غراب البين قال الجاحظ : غراب البين نوعان : أحدهما غربان صغار معروفة بالضعف واللؤم ، والآخر كل غراب يتشاءم به ؛ وإنما لزمه هذا الاسم لأن الغراب إذا بان أهل الدار " للنجعة " وقع في مواضع بيوتهم يلتمس " ويتقمم " ما تركوا ، فتشاءموا به، وتطيروا منه؛ إذ كان لا يعتري منازلهم إلا إذا بانوا ، فسموه غراب البين ، واشتقوا من اسمه الغرب والاغتراب .
وليس في الأرض بارح ولا نطيح ، ولا قعيد ولا أعضب ، ولا شيء مما يتشاءم به إلا والغراب عندهم أنكد منه. وللبديع الهمذاني فصل في ذكره يليق بهذا الموضع وهو : " ما أعرف لفلان مثلاً إلا الغراب الأبقع، مذموم على أي جنب وقع؛ إن طار فمقسم الضمير، وإن وقع فروعة النذير، وإن حجل فمشية الأسير، وإن شحج فصوت الحمير، وإن أكل فدبرة البعير، وإن شرق فبلغة الفقير." قال مؤلف الكتاب : قد أكثر الشعراء في ذكر غراب البين ؛ قال أبو نواس: " من مجزوء الرمل "
يا غراب البين في الشؤ ... م وميزاب الجنابه
يا كتابـــــــــــــــــــــــــــــــــــاً بطلاق ... وعزاء بمصـــــــابه
وقال آخر في الغزل : " من الراجز " بت على رغم غراب البين ... أنا ومن أحب ناعمين
قرير عين بقرير عين ... فظــــــــــن ما شئت بعاشقين
وقال أبو عثمان في وصف السمك وصياده : " من الراجز "
أنعته أبيض كاللجين ... سماكه أشعث ذو طمرين
في اللون لا الطيب ممسكين ... أشد شؤماً من غراب البين
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |