عرض مشاركة واحدة
  #4043  
قديم 10-14-2013, 03:16 PM
 
في قديم الزمان .... حيث لم يكن على الأرض بشربعد ....
...كانت الفضائل والرذائل.. تطوف العالم معا وتشعر بالملل الشديد....
ذات يوم... وكحل لمشكلة الملل المستعصية... اقترح الإبداع.. لعبة.. وأسماها الاستغماية ... أحب الجميع الفكرة... وصرخ الجنون:
أريد أن أبدأ..أريد أن أبدأ..أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العدّ
وأنتم عليكم مباشرة الاختفاء....
ثم إنه اتكأ بمرفقيه..على شجرة..
وبدأ يعد ... واحد... اثنان.... ثلاثة.... وبدأت الفضائل والرذائل بالاختباء..
وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر..
وأخفت الخيانة نفسها في كومة قمامة...
دلف الولع... بين الغيوم..
ومضى الشوق الى باطن الأرض...
الكذب قال بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الحجارة..
ثم توجه لقعر البحيرة..
وا ستمر الجنون يعد: تسعة وسبعون... ثمانون.... واحد وثمانون..
خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها..
ماعدا الحب... كعادته.. لم يكن صاحب قرار...
وبالتالي لم يقرر أين يختفي..
وهذا غير مفاجئ لأحد... فنحن نعلم
كم هو صعب إخفاء الحب..
تابع الجنون العد : خمسة وتسعون ... سبعة وتسعون....
وعندما وصل الجنون في تعداده إلى مائة قفز الحب وسط أجمة من الورد.. واختفى بداخلها..
فتح الجنون عينيه..
وبدأ البحث صائحا : أنا آتٍ إليكم...أنا آتٍ إليكم....
كان الكسل أول من انكشف...لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه..
ثم
ظهرت الرقّة المختفية في القمر...
وبعدها..
خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس...
وأشار على الشوق أن يرجع من باطن الأرض...
وجدهم الجنون
جميعا..
واحدا بعد الآخر
ماعدا الحب...
كاد الجنون أن يصاب بالإحباط والبأس.. في بحثه عن الحب... حينها اقترب منه الحسد
وهمس في أذنه :
الحب مختفٍ في شجيرة الورد...
التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح..
وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش
...
ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب...
ظهر الحب ..
ظهر الحب وهو يحجب عينيه بيديه..
والدم يقطر من بين أصابعه...
صاح الجنون نادما : يا إلهي ماذا فعلت؟
؟؟؟؟
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟...
أجابه الحب :
لن تستطيع إعادة النظر لي
لكن
لازال هناك ما تستطيع فعله لأجلي...
كن
دليلي
...
...
وهذا ماحصل من يومها
....
يمضي الحب الأعمى ...
يقوده الجنون
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس