" ذكاء مستشار" بسم الله الرحمن الرحيم ذكاء المستشار . لما مات بعض الخلفاء اختلفت الروم واجتمعت ملوكها، فقالوا : "الآن يشتغل المسلمون بعضهم ببعض ، فتمكننا الغرة منهم ،والوثبة عليهم"، وعقدوا لذلك المشاورات وتراجعوا فيه بالمناظرات،وأجمعوا على أنه فرصة من الدهر، وكان رجل منهم من ذوي العقل والمعرفة والرأي غائبا عنهم، فقالوا :" من الحزم عرض الرأي عليه " ، فلما أخبروه بما أجمعوا عليه ، قال : " لا أرى صوابا "، فسألوه عن علة ذلك ، فقال :" في الغد أخبركم أن شاء الله ". فلما أصبحوا ، أتوا إليه، وقالوا: "وعدتنا أن تخبرنا في هذا اليوم بما عولنا عليه" فقال :"سمعا وطاعة" ،وأمر بإحضار كلبين عظيمين كان قد أعدهما، ثم حرش بينهما،وحرض كل واحد منهما على الآخر، فتواثبا ، وتهارشا، حتى سالت دماؤهما ، فلما بلغالغاية، فتح باب بيت عنده ، وأرسل على الكلبين ذئبا كان قد أعده لذلك، فلما أبصراه تركا ما كانا عليه، وتألفت قلوبهما، ووثبا جميعا على الذئب فقتلاه، فأقبل الرجل على أهل الجمع ، فقال : مثلكم مع المسلمين مثل هذا الذئب مع الكلاب، لايزال الهرج بين المسلمين ما لم يظهر لهم عدو من غيرهم، فإذا ظهر تركوا العداوة بينهم، وتألفوا على العدو" فاستحسنوا قوله واستصوبوا رأيه " .
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |