~.. البارت حادي عشر [ تنفذ الخطة ! ] ما أن سمعت صوت العصافير حتى نهضت أخذت حماما سريعاً
و ارتديت بنطا لجينز أسود و قميص قصير الأكمام و ردي.. ثم أخذت أعد بعض القهوة..كنت لا أريد التفكير بأي شيء , فقط ما أفعله , فأنا أتأمل ذرات القهوة المطحونة و لونها الجميل..بخار الماء يتصاعد و رآئحة القهوة مذهلة الآن..~
سمعت صوت خطوات هادئة من خلفي , ثم صوت والدي يقول بتعجب و سعادة :
_ حبيبتي ماذا تفعلين ؟!.
التفت نحوه و أنا ابتسم بمرح قلت : صباح الخير أبي .. سأعد لك الإفطار..
ابتسم والدي بحنان و قال : إذن سأغير ملابسي بسرعة..
صوت خطوات والدي يصعد الدرج.. جهزت له شطائر كثيرة ,
بالزبدة و المربى و الجبن و كدت أصنع البيض لكنني دائما أحرقه فتخليت عن الفكرة..~~"
جلس والدي معي على الطاولة وهو يتناول الشطائر قال : أنها لذيذة , شكرا عزيزتي..قلت بمرح و أنا أشرب الحليب : من الآن فصاعدا أنا من سيعد لك الطعام.. لا مزيد من الخروج مع الرفاق!!
ضحك والدي و قال : حسناً صغيرتي.. صمت قليلا ,
لا أعرف لكنني عبست ..كيف أصارح والدي عن موضوع أمي و زوجها !!
شعرت بأن أبي ينظر نحوي , فتصنعت نفسي أشرب الحليب..
قبلني قبل خروجه و قال : سأعود باكراً , هل يمكنني طلب شيئا ما منك..؟!
قلت بسرعة : بالطبع والدي , مالأمر ؟!
قال بابتسامه : رتبي لي الكتب التي في مكتبتي ..
ضحكت و قلت : أجل سأفعل ^^..
فكرت ~ أنها مرتبه في الحقيقة , لكنني أنا من تسببت بالفوضى ××’ ~
دخلتها و أنا أن أغلقت الباب من خلفي , حتى أتاني صوت آرثـر الهادئ :
_ هيا للتدريب !!
درت بعيني حول جدران الغرفة ثم قلت ببرود : لدي عمل هنا أولا..!
رأيت يد آرثـر تمتد ثم ظهر منها ما يشبه الظلال التي تشع ملئت
الغرفة و الكتب و الأوراق تطايرت و ترتبت بشكل جميل في الأرفف !!
قال ببرود : الآن سنتدرب و هذا مهم..
التفت عليه و قلت : امم.. لا يمكننا بداخـ..
قاطعني : أعرف مكانا ممتازاً..
بعد ثوان فقط, أنا و آرثـر نقف في ساحة صغيرة داخل غابة كبيرة..
قلت بارتباك : هنا...!
مشى مبتعدا قليلا عني وهو يقول بارتياح : بالطبع.. خذي..
ألقي إلي بسيف فضي غريب.. سقط على الأرض و أنا أضم نفسي بسبب حركة هذه
* ..كيف يرمي بـآداة حادة على فتاة !! ××،
قلت بتعجب : أتدربني على القتال ؟!.
أجابني متعجلا : هيا بسرعة سننفذ الخطة ليلا.. منتصف الليل بالتحديد..!
قلت بقلق : هل أتعلم جيداً هذا في النهار و أطبقه ليلا.. أعتقد بأنني احتاج لبضعه أيام.. هه !!قال آرثـر بحده : شخص بمثل عقلك هذا , يحتاج لملايين السنين..!
أو إلى مالا نهاية , لكنني آمل و أتمنى !
حدقت به ببلاهة ثم غضبت و انحنيت لأمسك بالسيف بشكل أقلد الأفلام
قلت بشجاعة : هيا لنتبارز..!
أظهر ابتسامه ساخرة و لكنه سرعان ما ضحك ~~" قلت بغضب :لا تسخر..
رفع رأسه و قال ضاحكا : هه لا أقدر على منع نفسي من تخيلك.. المهم..
الى الجد الآن...سحب سيفه و قال : هاجميني بكل ذرة قوة تملكينها..!
شددت قبضتي و ركضت نحوه و أنا أريد طعنه هههه هذه فرصتي كي أجعله يتألم لو قليلا..لكن ما أن كدت أصل إليه حتى اختفى من أمامي و كدت أنا من أسقط على الأرض لينغرس هذا السيف بقلبي!!تمالكُ نفسي و حدقت حولي.. كان يقف بجانبي..
قلت بغضب :هيه أنت تغشش ><..!
قال بحدة : كلا لقد ابتعدت فقط.. تذكري أن من نحاربه ظل سريع يلاشى و يظهر.. و الآن اهجمي مجدداًّ !!
استقمت و ركضت إليه و أنا ألوح بالسيف و أحاول أصابته .
لكنه يتفاداني بكل ما للسهولة من معنى.. قال ببرود : بطيئة للغاية ~
و ظللت أحاول و أصبحت أطارده وهو كما يبدو مستمتعا بملاحقتي له ><
كم هذا يثير غيضي..!! أتيت من جانبه و لكني تعثرت و سقطت..! آه بنطالي اتسخ كثيراً..!نهضت و صرخت عليه : أنت! لقد أسقطتني , وضعت قدمك كي أتعثر !!
رد ببرود : لم أفعل , أنه رباط حذاءك !!
عدلت رباط حذائي ثم نهضت و قلت بنفسي هذه المرة سأضربه.. ركضت بكل قوتي نحوه..
,
لكنه الشرير ابتعد فجأة ليظهر أمامي جذع شجرة ضخمة .. فلم اقدر
على تمالك سرعتي... اصطدمت بها بشكل مؤلم ~!
سقطت جالسة على الأرض و أنا أمسك بوجهي , آآه ~~"..
قال آرثـر من خلفي : هل تتوقعين أن الظل سينتظرك إلى أن تقفي..؟!
قلت بتعب و أنا أتنفس بصعوبة : لن أنهض أنني متعبه >> ~
قال آرثـر : عليك بذل جهد أكبر فلـور..! أنت ضعيفة و هشة للغاية..
اضطجعت على ظهري و أنا بوضعي هذا و حدقت بـ آرثـر الذي يقف فوقي..
قلت بنعاس : لا.. أبالي...أنا....
و لم أقدر على فتح عيناي أو قول المزيد , دائما لا يوافقني.. لن نتفق.. لم لا يحميني و حسب..!إلى ذلك الحيــن.. ~
_ فلــور حبيبتي استيقظي..
قلت و أنا أنقلب الى الجانب الآخر : ابتعد عني آرثر لن أستيقظ..!
_ من ؟! , فلور.. أنا والديك هيا انهضي لتناول العشاء..
فتحت عيناي و بتعب شديد نهضت فأنا لم أنم البارحة و لم آكل شيئا..
رأيت والدي عند الباب , قال لي : هيا لتأكلي شيئا..
أومأت برأسي ثم نهضت لأبدل ملابسي و أغسل وجهي..
بعد العشاء.. كنت و والدي نتناول الشاي.. كانت الساعة تشير الى السادسة مساءاً..سألني والدي فجأة : كيف حالك ؟! .
نظرت نحوه إلا به يراقبني باهتمام , قلت بكل بساطة : بخير..
قال والدي مجددا بهدوء : و كيف حال والدتك ؟! .
ضيقت جبيني و ارتبكت , قلت : آها ..أمي.. تبدو سعيدة..! أعني جيدة ^^"..
سأل بهدوء : هل تزوجت ؟!.
اتسعت عيناي و قلت بارتباك واضح : آه.. لا.. أعني لا أدري.. أمي ..ألم تحدثها ؟! أقصد... قال والدي بابتسامه خفيفة : لا بأس.. لقد علمت من صديق لي..
أنها خطبت فقط.. لكنني لا أعرف من يكون..
بللت شفتي و قلت : آه.. أعتقد بأن اسمه. مايكل..!
ضيق والدي جبينه و قال : سأرى بنفسي.. _صمت قليلا ثم أكمل : لماذا لم تخبرينني قبلا..؟!
قلت بحزن : ظننت .. أنه ليس بالخبر الجيد.. أعتقدت بـ..
نهض والدي و قال بابتسامه واهنة : الفتاة الصغيرة قلقة على والدها..
لكن العلاقة عكسية.. هل كنت بخير تلقيك للخبر ؟!.
قلت و أنا أرفع رأسي نحوه : آ.. لا بأس..
ضيق جبينه و قال معاتبا : لا مزيد من الأكاذيب فلور..
أنا لم أُربك على أن تكوني فتاة ضعيفة لا حيلة لها..!قلت بتعب : لكن أبي.. أنا..
انحنى و وضع يده على كتفي وهو يقول بحنان : تجاه الأمور السيئة و الصعبة نتخذ موقفا صحيحاً قويا و صارما يجب أن نتحلى بالشجاعة و القوة لا تهم كثيرا بقدر قوة القلب..
ابتسمت بوهن , فقبل والدي رأسي و قال : نظفي الصحون الآن و نامي باكراً ههه..
ثم ضحك بخفه.. ابتسمت حتى ظهرت أسناني ..
ثم عبست فجأة : ماذا أنظف الصحون >>".. أصبح والدي يكلفني بأعمال المنزل "." !!!
نت بالمطبخ وحدي و والدي يعمل بمكتبه في الأعلى..
همس آرثـر من خلفي : هيه , لمَ تذكرين اسمي كثيراً و أنتِ نائمة ؟!
التفت نحوه و قلت ببرود : هه و لم اذكر اسمك الغبي هذا ..؟!
قال آرثـر بهدوء : لقد قتلي بأنك تودين لو تقتلينني..!
صدمة قليلا لكنني ابتسمت و التفت لأكمل عملي في غسل الأطباق..
سمعت آرثر يتنهد من خلفي , ثم جلس على كرسي يراقبني من الخلف.. لم أشعر بالراحة..
تذكرت أن شعري تركته منسدلا على ظهري.. لا شك بأنه يراقبه..
مددت يدي و جلبته كله الى جانب كتفي.. فقط هكذا.. لكنني لم ألحظ أي حركة..
التفت و لم أجده.. أين اختفى ؟!.
اقترب منتصف الليل , فاستعدت بنفسي و أنا أفكر هل حقا قلت أنني أود قتله..
فكرت كثيرا ~ لكنني شعرت بالدوار لذا ذهبت بسرعة و ارتديت بنطال قصيرا الى ركبتيّو قميص بلا أكمام أبيض اللون , ثم نزلت الى المطبخ و أخذ سكينا صغيرا فضياً.. و وضعته بجيبي..
التفت و فزعت و أنا آرى آرثر أمامي ! لأن المطبخ كان شبة مظلم !!
قال ببرود : لا تنسى أن تربطي شعرك..
قلت له بعناد : لا سأترك كما هو.. أنه شعري و ليس شعرك..!
ضيق بين عينيه و أقترب منه بخطوات سريعة.. خفت كثيرا و تراجعت إلى أن اصطدمت بالطاولة خلفي..
مد يديه من بين رأسي و ربط شعري من الخلف..
حدقت به عن قرب , آه كم هو وسيم للغاية بل لا يمكن أن يوجد شخصا بمثل جماله..!نظر نحوي آرثر وقال : ألا ما تحدقين ؟!.
نظرت بعيدا و أنا أشتعل خجلا , قلت : أنا لم أحدق..!
ارتعشت و أنا أراه يخفض ذراعه الى أن أحاطني و قربني منه بشدة.. حتى أنني رفعت رأسي كي لا
احتك بكتفه.. ثم شعرت بالبرودة و الظلام يحطاننا.. كم أنا غبية ظننت أنه.. ××
كان علي أن أعرف أننا سننتقل.. >.>.. أصبحت فجأة تأتيني أفكار غبية !
وصلنا الى نفس الساحة التي تدربنا بها نهاراً.. تركني و مشى مبتعدا..
آه كم كان المكان مرعبا , الغابة في الليل ..!
.. كنت أسمع أصوات غريبة.. و دون أن أدري مشيت خلف آرثـر و أنا أمسك طرف رداءه الأسود. .
التفت نحوي و قال بصوت خفيض معاتبا : فلــوور , أبقي هناك..
قلت بقلق شديد : مممـ ماذا ؟! هل تريدني أن أموت رعبا أم تقطعني أحد الحيوانات ؟!.
قال ببرود : لا يوجد حيوانات مفترسة هنا.. قفي هناك و سأراقبك من هنا..
قلت بسرعة : لا لا.. المكان مخيف هناك ××..!! أرجوك لا تتركني وحدي..!
أمسك بيدي فجأة و قادني نحو أحد الأشجار.. جعلني أقف أمامها..
ثم صدمت و أنا أراه
يرفع يده أمامي و يظهر منها ما يشبه الحبال السوداء , التفت حولي و ثبتتني على الشجرة..!!قلت بصدمة : آرثــر !!.. ماذا تفعل .. تقيدني ؟!!!
ابتسم آرثـر ابتسامه شريرة و قال : لا تخافي لن أدعك تموتين ! .
صرخت به : أيها الـ.. , كيف تفعل هذا بي ؟! .
قال لي ببرود : لقد رأيت بالفعل مناظر بشعة و مخيفة , ألا تستطيعين تحمل فقط هذا..!حدقت به و أنا أتذكر كلام والدي.. أخذت نفسا عميقا ثم زفرت..
وهو يراقبني..
قلت له بهدوء و ثبات : حسنا.. فك قيدي.. سأبقى هنا..
ابتسم مشجعا و قال : هكذا أفضل..
ثم رفع يده المشعة و اختفت الحبال..!
أكمل : و الآن ارتاحي هنا و أعلمي بأنني قربك.. سأختفي فقط..
قلت ببرود أخفى رجفة خوف : أجل..
سرعان ما اختفى و بقيت وحدي أحدق بالظلام.. وضعت يدي في جيبي و أتحسس السكين..
همست بخفوت : هيا أخرج أيها الوحش أينما كنت.. أريد إنهاء الأمر..
فجأة واتتني الحماسة فصرخت : هيااا أيها الجبااان أخرج , سأقتلك.. سأقطعك..
هل تريد قطعة مني هاه ؟! تعال إذن.. أيها الظل المتعفن الغبي الـ.... *.*’
تكونت أمامي ظلال غريبة حتى أصبحت ظلا واحدا كبيرا بذراعي كالسكاكين , و وجه بشع مرعب..!!تجمدت بمكاني برعب هز أوصالي كلها..
كشر عن أسنانه المخيفة , فقلت بخوف شديد : كـ..كنت أمزح معك يا صديقي , هل قلت متعفن ؟!, أنت لم تتعفن بعد ~~’ ..
لكنه أخذ يطير نحوي ببطء.. فلتفت و قلت : هرووووب *()*..
ركضت بشدة بين الأشجار.. و أنا أشعر به يلاحقني.. أسمع صوته المرعب خلفي كالثور الهائج..
قلت صارخة : لاااا .. قلت لك أمزح.. اتركني و شأني..>()<!!
لكنني تعثرت بغصن و سقطت أرضا بقوة على الحشائش..
أمسك بي الظل من قدمي و رفعني عاليا ثم ألقى بي.. لم أدرك بأي سرعة فعل هذا..!
سوى ارتطامي بشجرة ضخمة.. و سقوطي..
فكرت بألم ~ آه أين آرثـر بحق الجحيم ؟!!
تقدم الظل حولي و الجو بدأ يختلف .. مد ذراعه نحوي و أمسكني من رقبتي وهو يرفعني ..شعرت بأنه يخنقني.. بالكاد أتنفس..
فجأة قال لي : أخرجي القلادة..!!
كان صوته مريعا , فقلت بألم و أنا أحاول أبعاد ذراعه التي كالسكين عن رقبتي
_ أنها ليست لك..غضب بشدة و عيناه الحمراوان تشعان فتركني لأسقط على الأرض من ارتفاع شديد..
و : (( ـآآآآآه )) صرخت بألم فضيع ليس بسبب السقطة ,
بل أن السكين الذي في جيبي غرز بفخذي !!
أخذ الدم يتدفق كالشلال.. و أنا أتألم بشدة... غضضت على أسناني و بشجاعة..
سحبت السكين بقوة , ووضعت يدي مباشرة على الجرح الغائر ~~
آه كم هذا مؤلم لحد الموت..
سمعت صوتا رفعت رأسي لأرى الظل ينزل من أعلى الشجرة كالكرة ~!!
ثم سقط أمامي ليتكون بشكله البشع..!
رفع ذارعيه كالسكاكين و كاد يهوي بها على و أنا أغمض عيني بقوة..
سمعت صوت صراخ مريع .. حدقت حولي و رأيت آرثـر وهو يقطع ذراعيه بسيفيه الحادين..ثم قسمه نصفين.. أتى نحو سريعا و قال وهو يجلس أمامي : كيف جرحتِ.. هل أنتِ بـ...؟!
قاطعته و أنا أصرخ : آرثـــر .. انتبه..!!!
كان الظل يحاول مهاجمة آرثـر من الخلف , لكنني قفزت و طعنته بالسكين ,
بعدما غرس يده الطويلة بـ داخلي.. تلاشى بشكل مفاجئ..!!
سقطت على آرثـر ودم يدفق من حلقي أخذت أسعل بشدة , تمنيت لو أغشي علي..
لكن عقلي الأحمق يأبى إلا أن يتابع ما يحدث..! وضعني آرثـر على الأرض وتعبير قلق على وجهه..
مسح على شعري ثم على وجهي لوهلة فزعت لأنني ظننت أنه لا يعرف كيف يتصرف لكن بحالتي لكنه..
نزع رداءة الأسود و لفني به , ثم حملني كأنني طفل صغير و عبر بي مدخل كالبوابة..
وضعني على فراش ما.. ثم مسح بيده على وسطي حيث الجروح..
و أنا أراقبه بعينين ذابلتين , و حلقي يشتعل نارا لم أقدر على الكلام بشيء..
وضع يده على الجرح الذي سببه السكين.. قال بخفوت وهو يمسح عليه :
_ لقد قتلتِ الوحش.. وحدك..!
نهض واقفا و أمال بجسده علي و أنا ملفوفة بـ رداءة ,
همس : صباحا , سيكون كل شيء بخير ‘فلـور’..
آرثـر هذا , أنه مطمئن جداً , لقد تركني !.. كان عليه أن يتدخل قبل أن أصاب..!
لكن بشكل ما , عرفت بأنه سيكسر عظم مني , أو أطعن هكذا ..!
سأريه حالما استعيد عافيتي.. سأضربه حقا !!
أفقت في اليوم التالي و أنا بفراشي بمنزل والدي.. لم أقدر على النهوض..
كان وجهي حاراً جداً.. قلت بتعب : أ ..أبي.. أبي..
دخل والدي ومعه وعاء به ماء بارد و قطعة قماش نظيفة..
جلس على السرير وهو يمسح على شعري قال بقلق : فلور صغيرتي , ك
يف أصبت بالحمى..؟! أشربي هذا الدواء..!
شربت الدواء قليلا و والدي يضع على جبيني كمادة باردة..
قال بقلق : هل أنتِ بخير الآن..؟!
لم أقدر على أجابته.. أغمضت عيناي أريد النوم مجدداً..
قال والدي مجددا بقلق بالغ : لا يمكنني تركك هكذا وحدك ؟! .
قلت حينها بتعب : لا عليك.. سأكون بـ بخير.. سأنام قليلاً..
غادر والدي الغرفة وهو يتحدث بالهاتف.. التفت جانبا بصعوبة و رأيت آرثـر يقف قرب النافذة..اقترب مني و جلس على طرف السرير قال بهمس : فلـور..
ألقيت عليه نظرة باردة ثم التفت الى الجهة الأولى.. و أغمضت عيني..
قال من خلفي مجدداً : فلـور , هل أنت بخير ؟! أنكِ حارة جداً..
تنهدت بأسى على حظي , الذي جلب لـ هذا الـ آرثـر الشرير و الأبله ! ~ كيف له أن يفهم أمور المشاعر هذه !!
انسلت من عيني دمعة حارة.. ارتجفت و أنا أشعر بيد آرثر الباردة تمسحها..
ظللت مغمضة عيني , لعلة يظنني نائمة و ينصرف ~
لكنه همس بقربي : ليتني أقدر على تخفيف هذه الحرارة عنك..
ظللت صامتة نائمة .. لكنني أسمع صوته..
شعرت به مسح على شعري ثم اختفى شعوري به..
مساءاً جلب لي والدي طعاما خفيفا و هو يجلس بالكرسي أمامي و يقول :
_ اوه أجواء لندن باردة قليلا.. ربما لأنك لم تعتادي بعد عليها صغيرتي..
ابتسمت بوهن شديد و أنا جالسه في سريري.. قلت بضعف : لا أرغب بأي طعام , أشعر بأنني سأتقيأ !
قال والدي بحنان : لكن حبيبتي , شربك لهذا الدواء سوف يهدئك.. هيا تناولي هذه الفاكهة..
حدقت بالفراولة التي تتوسط مجموعة الفاكهة بهذا الوعاء.. تذكرت آرثـر فشعرت بأنني أكرهها ~~"..
صدر رنين هاتف أبي , فستأذنِ خارجا.. تنهدت و أنا أحدق بتعب في يدي التي شبكتهما معاً..
ضيقت جبيني و أنا أسمع صوته البارد الهادئ : يجب عليك أن تأكلي شيئا..
شددت على شفتيّ بقوة حتى لا أنطق بشيء عقاباً له ..
ولم أنظر نحوه قط.. كان يقف أمام السرير مباشرة.. تنهد هو و قال : ما بك فلـور..؟!
شعرت بالغضب الشديد , فغطيت نفسي كليا بالغطاء و قلت بتعب : أنني متعبه..
لكن شعرت باختناق شديد و سالت دمعتين حارتين من عيني اللتان أغمضتهما بقوة..
سمعت صوت والدي قادماً , اقترب مني و قال بقلق : آه فلور عليك تناول الطعام..
لم أقدر على الكلام أنما بالفعل غططت بنوم متعب متقطع..
منتصف الليل , نهضت بألم أريد الذهاب لدورة المياه , كنت أود أن أنادي والدي لمساعدتي على المشي
لكنني لم أقدر فتماسك و مشيت خارج غرفتي , كنت أشعر بكل أنواع الدوار و التعب ..
أرى كل شيء بلون أصفر يؤلم عيني.. لا أدري مالذي دهاني ؟!! لم أصاب بالحمى لمدة طويلة..
و إذا أتتني فهي تمتص كل طاقتي.. ~~ آآه أريد أمي ..!
جلست متعبه عند الممر أتنفس بسرعة.. آتاني والدي من الخلف و حملني لأقف..
جسده بارد .. نظر بطرف عيني على ذراعه المكشوفة , هه والدي ليس لديه وشم..قال آرثـر بهدوء : هيا فلور.. عليك أخذ حمام بارد..
قلت بتعب : آوه دعني و شأني , أ.. أيقظ أبي..
( لم أعرف فيما أفكر !! آرثر يوقظ والدي , حتى تحل مصيبة!! ).
لكنه حملني و سار بي الى حوض الاستحمام , قلت بقلق : لا.. آه لا تفعل..
لكن الحوض كان مليء بالماء البارد.. وضعني آرثر به برفق..
فصرخت دون شعور : آآه , بارد.. بارد.. أخرجني...!!
و أنا أتشبث به.. أريد الخروج.. !! لكنه ثبتني و قال : فلـور أرجوك.. اهدئي..
لكنني هدأت شيئا فشيئا.. و أخذت أتنفس بعمق و سرعة..
مسح آرثر على وجهي بيديه الباردتين و قال بابتسامه خفيفة :
_ أرأيت البرودة جيدة..
نظرت نحوه و لم أنطق , عدت أحدق بنفسي وسط الماء..
قال بقلق واضح : آه حقاً , فلـور ما بك.. لا ترمقينني هكذا..!
قلت بتعب : ليس بي شيء.. خذني لفراشي..
قال بهدوء : انتظري..
نهض و وقف قرب باب الحمام قال : والدك جعلته ينام بعمق , كان يريد السهر عليك.. همم سأجلب لك غطاءا..
بعد ثوان قليلـة.. ساعدني على الوقوف وهو يرفع الغطاء حتى مستوى عنقي ..
قال : و الآن بدلي ثيابك بهذا الثوب الخفيف..
كنت متعبه فعلا فليس لدي وقت للخجل و الصراخ , وهو ينظر الى الأسفل..
بدلت بنطالي و قميصي بثوب خفيف للنوم..
حالما انتهيت لفني آرثـر بالغطاء و حملني بين ذراعيه.. أغمضت عيني كنت أريد النوم الآن..
وضعني على الفراش و قال بهمس : لن أغادر لأي مكان.. اخبريني هل تشعرين أنك بخير في داخلك؟!
فتحت عيني ببطء و قلت له بهمس : هل تعرف ما هو الحـب يا آرثـر ؟!.
جلس على طرف السرير قريبا مني , ضيق بين جبينه و رد بهدوء : آ .. أظنني سمعت بهذا الاسم من قبل !.
إذا كنت بحالتي الطبيعية لاستهزأت به , لكنني بحاله صعبه ~.~،
لذا قلت له بتعب : جيد , لأنه شيء مؤلم.. لا أظنك ستجربه يوما..
طرف بعينيه و قرب وجهه مني همس وهو يحدق بملامحي :
_ هل هو كالبــحر ؟!.
تنفست بعمق و قلت بجهد : اعتقد هذا آ .. لأنه عميق..
رفع آرثر رأسه و قال : لكن البحر جميل.. و أنا أشبهه كما قلتِ لي..!
آآآه ليس لدي وقت لنقاشه , في مثل هذه الأمور !!.
لذا قلت له و أنا أغمض عيني : الحـب شعور , و ليس شيئا !!.. مثل الألم و الغضب..
صمت مفكراً , ثم قال متسائلاً بهدوء : هل تشعرين بهذا نحوي؟!.
آه أبله فيما يفكر !! أنني شخصيا لا أعرف >> و أخشى هذا الأمر , يكفيني ما أعانيه و الوقوع بشراك الحب هو آخر شيء أريده..!!
مع آرثــر ,, هذا مستحيل !! سيكون عذاباً أبديــاً.. لأنه لا يعرف الحــب..!
لذا هززت رأسي بتعب و قلت و أنا لا أزال مغمضه عيني : لا .. قلت لك أنه مؤلم !.
رد آرثــر ببرود : لكنك قلتِ بأنه عميـق كالبحر !!
فتحت عيني بتعب و قلت و دموعي تسيل من شدة حماقته !
_ أنه كالجرح العميق المؤلم !! .. آه رأسي يؤلمني بسببك..!
ظل آرثـر يحدق بي وهو يأخذ المسألة بجدية..!
انحنى و قبّـل جبيني..!! قال بحنان : لا تتألمي..
أبتعدي عن هذا الحـب إذن..
نظرت نحوه بتعب و ألم , احتضن وجهي بيديه الباردتين و مسح دموعي..
قرب وجهه بشدة حتى كاد أنفه يلامس أنفسي و همس : فلتنامي الآن..
اشحت برأسي و أنا أغمض عيني , همست : ابقى قليلا بقربي..
عرفت بداخلي.. انه مهما غضبت منه و اردت قلته.. فأنني أحب أن يكون بجانبي
بكيت في نومي و أنا أدعو بألم ألا أقع بحبـه ~
~ آرثــر ~ |
التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-31-2014 الساعة 03:35 AM |