عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10-23-2013, 02:45 PM
 
Talking الشابتر الأول / الفصل الأول / الجزء الأول .. ~


الشابتر الأول
الفصل الأول [ الجزء الأول ]

،،

تحت رذاذي المطر , تقطن فتاه في تلك العلبة من الكرتون متوسطة الحجم ،
تضم جسدها الصغير لتدفئه ، من برد تلك الرذاذت ، نظرت
بوهن للأرض وهي تلتقي ضربات المطر و لازالت شامخة و لا تهتز , فبتسمت باستخفاف

_"لقد كنت مثلك شامخة لا احد يستطيع منعي من فعل ما أريد ، لكن بنهاية المطاف تحطمت "

ثم أخذت نفسا عميقاً و زفرتهُ بكل قوتها ، مخرجةً مَ بداخلها
من حقداً و خذلان ، نعم خذلان من هذه الحياة التي تطعمها سماً كأنها تطعم
طفلاً الكثير من الحلوى كلما تناولها تألم منها ، لقد ظلمت و سلب أثمن ما كانت
تملك و أعطوه لغيرها ، ها هي تعيش بعلة صغيره لا تسعها ، و لا تحميها من المطر أيضاً
تريد الذهاب لأي ملجاء لكن حينها ستعلم من سلبتها بأنها على قيد
الحياة فتحاول قتلها مجدداً ،فمن بعد أن تزوج والدها و هي تعيشُ بجحيم من قبل زوجةِ أبيها
و لا زالت بعد موتها تعيش فيه لا تعلم متى ينتهي أو متى ستنتهي هي منه ، نزلت دمعه على وجنتها ،
جاعلةً أثراً من اللون الأحمر الفاتح عليها ، يدلُ على كثرة بكائها و نحيبها ، مسحتها
بسرعة بعد أن أصدرت صوتاً طفيفاً مليئًا بالانكسار

_" اهدئي يا إيفا فلقد كنتِ من عائلةِ لوترينس و الآن أنتِ من النفايات التي رميت من قصرهم ! "

ابتسمت بعدها باستخفاف على حالها المليء بالظلم و القسوة ،
فمن يعلم بقصتها سينظر لها بشفقه و تعاطف ، و طالما كرهت هذه المعاملة ،
لان من كان يعمل في ذلك القصر لحقوها لهذا الحي الفقير و
حاولوا مواساتها ، لكنها أبت بنكراني جميلهم ، فلقد حسبته
شفقةً منهم . زفرت بقوه مبعده هذه الأفكار التي تظنه غباءاً منها
ثم خرجت من العلبة فلم تعد تستطيع حمايتها من المطر ، نظرت حولها و هي
تبحث عن مكانٍ لتقطنه و علاماتُ الإرهاقِ واضحٌ على وجهها الذابل ،
فرفعت يديها لسماء تُريد التقاط بعضٍ من المطر بكل طفولة ، بعد ثوانيٍ
من تبلٌلها شعرت ببرد شديد فرجعت إلى العلبة
و هي تحضنُ جسدها ، بعدها بثواني أحست بخطوات أقدام
متجهةً نحوها فزمت شفتيها بسرعة و وضعت رأسها بين قدميها بكل خوف
سمعت صوتَ رجل يأمرها بالخروج قائلاً بتسلط

_"أخرج أيها الأحمق ، أعلم أنكَ بالداخل "

و أخذ يضربُ جانبَ العُلبة بكل قوة ، إلى أن عفطه فخرجت إيفا و علاماتُ الغضب
تتمحور على وجهها قائلةً بكل مَا فيها من قوه ..

_" أيها الـقذر ، لما فعلت ذلك بمنزلي "

نظر لها الرجل بكل سخريه و الغضب لا زال يتواجدُ حول ملامحه

_" هههه هل هذا منزلك ؟ إذا أين الفتى الذي أتى إلى هنا ؟ "

_" و ما أدراني أنا ؟ "

نظر لها بغضب و كأن الشرار يتطايرُ من عينيه

_" قلتُ لكِ أخرجيه من هنا ، بسرعة ! "

أردفت ببرود قاتل أفقده أعصابه

_" لقد أخبرتك إني لم أره ! "

بعد أن انتهت من جملتها هذه أمسك الرجل بشعرها و سحبها للأرض بقوه

_" لقد قلتُ اجعليه يخرج ! "

نظرت له إيفا باستخفاف و تألم و لم تجبه
فبادر بضربِ بطنها بقدمه و وجهها بالأرض و بعد ساعةٍ من الضرب
تركها وحيده تحت المطر في ذلك الزقاق تتنفسُ بتعب
ووهن فلقد ضربت كما كانت تضرب عند زوجةِ أبيها ، تحركت بتألم وهي تمسك
جنبها بكل ألم لا تعلم مَا حدث للتو فلقد كان هنالك رجل ثمل يضربها و لكنه توقف
و لم يعاود ضربها ، نظرة باستخفاف إلى السماء و هي تنظر ليدها و حالته هذه
فهاهي الحياة تعيدُ ماضيها المؤلم مرةً أخرى ، و لم يأتي أي شخص لإنقاذها
استيقظت من أفكارها على صوتِ فتىً يرتدي قبعة حليبة اللون و نظارات سوداء
كان صوته جميل لكنها لم تعي ما يقوله لها بضبط فقالت و هي تتنفس بتعب

_" أرجوك س .. ساعدني "

و غابت عن الوعي بين يدي ذلك الفتى ..

BRB ~
أرجو عدم الرد لأن الباارت لم ينتهي بعد 