الموضوع
:
عقائد الفرق الضــالة.. وعقيدة الفرقة الناجـــية
عرض مشاركة واحدة
#
14
10-26-2013, 02:50 PM
نسمة قلب
[منزلة السنة]
هي المصدر الثاني في التشريع، يعني في العدد وليس في الترتيب فإذا صحت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كانت بمنزلة القرآن، تمامًا في تصديق الخبر والعمل بالحكم.
كما قال تعالى:
{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}
[النساء: 113].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به
أو نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه
[1]
ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه»
[2]
.
قال شيخنا حفظه الله
[3]
:
إن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين كتاب الله
عز وجل خير بيان وتوضحه خير إيضاح وتجليه خير تجلية، وتفسره خير تفسير.
إن نبيا كريما أنزل عليه القرآن هو بلا شك أعلم الناس بتأويله وتنزيله، وحلاله وحرامه ومحكمه ومتشابهه.
إن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين ما أجمل وتوضح ما أشكل من كتاب الله عز وجل.
إنها أحيانًا تفيد المطلق وتخصص العام.
إنها تستثني أمورًا، وتضيف أمورًا أخر.
ولقد قال الله سبحانه وتعالى:
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
[النحل: 44].
قال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية: فالرسول صلى الله عليه وسلم مبين عن الله عز وجل مراده
مما أجمله في كتابه من أحكام الصلاة والزكاة وغير ذلك مما لم يفصله.
قلت: (مصطفى): ويجدر بي ههنا أن أسوق أمثلة دالة على أهمية السنة لفهم كتاب الله عز وجل،
وكيف أنها تضيف أمورًا وتستثني أمورًا أخر، وتوضح المشكل وتزيل الالتباس.
-
فنقول، وبالله التوفيق:
إن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم توضح ما أجمل في كل الأبواب:
ففي باب قضاء الحاجة:
كيف نقضي حاجتنا، هل نستقبل القبلة أم لا؟ عند قضاء الحاجة،
وهل نمسح باليمين أم لا؟ وكيف نستجمر؟ وكوننا نستتر عند قضائها،
والتحذير من ارتداد البول إلى غير ذلك، كله بينته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذا الوضوء الذي أمرنا به عند القيام للصلاة:
هل نتوضأ عند كل قيام لكل صلاة،
أم نتوضأ إذا قمنا إلى الصلاة ونحن على غير وضوء؟
وهل تسبق الوضوء نية؟ وهل فيه تسمية والمضمضة والاستنشاق ليس لهما ذكر في كتاب الله
فهل نتمضمض ونستنشق، وما الذكر عقب الوضوء؟ وما نواقض هذا الوضوء؟
وكذا توابع الوضوء:
من المسح على الخفين، والمسح على الجورب وتوقيت ذلك المسح،
فكل ذلك مفصل في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذا الغسل الذي أمرنا به في مواطن:
كيف نغتسل؟ ومن أي شيء نغتسل؟
جل ذلك مبين بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذا الأذان الذي ينادى به للصلوات:
كيف الأذان؟ وما وقته؟
وما ألفاظه وأحكامه وفضائله وآدابه؟ كل ذلك مبين بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[1]
صحيح سنن أبي داود (4605) وصحيح ابن ماجه (13).
[2]
العقيدة الواسطية (2/ 5).
[3]
وإنك لعلى خلق عظيم (3/ 41)، وما بعدها،
شارك في إعداده نخبة من أهل العلم منهم العالم الجليل -شيخنا مصطفى بن العدوي -حفظه الله-.
__________________
ليلى
نسمة قلب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نسمة قلب
البحث عن المشاركات التي كتبها نسمة قلب