عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-09-2007, 09:46 PM
 
قصة واقعية من قلب الجامعة أحذرن






أحذرن ..
عندما أجد نفسي أسيرةأربعة جدران‏,‏ عندما يرشقني الناس بنظرات الحسرة والندامة‏,‏ عندما يطلقني زوجيالذيلم يأت وعندما أصبح عاقرا رغم امتلاكي كل مقومات الإنجاب‏,‏ عندما تصبحالحياة مجرد عادة‏,‏ الطعام عادةوالشرب عادة والنوم عادة‏........‏ عندهافقط أتمرد فوق العادة ولكن واأسفاه فقد أصبح تجاهل الناس لتمردي أيضاعادة‏,‏ عادة قتلت في قلبي السعادة‏..‏أنا سيدة تجاوزت الثلاثينعاما‏,‏ كنت علي قدر كبير من الجمال‏,‏ جذابة إلي أبعد الحدود‏,‏ لايختلف علي إثنانفيأدبي وأخلاقي ومبادئي وقيمي‏,‏ من عائلة متوسطة المستوي مستريحة مادياولكني قلت كنت فكل تلك الخصال أكلالزمان عليها وشرب وواراها ترابه‏,‏فدفنت ولم يتبق من أثرها سوي تابوت متحرك علي الأرض‏,‏ عبثت به ففتحتهابنةالجيران لتفوح رائحة ذكرياته الكريهة فتذكرني بكل ماهو سييء‏.‏ ظننت أنني أحكمتإغلاقة فلن تداهمنيحاوياته في يوم من الأيام ولكني أخطأت الظن فهذهرائحة لايمكن إزالتها وهذه مرارة لاتذوب وتلك ذكريات حفرهاأزميل التاريخوحررها سؤال الفتاة اليافعة أبلة هو حضرتك ما اتجوزتيش لحد دلوقتي ليه؟سبحتدموعي في بحر ابتسامة جافة‏,‏ كفكفتها ونظرت إلي الفتاة‏,‏ فرأيت فيها مراهقتي التيضاعت وشبابي الذي وصمه العار والخزي‏.‏ربت علي كتفها وتعهدت بداخلي ألاتتكرر مأساتي فيها‏.‏ فبدأت حديثي إليها وقلبي يتمزق مع استحضاري كل ماكنتأفعل‏...‏كان هناك فتاة في مثل سنك‏,‏ بهية الطلعة ومشرقة الوجه تبعث عليالبهجة والطمأنينة تسر كل من ينظر إليها‏,‏يشع قالبها بالجمال ويخر لحسنهارجال ورجال‏.‏قضت فترة الثانوية العامة بمدرسة سراي القبة الثانويةبنات‏....‏ وبلا شعور أو وعي وجدتني أحور الكلام وبدلا منسرد قصة فتاةمجهولة سردت قصتي أنا حتي أنني لم أنتبه لسؤال الفتاة وهي تقولهو حضرتك بتحكي عنمين ؟تذبذبت أفكاري خلال تلك الفترة حول مظهري‏,‏ فتارة أرتدي الحجاب وأخريأخلعه‏,‏ تارة أرتدي الملابس الضيقةوالقصيرة‏,‏ وأخري أرتدي الفضفاضةالواسعة‏..‏ هكذا قضيتها تأرجحا بين الخطأ والصواب‏,‏ بين نيولوك وآخر وليس بينماهو حرام وحلال‏.‏مرت الأيام والأسابيع وتوالت الشهور سريعا وإلتحقتبالجامعة بعد حصولي علي مجموع وسط بين هذا وذاكأعانني علي الإلتحاق بكليةلابأس بها‏.‏وقبل دخول الجامعة ترسخت في عقلي وتداعت أمام عيني صور الفتياتالجامعيات اللائي كنت أراهن يوميا فيذهابي و مجيئي إلي ومن المدرسة فيالمترو‏,‏ فخضت في عمل دؤوب كيف أنتهج نهجهن؟ كيف أحظي بشبابكالذين كنيقفن معهم؟ وقفن مع الشباب دون خجل أو حياء في المترو بعد إنتظارهم علي المحطة‏,‏مرتدينالملابس ذات الألوان الفاقعة‏كسرن مرارة وملل المتروبالحديث مع أصدقائهن من البنين فوقتا يمازحن واوقاتا يضحكن وأوقاتا يلعبن وأوقاتايسمعن ال‏mp3‏ أو‏fm‏ سويا مع الشبان وقوفا أو علي الأرض جلوسا متأبطينبعضهم البعض دون حياء‏فعلت مثلهن تماما إيمانا مني بأنني لن أستطيعإيقاع أي شاب إلا إذا فعلت كما يفعلن وعصيت والدي ووالدتياللذين لم يلحاعلي كثيرا‏.‏ سيطرت علي أفكار غريبة ولكنني آمنت بها في الجامعة كل شيء مباح الجامعة حرية فترة الشباب لا تأتي مرتين وعليه عزمت علي استغلالها حسناستغلال‏,‏ فمع انطلاق العام الجامعي الجديد جهزتموبايلي وهيأته لاستقبالأرقام الشباب الجديدة‏في البداية ذهلت وظننت ان الامور ستصير عسيرة خاصةبعد إصطدامي بأعداد الفتيات الغفيرة ومعظمهن قد فعلنبأنفسهن أكثر ممافعلت‏.‏ ولكن كل فولة ولها كيال فلم تكد المحاضرة الأولي تنتهي حتي توافد الشبابعلي الفتياتالحسناوات كالمطر وبدوري هبط علي شاب وسيم‏(‏ ضارب شعره فيخلاط ومدلدله‏)‏ يرتدي نظارة شمسية ابتلعتنصف وجهه و قميصا عجز عن تغطيةشعر صدره الغزير تغلغلت خلفه سلسلة ذهبية لامعة‏,‏ غطت معصمهحظاظاتوأنسيالات لاحصر لها وبالأسفل بنطال مسقط وعلي حين غرة وضع كشكوله الذي في يدهأمامي وخلعالنظارة الكبير وعلقها وسط القميص المفتوح ومد يده التي أصبحتخاوية نحوي قاصدا مصافحتي وهو يقول فيرقة ممكن أتعرف عليك؟ لم أتردد ولمأفكر فلم أخذل يده الممدودة‏.‏ هذا ماكنت أبغيه من البداية ولا أخفيك سرا‏,‏ هذاهو الشاب الذي دائما ماكنت أحلم به شاب روش وسيم‏,‏ مبدئيا مستوفي الشروطلايعيبه شيء‏تعددت مقابلاتي مع ذلك الشباب في الجامعة‏,‏ فما إن تنتهيالمحاضرة إلا وأجده ماثلا أمامي وفي كل لقاء كنتأكتشف فيه شيئا يزيد منإعجابي به‏.‏ كأن أعلم مثلا أنه يحب نفس المطربين الذين أعشقهم يحفظ أغانيهم عنظهر قلب ويعشق الأفلام الرومانسية مثلي تماما‏.‏جاءت اللحظة التيطالما تحينتها حين اعترف لي بحبه‏.‏ غمرتني السعادة والفرحة العارمة فلم احتملواعترفت لهانا الاخري بعشقي له‏.‏ومرت الأيام والأسابيع ومعمرورها نما الحب بيننا وترعرع لازم كل منا الآخر ملازمة الظل للمرء حتي جاءتنيزميلة في مرة من المرات تؤنبني علي ما افعل من الإفراط في استخدام ال ميكأب قائلة إنه لا يناسب فتاة مسلمةوتنميص وتخفيف حواجبي مدللة بقولالرسول صلي الله عليه وسلم لعن الله النامصة والمتنمصة متسائلة كيفاصلي؟وانتقدت طريقة ارتدائي للحجاب حيث انزلق الي الوراء ليظهر جزء كبير من شعري محذرةمن ان شعريعورة ويجب مواراته والبدي والبنطال اللذان حققا في القول كاسيةعارية ورائحة البرفان المنتشرة مني انتشارا‏,‏وقالت إنني بذلك العطر أزنيكلما اشتم رجل إياه وسيري مع ذلك الشاب الغريب ومزاحي معه ومصافحته والذهابوالمجيء ومجالسته والجلوس معه جنبا الي جنب في كل وقت وفي كل مكان وأبدتحزنها لما تسمع من شائعاتوخوض في عرضي‏.‏ كان ذاك التأنيب والإنتقاداللاذع علي مسمع ومرأي الشاب الذي ابدي استياءه مما سمعولأنني لم أجد ماأدافع به عن نفسي حيث كانت محقة في كل ما قالت وجدتني بلا وعي اصرخ فيها ان ليس لهاأولأي أحد في مصر شأن بما أفعل وأنني لا أخشي كلام الناس وانني واثقة مننفسي ولايهمني احد وأن ما أقوم به ماهو إلا ممارسة لحق الحرية داخل اروقةالجامعة وان ليس لها التدخل في حياتي الشخصية ووضعت حدودا صارمة بيني وبينها بعدذاك‏قضينا ثلاثة اعوام ونصف العام سويا وعشنا اجمل قصص الحب وأروعها‏.‏ كنتفيها أنزل من بيتي لاقاصدة العلموالتعلم بالجامعة ولكن الخروج مع حبيبيخارج نطاق الجامعة بعيدا عن اعين الناظرين سينما من‏6‏ الي‏9‏ مساءحديقةالحيوان ودريم بارك واستاد القاهرة لمشاركته تشجيع الفريق الذي يحبه وإذا ضاق بناالامر ارتمينا علياي من الكافتريات او في اي شارع من شوارع الغرامبالجامعة‏.‏دراسيا انجزنا الثلاثة اعوام في ثلاثة اعوام بالتمام لا أدريكيف‏,‏ لكن المهم ان هذا طمأن والدي انني اسير فيالدرب الصحيح وانني لاأرتكب اي أخطاء علي الإطلاق فأنا كما يقولون من البيت للكباريه‏....‏ أقصد للجامعةومنالجامعة الي البيت‏.‏طرنا وحلقنا في سماء الحب الجميل ولكنماطار طير وارتفع إلا علي قدر ما ارتفع وقع‏..‏ ففي أواخر التيرم الثانيمنسنة التخرج السنة الرابعة بدأ الشك يطرق بابي حين شعرت بجفائه ومحاولاته الجادة فيالهروب والتنصلمني وإنقطاع مكالماته السرية المعتادة في جوف الليل وشحرسائله الملتهبة بل وانعدامها والامتناع عن مقابلتيفي الصباح كما إعتدناوالعزوف عني وتجنبي في الكلية‏.‏كدت أجن وكاد عقلي ينفجر من التفكير حتيأنني لم أقو علي فتح كتاب او مذكرة‏.‏ لم يكن في بالي سوي سؤالواحد‏,‏لماذا هجرني؟ هذا كل ماتسلحت به قبيل انطلاق امتحانات آخر العام‏,‏ هذه هيذخيرتي‏,‏ سؤال بلا جواب‏.‏ فيأول امتحان أبليت بلاء غير حسن‏,‏ فقد كتبتاسمي فقط وكان الله بالسر عليما‏,‏ حيث تراءي ذاك السؤال أمامي ولميغادرنيلحظة‏,‏ ولم أفق من تلك الغيبوبة إلا بعدما وجدتني أتعارك مع المراقب وهو يسحب منيالورقة البيضاءعنوة فأنظر حولي فأجدني وحيدة في اللجنة حتي رضخت لأوامرهوأسلمت الورقة الفارغة‏.‏لم يرو ظمأ ذاك السؤال إلا ذلك المشهد الذي اصطدمتبه فور خروجي من اللجنة‏..‏ حبيبي‏,‏ عمري‏,‏ حياتي منخسرت كل شيء من أجلهمن عشت معه اجمل قصص الحب يدا في يد مع من‏,‏ أتدري مع من؟ مع زميلتي التي عنفتهالانتقاداتها اللاذعة لي وله‏.‏ لم اتمالك نفسي‏,‏ فصلت أيديهما عن بعضهما البعضبشدة وإشتبكت معها علي الملأ و‏(‏خليت اللي مايشتري يتفرج علينا‏)‏ بقي إنت كنتعايزة توقعي بينا عشان تخطفيه في الأخر؟ ياختي دا بعدكبدأت في جذبها ولم يمنعن إلاهو‏.‏ أخذ يهدئ من روعي ولهج بلهجة لم أعهدها طيلة معاشرتي له لهجة رجل كبير‏,‏لهجة زوج خبير‏,‏ لهجة رب منزل قدير‏,‏ فامطرني بكلام مرير لم يكن في الحسبان ولافي التقدير‏......‏ماتحاوليش تتعرضيلها تأني عشان دي هتبقي مراتي علي سنةالله ورسوله وأفتكر إني عمري ماوعدتك بالجواز او حتي بالخطوبة‏.‏ الحب حاجةجميلة‏,‏ قناع بنلبسه عشان نمشي مع دي ودي ودي ونعيش حياتنا لكن ساعة مانقولياجواز‏,‏ لازم نختار البنت اللي تصون شرفنا‏,‏ ست البيت اللي نستأمنها علي أولادناوعرضنا في غيابنا‏,‏ إيه اللي يضمنلي انك ما تحبيش واحد بعد الجواز وتخونيني وافضلنايم علي وداني زي ما أهلك كانوا نايمين علي ودانهم وميعرفوش لحد دلوقتي ان بنتهمكانت بتخرج وتلف مع واحد ما يربطهاش بيه أي شيء‏..‏وبعدين أنا خدت منك كلاللي انا عايزه من غير جواز وعشت أيامي وإنت كمان عشت أيامك و بصراحة خلاص زهقتمنك‏.‏ كل حاجة كنت بطلبها منك كنت بتنفذيها لكن مش معني كده إني أدبس فيكي وأتجوزكوأقول القدر‏,‏ إنت اللي زيك مالهاش أمان أنا ماتجوزش واحدة مشيت معاها وسيرتها جتعلي كل لسان‏.‏ أنا لو بعد الشر إتجوزتك‏,‏ اولادي هيشربوا منك الاخلاق المنحطة ديولوبعد الشر حصل ده‏,‏ ربنا مش هيبارك لنا لأننا أغضبناه‏.‏ أنا الحمد لله دلوقتيربنا رضي عني وبصلي الفرض بفرضه في الجامع إخترت الإنسانة اللي هتصوني وتصون شرفيوهتربي اولادي علي الدين و الأخلاق‏صحيح إنت اجمل منها لكن هي أعلي منكبأخلاقها وأدبها وتدينها‏....‏ قرعت هذه الكلمات مسامعي ومعها إسترجعت كل لحظةعشتها معه فلم أجد إلا خريفا ذاهبا‏...‏ دمرني الخائن‏,‏ سحق شرفي‏,‏ لطخ سمعتيبالعار وأجهز علي‏,‏ فما من اثنين في الكلية إلا وكنت حديث ساعتهما لدي رؤيتهما عقبكل امتحان‏..‏ وأنا أبكي واحترق لاعلي تركي الورقة بيضاء ولكن علي قلبي الذي هشمتهبيدي وشرفي الذي لطخته بالخزي والعار‏ انتهت الإمتحانات وظهرت النتيجة بعد بضعةأشهر ولم تكن مفاجأة بالنسبة لي عندما علمت برسوبي‏.‏أدركت ولكن بعد فواتالأوان ان ذلك الشيء الملعون الذي نسميه الصداقة بين الشاب والفتاة هراء‏.‏ وأن ذلكالشيء اللعين الذي نسميه الحب‏,‏ سراب ليس له وجود‏.‏ وان الله يمهل ولايهمل وانعذابه آت لامحالة‏.‏ وان مصير كل تجربة مثل تلك التي عشتها في مراهقتي وشبابي هيتابوت غير مرغوب في فتحه او اقتنائه‏........‏ لم اترك الفتاة الا بعدما اخذت عليهاموثقا غليظا بالا تكون مثل هذه الفتاة ففعلت واطمأن قلبي وقرت عيني ذلك أنني منعتكارثة من الحدوث وحصنت ذلك الملاكالصغير‏...‏منقول


__________________
رحلة الألف ميل تبدأبخطوة
متى وجدت الإرادة والصبر زالت الصعاب
احسن وسيلة للتغلب على الصعاب اختراقها
لانعرف قيمة مالدنيا حتى نخسرة
ليس الفخر أن لانسقط بل أن ننهض كلما سقطنا