رحلة الحياة طويـــــلة بكل ماتحويه الكلمة من معنى
تحمل في طياتها العديد من المفاجئات والأسرار
منها ماقد يبهجنا .. وكثير ماقد يصدمنا يؤلمنا يكسرنا ويهشم بقايا أحلامنا
ويظل الأمل رغم ذلك كله
يفرض نفسه على كل تلك الصعوبات ليحولها الى نور يتغلغل بالظلمة فيحيي البسيطة
في لحظات كان اليأس حاكمها فتمردت عليه
لهذا السبب فقط .. ظللت أحمل الأمل في قلبي
آملة أن ينير قلبي المظلم
ويعيد الحياة بعروقي التي ماعادت تنبض منذ فراقهم
براعــم زهرة الكـــرز
الفصل الأخيــــــر \ الجزء الأول
" وداعاً ياربيعي الأجمل "
أين أنا
وقد وأدتني الذكريات
وساقتني لمتاهات القبور المظلمة
حيث الوحدة والظلمة
حيث لاوقت للحنين
فقط .. تلك الحرية المستحيلة
ستخرجني من مقبرتي
سارت تثقلها أعباء الحياة .. حائرة تائهة
عيناها تسافران بين الحقول والسهول .. وقلبها يصارع الوحشة والغربة
ودونما ادراكٍ لسانها كان يتمتم بضياع
" أين أجدها .. رباه ساعدني .. فلورنس طفلتنا فقدتها .. أين أنتِ صغيرتي "
دارت حول نفسها ببطء تنظر حولها بعدما يئست البحث
من أين تبدأ وأين تنتهي ..؟!
جلست على الأرض بجسد متعب أنهكته الصعاب ودموعها متحجرة بمقلتيها
تبحث عن السبيل للخلاص .. الخلاص من حاضرها الذي يأبى أن يرحمها
بينما قلبها يهتف وقد غلفته الوحدة وهاجمه الحين
" فلورنس كيف تختفي حينما أحتاج وجودك .. اشتقت لك .. أنا أفتقدك بشدة "
صوبت ناظريها نحو السماء ترسل دعواتٍ صادقة علها تخلصها من محنتها
وقد تحررت دموعها وعادت تبحر على وجنتيها كما لو كانت قد اعتادت ذلك
فبات البكاء .. مؤنسها !
- هانا تحب النهر دائماً تأتيه .. وكذا الينبوع الدافيء هناك
- حسناً لنبحث ونرى
- ام
قالت ذلك بخوف وتبعته بينما كان يبحث بجد عن أي أثر لها دونما جدوى
وكأنما هي ابرة ضائعة بكومةٍ من القش
أسرعت ماإن شاهدت بعض الرجال يسيرون قريباً منهم لتسأل بلهفة وقلق : عمي عمي هل رأيت شقيقتي هانا ؟
نظر نحوها ذلك العجوز بنظراتٍ حانية بينما يفكر : كيف تبدو ؟
- لها شعر قصير وهي قصيرة وبلهاء
- ليس هكذا هارو
قال ذلك تاتسو مؤنباً بلطف وسرعان مالتفت للعجوز يصفها بهدوء :
عيناها بندقيتان صغيرتان ذات بشرة موردة وشعر قصير ترتدي ثوباً زهرياً
أخذ العجوز يفكر قليلاً حتى قال وكأنما تذكر شيئاً ما : أظنني رأيتها .. انها ابنة فلورنس صحيح ؟ كانت تسير بمحاذاة النهر منذ نصف ساعة أظن
صرخت هارو بانفعال : رأيت قلت لك انها تحب النهر
ابتسم بهدوء وهو يومأ ايجاباً : شكراً لك سيدي
أسرع كلاً منهما لبدأ البحث بعدما شكرا العجوز بلباقة
آملان أنها لم تبتعد أكثر بعد !
بينما كانت هارو تهتف وهي تسرع خلف تاتسو: إن ماتت هانا سأكون السبب صحيح .. وستكرهني أمي
التفت لها تاتسو وقد رفع حاجبيه متعجباً : لما تتفوهين بمثل هذه الحماقات ؟
أجابت بطريقتها الدرامية : ماذا لو أنها شعرت باليأس لأنني كذبت وظنت أني افتضحتها حين بللت ملابسها ثم ذهبت للنهر لتغرق نفسها لذلك لم نجدها بجانب النهر هي ألقت بنفسها في داخله صحيح هانا ماتت أليس كذلك .. آه أختي المسكينة ماتت بسببي بسببي أنا وأمي ستكرهني وأبي ليس هنا ليحميني
لحظاتٍ حاول فيها استيعاب ماقالت الا أنها بدأت تبكي وتصرخ بتحسر وندم
- أأنتِ جادة ؟ خيالية للغاية أنتِ
تنهد بعمق حالما أدرك أنها لاتسمعه واقترب منها مربتاً على رأسها
- كفى .. لن يحدث لها شيء ثقي بي .. هانا بخير انها تلعب لعبة الاختباء وحسب
نظرت له بسرعة قائلة بين شهقاتها : أصحيح هذا ؟
أومأ لها بالايجاب بثقة فتنهدت بارتياح : إن كان الأمر هكذا فسأضربها
ابتسم ضاحكاً وأعقب بلطف : فلنجدها أولاً اذاً
بعزم هتفت وهي تسبقه بخطواتٍ واسعة : سأبدأ أنا
بينما شيعتها نظراته الهادئة وابتسامته تزين شفتيه ثم تبعها بسرعة
[/color]