القرآن الكريم للوالدين أو غيرهما
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله وأسكنه الجنة -
" لم يرد في الكتاب العزيز ولا السنة المطهرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ولا عن الصحابة الكرام ما يدل على شرعية إهداء تلاوة القرآن الكريم للوالدين ولا لغيرهما وإنما شرع الله قراءة القرآن للانتفاع به والاستفادة منه وتدبر معانيه والعمل بذلك قال تعالى : " كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر أولوا الألباب "
وقال نبينا صل الله عليه وسلم : " اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة "
ويقول صلى الله عليه وسلم : " إنه يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن أصحابهما " .
المقصود أنه أنزل للعمل به وتدبره والتعبد بتلاوته والإكثار من قراءته لا لإهدائه للأموات أو غيرهم ولا أعلم في إهدائه للوالدين أو غيرهم أصل يعتمد عليه وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك وقالوا : لا ما نع من إهداء ثواب القرآن وغيره من الأعمال الصالحات وقاسوا ذلك على الصدقة والدعاء للأموات وغيرهم .
ولكن الصواب هو القول الأول للحديث المذكور وما جاء في معناه ولو كان إهداء التلاوة مشروعاً لفعله السلف الصالح والعبادة لا يجوز فيها القياس لأنها توقيفية لا تثبت إلا بنص من كلام الله عز وجل أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم للحديث السابق وما جاء في معناه .
أما الصدقة عن الأموات وغيرهم والدعاء لهم والحج عن الغير ممن قد حج عن نفسه وهكذا العمرة عن الغير ممن قد اعتمر عن نفسه وهكذا قضاء الصوم عمن مات وعليه صيام فكل هذه العبادات قد صحت بها الأحاديث عن ر سول الله صلى الله عليه وسلم .
والله ولي التوفيق
مجموع فتاوى
سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله - ص 374