كلب يصف مع الناس !! ... يقول الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله - حدثني رجل كبير القدر صادق اللهجة قال: كنت في لندن ،فرأيت صفا طويلا من الناس يمشي الواحد منهم على عقب الآخر ممتدا من وسط الشارع إلى آخره فسألت فقالوا أن هنا مركز توزيع وأن الناس يمشون إليه صفا كلما جاء واحد اخذ آخر الصف فلا يكون تزاحم ولا تدافع ولا يتقدم احد دوره ولو كان الوزير ولو كان أمامه الكناس وتلك عادتهم في كل مكان على مدخل الكنيسة وعلى السينما وأمام بائع الجرائد وعند ركوب الترام أو صعود القطار . قال: ونظرت فرأيت في الصف كلبا في فمه سله وهو يمشي مع الناس كلما خطو خطوة.. خطا خطوة لا يحاول أن يتعدى دوره أو يسبق من أمامه ولا يسعى من وراءه ليسبقه ولا يجد غضاضة أن يمشي وراء كلب مادام قد سبقه الكلب . فقلت ما هذا ؟ قالوا كلب يرسله صاحبه بهذه السلة وفيها الثمن والبطاقة فيأتيه بنصيبه من الإعاشة . لما سمعت هذه القصة خجلت من نفسي أن يكون الكلب قد دخل النظام وتعلم آداب المجتمع ونحن لا نزال نبصر أناسا في أكمل هيئه وأفخم زي تراهم فتحسبهم من الأكابر يزاحمونك ليصعدوا قبلك بعدما أو يمدون أيديهم من فوق رأسك إلى شباك البريد وأنت جئت قبلهم وأنت صاحب الدور دونهم… أو يقفزون ليدخلوا قبلك على الطبيب وأنت تنظر متألما لساعتين … وهم إنما وثبوا من الباب إلى المحراب . خجلت من رجال لم يتعلموا الانتظام الذي تعلمته الكلاب !!
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |