السلام عليكم أيها المتابعين...
أعلم بأنني قد تأخرت و كثيرا أيضا...
"كل تأخيرة فيها خيرة"
بالطبع المدارس و الإمتحانات.....
لها الكثير من الإنشغالات...
أرجو أن تتفهموا وتتقبلوا وضعي...
و أدعوا لي بالتوفيق و الإعانة من الله...
و أنا أتأسف لعدم وضع مقتطفات...
سأكتفي بهذا و أترككم...
مع الباقي...^^
و بسبب تأخري أكيد إنكم نسيتم الأحداث...
أو بعض منها...
و هذه روابط البارتات... البارت الأول البارت الثاني البارت الثالث البارت الرابع البارت الخامس البارت السادس البارت السابع البارت الثامن
أرجو لكم متابعة ممتعة... ((رحيل على أنغام المطر)) لكل شيء نهاية و لكل شخص الحق في إتخاذ طريق جديد لحياته هذا ما كانت تفكر به عندما قررت و تدبرت أمرها ...
صعدت إلى غرفتها بسرعة متمنية أنها لم تلد أو أنها ماتت قبل هذا اليوم...
فتحت بابها...كأنها هاربة من شيء
دخلت جالسة على سريريها مراقبة أعلى السقف , بحيرة أعادت أنظارها ببطء نحو أسفل قدمها...
و بعيون نادمة:إنهما بعيدان...
بشيء من الإستياء أضافت...
بعيدان جدا...
هاهي تبتسم بشحوب متذكرة...
"ما حصل مع بينها و بين صاحبة الشعر الناري اللون "
مشت أمامها بتسلط و تجبر...
هيَْبتها إتضحتْ من قبضة يدها التي لمْ ترخيها حتى عندماَ فتحت بابَ غرفتها المتموضعَ في الجانب الغربي من القصر...
غرفة واسعة توحي بالأنوثة بكل معانيها... فراش حريري و نقوش تزخرف جدرانها المخملية الباهية بتلك الأشكال الملهمة...
دخلت خلفها و هي جامعة ليديها المرتبكتين ناظرة بحيرة لريناتشي التي رمت معطفها الوردي على الفراش و جلست لتضع رجلا على الأخرى بشموخ و دلال...
رفعت يدها لتسند بها ذقنها و عيونها ناعسة ترمق تلك المترددة بضيق وها هي تطلق نفساً متنهدا بعدها...
سكون عام عدا لغة العيون الناعسة و المترددة بخوف...
و بتساؤل..
ريناتشي:ما الجديد الآن مينابو...؟
مينابو بفزع: آه...أي جديد آنسة رينـ...أقصد سيدة ريناتشي...
شبكت يديها بتأنق ظاهر مع جلستها لتلتفت لنافذة شرفتها و ستائرها
التي تتماوج مع النسيم زادت ريبة للمكان...
ريناتشي:إذا ما الأمر الجديد الآن....هل تريدين مقاسمة زوجي معي...
إتسعت عينيها و هي تتذكر موقفا مشابهاً و في نفسها...
مينابو:هذه الكلمة...لقد سمعتها منها سابقا"هل تريدين مقاسمة صديقي معي" بالمقابل كانت ردة فعله "أنا لست صديقكِ...لا تضايقينا"
رفعت عينيها بسرعة لتنتبه لآخر كلمات ريناتشي...
ريناتشي:ما رأيكِ لو صرنا صديقتين الآن...لا أعلم لما تغارين مني عزيزتي مينابو...
مينابو بتردد:أنا...لا أغار منكِ آنسة ريناتشي...
وقفتْ متوجهةً لهاَ لتضع كف يدِها على كتف مينابو التي إرتبكت نظراتها المذهولة...
ريناتشي بإبتسامة هادِئة:نعم صديقتينْ...أنا و خادمة
مينابو بذهول: صِدْقا ما تقولين آنستيِ...
ريناتشي بثقة:و في رأيكِ لِما عليّ أن أكون صديقتكِ...
صمتَتْ لم تكمل ليسْقط بعدها سوارها...
نظرت إليه بتثاقل قبل أن تنحني مينابو و تحَرك يدها لأخذه...
تبدلت إبتسامتها الواهِمة لملامح حقد و شرَرْ متطاير ما إِن داست على يدها....محتقرةً لها
ريناتشي:سيدة مينابو...إسمحي لي أن أخبركِ بأنكِ لستِ سوى دونٍِ هنا
ذهلت بسرعة لأنها كانت قد صدقت الأمر بملامح بريئة...
مينابو بألم:يدي آنسة ريناتشي...
زادت من ضغطها على يد مينابو...و بخبث...
ريناتشي:من أنت بكل هذا أنا سيدة عليكِ...كُنتِ لقيطة شوارع و ستظلين كذلك أنظري لمقام يدكِ...ستعفسين كحشرة إنْ أردتي الدخول بتحدِ معي...
مينابو بحزن و ألم: سيدتي...من فضلكِ يدي...
رفعت قدمها لتسحب مينابو من ياقتها و بكره...جعلتها تقف
ريناتشي:كيوجا لي...فلا تحاولي أخذه لأنهُ يحبني أنا و يعشقني على كل حال...أنتِ حثالة و لقيطة شارع و الأفضل لكِ الإبتعاد عنه ففي الأخير هو سيدكِ ... و ما يثير جنوني كيف خرجتي معه بجولة و أنا الأحقُ منكِ به
لتقربها منها و كرهُها بدا واضحا:إبتعدي عنه و إلا فإنكِ لن تسلمي مني...
رأت الحدة و القسوة من عينيها الرماديتين لتتنفس بصعوبة و ذهول..
مينابو:حاضر سيدة ريناتشي...
ريناتشي بسخرية:مؤدبة أيتها القمامة...
لتبعدها و تدفعها بقوة...وقفت مينابو بصعوبة فقد إرتطم جسدها بالجدار لتلحظ إبتسامة ريناتشي الخبيثة و هي تلاحقها...
ريناتشي:و لأزيد من علمكِ حفل خطوبتنا أنا و حبيبي كيوجا بعد أسبوعين لا أرغب بأنْ يتعكر جو الحفل...
إنحنت مينابو بتردد و خوف..لتخرج بعدها منهكَة و مصدومة...لغرفتها
فاجعة أصابت نظراتها المتجهة نحو الباب
و الذي فجأة فُتِح على مصرعه لكيّ تظهر أمامه و ملامح الغضب تعتري وجهها الجميل...
لتتكلم معاتبة
تامينا:مينابو لا تتجاهليني عندما أُحدثك...
شعرت ببعض من الإرتياح مع شرود غريب خالجها لتبتسم بشكل متحير...
مينابو:آسفة تامينا...لم يحدث شيء
جلست بجانبها بسكون إلى حين أن أفاقت من حالتها تِلك...و نطقت بحروف إِسمه...
مينابو:هايتو...
عَقفت أحد حواجبها فالإسم لم يكن جديدا عليها لكنه منسي تماما ...لترد
تامينا:من هايتو...
دون سابق إنذار إستدارت إليها و أخذت تهزها بترجي و عيون آملة...
مينابو:أرجوكِ أعطني هاتفكِ تامينا لم أعد أستطيع التقدم عن هذا أرجوكِ...الآن إنه وقته
كانت تحدق بعينيها العسليتين بشرود و رغبة لمعرفة ما يحصل إبتسمت مخرجتاً لهاتفها من جيب سترتها
أخذته من عندها محاولة تذكر رقمه الذي حفظته و لم تخلف أي شيء منه ....
و في تلك الأثناء في غرفة باهتة بلون بني الجدران بين أوراقه حبيس يمسك قلما و عيونه شاردة ببحر من القيم و الحسابات إلى أن جاء ما جعله يحتار و يترك أعماله جانباً
رنَ هاتفه بشكل متواصل بقلق أخذه ثم...
هايتو:مرحبا من معي...
كان صوتها مبتهجا و مشاعرها متدفقة بقوة... قالت بصوتها الرقيق
مينابو:هايتو أرغب بإخبارك بأنني أنا سأتولى أمر إعلام السيدة كيران...
هايتو:مينابو,لكن لما سآتي غدا و...
مينابو مقاطعة: أرغب بهذا وحدي....أرجوك
هايتو بشك:حسنا....كما تشائين...
سمعت كل ما قالته فتهكمت ملامحها و هي تنظر إلى الأسفل...
و في نفسها: ما الأمر ما الذي حدث هنا...أشفق عليه بل على كليهما
ثم توقفت عن ذاك التردد و نظرت إلى مينابو التي أغلقت الهاتف ثم سلمته إياها بمرح ظهر قاصدا التربع فوق حزنها....الميت
تامينا: أخبريني من هو هايتو...
مينابو: إنهُ خاطبي...
وقفت الدهشة بينها و بين حنجرتها لتقول بغصة...
تامينا:خاطبك....ماذا ماذا عنـ..هل أنتِ جادة...
ثم صمتت فقد لاحظت أن من تكلمها بدت سعيدة و فرحة بقول تلك الكلمة...
مينابو بإبتسامة حائرة:تامينا شيء جميل أن تشعر بالحب...
تامينا بغباء:أجل...
ثم صاحت بعد إستيعابها لتلك الحوادث التي كانت واقعة بينهما....
تامينا:مينابو....ألستِ معجبة بكيوجا
تراجعت خطوات للخلف و هي تحدق بفزع نحو تلك الجميلة الهائجة....
صاحت للمرة الثانية بوجهها...
تامينا:أجيبيني مينابو أنتِ تحبينه ذاك الغبي...
مينابو بنفي: لا لستُ كذلك...
تامينا بغضب:لِما إِذا في ذاك الوقت بكيتي عليه...لِما أوهمتني بِأنكِ تحبينه
مينابو بثقة:لم أُحببه يوما...أنا أحب هايتو قبله...
شدت قبضة يديها لكي ترخيها بنوع من التقبل...
تامينا:لما كنت تتألمين طول تلك الفترة...أجيبيني...
استدارت للجهة الأخرى بأمل و إشراقة...
مينابو:هايتو هو من عشقته طول عمري منذ صغرنا لم أفكر بسواه...صحيح أن سيدي كيوجا ظل واقفا إلى جانبي عندما إفتقدت جدي...
ثم بسعادة أضافت:لكن مشاعري تلك كانت عابرة ليست سوى إمتنانا...لا غير
إتسعت عيناها دهشة و غرابة لتقوم بهزِها بشكلٍ مرتبك...
تامينا:ما خطبكِ يا فتاة...
بدأتْ تشعر بالدوار لتجيب بصوت متقطع من كثرة إرتجاج جسدها...
مينابو:تامينا...من فضلِكِ توقفي عن هزي...
تامينا ترجها أكثر:لا لن أتوقف حتى تقولي الحقيقة....هايتو أم كيوجا
مينابو بتوتر:هايتو,هايتو...
ثم بثقة:هايتو...
بادلتها نظرات الثقة تلك لتكمل بلهجة متعالية...
تامينا:إذا إنه كيوجا...
مينابو بتعصب:لِما تنتحبين عليه...بل لِما أنا بالذات من عليها أن تكون بجواره...
وضعت يدها على قلب تلك الفتاة لتجيب بغموض مبتسم لشيء إحتماله أن يكون صحيح أمر غير وارد تلك اللحظة...
تامينا:لا تظلمي نفسكِ مينابو...
ثم بتغطرس غيّر من نبرة صوتها ليجعله غريّبا....
تامينا: إنه غبي...كيوجا ذاك إن ترككِ...
و صاحت من الضحكِ
تلعثمت نظراتها لتنحدر مرتبكة تنطق بنوع من الحمق...
مينابو:لا ليس غبيّا مطلقا تامينا...ثم لستَ فتاته المناسبة فلا تعيدي هذا الكلام عليّ ففي النهاية إختار قلبي ما أريده...
إبتسامة ملئها ثقة صارخة و وجه مكتئب بغضب
"تلك كانت حالتهما"...
تامينا:حسنا...فأنا لا دخل لي بِِِكما,أرجو أن تكوني سعيدة مع هيتو...
مينابو بإبتسامة:هايتو....إسمه هايتو تامينا...
إستدارت مغادرة...
تامينا: أجل...هايتو أو هيتو..أيا يكن....لا علاقة لي
أمسكت بمقبض الباب لتفتحه و هو يصدر ذاك الصرير المعهود منه...
إبتسمت بثغر متألم...ناظرة للخلف لتلمح مينابو التي بقيت بدورها شاردة...فجأة قفزت على عنقها و عيونها متسعة بمكر لترد لها دينها عندما بمزاح ثقيل...
زقاق شبه مظلم فتاتان تمشيان بغير مبالاة للجو...
صاحبة الشعر المصفر ببهتان ...تتكلم بحماسة,بينما صديقتها ...تبتسم بحنان و رقة...
كانا:لقد أعجبتني تامينا...إنها حقا امرأة رائعة و جميلة أيضا...
أماءت ميدوري برأسها إيجابا...لتبتلع تلك الكلمات قبل خروجها عندما رأت ضوءا قويا يصدر عن شيء لم يتضح ...
إتسعت عيناها لتبعد رفيقتها و تدفعها بعيدا...عن المكان,أغمضتهما بهلع فهل هو" الموت "...
بدت حائرة المنظر...فها هو يطرق الباب على غرفتها الآمنة...ليجعلها تبتسم مشكلة لوحة رائعة...
كيران:تفضل بني...
دخل بخطاه الهادئة الثابتة ليجلس على حافة ذاك السرير إتخذ من صمته موقفا أمام نظرات أمه المتسائلة حول ما فعله...
سيخبرها عن إطلاقه لتلك العصفورة أم لحبسه لتلك الذكريات الآبية مفارقته...
كررت سؤالها بأمل أنه لم يسمعها فنظراته لم تبشر بالخير...
كيران:بني...أجبني أرجوك ما بك...
لم يرفع رأسه المهموم...غائب عن جسده روح تنبض بما فات
عيونها العسلية تلك عيون أم تجهل ما يسرح بعقل ولدها برود أصبحت فيه مشاعره بين عديد من السنوات وقت الوداع و لحظة فراقهما كانت حافلة في ذهنه عند أول إعتراف له...
فقبل زمن كانت تركض علها تصل إلى يده و تودعه لكن أين هو العدل بين خطواتها و سرعة قطار منطلق,صاح يهتف بكلمة "أنا أحبك"...
توقف الزمن بهِ آن ذاك,تجمعت حروفه بين هاربة و حائرة...
إبتسم بغرابة ليتحدث بهدؤ...
كيوجا:أمي...متى حددتم موعد خطوبتي أنا و ريناتشي...
إتسعت عينيها بفاجعة سقطت على عقلها الذي لم يكن ينتظر هذا...
كيران بتأنيب:أهذا ما كنت تفكر به...
و بتقبل أضافت:بعد أسبوعين من اليوم...
وقف ليتقدم من أمه و ليطبع قبلة حانية على رأسها و يخرج بعدها دون زيادة كلمة...
تسير نازلة للأسفل بوجه بشوش مرح بعد أن وضعت ثقل مزاحها على مينابو المسكينة و التي كان من الصعب أن تتركها,مقابلا لها إنتفض مفزوعا عندما تبدلت معالم وجهها لترمقه بتلك النظرات الحادة و التي عادت للسابق عهدها عندما ضربته بقوة على ظهره...
و بإبتسامة عريضة واسعة
تامينا:سيدي الصغير...ما رأيك بأن تأكل شيئا ما من طهوي...
مال جسده للأمام من قوة ضربتها لكي يعتدل و يهندم نفسه...
مجيبا ببرود بعدها...
كيوجا:لست جائعا.....
ليفضحه صوت بطنه ذاك الآن و بشكلها نظرت إليه مستهزئة....
تامينا:سيدي كوجي....معدتك هي من تكلم و ليس أنت من عليه إجابتي فقد جعلتك تبدو "غبيا"...
شد قبضة يده بتعصب بينما أجابها ببعض من الجمود...
كيوجا:إفعلي ما تريدينه...
ثم صعد و هو يزفر بحنق مِنها...و من أفعالها معه و ما ينتظره
وضعت يدها على فمها لتضحك بمكر و هي تضيق عينيها...
تامينا:أيها التافه...المتذاكي
ثم نزلت لتضحك بشكل غبي...
بقيت يوسان تنظر إليها بغرابة مبتسمة للحظات و هي تحمل كيسا بيدها...
حتى إستدارت بعد أن صمتت لتقول متسائلة...
تامينا:خالتي يوسان...ماذا بالكيس...؟؟؟؟
رفعته أمامها لتتكلم ببعض من الحيرة...
يوسان:لقد جلبه أحدهم من سيارة السيد الصغير...
أخذته من عندها لتفتحه و تنظر إليه...رفعت الكيس الآخر الذي به لترى أنه ملفوف بإتقان...أمعنت النظر و هي تقترب...بالمقابل لها بدت يوسان فزعة من تصرفها إذ ظنت أنه شيء آخر...لتقول...
يوسان:تامينا...ما به...
إبتسمت لتبين على ملامحها الهوجاء...
تامينا:إنها سمكة...تبدو طازجة أيضا"سأطهوها له"...
لم تدري من الذي تفعله سوى أنها قد إبتسمت لها لتستدير بغية المغادرة
يوسان:أرجو أنه لم ينسى طعم ما تصنعينه...
نظرت للسمكة لتستدير ببطء و إبتسامة الخبث ترتكز على وجهها...
تامينا:أجل سأعيد له بعضا من الذكريات...القديمة
و مضت تضحك بطريقة مريبة...
هالة من الغرابة أحاطت بيوسان التي رمقتها بنظرات مستغربة و حائرة...
ما لبث أن رحلت عندما توجهت لمكان آخر...
ركن دراجته بعيدا عنهما لينزع خوذته و تنسدل خصلات شعره الليلي اللون على وجهه عندما صاحت به مؤنبة...
.....:كيف لك أن تسرع بطريق شبه عاتم كهذا أيـ.....ـها الـ...الـ..
إتسعت عيني كانا بذهول لتختفي خلف ميدوري و تمسك بسترتها فزعا من نظراته...
كانا:الرئيس...يوغـ...ـامي...
رفع عينيه السواداوين اللامعتين بلون أزرق غامق غموض لفهما زاد من خوف كانا التي لزمت صديقتها ملتصقة بساعدها و هي تحملق به بنظرات بريئة...
تنفست ميدوري براحة لترفع يدها و تحركها بغباء في الجو...
ميدوري:يوغامي...حسبتك شخصا متهورا...
رفع أحد حاجبيه مستنكرا ليجيب متغاضيا عما قالته...
يوغامي:ما الذي تفعلانه هنا و في وقت كهذا...
هزت رأسها لتشرد إلى ناحية أخرى و تجيبه بسخرية
ميدوري: نتمشى في رأيك...
يوغامي بلهجة مستغربة:في هذا الوقت...؟
ميدوري بنفس الهيئة:أجل...نجوب المدينة و في وقت خروج اللصوص و المجرمين و...
شبك يديه ليفكر في ما سيجيب...
و في نفسه....
يوغامي:لما تتصرف بعدوانية...ساخرة "غير مؤدبة إطلاقا"
ثم إنتبه لكانا التي لم تنطق بل عينيها هما اللتين فعلتا ذلك ...و ببرود
يوغامي:كانا...كيف هي صحتك اليوم...
كانا: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و لم تجبه فقد سيطرت التساؤلات على هيئتها
و في نفسها: "صحتي".....ما الذي يقصده؟
لتسحبها صديقتها بعد ذلك و بتسلط...
ميدوري:هيا بنا كانا...
كانت تشتعل غضبا لأنه لم يسألها هي أو بالأحرى لم يضع لها أي إعتبار فحديثه لم يكن مشاجرة كما إعتادت عليه...
مضت مع صديقتها التي تجرها بصعوبة ملوحة ليوغامي و الذي إبتسم بتثاقل و عاد لإرتداء خوذته منطلقا بدراجته لوجهته...
ميدوري:بالمناسبة...إنها أول مرة أصادف فيها يوغامي هكذا
كانا أومأت برأسها لتجيب:معكِ حق ميدو...يبدو أكثر جاذبية
قالتها بنظرات خبث...
رفعت ميدوري إحدى حاجبيها بغباء...
لتقول: سحقا لما تفكرين به كانا...يال سذاجتك
و تعود لتسير بشكل عادي بعدها...لاحظتها لتقفز أمامها بمرح...
كانا بطفولية:"ميدو" ,ميدوري, "ميدو"...هل...
لم تكمل لأن ميدوري وضعت يدها على وجهها بسبب ضيقها من تصرفاتها...
ميدوري:أصمتي لا رغبة لي بأن تتكلمي عن يوغامي ذاك...
ثم أسرعت لإيصالها لشقتها التي لم تكن بعيدة عنها لتفتح بابها و تدخل لكن قبل هذا...
كانا:ليلة سعيدة ميدوري...
ميدوري:و أنتِ أيضا كانا...أغلقي الأبواب جيدا قبل نومكِ...
ثم مضت...لتبتسم كانا بلطف...و هي تنظر إليها من بعيد
كانا:لم أعتبركِ يوما كصديقتي ميدوري بل أختا لي...
ثم أغلقت الباب بهدؤ...
مضت تمشي متسائلة ببطء تنظر بحيرة إلى أجواء المدينة الصاخبة...
أصوات سيارات ...
أضواء خافتة هنا و ساطعة بشكل معمي هناك...
بعد مدة قصيرة من السير وصلت لبيتها
وضعت يدها على الباب لتسحبه فقد كان تقليدي الصنع توقفت لتسمع صوت صراخ...
أسرعت بفتح الباب و علا صوتها عليهم دون معرفة السبب...
ميدوري:أبي توقف عن هذا سئمت الأمر...
إتسعت عيني أمها التي فزعت بقلق على إبنتها...
الأب:إبنتي العزيزة أتت...
ليرفع هاتفا لها...و يشير نحوه...
الأب بسعادة:سنبيعه و نشتري به طعاما يا إبنتي...
ميدوري بذهول:لمن هذا الهاتف أمي...
لم تخاطب والدها لأنه كان بحالته المعتادة...
الأم:لقد سقط من جيب أحد الشباب...
ميدوري بتساؤل:من...هو الشاب هل هو صديق جايكا...؟
الأم نافية:لا...إنه أحد الشباب أحضر أباكِ إلى المنزل لأنه كان ثملا في محلهم...
لتعيد عيونها لزوجها بنظرات غامضة و غاضبة...
أخذت ميدوري الهاتف من عند أباها و بصرامة...
ميدوري:سنعيده لمالكه الأصلي أبي...
الأب بترجي:أرجوكِ يا إبنتي سنبيعه أنتِ لا تعلمين حالتي....ستتدهور إن...
ميدوري بتعصب و حزن:بل نحن من سيتدهور حالنا أكثر إن بقيت تسرف في الشرب...أنت حتى لم تكن والدا جيدا...
الأب بصدمة:لقد وفرت لكِ كل ما ترغبين به يا إبنتي...
بقيت الأم تراقب بتقبل و حزن فقد علمت أنه لا مفر من مواجهته بالحقيقة...
ميدوري:أنت والد سيء...أب سيء...
و ما أسكتها هو صوت رنين الهاتف...
وضعته على أذنها...دون الإصغاء لأبيها المصدوم
ميدوري:مرحبا من معي...
........:لقد سقط هاتفي....
لم يكمل لأنها أجابته بلطف و ود...
ميدوري:أخبرني عن مكانك و سأوافيك الآن...
أجابها...
لتغلق الهاتف بعدها و تنطلق دون أن تنظر لوالدها الذي بدا مفزوعا أكثر...
جلس ذاك الشاب ينتظر الفتاة التي ستحضر له هاتفه...
مسندا جسده لأحد المقاعد حيث الطريق العام خلفه و هو شارد بالأعلى
......بحيرة:أمي محقة فبالنظر لما كانت تتوقعه مني أن أتزوج بسن الرابعة و العشرين...و ها أنا أبلغ الخامسة و العشرين و لم أجد فتاة مناسبة...
زفر بملل:ليس علي التفكير كعجوز خرف في نهاية الأمر سأنتظر واحدة...عسى أن تكون كما ترغب والدتي...
و بغباء:لربما من ستحضر هاتفي...
أغمض عينيه و بدأ يتخيل شكلها...
فتاة ربما ترتدي نظارات ...مؤدبة ملامحها جادة و حازمة مثله...
ذهلت من هيئته عيونه مغمضة,شعره الليلي اللون يتماوج بسكون مع نسمات الهواء ليزيد من رقي هيئته و جاذبيته ذاك القميص الأبيض...
فتح عينيه ببطء ناظرا للأسفل بحيرة أضافت على وسامته الكثير من الغموض...رفع نظره بهدؤ ليلمح تخيلاته على أرض الحقيقة و هي مختلفة...و لكنها مدهوشة...
مصدومة,مفزوعة و مترددة
شدت يدها على هاتفه و قد شعرت أن ريقها جف بحلقها...
ميدوري:يوغامي...ما الذي تفعله هنا ؟
يوغامي بدهشة:ميدوري....ما الذي أتى بكِ أنتِ إلى هنا ؟
و في نفسه بإستهزاء:لم يكن لدي تصور مسبق...صدفة أن تكون هي... لا رغبة لي بالتفكير في أنها زوجتي..."شيء يدعو للضحك"
ميدوري بتردد:هل هذا هاتفك...
رفعته مقابلا له...بإرتباك و خجل...هادئ
يوغامي بسكون:نعم...
إعتدل بوقفته ليأخذ هاتفه من عندها...و عندما سحبه من بين يديها أحس بأنها لن تسلمه أو هذا ما قد أرادته بالحقيقة ...
إفتكه منها بشيء من العسر...أشاحت بوجهها ناظرة للطريق فعيونه المتسائلة عن موقفها لم تجعلها تشعر بالراحة...لتغير الموضوع...
ميدوري:يوغامي..اممم
قاطعها ببروده و جديته...
يوغامي:هل ذاك الشخص أباكِ...؟
ميدوري في نفسها بدهشة:شخص,ما الذي يقصده...لما لم يقل الرجل أو غيرها, لما خصه بكلمة "الشخص" ...؟
تعجب من صمتها...ليتكلم بجدية...
يوغامي:ذاك الشخص هل هــ...؟؟؟
رفعت رأسها و عيونها اللامعة مرعبة بتلك النظرات الغاضبة...
ميدوري:يوغامي...ما الذي تقصده بـ"الشخص"...؟
يوغامي ببرود:قصدي ذاك السكير...
في نفسها بحزن:في النهاية هو كذلك ..."سكير" لكنه في جميع أحواله والدي...
و بتفكير: يوغامي من يكون لأصمت دون كلام أمامه...ليس هو من أخاف منه بالتأكيد...أو أحسب له مكانا في نفسي...
لتضع يدها على خصرها بطريقة متسلطة و بنظرات غير مبالية...
ميدوري:سكير...هل تقصد والدي "أجل" هو كذلك...
ثم رفعت إصبعها بوجهه لتشير إليه من الأعلى للأسفل... و قد هزت إحدى حاجبيها بإستهتار...
و بجدية: و أنت من تكون...لست سوى "يوغامي"
تركها لتنهي كلامها في ذاك الحين شبك يديه بذهول أخفاه خلف نظراته الغامضة...
لكن عندما تذكر أن إسمه غير مربوط بـ"الرئيس" أو"سيدي الرئيس"...
رفع يده أمام وجهها...
يوغامي:توقفي هنا...لقد تجاوزتي حدكِ معي...أنتِ غير مؤدبة مطلقا
صمتت بدهشة...
ليكمل
يوغامي:كما أنكِ سليطة لسان...و كسولة في عملكِ لا تجدين به و هو غير متقن غالبا...
ميدوري بغباء و هي تشير بالأنحاء:أين هو قصر غاكيجاوا لا ألمحه أيها السيد الرئيس..."يوغامي"
شعر بتحدٍ من نبرة صوتها ليتقدم منها و كأن تيار كهرباء يتطاير من عينيه القاتمتين...
تقدمت بدورها و كأنها بمنافسة للبقاء...
يوغامي ببرود:كوني لبقة معي...
ميدوري بنفس هيئته:لست في عملك الآن...
يوغامي بغرور:مرتبتي أعلى منكِ أيتها النزقة...
ميدوري بتحدٍ:كلانا نعمل بنفس الأجر...
يوغامي ببعض من التعصب:لا تجعليني أفقد أعصابي...
ميدوري تقرب وجهها منه أكثر: ظننت أنك كذلك فعلا...
أحس بحدة من عينيها ليقرب وجهه كذلك بنفس بروده...و قد ضيق عينيه بلا مبالاة...
يوغامي:لست من النوع اللطيف أبدا...
أحرجت من قربه الشديد لتعيد جسدها للخلف بخطوات سريعة...و تشيح بوجهها بعيدا...
ميدوري:في النهاية هو والدي...و أنت...
صمتت فهي لم ترد الإعتراف بما تكنه له...كرجل مهم في حياتها
لاحظ صمتها ليقول...
متسائلا
يوغامي:هل حقا أزعجكِ كوني صريحا...
نفت بيديها...
لتجيب بإنزعاج من واقعها...
ميدوري بحزن: لا...فأنت محق بهذا الشأن ثم والدي "آه"
عضت على شفتيها و هي مغمضة لعينيها بندم...لتفتحهما بعدها و قد ظهرت بعض الدموع المتجمعة...
إنطلقت مغادرة فلحظة ضعفها هناك ستجعلها بدوامة من إختلاط المشاعر...
ركضت و دون إنتباه للطريق...
تساءل مدة عن معاناتها... وعندما إستوعب بأن كلامه عن أباها هو مفتاح السجن لخروج تلك الأحزان...
توقفت...
إتسعت عيناها بذهول, ضوء تلك الشاحنة لمع بريقه متلألئا بعينيها المصفرتين...رفعت يدها لتغطي وجهها المفزوع من حتمية نهايته
تحرك شعرها البندقي اللون متماوجا...طليقا
خطفها من بين مخالب الموت ليقف مبتعدا بها عن الطريق تنفس براحة و هي معه...
ليعيد أنظاره بقلق إليها...
شردت بعيونه القلقة لترفع يدها و تلتمس وجهه بغباء...
ميدوري:هل أنت شبح...هل مت أم أنا حية...؟
سحبت وجنته بغباء و كأنها تقصد ذلك...
تعجب من غبائها المفرط...ليرفع يدها و يضعها على وجهها...
يوغامي: أجل أنتِ حية...
تنفست بهدؤ لتبتعد عنه بسرعة و نظرها شارد من الصدمة...
ميدوري:عذرا سأعود للبيت...
يوغامي بحدة: سأوصلكِ...
إستدارت له بفزع: لما ؟ أعرف الطريق...لا أحتاج مرشدا
يوغامي:حسنا...
إلتفتت لتكمل سيرها لكنها إصطدمت بعمود كهربائي...
و بضيق تأففت...
ميدوري: سحقا....لما عليهم وضع أعمدة الإنارة في طريقي
إبتسم و هو يخفي ضحكته...لسير أمامها مشيرا لدراجته...
يوغامي:إتبعيني...
مشت خلفه و هي تمسك بأنفها فالضربة لم يكن من السهل الإستهانة بها
ركبت خلفه ليطلب منها إرتداء الخوذة و إحكام الإمساك به...
تشبثت بقميصه بعد أن هدئت...لتضع رأسها على ظهره بينما دموعها تتجمع بصمت...
و في نفسها:لم أستطع حتى الصمود و الدفاع عن والدي أمامه...فقط لأن كل ما قاله صحيح و سيبقى كذلك حتماً...
مضى بدراجته مسرعا...لم يتكلم لأنه أحس بها و بسكونها لينطق بلطف غير معهود منه....
يوغامي: لا تكرهي والدكِ...
تلك اللحظة أطلقت شهقة توحي بما كانت تخفيه...
ميدوري: أصمتْ أنت لا تعرف أي شيءٍ...لتتكلم هكذا
توقف عن إتمام حديثه معها...ليعود لبروده قاصِدا لذلك...
يوغامي: طفلةٌ...بكاءه
ميدوري ببكاء: مغفل...
يوغامي ببرود: ضاعت لعبتكِ لتصرخي هكذا بدون سبب يستحق...
ميدوري بغباء: طلبت مِنك الصمت فكنْ مطيعا...
يوغامي: لن أفعل ذلك إلا إذا تصرفتي أنتِ بما أرغبه...لم تكوني يوما مطيعة
ميدوري بغباء: أجل فقط لأنك أنت الرئيس...
لم يفهم ما قالته ليعض على شفتيه و يزيد من السرعة...
يوغامي بحدة: صِِدقاً عندما أعود للعمل فستندمين على كل ما قلته...تواً
حوطت يدها بخصره و هي تشد إغماض عينيها و تصرخ دون إنتباه
ميدوري: يوغامي قد بهدؤ من فضلك لا زلت أرغب بالعيش...
زاد من سرعته لأنها كانت تضايقه...
يوغامي: لا أرغب بأن تلتصقي بي هكذا كالغراء...
ميدوري بصراخ: أصمت و أخفض سرعتك لازالت أمي تحتاج إلـــــي...
طرقت باب غرفته بهدؤ غير معروف عنها...إنتظرت مدة فلم تسمع الجواب...
طرقتها مجددا و لم تسمع أيضا لتعيد مرة أخرى و بقوة...
لكن الباب...
أمسكت بمقبضه فتحته و دخلت ببطء دون تشغيل الإنارة فضوء القمر كان كفيلا لجعل عينيها تلمح كل شيء...
رفعت نظرها لسريره لترى شابا نائما بسلام و الغريب ما أدهشها...
تامينا:حتى أنه لم يغير ملابسه...
حذائه مرمي على جوانب الغرفة هيئته متعبة و مرهقة جسده مترامي على فراشه, شعره الأسود مبعثر على هامته,عيونه هائمة في سبات...
حتى أن قميصه أوضح شكله المتعب فقد كانت أزراره العلوية مفتوحة بعشوائية...
إبتسمت لتسير و تغلق النافذة فالجو بارد و سيجعله يمرض قبل أيام من موعد خطوبته...
سحبتها بهدؤ كي لا ينهض و عادت لتحضر غطاءا و تضعه عليه بإبتسامتها المتوهجة...
تامينا: لقد تأخرت كثيرا...أيها المغفل لكن ما الذي ينتظرك,أثق بأنك أقوى من ذلك و ستنتصر في النهاية لكن بماذا؟...ستنتصر
و بمرح: أظن أن السمكة ستكون من نصيبي...سآكلها أنا لوحدي...
و لكنها بقيت تفكر و هي تنظر إليه بهدؤ...
لتعود أدراجها و تغلق الباب ببطء و تغادر...
في الأعلى كانت نائمة شعرها البني الطويل مترامي على أطراف وسادتها عيونها غائبة عن الوجود فمها مبتسم بود لطيف في حلمها الصغير...
شدت يدها على غطائها لتتكلم...<<أنت في نهاية المطاف "لي"...لما تهرب "أنت" جبان و لا تستطيع المواجهة>>...
صباح قد فرش ألوانه الهنيئة على أصحاب ذاك القصر المتألق...نهض الجميع لمزاولة عملهم عدا...
يوسان: تامينا إنهضي يا إبنتي...لقد مرت ساعة كاملة عليْ و أنا أحاول إيقاضكِ...
تامينا بنعاس: خالتي يوسان لازال الوقت مبكرا على العمل...
تثاءبت لتعود لنومها...
يوسان: تامينا هيا عزيزتي...
كومت نفسها بغطائها...
و فجأة تذكرت لتفتح عينيها بسرعة و تنطلق مخلفة للغبار خلفها...
وقفت ورائه لتصيح...
تامينا:صباح الخير...
رفع الجريدة ببرود عن ناظريه ليفزع من شكلها
<< شعر مبعثر,عيون تغطيها هالة سوداء,إبتسامة ماكرة,و ملابس نومها الطفولية...>>
كيران بذهول:صباح النور تامينا كيف حالكِ من تعب البارحة...
رفعت يديها بغير مبالاة لتكمل و هي تمد رجلها لتصل لكيران...
تامينا: بخير...تعلمين سيدتي الغالية كيران أن تامينا بألف رجل و لا يمكن أن تهزم بسهولة, ناهيك عن مدة بقائي في سويسرا فقد تعلمت الكثير و الكثير هناك عن رعي البقر و الركض خلف الماعز الشاردة و كذلك إصطياد الذئاب...الضارية
رشفت كيران من قهوتها لتكمل إنتباهها لتامينا بينما كيوجا ينظر إليها ببرود و غير مبالاة و عاد ليكمل قراءته للجريدة بتعصب...
جلست معهم لتنهي حديثها و هي تحتسي قهوة كيوجا...
تامينا:أجل سيدتي كيران و الدِببة أيضا...ففي نهاية الموسم الفارِط شهدتْ لواقِعة إمساك دب عملاق بعين واحدة...أرهب الكثير من القرويين هناك
رفع بصره لفنجانه الذي وجده فارغا دون قطرة...
زم شفتيه بتعصب ليغلق الجريدة و ينهض من أمامهم...
تحت ضحكاتها الغير مبالية به...و إبتسامة أمه البهية...
بعد مدة نزلت بدلال مشيتها ترتدي تنورة خوزامية اللون مع جزمة بلون بني فاتح زاد من نصاعة بياض بشرتها و قميص دون أكمام أرجواني متماوج بين أسفله و أعلاه...
جابت بعيونها الرمادية المكان لا وجود لمينابو و لا حتى تامينا من أفسد عالمها وآمالها...
جلست أمام كيران لتقول بهدؤ مصطنع...
ريناتشي: صباح الخير خالتي كيران...
كيران: صباح النور...إلى أين هذا اليوم...؟
ريناتشي بهدؤ: هو من سيقرر فأنا لم أُفاتحه بأي موضوع بعد...
هنا دخل...
هيجيكا: صباح الخير سيدة كيران...
رفعت نظرها لتبتسم بود...
كيران: صباح النور بني...كيف حال العمل
جلس معهما...
هيجيكا: العمل جيد...زادت نسبة الأرباح عن قبل و هذا سيشرح لكِ كل شيء...
كانت عيون ريناتشي ملتصقة بذاك الملف الذي سلمه شقيقها لكيران...
لتفتحه و تقرأ ما به من عروض...و عقود
كيران بدهشة:أحسنتَ صنعاً هذا يعني بأن كيوجا لن يجد مشكلة في المعاملات فكل شيء جاهز...
راقب نظرات أخته و ما توحي به ليجيب بذات الهيئة...
هيجيكا: نعم...فهكذا سيتبقى له القليل من الوقت للبقاء مع مدللة جدتي
و أنهاها بإبتسامة عريضة...
ريناتشي بملل: توقف عن قول هذا أيها المدعي...
هيجيكا: لست مدعيا بل ألحظ كل شيء...
و في نفسه: متشابهتان فلا فرق بينكما لكن لما وافقت خالتي كيران عليكِ...أجهل فيما تفكر أو حتى تفكرين...لكن الأيام لوحدها ستفضح نيتكِ أيتها الجشعة...
بعدها نهض ليتمشى بالحديقة و التي كان له نصيب من الذكريات فيها...
وقف متأملا نظَارة المكان و أشجار التفاح ليلمح شابة ذات ملامح هادئة مؤتنسة بما تراه قادته قدماه ليقف أمامها...
هيجيكا: مينابو...لا زلتِ تذكرين
رفعت رأسها لترتسم بسمة مجهولة على ثغرها...
مينابو: كيف لي أن أنسى جزءا من نفسي سيد هيجيكا...
هيجيكا ينظر للأعلى: لقد تغير القصر كثيرا عن الماضي عند قدومكِ أنتِ و الجد راي....
مينابو: نعم,و كذلك بعد رحيله...
وجه أنظاره إليها بعيون مكترثة فرفع يده ليمسح على رأسها بحنان...
هيجيكا: مينابو...أنتِ تعلمين جيداً أنكِ جزء من هذا البيت و ما يحزنكِ هو شيء سيزعجنا...
أومأت رأسها بمرح لِتبتسم...
مينابو: أجل سيد هيجيكا...
و بعدها لتغيير الجو المسيطر...
هيجيكا بتساؤل: مينابو هل تذكرين أول سن إقتلعتها لكِ...
مينابو بغباء: أجل لقد آلمتني حينها لكنني لم أبكي...
هيجيكا: كنتِ عنيدة آن ذاك...و قد حيرتني
مينابو بضحكة: أجل...لم تكن مؤلمة بقدر ضرسي...
ضحِكا بهيئة طفولية على بعضها...و هما يتجاذبان الحديث عن صغرهما و تلك الأوقات الدافئة...
رفع رأسه عندما سمع صوت ميدوري و هي تنادي لينصرف تاركاً إبتسامة قد رسمها على وجه مينابو فتِلك الطفلة قبل عدة سنوات لم تتغير في ذاكرته...هي نفسها
تقدمت ميدوري من مينابو لتشرد كذلك بأعلى شجرة التفاح...
ميدوري: مينابو...لما تبقين واقفة هنا لوقت طويل لقد لاحظت هذا مراراً و تكرارا عليكِ...
مينابو: هذه الأشجار ستجعلني أشتاق إليها...حقا
ميدوري بتساؤل: عن ماذا...أقصد كيف تشتاق
رفعت يدها نافية...
مينابو: لا لا شيء...عندما يحين الوقت سأجيب...
هنا تذكرت ميدوري لتقول: لقد إلتقيت بيوغامي البارحة...لكنه أزعجني
مينابو بتحير: كيف,هه حبكِ له غريب جدا ميدوري...
ميدوري بتأفف: أجل أنا أثق بأنني سأعاني معه كثيرا...
مينابو: على الأرجح الآن...فقـ...
و من حيث لا يعلمان و لا حتى كيف...
صرخت لتَفِر الطيور هاربةً مرتعبةَ من الذي أتى...
تامينا: أنتِ تحبين ذاك الخرف...ميدو
إبتلعتا ريقهما بفزع ظهر جلياً على وجه ميدوري التي أومأت برأسها إيجابا أما مينابو فقد إكتفت بملامح متململْة منها لأنها و ببساطة إعتادت الأمر...
تامينا بتفكير: هذا معقد...ألم تجدي غيره...
ميدوري بإحْراج: أجده رائعا...
تامينا: أتتحدثين عن عينيه الحادة أم صوته الصاخب...
ميدوري مندهشة: ماذا...؟
تامينا بملل: أجل فهو ممل جدا...
لترفع يدها و تنظر يمينا و شمالا: أين هو لا أراه هنا...ظننتُ أنني سألتقي به,لقد إفتقدته فالبارحة لم أستطع الذهاب لغرفته...لألقى عليه التحية
ميدوري: إنه وقت عطلته...
بقيت تنظر إليهما بذهول لتشبك يديها...
مينابو: و تعارفتما أيضا...
تامينا بغرور: احم احم...أجل و صِرنا صديقتين أيضاً
ميدوري بمرح: أجل و قد قضينا وقتا لا بأس به البارحة...أيـ...
لم تدعها تامينا تكمل لتقفز عليها و تقوم برفع شعرها بأناقة...
و هي تقول:علىَ الألوان أنْ تكون مرحة لخلْق لوحةٍ...فنية
ميدوري متحيرة: تامينا ما الذي تفعلينه...
تامينا: كما قلت الألوان شيء مهم جدا في اللوحة كل الرسامين يدركون ذلك...
رفعت مينابو إحدى حاجبيها بتهكم و لا شعوريا لتقول: عدنا من جديد...علي الحذر منها...
لتبتعد ببطء شديد دون جذب لإنتباهها...هنا إستدارت تامينا: أحدهم يحاول الهرب...لنصطده إذا...
تجمدت مينابو في مكانها لتبتعد بسرعة و هي تركض...ليوسان التي كانت جالسة في مطبخ الخدم...
مينابو من بعيد:سيدة يوسان...خبئيني عنها...
لحقت بها تاركة لميدوري بعد أن جعلت شعرها مرفوعا للأعلى بإحتراف...
إستغربت منهما لتنظر لتامينا القادمة و نظراتها التي ترمق مينابو دون رحمة...
يوسان:ما الأمر يا إبنتاي...
إختبئت خلفها و هي تدك رأسها بيدها....
مينابو:أبعدي تامينا عني...ستقضي علي...
يوسان:لا تدخليني في مشاكلكِ معها مينابو...
وصلت تامينا لتمسك بمينابو كالأرنب المرتعش و تبتسم بمكر:الآن دوركِ لقد طال شعركِ كثيراً لذا لنصنع لوحة...و نزينه
مينابو و هي تحاول الإفلات: لست لوحة فنية تامينا...
لتقوم بعدها بسحب رباط مئزرها التابع للزي...و تفلت تاركة له بيد تامينا التي إنطلقت خلفها...
و هي تصرخ:مينابو...لن تفلتي
في حين أن يوسان راقبتهما بحذر و حنان...
إلى الوقت الذي قد سألت فيه...
ميدوري: سيدة يوسان...هل تامينا مرتبطة
يوسان: لا...إلى حد الآن
ميدوري بدهشة: لكن لما,فهي جميلة جدا آلالاف الرجال يتمنَونها
يوسان بحزن: أجْهل لما ترفضهم جميعاً...
ميدوري بتحير: لديها سبب خاص لربما...لكن ما هو
يوسان: إنه أمر يتعلق بماضيها...لكنها لا تخبر أحدا عنه حتى أنا فعندما أنصحها لا تستمع لكلامي و تغير الموضوع بحديثها عن لوحاتها...
ميدوري بمرح: إذا فلهذا هي تتكلم بمعاني الرسم و اللوحات أرغب برؤية لوحاتها...
في تلك الصالة الخاصة بإستقبال الضيوف كانت نظراتها ترمق ذاك الأشقر الذي بدا متأنقا بلباسه الرسمي و هيئته الفارعة و الشامخة...
عيونه مبتسمة بودٍ و رقة آسرين
رشف أول رشفةٍ من تلك القهوة الفاخرة...ليبتسم...
.......:كيف حال صحتكِ سيدة كيران...
كيران بإبتسامة: جيدة...أخبارك مع العمل هنا سيد هايتو...
هايتو: بخير كذلك...لكنه يتطلب التعب و السهر
كيران: عليك الصبر فهذا ما يمر به الجميع...
هايتو: أجل أعي بهذا...
ليضيف بعدها: سيدة كيران,أظن أنكِ تعرفين خلاصة ما أتيتُ له...لقد مر على مكوثِ مينابو هنا قرابة ستة عشر سنة و حان وقت حريتها...لذا فسأتولى مسؤوليتها من اليوم...طبعا بعد إذنكِ...
كيران بدهشة: أتقصد أن تتقدم لخطبتها....سيد كوباياشي أم تلمح لشيء آخر
هايتو بإبتسامة: نعم فكل ما قمتُ به و وصلتُ إليه هو بفضلِ مينابو...لقد عاهدت أن أعود لأخذها...
كيران: لكنه وعد أطفال...آن ذاك
هايتو: نعم,في النهاية تحصلت على ما أريد فلم يتبقى لي سوى شيء واحد الآن...هو أن أبني أسرة كذلك و أعيش حياتي...
وقعتْ تِلك الكلمة بنفسها كالمياه التي تثلج القلوب...
ليس لديها حيلة للتصرف بحريتها التي قيدت لما,لِما الفتاة التي أحبتها كإبنتها ستغادر...و إلى أين لشخص غريب عنها و ليس إبنها...
و بقلة حيلة
كيران: لكَ ما أردت...سيد كوباياشي,سأستدعيها حالا...
وقف هايتو ليبتسم: لا داعي أعلم أين أجدها سيدة كيران...
ثم إنحنى إحتراما لكيران و خرج تحت نظراتها الحزينة فكيف لها أن تمنعه عما يفكر به...لن تستطيع ذلك فقد فات الأوان و رحل الكثير منه...
توقفت عن الركض عندما سقطت تامينا من الإرهاق لتقول...
مينابو بتعب: لقد أخبرتكِ لا تتعبي نفسكِ منذ أكثر من نصف ساعة و أنتِ بهذه الحال تركضين ورائي...
تامينا تلتقط أنفاسها: أجل...سأفعلها و لو كلف الأمر حياتي...
مينابو: حسنا و أنا أنتظر ذلك...
و بملل: أشعر و كأنكِ تنوين إشعال حرب ما...
لتضحك بودٍ بعدها: لم نكن لنركض وراء بعضنا كالصغار إذا كان الرئيس هنا...
وقفت بصعوبة لتضيف...
تامينا: أجل فيوغامي ذاك...كان سيركض معنا...
ميدوري بتعجب تتكلم مع يوسان: ما الذي تقصده بأن الرئيس سيركض معها...
يوسان بضحكة: عندما كانت تامينا هنا قبل سنتين كان يوغامي خادما معنا و بما أنه جديد فقد كان يتصرف كما تأمره تامينا إرغاما أو إرادة...كذلك
ميدوري بإتساع عينين: كيف أتعنين أنها...ترغمه غصبا
يوسان: أجل لكن قبل رحيلها تغير و لم يعد يطيعها...عن أول مرة على حسب ما أذكـ...
إلتفتت للباب تلك الثانية لترى ذاك الشاب و هو يبتسم كما عادته
هايتو: مرحبا آنستي...
ميدوري في نفسها بذهول: لقد أتى...يال روعته
إبتسمت يوسان لتشير لمينابو: كما ترى أشجار التفاح...هي مكانها
ثم غادرت هي و ميدوري في حين أنه رفع رأسه ليلمح تامينا وهي تشد وجنتي مينابو بحمق و مكر...رفع صوته ليلوح لهما...
هايتو: مرحبا...
إتسعت عيناها سرورا و هي تنطق بإسمه,إذ أسرعت بعدها بخطواتها راكضة لتحتضنه بسعادة...
تامينا و التي فهمت و علمت من هو هايتو عادت بها ذاكرتها عندما كانت تتلقى إتصالاته في الماضي و ترد عليه بالإنتظار لتبحث عن مينابو تكرر هذا الأمر معها عدة مرات, و ها قد رأته شاباً باسماً بشوش الوجه حسن المنظر...
إبتسمت بتحسر لتختفي...
هايتو يمسح على رأس مينابو: كيف حالكِ...
مينابو بتأنيب: لِما حضرت...لقد أخبرتك البارحة بأنني سأتولى الأمر أيها العنيد...
ضحك بود ليجيب: و أنتِ كذلك عنيدة...أنا الأجدر بتولي الأمر برمته
إحتضنته و السعادة ما علقها به كطفلة تخشى مواجهة القادم لوحدها...
فما كان منه سوى أن يرفعها بضحكة و يلتف بها حول نفسه...
رمقته بنظرات تفسيرية و بقلق...
مينابو: هايتو كف عن هذا...إن رآنا أحد من الخدم فماذا سيظننا فاعلين...
لم يتوقف ليقول: لا دخل لأحد بنا أيتها النحيلة...
نفخت خديها بملل: توقف عن الكلام كالفلاسفة...و أنا لست نحيلة
وضعها بعد عدة مناوشات و بلا مبالاة لعتابها المضحك بالنسبة له...
وقفت لتضربه بخفة على كتفه...
مينابو: حسنا أيها البدين,ما الذي قالته السيدة كيران...
وضع يده تحت ذقنه...
هايتو: لكِ الحرية في ما ستفعلين طبعا بمسؤوليتي أنا...
مينابو بسعادة: حقاً....هل ما أسمعه صحيح
أومأ برأسه إيجابا...لتقفز بمرح أمامه
ضحك على هيئتها الغريبة ليضع يده على رأسها...
و بنفس الهيئة
هايتو: توقفي عن التصرف بطفولية...
سكنت لترفع ناظريها لبسمته المتسعة لسعادتها...
مينابو: حسنا....سأتصرف بما يرضيك...
قوس فمه بتفكير و بينما هو كذلك إعتدل بإستقامة ليصفق يديه كأنما واتته فكرة ليتصرف بها...
هجم على يدها ليسحبها راكضة معه...
بدت و كأنها تطير من سرعته فجأة لم تع بنفسها إلا و هي معه في السيارة كانت الدهشة جدارا تخطته عندما تكلمت...
مينابو: هايتو إلى أين...؟
تلألأت عينيه فرحا ليغمضهما بسكون زاد من حيرتها...
هايتو: حسنا سنذهب لنبني مستقبلنا...
زادت حيرتها أضعافا فرفعت حاجبيها بحمق...
مينابو: مستقبلنا...
فتح عيناً واحدة جعلته أكثر جاذبية و وسامة...
ليهز رأسه مؤيدا لما قاله...
ثم إنطلق متجاهلا لإستفهاماتها التي لم و لن تنتهي وحتى عندما أشارت له لزيها فكيف سيتلائم مع بذلته الراقية...
و بعد مدة ليست بالطويلة توقف أمام أحد البنايات الحديثة لينزل من سيارته و يسرع بخطواته نحو جهتها
فتح الباب برقي واضعا ليده تحت صدره و منحنى كما لو أنها فتاة من عائلة ذات هيبة و جاه...
لكنها فضلت عدم التزعزع من مكانها خشية أن يصغر بعيون الناس فخادمة و شاب متأنق عامل في شركة بمستوى رفيع...
لا وجه للمقارنة بينهما...
بقي مدة على نفس وضعه و هي لم تباغته بأي رد عادا أنه خاطبها
هايتو: آنستي المتربعة على مملكة قلبي إلى متى و مخطوف القلب ينتظر...
لم تجب لأن صوت إبتسامتها الخفيفة كان كفيلا بالإجابة...
ليعيد سؤاله لكن هذه المرة رفع يده ليسحبها بلطف و هدؤ...
هايتو: لا تكترثي للناس تفضلي معي...من فضلكِ
شدت على يده لتضع قدمها على الأرض و ترفع عينيها الشاردتين بالمكان...
وسط المدينة ستسكن و أخيرا حقيقة ليس زيفا أو ضربا من خيالها إنها تراها تتحقق
أن تعيش بمكان غير ما ألفته...
أن تشعر بالحرية كلما فتحت النافذة لترى المارة و تبتسم ناظرة للسماء...
حال بينها و بين ملجأها الجديد ليبتعد ببسمته الوضاءة...
خطت أول درجاته...
شقة صغيرة تكفيها حتى حين بداية مستقبلها...
فتحت ذاك الباب ذا اللون الخشبي البارز...
تحسست مقبضه البارد لينعشها بأنها متيقظة و ليس شيئاً آخرا...
شعر بمكنون مشاعرها ذاك الآن ليصمت دون كلمة...
دخلت بعد أن فتحت الباب لحريتها بقيت واقفة مع تأملها الساكن و وقفتها كشخص لا يدري ما حوله...
شعور غريب دب في أعماق أحاسيسها لتطلق العنان لقدمها و تسرع نحو الغرف الثلاث تفتح أبوابها بخفة و هلع كأنما تتحقق منها ومما فيها...
مشى ببطء خلفها واضعا ليديه في جيبه و عيونه الحانية زادت تيقنا من صحة إختيارها...
هايتو: هل أعجبكِ المكان...
رفعت رأسها بود البراءة....
مينابو: نعم كثيرا...
ثلاث غرف إثنتين على اليمين و غرفة النوم على الشمال بينما الواجهة و هي غرفة الإستقبال في الجانب الشمالي أيضا...مع رواق صغير و بعض من الأثاث الموضوع بدون ترتيب و عدم وجود الستائر بها...
بعد أن هدئت أنفاسها و تبسمت...
مينابو: كم أحبك...هايتو
خفض رأسه بود ليجيب عليها...
هايتو: لم أكن لأحلم بأسعد من هذا اليوم غاليتي...
ترقرق الدمع متوهجا بجفنيها لتمسحه بسرعة و تبتسم بحرقة وسط ألم..تذكرها لأنها ستغادر...
مينابو: لم أفكر في أنني سأنصرف عنهم هكذا...
رق قلبه على كلماتها التي أتت دون تفكير منها ليرفع يده و يمسح خدها المتورد...
هايتو: أظن أنه عليكِ العودة و توضيب أغراضكِ...فالوظيفة شاغرة لكِ فلا تضيعي هذا منكِ...
رفعت رأسها بثقة قد أزاحت الحزن...
مينابو: و لن أضيع جهدك أيضا...
رفع يده ليخرج علبة صغيرة بها خاتمين...
الأول ذهبي و به خط فضي و الثاني فضي و به خط ذهبي...
لحظة تمنتها منذ زمن
وضع يده على يدها ليلبسها ذاك المحبس في خنصرها و الدهشة علقت بمحياها...
قلبت يدها و ذاك الخاتم الذهبي يلمع في إصبعها...
رفع يده كذلك بخاتمه و رمقها بعيون آسرة...
هايتو: آسفة لأن المكان لم يكن لائقا...و لا اللحظة أيضا
مينابو: لا فأي وقت و أي مكان كان سيجمع بين قلبينا...
هايتو: أحبكِ...سأظل معكِ لأبد العمر
مينابو: لن يكون كلامي بمثل ما قلته...لكنني أحبك أيضا...
و إبتسمت بلطف...
رحل ذاك اليوم السعيد و إنقضت ساعاته على التحسر...
عودة يوغامي بملامحه المعهودة...
كانا لم تقم بأي شيء جديد و لا صديقتها المتألمة من واقعها كما أن تامينا أخذت عملها و إبتدأت به برسمية...
صمت مضى و غادرت أحاديثه
تركته فارغا أمام ما إنتظرته أن يكبر مع الحقيقة...
كيران بحزن: لن أستطيع إخبارها بسبب وعدي لأبي راي...
تذكرت آخر كلماته قبل ذهابه...
"لا تخبريها...عليها العيش كما عاشت أمها لن أظلم حفيدتي بوجودكِ كيران"...
رفعت رأسها و الدموع تشق طريقا عبر خدها...
متهكمة الملامح رفعت يدها لتضعها على وجهها مهدئة لنفسها الآبية للأمر بذمته...
كيران ببكاء: أنا من عليه التحمل...أنا وحدي لو أنني وجدتكِ في وقت مبكر لما عانيتي,لما تأذيتي هكذا...
شهقت بنفس متقطع تعيس على حافة الهلاك...
لتعيد تفكيرها: على كل حال لِما ألوم نفسي...فموتي إقترب ما ينتظر عليهما مواجهته معا لا محالة...
وضعت يدها على فمها لظهور ذاك اللون الأحمر...
دماء غطت يديها,أبصرتها بهدؤ و عيونها تلمع بما داخل عقلها...
مرت عليهم أوقاتهم بعناء ما شغل فكرهم....
رحيلها لم يتوقع أبدا...
إلا عندما خاطبتهم و أخبرتهم واحدا واحدا...جميعا لم تكن لتخطئ و تنسى أيا منهم فهو أمر لم يكن ليغتفر و خصوصا أنه شيء ولد من العدم...
و من تأثر بوقع تصريحها << "ستكون هذه آخر لحظاتي معكم...فلربما سأرحل بعد يومين,لم أكن لأبتسم لولا أنني وثقت بقلقكم,لكنني لم أرد الذهاب دون إعلامكم أيضا,لكل واحد فيكم معي قصة و قد ساعدتموني كثيرا...من الأحيان عندما شعرت بالوحدة و الحزن أنتم من تكفل بإسعادي">>....بعد تذكرها لهذا أجهشت بالبكاء بين يدي تامينا التي لم تعد تدري بأي أمل تتمسك فقد فقدت كل آمالها و ما كانت تحس به تجاهه هو ذاك الشاب...
في مكان آخر بعيدا عما سمعوه...
يوغامي: أنتِ الأقرب بينهم جميعا,ميدوري فتامينا لم تأتي إلا قبل وقت قصير و ستتكفل بالباقي لذا فعليكِ عدم الخروج عن هذا الإيطار...
ذهلت مما طلبه منها لتفرح عينيها...و ترد بكل ود منها
ميدوري: حسنا علم سيدي الرئيس...سأبدأ بالتجهيز...
ثم غادرت من أمامه راكضة و شعرها كامل مرفوع بأناقة يتماوج يمينها و شمالها ليبين أكثر عن مرحها...
تلك أول مرة لم يرى تذمرها, تذكر أنه وعدها بأن تندم ليقف بحزم...
يوغامي: سأتردد قليلا في هذا...لديها سبب صعب أن تتجاوزه
ثم رحل نحو أشغاله الكثيرة...التي تنتظر مدبرا ليفضها
و عودة لمينابو التي إنهمكت بترتيب و وضع أغراضها بحقيبتها...
خلت غرفتها في قليل من الساعات فالغد هو موعد الرحيل...
لتنزل علبة من أعلى خزانتها بدا العتق جليا بحوافها,فتحتها كأنما تنتظر عودة الذكرى الراحلة أطياف الماضي إستوطنت مخيلتها...
ما مضى...
كان ذاك الطفل يلعب مبتعدا بملل عنها لا أحد يعلم لما...تجهم طغى على عيونه الرصاصية كأنما حريق إندلع بذاته...
كيوجا: تلك الفزاعة,لقد أخذت مكاني عند أمي...
بينما تلهو بدميتها التي أهداها لها جدها...بسعادة فبالرغم من أنها مصنوعة من القش و لم تكن مبهجة غير أن معناها كان أكبر من الشكل بالنسبة لطفلة...
راحت تركض أمامه ذهابا و إيابا,دون النظر له فلمْ تعلم لما الغضب و الكره الذي ظهر بعينيه قاصدا إرباكها...
طفح كيله من صوت ضحكاتها الذي دخل عالمه المظلم و الموصد في ذبذبة فلم يكن ليدخله ذاك الآن سوى شيء من ماضيه...
كيوجا بحنق: توقفي عن الركض هكذا...
عادت لتركض أمامه...و بمرح دون الإكتراث....
مينابو: لا شأن لك أيها المغلف...
كيوجا بإمتعاض: لست مغفلا...يا خرقاء...
عادت إيابا لتركض أمامه أيضا...
مينابو: لا شأن لك أيها المغلف...
زم شفتيه بتعصب و عينيه زادت شررا...ليشدها و يعيدها إليه من ملابسها...
كيوجا: توقفي عن تجاهلي...
شبكت يديها بعدم إهتمام...لتضم لعبتها
مينابو: لا شأن لك أيها المغلف...
سحب دميتها من بين يديها ليرميها بعيدا و يضحك بمكر...
كيوجا بغرور: تعلمي النطق أولا أيتها المغلفة...
لا حيلة بيد طفلة بعمر السادسة غير البكاء...صرخت بإسم "جدي"...
فزع ليركض ناحيتها و كذلك يوسان أيضا ليحملها و يهدئ من روعها...
الجد راي:ما الأمر صغيرتي...لما البكاء...
أخذت يوسان تسأل كيوجا مؤنبة: سيدي الصغير ما الذي فعلته للصغيرة...
و في نفسها: أإلى حد الآن لم ينسى أمر الصفعة إنه عنيد...
ليجيبها ببرود...
كيوجا: لا...لم أفعل أي شيء لها...لقد هربت الدمية و هي تبكي لأجلها
دهشت يوسان لتنظر للجد و كأنها تستسمح منه...
رمقها بنظرات متفهمة ليرفع وجهه بإبتسامة لحفيدته التي دكت رأسها بصدره الحاني...
راي: هل سمعتي لقد طارت و ستعود عندما تتعب...فقط إهدئي
مينابو: جدي لكنها دميتي...
و تحت هذا الحديث سحبت يوسان كيوجا الصغير من يده لتعيده للداخل و تصرخ به...و تلومه...بتأنيب لكنها صمتت فقد أحس بالتجاهل منهم و خصوصا بعد مجئ هذه الدخيلة و حيازتها على تأييد الجميع
رفع رأسه و الدموع حامت على عينيه ليعقف حاجبه بتعصب...
كيوجا: جميعكم تكرهونني,...دائما مينابو مينابو لا تكفون عن لومي أنا,لما لا تفعلون ذلك معها...أنا...
و بصراخ: أنا وحيد...دائما ما تذهب أمي و تتركني هنا,ريناتشي لا تلعب معي,هيجيكا يدخل و لا يفتح لي باب غرفته...و ليس هناك أحد يجلس بقربي في المدرسة أيضا...أما هي فجدها معها و أنتِ أيضا خنتني و ذهبتِ إليها صارت الشغل الوحيد لكم...أمي تجلس بجانبها أكثر مني...
و بصوت مرتفع: لهذا إبتعدوا عني...لا أحتاجكم
علا صوته في البيت لتعلوا نبرة صوتها أيضا...
إحمر خده من تلك الصفعة القوية...
آتية للتو و مرهقة من العمل تفكر في حال الخادم الجديد و حفيدته معهم...
لتصدم بأقوال وحيدها...
كيران بغضب: لقد أسرفت في دلالك كثيرا...و أعطيتك أكثر مما تستحق طفلة كانت أبرع مني في وضع حد لك...أيها السئ...
وضعت يوسان يدها على فمها مستغربة مما قاله و من مواجهة أمه له...
و في نفسها: يا إلهي إنها أول مرة تقوم فيها السيدة كيران بضرب السيد الصغير...
توقف عن صراخه,هالة غموض أحاطت به لتجمع بين أواصر أخطائه...
كيوجا: بل أنتِ أم سيئة,لما تركتي والدي يرحل...
كانت ستغادر لكن كلماته تلك أجبرتها على التوقف...
كيران بهدؤ: لست سيئة بل أنت من تقذف أخطائك على عاتق الآخرين...
أعاد بنفس نبرته...
كيوجا: لما تركته يرحل...
كيران بتعصب: أصمت لقد تناقشنا بهذا الأمر...مسبقا والدك قد رحل عن العالم منذ سنتين و لازلت تذكره و تذكر ما قاله لك لقد غادر والدك عن الدنيا لهــ...
نزلت دمعة على خدها في الوقت الذي أحست بيديه و هما تحتضنانها بمعناة رسمت على ملامح وجهه الغامض...
كيوجا: أمي لا تغادري مثلما فعل أبي أرجوكِ...
نظرت إليه يوسان بشفقة و تحسر...لتبصر هذا المنظر بعيون حنونة و محبة...
كيران: سأحاول وعدك بني...سأحاول
ثم رفعت يدها و مسحت دموعه بعد أن إنحنت لمستواه...أما هو فقد رفع يده كذلك و مسح دموع أمه التي ضمته إلى صدرها و كبت عليه بالقبل...
هناك شعر بدفئها بأن أمه معه إلى جانبه...
لحظة أراد البقاء عليها للأبد في حماية من مخاطر الحياة و عواصف المشاعر المتداخلة بها...ملجأ لا يمكن لأي بشر أن يجد مكانا أكثر أمنا منه...
رفعت عيونها العسلية لتبتسم بود...
كيران: لديك صديقة جديدة حاول أن تحبها...و تكسبها
أومأ برأسه منطلقا لرغبة أمه و مع ذاك الزمان عاد بأدراجه نحو العجوز الذي تعب من البحث عن الدمية المختفية...
أطل عليها ليجدها تتبع خطوات جدها و عيونها طائشة هنا و هناك...
توقفت عن البحث لتصرخ بوجهه...
مينابو: إبحث لي عنها عليك إحضارها الآن...
كيوجا: حاضر...
مينابو مستغربة: لكنك...
دهشت عندما تسلق أحد أشجار التفاح بعد أن تجاهلها و عاد و هو يحمل الدمية...
كيوجا بود: لقد طارت هناك...و عادت لأنها صديقتك...
رفع يده و أعطاها حبيبتها لتمسك بها أيضا بإبتسامة...
مينابو: شكرا لك...سأعتني بها لأنها من عند جدي...
شعر بالغرابة من حديثها ليفكر...
كيوجا: تستطيع أمي أن تشتري لكِ واحدة أحسن منها...
نفخت وجنتيها بتعصب...
مينابو:إنها هدية من جدي...و لن أقبل بغيرها...
ثم رفعتها مقابلة له لتردف: أنظر إنها تريد أن تكون صديقتك أيضا...
ضحك كيوجا ليضع يده على رأسها: أجل سنكون كذلك...
نظراتها تخللتها الطيبة و البراءة...ليشرد بالنظر لجمالها الطفولية و تتسع عينيه بما لم يلحظه فيها...
فهو قد عاملها بغير حب فأعطته إبتسامتها الودودة...
دون مقابل فقط لأنها طفلة ضحكت من قلبها...
إنتشلت شرودها بعسر من هناك فجدها معها و أي مكان أفضل من ذاك فمن أعطاها حياته هدية لتسعد في عالمها..."الجد راي"...
تنفست بهناء و راحة لتنظر لدمية رث قماشها بفعل الزمن...
إبتسامة شاردة حائرة...
مينابو: جدي,سأعود للمدينة كما كنت سابقا لكن لست مشردة...هذه المرة سأعمل بكرامة و جهد...أعدك بأنني لن أتخاذل أو أبخل عن أحد سأعطي مثلما أعطيتني لغيري سأبتسم كما أردتني دائما...
رفت رأسها لترى طيفا واقفا كأنما يكلمها..." أثق بكِ صغيرتي العزيزة لكن إحذري الحياة فأمواجها عاتية...القوي هو من سيبقى...البقاء للأقوى"...
شردت بذاك الظل الذي إضمحل وسط الغرفة لتقف و تحاول إمساكه بفزع أن يهرب...لكنه ذهب و ودعها...
لم تكن لتبكي فكل ما قاله حقيقة و قد جرى عليها أن لاقتها بضعف و عدم قدرة على الإستمرار فبحنان أمسك يدها ليمنحها أغلى مشاعره...
سيدها الغامض أخذت إبتسامته و روحه سلبته راحته في ليالي حسرتها و دموعها المملؤة كآبة...أرهقت كاهله...
آن الأوان له أن يهنئ منها و يفتك من حملها الذي قهره...
ستبتعد من حقيقتها التي لم تنكرها ستهرب بعيدا عنها لمكان حبها المنتظر...
عادت بخطاها لتغلق آخر حقيبة لها و تصفها أمام أخواتها بهدؤ غادرها عندما سمعت صوت صرير الباب الذي ستشتاق إليه...رفعت عينيها و إذا بها...
كانا: مينابو تعالي حالا...هناك شيء أريدكِ أن تريه
مينابو بحيرة: لكن علي ترتيب الغرفة...
نظرت كانا للغرفة فهي شبه خالية رهف قلبها لتسحب نفسها بهدؤ
كانا: هيا فقط بعض من لحظاتكِ...
ثم عادت لتتقدم منها و تسحبها من يدها راكضة بها بسرعة...
مرتا أمامه ليمشي الوقت ببطء عندما لاحظ هيئتها الطبيعة...
أين ملابسها الخاصة بالعمل...؟
بل إلى أين هي ذاهبة و لم تنظر إلى كيوجا, حتى أنها لم تره شعور سيء دب في نفسه...
إبتسم بدون إكتراث يذكر ليلتفت لغرفته,أنيسه الوحيد من آلامه الخامدة...
لم يستطع رؤية ما بإصبعها...
ذاك الخاتم الذهبي,رباط جديد لحريتها...
وصلت بخطاها المهرولة و نظرت لتامينا بمرح بينما تسحب مينابو بعناد و خفة...
كالغائبة عن العالم لاحقتهم نظراتها الغير واعية,مدهوشة فما الذي سيفعلونه بها...هنا أظلمت الدنيا أمام عيونها الشاردة لتزيد من غرابة موقفها...
رفعت يدها لتلتمس الشيء الأسود الذي منعها عن الرؤية...
أحست بصفعة خفيفة على يدها جعلتها تنزلها...
تامينا: أتركي العصابة لا تنزعيها مينابو...
أجابت بإطاعة: حسنا...لكن ألن يفهمني أي منكم ما يحصل هنا...
يوغامي بأمر و حدة: لن يخبركِ أي أحد مينابو...
زاد فزعها أكثر لتغوص في أعماق التساؤلات...
مينابو: حسنا...
قادتها بود و هي تربت على يدها...
يوسان: أعلم أنني لو تركتكِ فستعرفين الطريق...لكنني سأشتاق ليديكِ
تعجبت من كلامها لتومئ برأسها...فقد تراكمت الكلمات دون سبب في جوفها لتحبسها...فلو نطقت فلن تسلم من البكاء...
مشت ببطء مع يوسان و هي تحاول تذكر الطريق..
رسمت مساره بعقلها لتقول...
مينابو: تجاوزنا الردهة,و الآن مطبخ الخدم...و الرواق كذلك,"سيدة يوسان"...
إبتسمت يوسان بود: أجل الملحق...غرفتكِ قديما...
توقفت أمامها لتقوم يوسان بنزع تلك العصابة السوداء و تنحدر بهدؤ تحت تعجبها...من وقوف ميدوري و يوغامي أمام الباب...
يبتسمان لها بود و الكثير من الإمتنان ظهر من هيئة كل منهما...
ميدوري في نفسها: لم أكن لأجد شخصاً أحن منكِ و قلوقاً على الجميع...أحبكِ يا صديقتي...
يوغامي في نفسه: لن أستطيع وصف أخلاقكِ في هذه اللحظة و لا كل حياتي...فقط أرجو لكِ حياة سعيدة...
نظرا لبعضهما بمعانٍ كثيرة لا يمكن لأحد فهمها سواهما و إبتعدا عن باب الغرفة بهدؤ...
تقدمت خطوة بخطوة لتضع يوسان يدها على كتفها و ترمقها بنظرات آمنة...
رفعت يدها و فتحت الباب لكن...
الجميع هنا مجتمعين خدم القصر كافة الطباخين و المسئولين عن الحديقة و السائق و الآخرين المعتمد عليهم في شؤون القصر...كلهم صاحوا بحفاوة لأجلها...
تجمدت في مكانها و هي تنظر لتلك الكعكة الكبيرة و التي أعدت لأجلها فقط...
زادت بسمتها على ثغرها بطفولية...
مينابو: تعبتم لأجلي...أرهقتكم معي
تامينا بمرح: أبدا...كنت أرغب بأن تبقي أكثر لكن لِسؤ حظي...
لترفع يدها بعدم مبالاة...نظرت مينابو لميدوري التي بدت حريصة على كل شيء...
مينابو: سيكون القصر بخير بوجودكِ...سأرتاح
كانا بغيرة: ماذا عني مينابو...ألست جديرة بثقتكِ
إتجهت نحوها لتبعثر شعرها بغباء...
مينابو: طبعا و أنتِ كذلك...
لم تتماسك لتندفع بشهقة جعلتهم متوترين...
كانا ببكاء: آسفة مينابو لقد كنت أسبب لكِ الإزعاج كل مرة...أخطئ فيها...
ميدوري بحنق: توقفي عن هذا كان أنتِ تشوهين حفلتي
حملق بها و في شكلها المختلف ليقوس شفتيه بإمتعاض و ببرود...
يوغامي: و ما الذي قد فعلته أنتِ...من دون تعليماتي
لاحظت تامينا إنسجامهما أو ربما الذي يدعيان به لطرد الحزن من جمعتهم...لتهجم عليهما و تضع يديها على رأس كليهما بمرح...
تامينا: كم أنتما غبيان...لكي لا تلحظا أنني هنا
يوغامي بملل و همس: تبا...
ميدوري بضحكة: أعتقد أن وجودك مفرح لي...عكس بعضهم
لتنظر بمكر ليوغامي الذي إبتعد بحزم عنهما...
تامينا بصوت منخفض: لا تقلقي إنه أغبى مما تظنين و سيقع حتما في مشاعره
ميدوري بود: و إن يكن...فالزمن وقته
و ضحكتا بينما كانت يوسان على حالها,جو كئيب في قلبها فكيف لها أن تتحمل ذهاب من ربتها كإبنتها و أكثر إنسحبت بهدؤ من ذاك الجمع...
لتكفكف دمعها المنهمر بحرقة...و تذهب لمكان بعيدا عنهم...
عودة لأجواء حفل الوداع...
وقفت لتنظر لوجوه الكل هناك...و تذكر أسمائهم جميعهم...
و بود
مينابو: لم أتوقع وجودا لهذا اليوم فبالغد عندما تنامون لن أكون معكم بنفس البيت...سأكون عند شقتي و ربما بعدها مع زوجي...
بدا الحزن طريقا سالكا لكنهم أخفوه و ها هي تعيده...
مع نظراتهم المكتئبة و المتلعثمة هم ذاك الغبار لينفض الحزن على وجوههم...
لتكمل بمرارة: أشكركم لوجودكم جميعا...عشنا حياتنا معا و حان الفراق ...لكل شيء نهاية هذا ما عدت للإيمان به,أحببت كل شبر في هذا القصر و كل شخصٍ أيضا...
لتبكي بعدها و تمسكها إحدى الخادمات هناك...
و بحنانها تجيب: كنتِ أفضل من فينا...
و بمزاح: حتى يوغامي عند حضورك لا نطيعه...
ليضحك الجميع عدا هو فقد عقف حاجبيه و إكتفى بالصمت...
في حين تكلم آخر: لا تنسينا مينابو...عيدينا بأنكِ ستزوريننا...
كانا: أجل كلامه صحيح لا تنسينا...
ميدوري: بالطبع سأخبر السيد هايتو بأن يترككِ تبقين أيضا...
سعادة وسط الدموع معالم الفرح إتضحت على قسمات وجهها الجميل...
و في نفسها: الآن علمت قيمتي لديكم...جميعا لن أنسى أفضالكم علي...
هاهو آخر أيامها يمضي بسعادة الجميع و فرحه...
لم تنم طول ليلها تفكر بماضيها و ما ستتركه ورائها...
شعشع الصبح بنوره لتتحرك بحيوية مع أول نسماته فتحت النافذة كما عادتها مرت ببصرها من الأعلى نحو الأسفل مودعة لذاك المكان...
كانت السحب داكنة في الأفق و كأنها ستمطر حزنا على رحيلها...
أغلقتها بسرعة فقلبها لم يحتمل ذلك و لم يرد التحرك عن مكان ولد فيه عشقه...
بعد مدة من جلوسها و تفكيرها نهضت و غيرت ملابسها لتنورة طويلة كستنائية اللون بالإضافة مع سترة أشبه للمعطف أكثر منها للسترة باللون السكري...
تأملت حقائبها الموضوعة جانبا بإنكسار لتسمع..."أيتها الفزاعة"...
كانت قد نسيته من كثرة تفكيرها أم أنها أرادت عدم مواجهته بحكم أن ريناتشي طلبت ذلك...
شعرت بالسؤ لما أقدمت عليه...لتنهض راكضة بسرعة لغرفته وقفت أمامها تطرق الباب بهدؤ شديد...
مينابو: سيدي كيوجا...
أعادت طرقه بهدؤ لتضيف: هل أنت هنا...
لم يسمعها أو بالأحرى لم يعي بها...
لأنه غائب ظهر حزنها على شكل إبتسامة واهمة فبقيت مدة تنتظر هناك دون لمس الباب...
إنتظرت و إنتظرت كما كانت تفعل قبل خمس سنوات...
ألقت نظرة على ساعة هاتفها بعد أن تيقنت بأنه ليس هناك....
مينابو: حسنا علي المغادرة فالوقت إقترب...
عادت لغرفتها و حملت حقائبها...
ليتجه هو نحوها و يرفعها عنها بود...
يوغامي: إرتاحي مينابو سأوكل الخدم الآخرين بنقل أغراضكِ...
ثم غادر للخارج حيث ينتظرها هايتو, عادت بها قدمها لكيران التي لم تهنأ بالخبر منذ أول تلميح عنه...
طُرق الباب بتردد فأصدرت أمراً بالدخول...
أطلت منه بحذر و هي تسير نحو كيران الجالسة على السرير...
مينابو: سيدة كيران...
ثم صمتت كلماتها هربت لما هذا الشعور قلق أغرقها ببحر من الخيارات و كأنها نفت الأمر...
و في نفسها: لا تغادري مينابو, لا تفعلي ذلك...لأجلي
شدت قبضة يديها لتغمض عينيها بشدة و هي تعيد التفكير...
في نفسها: ليس الآن, لما لا أستطيع النظر في عيني السيدة,ليس وقت التراجع الآن...ليس بوقته
رفعت ناظرها لتلمح ما آلت إليه حالتها و بحنان
كيران: سأفتقد طلتكِ...
إتسعت عينيها من الألم و كأن شيئا ما وخزها لترفع يديها و تبكي بصراخ...
مينابو: سيدتي كيرا...كيران, آسفة لأني سأغادر...آسفة لمدة ستة عشر عاما كنتِ كأم لي لم أشعر أبدا بالضيق من وجودي معكِ...ألوم نفسي لأنني لم أكن خادمة كما يجب...آسـ...
لتشهق بين يدي سيدتها بصوت مخنوق يوحي بالإرتباك و الخوف
مسحت على رأسها بحنو صوتها الدافئ
و بود...
كيران: لا تبكي يا صغيرتي...لم أعتد على رؤيتكِ ضعيفة كوني قوية ليفخر أبي راي بكِ...أرجوكِ
شدت عليها فقد شعرت بما أعطتها من حنان فمهما حاولت فلن تعوض عنه,شعرت بها كيران لتبتسم برقة و تمسح دمعها...
كيران: ليس هذا ما إتفقنا عليه...كوني صلبة و إمضي في حياتكِ عزيزتي هيا فهايتو ينتظركِ...
و كم كانت ترجو أن تذكر إسم ولدها لكنها لم تجد أي رجاء منه و لا من أفعاله الغامضة...الغريبة
رفعت رأسها و راحت تهدئ من أنفاسها...عندما لمحت توهجا بعيني كيران...و كأنها تلحظ نفسها بالمرآة شبيهة لها في كثير من الأشياء...
تركتها كيران لتذهب و تفتح خزانتها ثم عادت و هي تحمل صندوقا متوسط الحجم لكنه يحمل باليد...رفعته لتضعه بين كفيها
كيران: لا تفتحيه إلا عندما تحسين بأن الوقت مناسب...
مينابو بإطاعة: حسنا سأفعل ذلك سيدة كيران...
رفعت بعدها ظرفا به عدة أوراق نقدية لتضعه بجيب سترتها و بود...
كيران: ستحتاجين لبداية جديدة...بالنقود طبعا
مضت واضعة ليدها على كتف مينابو بدفء الأمومة و راحت للأسفل لترى إصطفاف الجميع لوداعها....
أعطت الصندوق لأحدهم...
و ها هم منهم المبتسم و منهم الباكي و الجميع يتمنى لها حياة سعيدة خلف أسوار هذا القصر...
يعيش عالم فيه الكثير مما تجهله هناك ستكتشف المجهول و ترى الناس عن قرب...
ستعمل و تبني نفسها لوحدها بجهدها في حرية...و قبل أن تخطو آخر خطوة عادت راكضة لتلك الحديقة تأملتها بحيرة و تساؤل و سعادة و قد لوحت...لا أحد يعلم لمن لربما لحلمها الطائر الذي أدركته أو لروح جدها التي عاشت هناك عمرا...
تذكرت أمره لترجع و عندما أدركت آخر الأدراج إستدارت للجميع بوداع...
مهلا هناك فجوة كبيرة...بل مكانا واسعا لقد لاح و أبصرته...
صديق طفولتها الحبيب سيدها البارد النظرات...
أين هو جالت الجميع و بينهم بحثت...لتنظر للأسفل بيأس...
و في نفسها: الوداع ليس كالبداية أبدا...
و أعادت نظرها للسماء الداكنة بسبب الغيوم كمن تبكي عليها أيضا لتكمل ما في نفسها: موحش و مخيف...
رفعت رأسها تنظر لذاك الشاب المبتسم لها و تركض نحوه...
فتح الباب لتستدير لهم...و بلطف إنحنت...
مينابو: أشكركم على ما بذلتموه لأجلي...جزيل الشكر
لم تستطع كيران و لا يوسان على الوقوف دون رد فعل, بكت يوسان بحرقة في حين أن كيران بكت بصمت...فقد نفذت دموعها...
ها هي قد رحلت مع سقوط أول قطرات المطر و التي لم تتوقف منذ عدة ساعات...
معظمهم جالس يتأمل المكان الهادئ دون طلتها و الباقي مشغول بحفلة خطوبة كيوجا...
عادت بمرح و هي تحمل قطعة قماش كبيرة و قد لفتها على نفسها...
تامينا: أنظروا يا جماعة هذه ستكون مناسبة للموائد...
لم يتحرك أي منهم....
لتصيح: إستيقظوا....أنتم تربكونني هكذا هل هي نهاية العالم إن ذهبت مينابو إنهضوا لقد أوصتني بأن تكون حفلة السيدة حفلة تليق بالمقام
و بمرح: صدقوني لن تسر إن رأتكم هكذا...أبدا
لقد كانت كذلك مثلهم لكنها علمت أن لكل منهم طريق لتبتسم رغم حزنها...
بعد كلامها الإستهزائي بهم وقفوا بحماس و قد تغيرت نظراتهم...
وصلت السيارة للمكان لينزل منها و يأخذ الحقائب لشقتها الجديدة...
صعد بسرعة و عاد ليجدها لازالت تنظر للأعلى بشرود علا صوته و هو يناديها...
هايتو: مينابو الجو ماطر أدخلي ستمرضين...
أومأت برأسها لتسرع تابعة له...
نظرت حولها لتجد أن هناك زيادة في الأثاث فلتلفاز لم يكن موجودا...قبلا و كذلك تلك السجادة في الرواق...
تمسكت بيده لتقول...
مينابو: هايتو شكرا لك...
لف يده حول عنقها و هو يشير للغرف...
هايتو: لم يبقى الكثير من العمل هناك فقط تلميع بعض النوافذ و إصلاح أماكن وضع الستائر...
ثم سحبها بسرعة لغرفتها ليفتحها على وسعها...
و بمرح: أنظري عزيزتي لقد إخترت لكِ هذه التجهيزات...
إتسعت عينيها و هي تبتعد عنه و تتجه للسرير مررت يدها عليه...
غرفة جدرانها باللون الفضي الباهت,كما سجادتها القسطلية زادت من رونقها و بهائها تلك الأشكال للزهور الأنيقة,الخزانة باللون الحليبي حوافها قسطلية كما السجاد...تناسق غطى أركانها...و تحت شرودها بالمكان...
رفع يده تحت ذقنه ليفكر
هايتو: سأصلح لكِ تلك النافذة...
مينابو: و أنا سأصلح الستائر...و بعدها سأنظفها
رفعت كفها لتضربها بكفه...
ثنائي متفاهم و سعيد لكم يتمنى أن تبقى سعادتهم...
نزع سترته السوداء ليضعها جانبا و رفع أكمامه للأعلى و يأخذ أحد مفكات البراغي مبتدءا بالإصلاح
غادرت لرؤية ذاك المطبخ الصغير نسبيا لتعد شيئا خفيفا لهما...
و تعود بعد وقت لتجده أنهى عمله تقريبا و هاهو يعيد النظر بعمله فتح النافذة, ثم مد يده خارجا لتنزل قطرات المطر عليها ضحك بسعادة ليقول...
هايتو: أنا أسعد بشر في العالم...بأسره
ثم أعاد الضحك بفرح و سعادة...
وضعت ما بيدها لتتقدم محتارة منه...
مينابو: لن تكون بمثل ما أشعر به...
شد إنتباهها ذاك الستار, صعدت فوق أحد الكراسي لتعدله و تجعل منظره لائقا بقي صامتا و هو يراقبها عن كثب طريقة عملها المتقن و المذهل...
أنزلت نظرها للأسفل لتلمحه و هو يراقبها أرادت النزول لترتبك منه و تتعثر خطواتها...
و في آخر لحظة سقطت بين ذراعيه, نظرة قلق و إستفهام دارت حوله...
تجمدت مكانها فقد أحست بيديه و هما تمسكانها بود و لا ترغبان بأن تفلتاها...
هايتو براحة: أمسكت بكِ...
أحست بحرارة تسري بكامل جسدها و كأنها نار موقدة أو بركان يغلي...
لتجيب بإحراج...
مينابو: أشـ...أشكرك هايتو
أحس بأنه جعلها ترتبك ليحملها و يجعلها تجلس و جلس أمامها...
لتزيد حركته تلك من تلعثمها و خجلها الذي إتضح من تورد خديها...
هايتو: لقد انتهينا لليوم...لكن بعد يومين من الراحة ستداولين العمل الجديد
مينابو: حسنا لكن ما طبيعته...
هايتو بمرح: فقط في مكتب الإستقبالات حاليا و ربما تحصلين على ترقية...فيما بعد
مينابو: آه سيكون هذا رائعا...ماذا عنك اليوم و لا البارحة لم تذهب
هايتو: لقد أخذت فترة قصيرة للنقاهة و سأعود معكِ
و بإبتسامة: و في نفس المكان سنعمل...يال سعادتي لن أبرح أي مكان دونكِ...
نظرت لأسفلها بتردد ليرفع ذقنها بعذوبة صوته...و يقول
هايتو: أتفهم وضعكِ و لن أتردد في وضع حد لكل من يتعرض لكِ حبيبتي
جابت المكان بنظراتها باحثة عن مهرب من عيونه الآسرة بتلك الصفاوة و الحنان بإزرقاق فتان...
لتنظر للطعام قائلة...
مينابو: سيبرد الطعام...إن لم نأكل
ثم قربت المائدة منه: هيا تفضل...
تحت إيقاع المطر قلب مهشم شتات و فتات...سواد كما ذاك الليل...
عاد من بيت عمه ليشد إنتباهه صوت ضحكات الخدم تقدم نحوهم يسترق السمع بإمعان
تامينا: أنظروا إلى ألا أشبه أحدهم...
و ها هي تسخر و قد رفعت خصلات شعرها بدلال...و أشارت بعيدا...
تامينا بغنج: مينابو أحضري لي أغراضي الآن و بسرعة...
ليضحك الجميع بصخب أظن أنكم فهمتم ممن تسخر"ريناتشي"...
تنفس بملل و أخذ يردد كلمات متذمرة و عاد لغرفته,جال ببصره المكان فتاة واحدة يبحث عنها شخص واحد لا غير يجعل قلبه يطمئن تحت النار الحارقة,لم يرها في أي مكان,زم شفتيه ليفتح باب غرفته و يغلقها...
و تحت تلك العتمة سمع صوت أمه,تحسس قاطع الكهرباء ليشغل الإنارة و ينظر بفزع لأمه...
كيوجا: أمي ما الأمر...؟
كيران بحدة: أحسنت صنعا...
و صفقت بسخرية...
لتعيد: أحسنت صنعا...
زاد تعجبه ليشعر بوخزة في صدره عندما دمعت عينيها
كيوجا بقلق: أمي ما الأمر أنتِ تقلقينني بما تتكلمين...
شهقت لتضع يديها على وجهها و بصوت عالي....
كيران: لقد غادرت...رحلت البسمة,رحلت قلبي النابض أملي الوحيد...رحلت"كيوجا"
بقي واقفا يجمع ما رآه اليوم بين الخدم لا أحد, و في طريقه لا أحد...
كيوجا بلا مبالاة: مينابو...لا يهم لما تبكين عليها أمي...
رفعت نظرها له فقد علمت ما بنفسه من مكنونات إختزنها...
كيران: بني لا تكابر...
كيوجا ببرود: من أنا يا أمي...منذ أول يوم علمت أنها ستغادر
زاد صوت بكائها ليتجه إليها و يطوق يديه حولها مهدئا...
كيوجا: أمي لا تقلقي حيال الأمر سنكون أنا و ريناتشي إلى جانبكِ فلا تفزعي...
كيران بتعب: و أنت من معك...
كيوجا بثقة: إبنة عمي...أمي ستكون معي للأبد...
تركته لتنظر إليه بضيق مع إبتسامة ضائعة عبر الماضي و ما يحصل الآن...
خرجت بسكون ليغلق خلفها الباب و يسند ظهره المتعب عليه عيونه غائبة و هائمة في بحر أحزانه المخيف,جالس هناك لم يبرح مكانه إبنة عمه يتوهم حبها إخفاء لشيء مستحيل رحيله...
مرت ساعات الليل ليتكأ على فراشه بضيق و شرود كما حالته الأولى...
شيء ما يزعجه...
لم يستطع النوم...
قلبه يدق بسرعة لم يعتدها يتنفس بصعوبة...
يتذكر كل شيء الآن...
خيانتها و ما أهدته...
عباراتها و ما تركته,حبها حيث دفنته...
إنتحار هو درب هل سيختاره أم سيذهب للبعيد...بأفكاره
وقف يسير حاف القدمين للأسفل,أمطار و رعد
برق و برد...
لم يكن يلبس سوى قميص أسود رقيق...
لا يحمي من هذا الجو الكارثي...
و سروال جينز أزرق قاتم...
مضى كما السائر في نومه, لكنه في يقظته توقف بعيون حائرة يلتمس باب تلك الغرفة حيث كان الحفل,غرفة الملحق خيل له أن تلك الطفلة تبيت هناك...
نطق بصوت متألم...
كيوجا: مينابو...أخرجي أيتها الفزاعة,لقد عدت من المدرسة لنلعب...
تخيل صغره و عادت به الأقدار لأيام وحدته رأى طيفها راكضا...
إتسعت عينيه و تلك الحيرة رسمت على شفته ليسقط أرضا عندما لم يجد أية جواب منها...
و بغضب: أعلم أنكِ هناك لما لا تردين...
جثا ليصرخ بصوت مدوي زعزع أركان القصر بكافته...
كيوجا: أيتها الخائنة...
تلك الصرخة كأنما زئير لأسد طعن في صدره...
في أعماق قلبه حفر نقش لعنة الفراق...
ضم يديه بحنق و دموعه تنزل مع ذاك الجو العاصف...
هالة من الحزن غطت وجهه و ملامحه الحزينة...
قطرات المطر تلمع مع ضوء الرعد...
صوت البرق أصبح سيمفونية قاضية في وسط حب هجر القصر...
طار بعيدا عن عيونه الحانية...
فهي النهاية...
مع وضع حد لحياة بائسة متْعسَة...
1- ما رأيكم بعلاقة ميدوري و يوغامي, هل إكتشفتم أي رابط يمكن أن يتجسد بحكايتهما...؟
2- تامينا أظن أنها...بالنسبة لكم شخصيتها و لما رفضت كل من قام بخطبتها ؟
3- هايتو و مينابو...كيف ستكون حياتهما في المدينة ؟
4- كيوجا...أي خيار سيختار هل سيرضى بالواقع أم سينتقم بجريمة ؟
5- ما سر كيران و الجد راي...و هل سينكشف ذاك الوعد المدفون أم سيموت مع...؟
6- إنتقداتكم...و ملاحظاتكم...مقطع شد إنتباهكم..."أرجو ان تعذروني على التأخر فلكل حادث حديث و أسئل الله أن يوفقني"
رأيكم في الفواصل و الخلفية ( من تصميمي...>.<)...
ميدوري بملل: ألن يأتي الرئيس الغبي...آووووف
ثم نامت...
طبعا تستغربون لما تنتظر الرئيس...و ها قد وصل...
ليرفع يده و يضرب المكتب بقوة...
يوغامي: أيها الخدم...
كانا بمرح: ما الذي سندرسه اليوم...
دخلت دون إذن...
تامينا: عزيزتي كانا سندرس اليوم كيف تصنع اللوحات الفنية...
ميدوري بإنزعاج: ألن يدرسنا يوغـ...أقصد الرئيس يوغامي...
يوغامي بغضب: تامينا عودي لفصلكِ لا تتدخلي بطلابي...
أخذت الطباشير و رسمت خطا...متماوجا ثم بخفة أنهت رسما مظللا و رائعا...بيت بين الجبال...
تامينا: و الآن هذا إمتحانكم جميعا و حظا موفقا...
كانا بدهشة: رائع...رسمها بالطباشير كم أحسدها...
ميدوري بتذمر: إمتحان لن أتجاوزه بالكاد أستطيع رفع القلم بحالتي هذه...سأغادر
يوغامي بملل: أرجوكِ "بلو" أنهي الفصل أشعر بالصداع...
بلو: لما ألا تريد من المعجبين...أقصد المشاهدين أن يروا مهاراتك في التدريس...
يوغامي بإنهيار: إذا غادرت تامينا الرواية فسأفعل ذلك حتما...
بلو: حسنا..."و الآن إلى اللقاء إنتظروني في الفصل القادم..."
من روايتي...مجرد خادمة ((Just maid))…
ففيه المزيد من الحقائق و المواجع المحدقة...
بمن ؟؟؟؟
تابعوني و ستعرفون...
في حفظ الله و أمانه... |
__________________ ليسَ وهماً ، لكنهُ حقيقةٌ جميلة تَمَنيْت أن تدومَ أكْثر~
التعديل الأخير تم بواسطة •°¤ ßLµe heart ¤°• ; 11-04-2013 الساعة 06:40 PM |