القناعة كنز لا يفنى ... القناعة كنز لا يفنى بسم الله الرحمن الرحيم في يوم من الأيام في مكان ما كان يعيش ملك من الملوك في مملكته ... وكان يجب أن يكون هذا الملك ممتنا لما عنده في هذه المملكة من خيرات كثيرة ... ولكنه كان غير راضٍ عن نفسه وعما هو فيه ... وفي يوم استيقظ هذا الملك ذات صباح على صوت جميل يغني بهدوء ونعومة وسعادة ... فتطلع هذا الملك لمكان هذا الصوت ... ونظر إلى مصدر الصوت فوجده خادمًا يعمل لديه في الحديقة ... وكان وجه هذا الخادم ينم على الطيبة والقناعة والسعادة... فاستدعاه الملك إليه وسأله : لما هو سعيد هكذا مع أنه خادم ودخله قليل ويدل على أنه يكاد يملك ما يكفيه ... فرد عليه هذا الخادم: بأنه يعمل لدى الملك ويحصل على ما يكفيه هو وعائلته وأنه يوجد سقف ينامون تحته ... وعائلته سعيدة وهو سعيد لسعادة عائلته ... فلا يهمه أي شئ آخر ... مادام هناك خبز يوضع للأكل على طاولته يوميا ... فتعجب الملك لأمر هذا الخادم الذي يصل إلى حد الكفاف في حياته ومع ذلك فهو قانع وأيضا سعيد بما هو فيه ! فنادى الملك على وزيره وأخبره من حكاية هذا الرجل ... فاستمع له وزيره بإنصات شديد ثم أخبره أن يقوم بعمل ما ... فسأله الملك عن ذلك فقال له "نادي 99 " فتعجب الملك من هذا وسأل وزيره ماذا يعني بذلك ؟ فقال له الوزير: عليك بوضع 99عملة ذهبية في كيس ووضعها أمام بيت هذا العامل الفقير وفي الليل بدون أن يراك أحد اختبئ ولنرى ماذا سيحدث؟ فقام الملك من توه وعمل بكلام وزيره وانتظر حتى حان الليل ثم فعل ذلك واختبأ وانتظر لما سوف يحدث... بعدها وجد الرجل الفقير وقد وجد الكيس فطار من الفرح ونادى أهل بيته وأخبرهم بما في الكيس... بعدها قفل باب بيته ثم جعل أهله ينامون ... ثم جلس إلى طاولته يعد القطع الذهبية ... فوجدها 99 قطعة ... فأخبر نفسه ربما تكون وقعت القطعة المائة في مكان ما ... فظل يبحث ولكن دون جدوى وحتى أنهكه التعب... فقال لنفسه لا بأس سوف أعمل وأستطيع أن أشتري القطعة المائة الناقصة فيصبح عندي 100 قطعة ذهبية ... وذهب لينام ... ولكنه في اليوم التالي تأخر في الاستيقاظ ... فأخذ يسب ويلعن في أسرته التي كان يراعيها بمنتهى الحب والحنان وصرخ في أبنائه بعد أن كان يقوم ليقبلهم كل صباح ويلاعبهم قبل رحيله للعمل ونهر زوجته ... وبعدها ذهب إلى العمل وهو منهك تماما ... فلقد سهر معظم الليل ليبحث عن القطعة الناقصة ... ولم ينم جيدا ... وغير ذلك ما فعله في أسرته جعله غير صافي البال ... وعندما وصل إلى عمله ... لم يكن يعمل بالصورة المعتاد عليها منه ... ولم يقم بالغناء كما كان يفعل بصوته الجميل الهادئ ...بل كان يعمل بعصبية شديدة ... ويريد أكبر قدر من العمل ...لأنه يريد شراء تلك القطعة الناقصة ... فأخبر الملك وزيره عما رآه بعينيه ... وكان في غاية التعجب ... فقد ظن الملك أن هذا الرجل سوف يسعد بتلك القطع وسوف يقوم بشراء ما ينقصه هو وأسرته مما يريدون ويشتهون ولكن هذا لم يحدث أبدا ! فاستمع الوزير للملك جيدا ثم أخبره بالتالي : إن العامل قد كان على هذا الحال وشب على ذلك وكان يقنع بقليله... وعائلته أيضا ... وكان سعيدا لا شئ ينغص عليه حياته فهو يأكل هو وعائلته ما تعودوه وكان لهم بيت يؤويهم غير سعادته بأسرته وسعادة أسرته به ... ولكن اصبح عنده فجأة 99 قطعة ذهبية ... وأراد المزيد ...! هل تعرف لما لأن الإنسان إذا رزق نعمة فجأة فهو لا يقنع بما لديه حتى ولو كان ما لديه يكفيه فيقول هل من مزيد ...! فاقتنع الملك بما أخبره وقرر من يومه أن يقدر كل شئ لديه وحتى الأشياء الصغيرة جدا ويحمد الله على ما هو فيه ... العـــــــبرة : لا بأس من طلب المزيد ولكن ليس بالضرورة التعرض للضغط والعناء الشديد والجري بهستريا تجعلنا نفقد الأشياء الجميلة التي من الله بها علينا أو حتى نعمى عنها ... فكم من نعم أنعم الله بها على الناس وهم لا يرونها ويتطلعون إلى ما عند الآخرين ... ظانين بأنه ليس من العدل أن يحصلوا على هذه الأشياء وهم لا ...! فالله قسم الأرزاق كما أراد وكل مخلوق له رزقه الذي قدر له ... وأمرنا بالسعي ... ولكن السعي الذي يرضى به الله علينا فيبارك لنا في أرزاقنا ويكرمنا بها فنرضى فتكون هذه هي القناعة كنز لا يفنى بتصرف |
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |