عقوبة تارك الصلاة" ذكر الله عز وجل في آية من آيات الكتاب الكريم منزلة الأنبياء وما أعده لهم من الجزاء وما لهم من فضل ثم ألحق بهم عباد الله الصالحين الذين أخلصوا دينهم له ثم أعقبهم بذكر قوم أتوا فأضاعوا الصلاة وأتبعوا شهواتهم فلهم عذاب عظيم يوم القيامة.
قال تعالى: " أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم و ممن حملنا مع نوح و من ذرية إبراهيم و إسرائيل و من خدينا و اجتبينا إذا تتلى عليه آيات الرحمن خروا سجداً و بكياً * فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً".
قال ابن عباس:" معنى أضاعوا الصلاة أي أخروها عن وقتها فكان جزائهم غياً و هو واد في جهنم .
قال سعيد بن المسيب :" معنى أضاعوها أي يؤخروها ، فيؤخر صلاة الظهر حتى اقتراب العصر و يؤخر العصر مع اقتراب موعد المغرب و هكذا...".
قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله و من يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ".
فال المفسرون "أن المراد بذكر الله في الآية هو الصلوات الخمس فمن شغلته أمواله و أولاده أو أي عمل آخر عن الصلاة حكم عليه بالخسران ".
و نلاحظ أن هذا هو جزاء من يصلي و يؤخر الصلاة عن وقتها فما جزاء من ترك الصلاة بالكلية ؟؟
إن تارك الصلاة ملعون و لو أنطق الله الأشياء للعنته جميعاً حتى ثوبه الذي عليه!!
إن ذنب ترك الصلاة هو أعظم عند الله من شرب الخمر و قتل النفس و قد أفتى جمع من الصحابة رضوان الله عليهم و على رأسهم أبو بكر و عمر و على و عثمان " أن تارك الصلاة كافر بكل معنى الكلمة ".
و قال ابن القيم :"إن تارك الصلاة كافر و على ذلك أدلة كثيرة منها "
من القرآن الكريم
قوله تعالى :"فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون
فكلمة "ويل " في القرآن لا تقترن إلا مع الكافر و إن تارك الصلاة و الساهي عنها هو (كافر).
قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً" و غيا هذا هو واد في قعر جهنم و لو كان تارك الصلاة مسلماً لكان في طبقات النار العليا مع عصاة المسلمين
من السنة النبوية
قال عليه الصلاة و السلام :" بين الرجل و بين الكفر ترك الصلاة " رواه مسلم
و قال عليه السلام :" العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " حديث صحيح .و قال عليه السلام :" من حافظ على الصلاة كانت له نوراً و برهاناً و نجاة يوم القيامة "
و مفهوم الحديث أن تارك الصلاة فلا نجاة و لا برهان يوم القيامة .
من الأثر :-
ذكر الإمام الذهبي في كتابه الكبائر :" أنه جاءت امرأة إلى موسى عليه السلام و قالت : يا نبي الله إني قد ارتكبت ذنباً و تبت إلى الله توبة صادقة و جئت إليك لتدعو الله أن يغفر لي .. فقال موسى : و ما ذنبك ؟ فقالت لقد زنيت و قتلت ولدي من الزنا . ففجع موسى و قال : اخرجي أيتها الفاجرة حتى لا تنزل نار من السماء فتحرقنا جميعاً فخرجت المرأة . و إذا بجبريل عليه السلام ينزل قائلاً : يا موسى يقول الحق عز و جل: لم رددت التائبة أما علمت من هو أشر منها؟ فقال موسى : يا سبحان الله و هل هناك أشر من هذه الزانية القاتلة؟ فقال جبريل: نعم .. قال موسى: من هو؟ قال جبريل تارك الصلاة عامداً متعمداً .. تارك الصلاة هو أشر من الزانية و القاتل ".
قال ابن القيم: "من شغلته أمواله عن الصلاة حشر مع صاحب المال ... مع قارون، و من شغله ملكه عن الصلاة حشر مع فرعون، و من شغلته وزارته عن الصلاة حشر مع هارون، و من شغلته تجارته عن الصلاة حشر مع أمي ابن خلف في الدرك الأسفل من النار".
و قد ذهب فريق بسيط معاصر من العلماء إلى أن تارك الصلاة تهاوناً و تكاسلاً مع الإقرار بفرضيتها هو ليس كافر، بل فاسق شديد الفسق على خطر عظيم من عذاب الله تعالى، أما جاحدها فهو كافر بالإجماع .
و لا يفوتنا هنا أن نسأل أولئك الذين يتركون الصلاة و يصلون في البيوت : لماذا بنيت المساجد ؟! و ليعلمون أنهم أيضاً على خطر عظيم ، فمن صلى في البيت و ترك الجماعة فهو عاص لله.
"روي أن رجلاً أعمى جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قال يا رسول الله أنا رجل ضرير ولا أجد من يقودني إلى المسجد فأذن لي في الصلاة في البيت ، فقال له النبي الكريم : فصل في بيتك ...
فذهب الرجل و قبل أن يبتعد ناداه النبي الكريم قائلاً: يا هذا .. أتسمع النداء؟
فقال الرجل: نعم
قال النبي الكريم: إذاً فأجب لا أجد لك رخصة".
أقل ما يمكن أن نقوله: كيف يمكننا أن نكون على أتم استعداد للموت في أي لحظة؟
بإقامة الصلاة في وقتها حتى لا يأتينا الموت فجأة وفي ذمتنا صلاة لم نقمها في وقتها ..