الموضوع: ابتسامة الصبار
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-21-2013, 11:15 PM
 
ابتسامة الصبار

ابتسامة الصبار


بينما كنت اقرأ احدى مجلاتي القديمة التي كنت احب ان اقرأها وا نا صغيرة وجدت قصة جميلة علمتني انه مهما كانت الصعاب التي سوف اواجهها في حياتي يجب علي ان اكون متمسكة بخيط الأمل , لهذا احببت ان انقلها لكم لتنال اعجابكم كما نالت اعجابي .

◥ من الأشياء التي تلازمني في حياتي , أنني اعتدت على مراقبة الناس في الشارع , أرى على وجوههم ملامح الفرح و الحزن و الألم و اليأس و أحياناً الخوف , الناس متشابهون في الأشكال و لكنهم مختلفون كل الإختلاف في المشاعر و الأحاسيس الداخلية .
ربما هناك من يخبئ وراء ملامح وجهه العديد من الأشياء التي يجهلها كل منا عن الآخر هذا شيء مؤكد طبعاً فمن لا تعرفه تجهله كثيراً .
و على الرغم من الوجوه المختلفة التي أراها كل يوم في أثناء ذهابي الى المدرسة , لم يصادفني مثل وجه هذا الرجل قط . رجلٌ واهن الخطى , كان يقتلع قدميه من الأرض بصعوبة , يمشي بحركة بطيئة و هو يدفع عربة كبيرة أكبر من أي طاقة امتلكها هذا الرجل ,يدفعها حيناً و يتوقف حيناً , ينادي بأعلى صوته المبحوح (صبار , صبار ).
تجاعيد و جهه القاسية تخبئ بين ثناياها قصصاً و أحلاماً و اياماً طويلة , تمر ابتسامته الحنونة كالوشاح الأبيض على وجنتيه , تملأ وجهه الهرم و تجعلك تشعر بأمان لا مثيل له , نور الإيمان ينبثق من عينيه رغماٍ عن كل ما يعانيه هذا الرجل من تعبٍ جسدي ووهن كبير .
كانت تلك المرّة الأولى التي أراه فيها , و مر أسبوع على هذا الحال , أراه كل يوم , و في كل يوم أكتشف شيئاً جديداً يثير قي نفسي الحماسة تارة ً و يوقظ في روحي الحياة تارةً أخرى , لطالما شدني الفضول لأعرف قصة هذا الرجل الذي يمتلك هذه الابتسامة اللطيفة التي تتحدى الحياة و المرض و الفقر.
و مرّة تلو الأخرى كانت الجرأة و الإصرار بالتعرف إليه تكبر مع الأيام , و في ذات يومٍ قررت أن أسأل بائع الصبّار عن سر ابتسامته الصبورة و سر الأمل الذي يكمن بين حبات الصبار التي تحملها عربته.
اقتربت نحوه بخطوات بطيئة و أنا مترددة جداً , دنوت و قلت له : صباح الخير , فرد قائلاً : صباح الخبر يا ابنتي , كم حبة من الصبار تريدين ؟
لم اعرف حينها ماذا سأجيبه , فقلت له : خمس حبات .
بدأ ينتزع جلد الصبار الذي يملؤه الشوك , و بعد أن انتهى مدَّ يده و أعطاني الطبق بابتسامة لطيفة أيضاً , وضعت يدي في الجيب و ناولته النقود.
بدأ الفضول يزداد في نفسي , و فجاة سألته : هل لك أن تخبرني ما سر ابتسامتك التي تتحدى كل صعوبات الحياة ؟ نظر إليَّ بتعجب !! شعرت بخوف في داخلي , هل ارتكبت خطأ اجهله ؟ أم أنني اجتزت حدوداً لا حق لي فيها ؟ يا إلهي لم أكن أقصد إزعاجه , ماذا أفعل ؟
ظلَّ ينظر إلي , و لكن هذه المرة بابتسامته التي يملؤها الأمل و قال : انظري يا ابنتي إلى هذا الصبار , إنه من أكثر النباتات صبراً على وجه الأرض , ينبت في أرض قاحلة لا ماء فيها و لا خصب , يحتمل حرارة الصحراء الجافة , يمتصُّ ما يتوفر له من قليل الماء و لكنه لا يفقد الامل , يتحدى و يتحدى ليقدم لنا ثماره اللذيذة , و أنا كما الصبار , تنبت الابتسامة المتحدية على وجهي الذي تملؤه تجاعيد الحياة , أتحدى الوهن و التعب و المرض لأعود بالطعام و الكساء و الدفاتر و الحلويات الى أبنائي الذين ما زالوا يكملون تعليمهم في الجامعة , صحيح أنني أتعب كلَّ يوم و كل ساعة , و أتحمل و أصير و أناضل للحصول على لقمة العيش و لكنني واثق كل الثقة في أنني سأجني ثمرة ما زرعت عندما يبدأ أولادي بالعمل و الاعتماد على أنفسهم ليساعدونني و يقدمون لي الرعاية , كثمرة الصبار تماماً تصبر و تحتمل و لكنها في النهاية تحصل على بعض الماء لتعطي الخير .


و في النهاية اتمنى ان تكون القصة قد نالت اعجابكم
لا تنسو اللايك و التقييم
و السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

التعديل الأخير تم بواسطة renad samaren ; 10-22-2013 الساعة 02:21 PM
رد مع اقتباس