أولاً :
الإنسان مسير مخير ،
فهو مسير في الأمور التي لا يد له فيها من ميعاد مولده وموته ومرضه وصحته وانتسابه لأسرته ..... إلخ فكل هذه الأمور وما شابهها مسير المرء فيها وعليه أن يرضى بقضاء الله واختياره له ، ولكنه مخير في الأمور الشرعية وكذا بعض الأمور الدنيوية أيضاً لكن حديثنا الآن عن الأمور الشرعية ، فما من أحد ينكر حقيقة البون الشاسع بين التسيير والتخيير ، والتي يدركها كل حِس سليم .
فالله تعالى أمرك أن تؤمن ، ويمكنك أن تختار الإيمان أو الكفر
الله تعالى أمرك أن تصلي ، ويمكنك أن تصلي أو تترك الصلاة
الله تعالى نهاك عن السرقة ، ويمكنك أن تسرق أو تمتنع عن السرقة
فأنت مخير تماماً إذاً
ولذا فقول القائل ((أن الله إن أراد لك الضلال وأنت أردت الهداية فلن تستطيع أن تهتدي)) هو قول باطل من وجوه :
1- نقول لهذا الزاعم : إن سمع العبد النداء ثم أراد أن يقوم للصلاة طاعة لله عز وجل ، فهل سيمنعه الله من ذلك ؟؟
سيجيب : لو أراد الله له الضلالة سيمنعه ... نقول له : كذبت
فمن أراد طاعة الله أعانه الله عليها وزاده من هداه وتقواه وهذا هو وعد الله تعالى الذي لا يتخلف
فقد قال تعالى { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17)}
2- ونقول للزاعم : عندما يأمرنا الله بالإيمان ، فهل يصح من العبد أن يقول :
لن أومن لأن الله لو كتب لي الضلالة فلن يتم لي الإيمان ؟؟!!
بالطبع لا ... لمـــــــــــــاذا ؟؟
من أين عَلِم العبد أن الله تعالى قد كتب عليه الضلالة حتى يوافق الله في مشيئته ؟؟!!
هل اطلعه الله على الغيب ؟؟ بالطبع لا ... فقوله باطل إذاً
ولماذا لا يفترض العبد أن الله قد كتب عليه الإيمان - بدلاً من الضلالة - فيؤمن موافقة لمشيئة الله ؟؟!!
والجواب : أن العبد لن يفترض ذلك لأنه يريد أن يتبع هواه واهماً أن له على الله حجة ، وهو في زعمه كاذب