يزوره شاب كل يوم ،
ويجلس معه لأكثر من ساعة ،
يساعدهُ على أكل طعامه والإغتسال ،
ويأخذهُ في جولة بحديقة المستشفى ،
ويساعدهُ على الإستلقاء ،
ويذهب بعد أن يطمئن عليه
دخلَت عليه المُمرضة في أحد الأيام
لتعطيه الدواء وتتفقد حاله ،
وقالت له : ما شاء الله
الله يخليلك إبنك ، يوميا يزورك
نظر إليها ولم ينطق وأغمض عينيه
وقال لها :
تمنيت أن يكون أحد أبنائي !!
فهذا يتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه
رأيته مرة يبكي عند باب المسجد ..
بعدما توفي والده ،
فهدأته وإشتريت له الحلوى ..
ولم أحادثهُ منذ ذلك الوقت
وعندما علِم بوحدتي أنا وزوجتي
أصبح يزورنا كل يوم ليتفقد أحوالنا
حتى ضعِفَ جسدي ،
فأخذ زوجتي إلى منزله
وجاء بي إلى المستشفى للعلاج ،
وعندما كنت أسأله :
لماذا يا ولدي تتكبّد هذا العناء معنا؟؟
( يتبسم )
… ثم يقول :
♥مازال طعم الحلوى في فمي
إزرع جميلاً ولو في غير موضعه
فلن يضيع جميلاً أينما زرعَ ،
إن الجميل وإن طال الزمان به
فليس يحصده إلا الذي زرعَ