عرض مشاركة واحدة
  #2397  
قديم 10-10-2013, 11:27 PM
 
موضوع هام جداً : ( الملائكة هم سكان السموات )

إذا ما معنى هذا الحديث الذي رواه الترمذي ؟

قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ , ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مِنْ فِي السَّمَاءِ ) رواه الترمذي.

وفي رواية أخرى : ( ارحموا أهل الأرض يرحمْكُم أهلُ السّماءِ ) رواه الإمام أحمد.

المرادُ بأهل السماء الملائكة لأنه لا يقال لله أهل السماء .. !

قال تعالى: { ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } أي : ( الملائكة ) فلا يجوز أن يقال عن الله أهل السماء فتُحمَلُ روايةُ "من في السماء" على أن المراد بها أهلُ السماء أي الملائكة.

فإن الله يسلطُ على الكفار الملائكة إذا أرادَ أن يُحِلّ عليهم عقوبتَه في الدنيا كما أنهم في الآخرة هم الموكلون بتسليطِ العقوبة على الكفار لأنهم خزنةُ جهنم وهم يجرُّونَ عنقًا من جهنم إلى الموقفِ ليرتاعَ الكفارُ برؤيته.

وأما قوله عليه الصلاة والسلام : ( ارحموا من في الأرض ) معناه بإرشادهم إلى الخير بتعليمهم أمور الدين الضرورية التي هي سببٌ لإنقاذهم من النار وبإطعامِ جائِعِهم وكِسوةِ عاريهم ونحو ذلك.

وأما قوله عليه الصلاة والسلام : ( يرحمكم أهل السماء ) فأهلُ السماء هم الملائكة وهم يرحمون من في الأرض أي أن الله يأمُرُهم بأن يستغفروا للمؤمنين.

قال تعالى: { وَالمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الشُّورى:5].

وقال سبحانه: { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ } [غافر:7].

ويُنـزلون لهم المطر وينفحونهم بنفحاتِ خيرٍ ويُمِدونهم بمدد خيرٍ وبركة، ويحفظونهم على حسبِ ما يأمرهم الله تعالى.

والله أعلم وأحكم
__________________
ليلى
رد مع اقتباس