عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11-09-2013, 05:29 PM
 
الفصل الرابع اتمنى ان يعجبكم



"كاثي استيقظي أنه الصباح هيا حان وقت الإفطار"
قالت وهي شبه مستيقظة
"أبى ...كم الساعة الآن اشعر برغبة شديدة في النوم"
"هيا يا كاثي أنسيت أنى سأعلمك اليوم القتال بالسيف هيا استيقظي "
بعد أن استوعبت كلماته قفزة من سريرها بسعادة
"حقا يا أبي "
"أجل ولكن ليس قبل أن تتناولي إفطارك سأنتظرك في الأسفل لا تتأخري"
"سألحق بك حالاً "
تناولت إفطارها بسرعة وخرجا إلى الحديقة تحت أشعة شمس الصباح الهادئة
"خذي هذا السيف هدية مني لك لكن كوني حذرة كي لا تؤذي نفسك"
"شكرا لك يا أبي أنها أعظم هدية أهدية إلي"
"سيكون هناك أعظم من السيف"
"وما هو؟"
"خاتم زواجك يا كاثي"
احمر وجهها خجلا
"أنا لا أفكر بهذا وسأبقى بجانبك أم تراك مللت وتريد التخلص مني"
"هذا مستحيل بل سأكون معك حتى لو كنت في أخر مكان في العالم "
" أبي ألن نبدأ التدريب؟ لقد مللت من الانتظار"
ضحك والدها وبدأ بتدريبها سقط السيف من يدها مراراً ولكنها مصرة على التعلم ولم تيأس أو تشعر بالفشل قال والدها حين سقط السيف مرة أخرى
"خذي سيفك"
"هذه الجولة خاسرة أيضا "
"الم تتعلمي بعد يا كاثي؟ الم تعرفي أين خطأك؟"
"لا أرى أين خطأي ولكن هزيمتي بسبب حركاتك السريعة والرشيقة يا مدرب نادي ألبرت"
أبتسم والدها لها برقة وهو مستمتع بدلالها
"إذاً اسمعي سأوضح لك أخطائك التي أردت أن تكتشفيها بنفسك أولاً طريقة وقوفك خاطئة انظري إلى وضع قدماي هذه الوضعية تجعلك أكثر اتزاناً وتمكنك من التحرك بسرعة هذه نقطة النقطة الأخرى أمسكي السيف بهذه الطريقة"
أمسك والدها بيدها وعدل السيف في يدها وثبت أقدمها بالطريقة الصحيحة و أخذ يبدى ملاحظاته ثم عادا للتدريب مرة أخرى لاحظ أن ابنته تتعلم بسرعة
"و الآن حاولي"
"كن حذراً لأني لن أشفق على أعصابك إذا هزمتك"
"أرى أنك واثقة وأنا سأحطم كبريائك هذا بفوزي"
بدأت كاثرن القتال بحركات سريعة وخطوات ثابتة متزنة أكثر من قبل لاحظ والدها ذلك وشعر بسعادة تغمر قلبه لكنه لن يرضى بالهزيمة وفي خلال ثواني أطار سيف كاثرن بالسماء ولم ترى كاثرن إلى سيف والدها أمام عنقها وقال
"ماذا تقولين الآن؟ "
رفعت يديها في استسلام
"أقول أبعده عني"
ولكن والدها دفع بسيفه إلى الأمام بحركة خفيفة أسقطت كاثرن على الأرض أرخى والدها رأسه إلى الخلف واخذ يضحك بشدة نظرت كاثرن إليه وهي تضحك وتقول في نفسها
"مر زمن طويل لم أرك تضحك بهذا الشكل"
سمعا صوت تصفيق خلف والدها لشخص يقول
"رائع...رائع جداً يا سيد ألبرت ...كنت متميزاً"
كان هذا مارتن ما أن رأته حتى وقفت واستطرد قائلاً
"وكذلك الآنسة كانت رائعة"
"شكراً لك يا مارتن منذ متى وأنت هنا؟ "
"منذ ربع ساعة"
"أذاً فقد شاهدت معظم التمرين"
"حقاً هذا من حسن حظي الحقيقة أنا أسف على تتطفلي ولكن كان مشهداً رائع ولم أشاء قطع التمرين"
"لا تعتذر أنت كابن أخي تماماً يا مارتن وأنت تعلم ذلك ولكن أخبرني ما رأيك بها ؟"
"علي القول إنها تشبهك كثيرا في شكلها وتصرفاتها "
"هذا ما يقوله الجميع عندما رأوها للمرة الأولى "
التفت مارتن إلى كاثرن وقال
"صباح الخير آنسة ألبرت"
"صباح الخير سيد روبرتسون"
قال توماس
"أخبرني ما الذي جاء بك؟ هل حصل أمر طارئ في العمل؟"
"لا أبدا العمل على ما يرام "
لاحظت كاثرن أن العلاقة بين أبيها ومارتن أقوى من علاقة عمل كما كانت تعتقد ولأول مرة تتسرع وتصرح بما تخالج في صدرها دون تفكير
"أبى هل علاقتك بالسيد روبرتسون أكثر من علاقة عمل؟ "
أجاب مارتن
"أن أبى و والدك أصدقاء من أيام طفولتهما "
وأكمل والدها
"وكذلك في أيام الدراسة حتى الجامعة وحتى بعد زواجنا كنا جيران"
قالت كاثرن
"ولكنك لم تخبرني بهذا من قبل هل كان جارك وأنا طفلة؟ "
"نعم "
"هل كان من ضمن أصدقائك الذين رأيتهم في صغري؟"
"كلا"
أراد والدها أن يشير لها أن تكف عن طرح الأسئلة أمام مارتن ولكنها كانت أسرع منه
"لماذا لم أره أذاً"
سكت والدها ونظر إلى مارتن ثم التفت لها بنظرة مؤنبه لطرحها الأسئلة وكأنها طفل ساذج فقال مارتن
"مات أبي وأنا طفل صغير "
صمتت كاثرن وشعرت بالاحمرار يغطي وجهها و رقبتها
"أنا آسفة سيد روبرتسون لم أكن.."
"لا عليك كان هذا منذ زمن بعيد...أتريدين أن أكمل القصة لك؟"
"لا الأفضل أن ندخل إلى المنزل لنشرب القهوة...هل تناولت إفطارك؟"
"نعم شكرا لكِ لكن لا بأس بالقهوة"
لا تعرف كاثرن ماذا حصل لها عندما علمت أن أباه مات وهو طفل كيف عاش ما هي حجم ألمعانه التي عناها نست لفترة أنه عدوها الأول منذ ذلك السباق .قال توماس وهم في طريقهم إلى المنزل و كاثرن ممسكة به من شماله بينما مارتن يمشي عن يمينه
"اخبرني يا مارتن أنا أكثر إنسان يعرفك لماذا أتيت؟"
"الحقيقة إني أتيت أقدم اعتذاري"
"أتيت تعتذر!! عن ماذا؟ "
"أتيت اعتذر للآنسة ألبرت "
توقفت كاثرن عن المشي فقد صدمت أيعقل أن يعتذر لها هذا المغرور المتغطرس لكن لماذا يعتذر؟ قالت توبخ نفسها
" تبا ماذا جرى اليوم لي اشعر أني لست على ما يرام "
تمنت أن لا يلاحظ احد منهما ذلك فأكملت تقول لمارتن
"وعن ماذا تعتذر سيد روبرتسون؟ "
نظر مارتن نظرة ذات مغزى إلى توماس الذي قال
"آه تذكرت هناك مكالمة ضرورية علي أجرائها سأسبقكما إلى البيت وأعد القهوة وإذا أنهيتما حديثكما الحقا بي لا تتأخرا"
ذهب توماس وظلا صامتين يراقبانه وهو يبتعد ثم التفت مارتن لها وقال
"اعتذر عن ما بدر منى ليلة البارحة"
لازالت صامته تنظر إلى عينيه تريد أن تعرف منهما صدقه لكنهما لم تنبئنها بشيء وبقيت تنظر إليه في صمت
"لماذا تنظرين إلي هكذا؟"
أكتفت بنظر إليه صامته
"حسنا قولي لي ما الذي علي فعله أو قوله حتى تصفحي عنى؟ "
أمعنت النظر في عينيه الرماديتين الجامدتين فقررت أن لا ترد عليه وأن تذهب إلى البيت وحدها لكنه اعترض طريقها
"ليس قبل أن تقبلي اعتذاري"
شعرت كاثرن بغضب شديد لطريقته الباردة في الاعتذار ثم إصراره على أن تقبل هذا الاعتذار الغير صادق لابد و أن يكون خلف هذا الاعتذار أمر يدبره هذا المتعجرف شدت قبضتها على سيفها في محولة منها لضبط أعصابها
"أتريدين أن تقتليني يا آنسة ألبرت؟ "
"أبتعد عن طريقي فليس هناك ما يقال "
"ماذا فعلت حتى تعامليني بهذه الطريقة؟"
صرخت في وجهه وبأعلى صوتها
"بعد كل الذي فعلته تقول لي ماذا فعلت...احتقرتني يوم السباق وسخرت مني عند فوزك وقلت لي أن مشاركتي كانت مفاجأة هذا العام وعندما أخبرتك أني لا أرى في ذلك شيء غريب نظرت إلي بازدراء وقلت حقاً؟ وفي اليوم التالي أردت أن ترى أبى وعندما سألتك عن ما تريده منه قلت لي أنك تريده في عمل رجال بلهجة ساخرة ثم في مكتبة عرضت تكرمك الملكي باصطحابي إلى القرية مبدياً ملاحظتك ال****ة ولم تسأل أن كنت أمانع أو لا ثم أسمعتني كلماتك الوقحة وملاحظتك السخيفة في بقائي في البيت وحدي و كأني طفلة صغيرة لا تستطيع الاعتناء بنفسها "
قال ساخراً
"كما أنك لست رجلاً "
"ابتعد عن طريقي مارتن روبرتسون منذ التقيت بك وأنت تسمعني ملاحظاتك ال****ة لم يمضى على لقائنا سوى أربعة أيام وكانت كفيلة بأن توضح لي مدى غرورك وتكبرك "
لم يتحرك مارتن من مكانه ابتعدت عن وجهه لتعود إلى البيت ولكن عندما تجاوزته أمسك بذراعها وأعادها لتواجهه
"أتركني"
لكنه لم يفعل بل نظر في عينيها بصمت ورأت في عينيه بريق غريب أخافها حين قال
"هل حقاً عرفتني في أربعة أيام. أنا أسف عن كل ما ذكرته لم أعرف أن هذا يجرح مشاعرك وأنك حساسة جداً كان علي أن أعرف أنك تسجلين أخطائي حتى التافه منها "
"أذا دعني اذهب "
قال ببرود و عينيه ضيقتان
" ليس قبل أن ننتهي من هذا الموضوع"
" أنت عنيد لقد تأخرت عن أبى "
"هل سامحتني .....لن أدعك تذهبين قبل... "
وقبل أن يتم سحبت ذراعها من يده بشدة وعادت إلى البيت وهو يمشي بجانبها في صمت. دخلا المنزل واتجها إلى السيد ألبرت في غرفة الجلوس
"أين كنتما؟ ما كان عليكما تركي لوقت طويل"
نظرت إلى مارتن الذي قال
"كنت أعتذر لها ورفضت أن أدعها تذهب حتى تسامحني "
"وهل فعلت؟"
" أجل إنها طيبة القلب مثلك"
ثم نظر إلى كاثرن بود ولطف وكأنها فعلت ذلك فعلاً قررت أن ترد لكن لا ليس أمام أبيها ستنتقم لنفسها قريبا قال والدها
"شكرا لك تفضل القهوة يا مارتن"
ثم التفت إلى كاثي وقال
" ما رأيك بان أصطحبك للغابة يا كاثي ؟ "
"أنا فعلاً متشوقة لذلك "
"متى تريدين ذلك؟"
"بعد الغداء"
"أسف يا عزيزتي سأكون مشغولا في هذا الوقت"
" لا بأس سأذهب وحدي"
فقال مارتن
"هل تمانعين لو ذهبت معك؟ "
" لا داعي لذلك سأعطل أعمالك"
"لن يكون لدى عمل"
"شكرا و لكنى أريد أن استمتع بسحر الطبيعة وهذا لن يكون و أنت معي"
التفت مارتن إلى توماس وقال
"ما قولك سيد ألبرت"
" اعرف قصدك لا تقلق عليها يا مارتن ستكون بخير إنها قوية"
هاهو يسئ لها مجددا لم يكن صادقا كما توقعت. بعد الغداء انطلقت كاثرن بجولاري مستمتعة بالهدوء و الراحة تدب في نفسها من جديد شعرت وكأنها تحررت من توترها والتفكير المتواصل الذي أتعبها بوالديها والعمل في الشركة ثم السيد روبرتسون الذي لا يكف عن مضايقتها أطلت من فوق أرض مرتفعة على نهر جميل
"واو..أليس هذا جميل جولاري انه منظر ساحر و فاتن لو كانت أمي معنا لكنا أسعد"
مشت جولاري بين أللأشجار تنزل بهدوء باتجاه النهر فظهر أمام الفرس ثعبان أخافها. بدأت جولاري تقفز وتصهل حتى سقطت كاثرن على الأرض متألمة خائفة لا تدري ماذا حدث لفرسها التي ركضت إلى أسفل الوادي وانقلبت مرآة عدة حاولت كاثرن ألحاق بها لكنها تعثرت هي الأخرى والتوت قدمها ولم تستطع المشي خلعت حذائها بصعوبة لشدة الألم ورأت قدمها الملتوية رمت حذائها بعصبية وقالت وهى على وشك البكاء
"هذا ما كنت أحتاج إليه..."
أخذت تنادي جولاري وحاولت الوقوف لكنها لم تقدر على ذلك حتى وجدت غصن شجرة اتكأت علية مشت إلى أسفل الوادي بصعوبة ورأت جولاري ملاقاة على الأرض بجانب النهر احتبست الدموع في عين كاثي وازدادت دقات قلبها
"آه جولارى "
أسرعت في خطاها متحملة الألم ثم جثت على ركبتيها و لمست فرسها تمسح على رأسها و عنقها الطويل
"جولارى ....جولارى ....هل أنت بخير؟ ماذا حدث لك؟"
احتضنت جولارى وبقيت تبكى وتصرخ بأعلى صوتها
"النجدة....النجدة ....ساعدوني ...لن يسمعني أحد لقد ابتعدت عن المنزل كثيرا وأوشكت الشمس على الغروب ماذا سأفعل؟ أليس من أحد هنا ؟"
كان السيد ألبرت قلقا على ابنته يمشي في الغرفة ذهاباً وأياباً وكان معه مارتن جالساً على أحد المقاعد و قال له
"لقد غابت الشمس و كاثرن لم تعد بعد"
"لا تقلق عليها ستعود بعد قليل"
" إنها فتاة ضعيفة يا سيد ألبرت ما كان عليك السماح لها بأن تذهب لوحدها إلى الغابة أنا ذاهب للبحث عنها"
وقف مارتن ليذهب ولكن توماس أستوقفه
"لا ضرورة لهذا ستعود الآن في حال غيابك"
أتجه مارتن إلى النافذة ونظر إلى السماء ثم التفت إلى توماس
"علي البحث عنها أن السماء تتلبد بالغيوم لابد أنها سوف تمطر الليلة يجب أن أسرع أشعر أن مكروه حدث لها "
زاد مارتن من قلق توماس الذي أخذ يؤنب نفسه على أنه تركها ماذا لو حدث لها مكروه فعلاً ألتقط قبعته وقال
"سنذهب سوياً يا مارتن"
" لنسرع أذاً"
بقيت كاثرن في مكانها مستندة إلى شجرة وتنظر إلى جولاري الملقاة قريب منها و إلى السماء الغاضبة و الظلمة تشتدد من حولها
"آه يا جولاري يبدو أننا سنقضي الليلة هنا مع الوحوش"
وما أن قالت ذاك وتخيلته سرت قشعريرة في جسدها وصدم بوجهها تيار هواء بارد
"لا شك في إنها ستمطر يا جولارى ولا احد يعرف إننا هنا"
حاولت أن تتحرك لتدفئ نفسها من البرد فاشتد الم قدمها و صرخت تبكى وتهمس
"أبى أين أنت ؟"
السيد ألبرت ومارتن فوق جواديهما يبحثان عنها في وسط الغابة لكن دون فائدة سقطة قطرة ماء على وجه السيد ألبرت ثم توالت القطرات نظر السيد ألبرت إلى السماء الممطرة وقال بصوت عالي بسبب صوت العاصفة المرتفع
"مارتن سوف أجن أين ابنتي ؟...أين ذهبت ؟ ما كان لي أن اسمح لها "
"لا تقلق سنجدها"
"أسمع علينا أن نفترق وكل منا يبحث في جهة مختلفة حتى لا نضيع المزيد من الوقت و الذي يجدها يطلق ثلاث طلقات ببندقيته في السماء وإذا لم نجدها قبل منتصف الليل سنتقابل هنا ثانية"
"علينا أن نسرع أذاً فالمطر يشتدد "
بحث كل منهما بجهد ولكن دون فائدة و كاثرن التي أوشكت على التجمد من البرد والمطر الذي بلل ملابسها تكورت على نفسها وحاولت النوم بعد أن أصابها الإعياء وفقدت نشاطها بالكامل ولم يبقى لديها قوة لتقاوم لكن صوت الرعد المرعب والبرق الخاطف لم سمحان لها بذلك . انتصف الليل قرر مارتن العودة إلى توماس الذي كان قد سبقه
"هل وجدت كاثي يا مارتن"
"لا يا سيد ألبرت والمشكلة أنها لا تزال تمطر والبرودة تشتد"
بدا توماس يسعل بقوة
"يبدو انك أصبت بالزكام عد إلى البيت يا سيد ألبرت"
"لا سأستمر في البحث لن أعود من دون ابنتي لن أتركها في الغابة وحدها "
ثم سعل بشدة أكثر وأكمل
"أخشى أن تكون مصابة بمكروه أو إنها تواجه وحشا من وحوش الغابة"
أقترب مارتن من السيد ألبرت وأمسك بكتفه وقال
"لا تقل شيء كهذا إنها بخير وقد تكون عادت إلى البيت ونحن هنا نبحث عد الآن قبل أن تصاب بالتهاب رئوي وإذا وجدتها هناك أرسل لي أحد العاملين في المزرعة وأخبره أن يرمي بالبندقية ثلاث طلاقات وإذا لم يأتي سأفهم أنها لم ترجع ولن أعود إلا وهى معي كما أنك متعب ولا يمكنك مواصلة البحث "
"شكرا لك يا بني لن أنسى صنيعك معي "
"لا تقل مثل هذا الكلام أنت تعلم مكانتك في قلبي و وقوفي بجانبك لا يوازي وقوفك مع أبي في محنته وكذلك اعتناؤك بي بعد موته"
"شكرا لك يا مارتن "
"اعتنى بنفسك"
أبتعد توماس عن نظر مارتن الذي استمر في البحث إلى وقت متأخر ولم يسمع طلاقات البندقية مما أكد له إنها لا تزال في الغابة في مكان ما لم يتوقف المطر إلا قبيل الفجر ..ومع هواء الصباح أصبح الجو أكثر برودة في الغابة شعر مارتن بالتعب وكذلك جواده الذي أصابه الإعياء
"ترى أين ذهبت؟ لقد بحثت في الغابة كلها "
التفت مارتن إلى الشرق ينظر في الأفق البعيد متى تشرق الشمس ثم صرخ فجأة
"يا ألهي كيف نسيت أمر الوادي؟ "
أنطلق مسرعا باتجاه الوادي قليل من أشعة الشمس أزالت شيء من ظلام الليل الدامس وصل مارتن إلى الوادي وهو يرفع صوته
"كاثرى" ...."كاثرى"......"كاثرى أين أنت"
لم تستيقظ كاثرن إلى بعد أن وقعت قطرة ماء من الشجرة على وجهها فتحت عيناها الخضراوان وهي تشعر بحرارة تكاد تذيب عظامها وألم في مفاصل جسدها
"انه الصباح لقد انتشر ضوء الشمس هذا جيد لكنى سمعت صوتاً لابد أني كنت احلم"
عادت تمض عينيها لكنها فتحتهما عندما سمعت الصوت مرة أخرى لكنه لا يزال بعيداً
"كاثي.....كاثي"
"آه الحمد لله"
وصرخت بصوت مرتفع يرتجف من البرد
"أنا هنا ...أنا هنا يا أبي في أسفل الوادي قرب النهر"
ركض مارتن بجواده باتجاه الصوت ورائها بجانب الشجرة اقترب منها ونزل من حصانه الأسود مسرعا نحوها أمسكها من كتفيها
"كاثرى هل أنت بخير لقد قلقنا عليك كثيرا ماذا حدث؟ "
قالت كاثرن وهي ترتجف محاولة ربط جأشها كي لا تبكي لكن عيناها دمعتا
"سقطت من جولاري لا أعرف ماذا حدث لها حاولت تهدءتها كانت تقفز وتصهل بشكل مخيف بعد ذلك وقعت على الأرض وسقطت جولارى في الوادي ولتوا كاحلي عندما حاولت ألحاق بها "
"دعيني أراها...آه يا الهي "
أمسك مارتن قدمها التي ظهر عليها كدمة ورضوض قوية لونها بنفسجي على بشرتها البيضاء ليرى إن كانت أصيبت بكسر فشهقت من الألم أراد أن يمازحها بعد أن رأى عينيها و وجهها الجميل المتسخ بطين
"أين أضعت حذائك يا سندرلا علي أن أجده قبل أن يفوز به أحد قبلي"
"سيد روبرتسون.."
أرادت أن تكمل لكن نوبة من السعال الحاد اعترتها وضع مارتن يده على جبينها
"أنت مريضة وحرارتك مرتفعة "
"دعك منى الآن وانظر إلى جولارى سيد روبرتسون"
"حسناً لكن كفي عن مناداتي بالسيد روبرتسون ونادني مارتن "
وقف مارتن مبتعدا عنها وألقى نظرة على الفرس التي وجد أثنين من قوائمها مكسورة وهي الآن تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة ذهب إلى حصانه الأسود وأخرج بندقيته .عندما رأت كاثرن هذا وقفت مستعينة بالغصن والشجرة التي بجوارها فأحست بدوار في رأسها وصاحت قائلة له
" ماذا ستفعل "
لم يجبها مارتن واتجه يمشي بلامبالاة نحو جولارى معطياً لها ظهره
"أنت لن تقتلها أليس كذلك؟"
أخذ مارتن نفسا عميقا ثم قال موضحاً لها
" أنها تحتضر يا كاثرى وعلي أن أقتلها لترتاح"
ثم دوى صدى إطلاق النار الأولى ثم الثانية وأخيراً الثالثة في أذني كاثرن التي قالت في هدوء غير مصدقة ما يحدث وعيناها في ظهر مارتن
"لا... قل أنك لم تقتلها قل لي أني أحلم"
أجابها ولم يلتفت لها وبصره أمامه
"أنت لا تحلمين يا كاثرى"
كان صوته بارداً وحشياً فوقعت كاثرن على الأرض مغشياً عليها التفت مارتن خلفه ورائها ملقاة على وجهها أسرع نحوها ونزع معطفه الجلدي الذي يصل إلى منتصف ساقيه ودثرها به ثم حملها بين ذراعيه تجهم وجهه وهو يتأمل وجهها الشاحب المتسخ وشعرها المبتل الغير مرتب أخذ نفس عميقاً وازداد تقطيب حاجبيه ثم أمتطى صهوة جواده وعاد إلى بيت السيد ألبرت الذي لم يذق النوم طيلة الليل...
رد مع اقتباس