مهما كانت نسبته وقيمته ويطالب به ويجعل له اسباب مبيحة له ....؟ والوصية الرابعة والركن المهم ايضاً فإن الشيطان قد يئس من أن يُعبد بأرضكم هذه أبداً ،
ولكنه إن يُطع فيما سوى ذلك ، فقد رضي به
مما تُحقرون من أعمالكم ، فاحذروا على دينكم . وهنا اوضح لنا بجلاء تام ان الشيطان قد يئس
من ان يُطاع في ارض الاسلام وعند المسلمين حقاً فرضي بمحقرات الذنوب واللمم .... ويحقرها ويقلل من شأنها ... في الوقت الذي تكون فيه هذه اللمم وسيلة لتعاظم الذنوب وكِبرها ومن ثم تكون سببا
في ارتكاب الموبقات والكبائر ...... نعود ونقول هل استطعنا بالفعل ان نغلب انفسنا
الامارة بالسؤ وشياطينها من ان نرضي بتتبع خطاها وننساق وراءها ولا نراقب انفسنا واعمالنا حتي لانقع في مصيدة اللمم
والمحقرات من الذنوب بعدها ننقاد بدون
ان نحس الي طريق وهدف ومرمي الشيطان واعماله .....؟ والوصية الخامسة والركن الذي كان مُتبع في الجاهلية هو ضلال وكفر .... من ذلك ما كان يُعرف بالنسيء والذي ذكره القرآن الكريم وهو تحليل وتغيير الاشهر الحُرم وتحليلها
وقت مايريدون من اعتداء علي الاخرين ... إن النسيء زيادة في الكفر يُضَلُّ به الذين كفروا
يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله ، فيحلوا ما حرم الله ، ويحرموا ما أحل الله ،..... ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ
فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ
أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) ﴾ التوبة 37 إن الزمان قد استدار كهيئته يوم و إِنَعِدَّةَ الشهور عند اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً
كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) التوبة 36 وإن الزمان قد أستدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله أثناء عشر شهراً ،
منها أربعة حُرم ، ثلاثة متوالية ورجب مُضر (أي رجب الذي يأتي بين حمادي الثاني
وبين شعبان ، وليس رجب ربيعة الذي
تسميه رمضان ،فقد كانت تحرمه ..) وهنا اوضح المصطفي صلي الله عليه وسلم ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ..... والمنفصل عن الترتيب هو رجب فقد كانت العرب قبل الاسلام يحللون الاشهر الحُرم
ويتقاتلون فيه ويحرمون الاشهر الاخري كما يشاءؤن
وهذا يسمي النسيء ...
وهو تبديل ما احله الله الي تحريم وما حرمه الله
الي تحليل في الاشهر القمرية .... والوصية السادسة والركن المهم والذي تفتخر به الحرائر المسلمة من انهن في الاهمية بمكان ان يذكرهن الرسول صلي الله عليه وسلم فإن لكم على نسائكم حقاً ،... لكم عليهن أن لا يوطئن فُرشكم احداً تكرهونه ،.... وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة ،..... فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهنّ في المضاجع وتضربوهنّ ضرباً غير مُبرح ،.... فأن انتهين فلهن رزقهنّ وكُسوتهُنّ بالمعروف
وأستوصوا بالنساء خيراً ،
فأنهُنّ عِندكم عوان ( أسيرات ) ، لا يملكن لأنفُسِهِنّ شيئاً ، .... وإنكم إنما أخذتموهُنّ بأمانة الله وأستحللتم فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت ،.... اللهم صل وسلم وبارك عليك .... من نصير لحرائر الاسلام وللمرأة الفاضلة التقية والخوف عليها من الاعتداء وهضم حقوقها والتعدي علي ماشرعه الله لها .... حتي تكون كما اراد الله لها ان تكون .... في معيته وفي حفظه ورعايته ....؟ فأهمية هذه الوصية تأتي رداً علي من يتهم الاسلام
انه هضم حق المرأة واذلها وجعلها من الصاغرين .... فعندما يشملها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بوصيته هو لمعرفته بما سيكون حالها لو لم يتبع وهذا للاسف الشديد والمرير ان معضم الرجال لايخافون
الله ولا يحترمون الموصي ولا ينظرون حتي لفكرة ان المرأة هي الاساس المتين والقوي
لبناء البيت والاسرة والابناء والجيل المسلم التقي الورع ..... في الوقت نفسه تفتخر المسلمة انها ذات قيمة واهمية عظيمة وايضا كما اوضح حق المرأة عند الرجل بين ايضاً حق الرجل عند المرأة فأشترط ان
من حق الرجل علي الزوجة حقوق
وهي قوله صلي الله عليه وسلم : إن لِنسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حقاً، ولَكُمْ عَلَيْهِنّ حقّ، لَكُمْ عَليِهنّ ألايُوطْئنَ فُرُشَكُمْ غيرَكم .... وَلا يُدْخِلْنَ أحَداً تكرَهُونَهُ بيوتَكُمْ،..... ولا يأتينَ بِفَاحِشَة .... فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ..... والمقصود هنا بأسلوب التأديب
ان ارتكتب الزوجة كبيرة وهضم حق الزوج
في نقاط قد تم ذكرها وكلها تتعلق بالشرف
والخصوصية بين الزوجين وهذا من حق الرجل علي زوجته ان تحفظه في بيته ولاتفعل امر يكرهه .... هناك عقاب لها وزجر وان تكرر ذلك منها ايضاً
هناك اسلوب تأديبي وهو في اخر المطاف عندما يستحيل الاقتناع بالخطأ والتوبة عليه .... ولكن اقول ان مثل هذا العقاب لاترضاه الحُرة .... لانها لاترتكب الاخطاء الجسيمة التي تستدعي فالتفاهم والتصالح هو الاهم اما العقاب البدني سوي بالضرب او غير ذلك فيكون للزوجة الناشز أي الرافضة
لزوجها وتعديها علي كل مافي الشريعة من احكام ... اما العقاب النفسي والتي لاترضاه أي حُرة هو
الهجر والترك واللا مبالاة ...ويكون في نفس البيت ... حتي تعرف المرأة مقامها وقيمتها عندما يتم تجاهلها وهذا لعمري ترفضه الحٌرة وترضي ان تُضرب علي ان تُهمل وتُترك .... وهذه الامور تأتي في غياب التقوي من المراة
وغياب الحب والود والتعامل الشرعي الطيب ..... فلهن رزقهن وكسوتهنبالمعروف ..... واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ،وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم
فروجهن بكلمات الله فاعقلواأيها الناس قولي فالسؤال موجه للطرفين .... في هل استمع الرجل للوصية واحترم الموصي
صلي الله عليه وسلم وعمل بما اوصاه به
وهو المحافظة علي المرأة وتكريمها .....؟ ام اصابهم العمي وتقلص عضلات القلب وعدم استطاعته ضخ دماء تكون محملة
بفهم قيمة المراة في الاسلام .....؟ وهل فهمت المرأة واقتنعت انها مكرمة ومبجلة وقيمتها محفوظة ....؟ وان لاتستمع لما يوحي لها من انصاف المتعلمين
المبتذلين في تحريضها علي الخروج علي نهج
ومنهاج المصطفي صلي الله عليه وسلم ...
والمطالبة بحريتها .....؟ وفي توضيح وتأكيد ان الملجأ والطريق القويم
للوصول لرضي الله ورسوله هو الاتباع
والاعتصام بكتاب الله
وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ... فهم الركن القوي لكل من اراد ولا يحيد عن الطريق القويم .... فقال صلي الله عليه وسلم : وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تُضلوا أبداً ،
أمراً بننا كتاب الله وسنة نبيه ) . ( اسمعوا قولي واعقلوه ، تعلمون أن كل مسلم أخ للمسلم ،
وإن المسلمين إخوة ، فلا يحل لإمرءي من أخيه
إلاّ ما أعطاه عن طيب نفس منه ،.... فلا تضمن أنفسكم ، اللهم هل بلغت ..؟ ) ، فقالت الناس : اللهم نعم ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : اخوتي الكرام فلنصرخ كلنا وبصوت واحد ونقول نعم يارسول الله نشهد انك قد بلغت الامانة فقد وصلت الينا كاملة تامة غير منقوصة وصحيح اننا لم نطبقها كما تريد منّا ان نفعل ولكننا نحاول ...فغلبة النفس علينا كبيرة وضعفنا كبير ومسعانا هو الله في ان ينصرنا علي ضعفنا ...... ثُمّ نادى ربيعة بن أُمية بن نخلف ، قُل يا ربيعة وأسمع الناس ، ... قُل أيها الناس إن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) فيقول لهم ، فيقولون الشهر الحرام ... قُل لهم أن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلي
أن تلقوا ربكم كحرمة بلدكم هذا ، قُل أيها الناس إن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،يقول : ( هل تدرون أي بلد هذا ..؟ ) ، فيقولون : البلد الحرام ، فيقول : ( قُل لهم أن الله قد حرم عليكم دمائكم وأموالكم إلي
أن تلقوا ربكم كحرمة بلدكم هذا ) ، ثُمّ يقول : قًل أيها الناس إن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يقول : هل تدرون أي يوم هذا.؟ ) ، فيقولون : يوم الحج الأكبر ، فيقول : قٌل لهم : إن الله قد حرّم عليكم دمائكم وأموالكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا .... وعن عمر بن خارجة أنه قال : كنت واقفاً بعرفة بجانب ناقة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فسمعته يقول : أيها الناس ، إن الله قد أدى إلي كل ذي حق حقه ،
وأنه لا يجوز وصيّة لوارث ، والولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، ومن أدّعى إلي غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين ، لا يُقبل منه صرفاً ولا عدلاً ... في ختام خطبته الطيبة المباركة والتي نثر فيها من الدُرر والاحكام الشيء الكثير ....كان يقول صلي الله عليه وسلم لتاكيد انه قد بلغ الامانة : فيقولون له وبصوت واحد نعم فيقول وهو قرير النفس اللهم فأشهد .... فهل نحن اخوتي الكرام نستطيع أن نقول من القلب ونطبق ماسمعنا وما وعينا.....؟ ام نتجاهل ماسمعناه ونفعل مااوحي به الشيطان لنا ....؟ سلمتم اخوتي الكرام علي سعة صدوركم ولكن حسبي ان غايتي هي ان اوصل لكم المفاهيم التي يفترض ان نعيها جميعاً بما فيهم العبد الله اندبها وما قولي الا لتذكير نفسي اولاً ومن ثم اخوتي الكرام الطيبين .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |