عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 10-10-2013, 10:42 PM
 







[فصل في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-]



السنة في اللغة: الطريقة، ومنه قال -صلى الله عليه وسلم-: «لتركبن سنن من كان قبلكم» [1] يعني طريقتهم.



وفي الاصطلاح: هي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- وفعله وإقراره فتشمل الواجب والمستحب [2].


السنة الواجبة: هي التي يثاب فاعلها امتثالا، ويأثم تاركها عنادا وجحودا، وتطلق على الشيء الواجب،

وأدلة ذلك كثيرة في كتاب الله وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- نذكر منها:


قول الله -تعالى-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].


قال العلامة ابن كثير -رحمه الله- [3]: أي مهما أمركم به فافعلوه ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه،


فإنه يأمر بخير وإنما ينهي عن شر.





وعن مسرق قال: جاءت امرأة إلى ابن مسعود -رضي الله عنه-

فقالت بلغني أنك تنهي الواشمة والواصلة أشيء وجدته في كتاب الله -تعالى- أو عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟

قال: بلى شيء وجدته في كتاب الله وعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،

قالت: والله لقد تصفحت مابين دفتي المصحف فما وجدت فيه الذي تقول،

قال فما وجدت {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}، قالت بلى،

قال: فإني سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- نهى عن الواصلة والواشمة والنامصة،

فقالت المرأة: فإني أرى شيئا من هذا على امرأتك، قال: اذهبي فانظري،

قالت: فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئا، فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئا،

قال: أما لو كان ذلك لم نجامعها [4] اهـ.





النهي عن النمص والوشم والوصل لم يأتي في كتاب الله ولكن نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

وترتب على فاعله عقوبة وهي اللعن، وأصل اللعن: الطرد والإبعاد من الله [5] أي من رحمة الله تعالى


وهذا من أظهر الأدلة على أن معصية الرسول فيما أمر به من فعل أو ترك حرام

وإن لم يكن الأمر في كتاب الله تعالى كما هو واضح من حديث ابن مسعود.





السنة المستحبة: هي التي يثاب فاعلها امتثالًا ولا يعاقب تاركها،

وتسمى مندوب ومستحب ونفل وتطوع.


قال -تعالى- في الحديث القدسي: «وماتقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه

وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ..» [6].






[1] أخرجه البخاري (3456) ومسلم (2669).

[2] العقيدة الواسطية بشرح العثيمين (2/ 5).

[3] مختصر تفسير ابن كثير (3/ 518) بتحقيق شيخنا مصطفى بن العدوي حفظه الله.

[4] أخرجه البخاري (5943) ومسلم (2125) واللفظ لمسلم.

[5] النهاية (ص: 837).

[6] أخرجه البخاري (6502).



__________________
ليلى
رد مع اقتباس