الموضوع
:
ذهبية :: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .
عرض مشاركة واحدة
#
348
11-09-2013, 09:42 PM
آدِيت~EDITH
دموعٌ لامست ذلك العشب الندي .. وشهقاتٌ اخترقت سكون الطبيعة
صوتٌ جذب ذلك القروي لتلك البقعة الصغيرة .. ليكشف طفلةً اختبئت فيها خلف شجرة أرْزٍ ضخمة
اقترب منها خطواتٍ ينظر بحيرة وتساؤل .. وسرعان ماعرفها ماإن وقف أمامها
- مالذي تفعلينه هنا ياصغيرة ؟
بفزع نظرت له وهي تعيد ظهرها للخلف محاولة الهرب الا أنه أمسك كتفيها برفق مطمئناً
- لن أؤذيكِ صغيرتي .. أولستِ ابنة آرياكو ؟ لما تختبين هنا ؟
ظلت تبكي بلا انقطاع وقد غطت عينيها بكفيها فتنهد بيأس ضجراً
- ألا تملين البكاء ؟
بصوت متقطع متحشرجٍ قالت : لا أحد .. يحبني
حدق بها ملياً مستفهماً متسائلاً .. وانحنى ليتخذ مكانه بجوارها جالساً
- مشكلة مع أمكِ ؟
أومأت بالنفي ولما تزال تبكي فأعاد السؤال مستخدماً متهماً آخر : اذاً شقيقتكِ ؟
أومأت مجدداً بالنفي ثم أنزلت كفيها وأسدلتهما على ثوبها وهي منكسة طرفها محاولة أن تستوقف دموعها
بينما هدأ ليستمع لها فهاهي ذا تجد الخلاص أخيراً لتبث مابداخلها لذلك الغريب الذي لن يفتضحها
-امم هذا الطبق يبدو مألوفاً .. أستطيع تمييز السمك فيه
- إنه السوشيمي .. وهناك أنواع أخرى منه ... يزداد سعره ارتفاعاً بحسب جودة السمك المستخدم فيه وحجمه
سرد تلك المعلومات بفتور وهو يمسك أعواد الطعام وينظر لطبقه الذي لم يأكل منه شيئاً بعد
بينما همهم الآخر بفهم وهو يتذوق لقمة أخرى من ذلك الطبق الغريب عنه
وماإن ابتلعها حتى التفت لشقيقه مجدداً وهو يقول : يجب أن تأكل لتشفى سريعاً فلا وقت نملكه لنضيعه
جحده بنظرةٍ ساخطة وهم بالنهوض لولا أن أمسك جيلبرت يده بسرعة
- كف عن هذه التصرفات الطفولية .. أوكأنني أتحدث من أجلك ؟
- لم أطلب منك الاهتمام بي
- أظننا اتفقنا على كل شيء لما تكابر الآن وتتذمر ؟
- هذا يكفي .. أرجوك أنا بحاجة لأن أبقى بمفردي
- وكم من الوقت ستحتاج لهذا ؟ ظللت صامتاً بمفردك لوقتٍ طويل .. مالفائدة التي جنيتها من ذلك
- يكفي يكفي
صرخ بذلك غاضباً وقد أبعد يده وسار نحو النافذة ليفتحها بقوة ويفرغ ثقل قلبه بتنهيدة قوية عميقة
ثم اتكأ بيديه على سور النافذة متأملاً السماء المتلبدة المظلمة
بينما نظر جيلبرت نحوه يائساً حائراً يبحث عن طريقة تمكنه من اقناع شقيقه العنيد
هيمن الصمت على الأرجاء لفترة حتى أنهى جيلبرت طبقه ونهض بهدوء متجهاً صوب أخيه
والذي ماان شعر بدنوه حتى مسح تلك القطرات التي بللت وجنتيه
- اوه رباه .. أتبكي ؟
أشاح بوجهه للناحية الأخرى فاقترب منه أكثر ونظر له ملياً بصمت
واذا به يباغته بلكمة توقعه أرضاً بينما هو في ذهولٍ شديد
والآخر استكمل صارخاً به :
أتعلم ؟! لو كنت مكانها لما وافقت على طفل مثلك ليكون رباً لعائلتي
لما ائتمنته على صغاري ولما سلمته نفسي .. تبكي ؟!
بدلاً من أن تبحث عن حلٍ جذري لمشكلتك أنت تبكي و تكتئب وحسب
لن أظل أربت على رأسك وأخفف أوجاعك التي بنيتها بنفسك
ولن يتمكن أحدهم من محو جروح صنعتها بسكينك
إن كنت رجلاً وإن كنت متعلقاً بهم الى هذا الحد اذهب واصرخ بالجميع أنك القاتل
اعترف وأخبرهم بأسبابك وتحمل نتائج أفعالك الطائشة ولحظات جنونك !
ظل فلورنس مطأطأً برأسه ويده على موضع الصفعة يستمع بصمت بينما أكمل جيلبرت بحدة :
كنت أحمقاً حين أضعت وقتي من أجل شخصٍ لايستحق ..
كل ماينتظره هو ان يجيئه الخلاص على طبقٍ من ذهب دون أن يبذل أدني مجهود ..
الحياة ليست هكذا ولم تكن يوماً هكذا .. إن لم تسعى لإسعاد نفسك فلا حق لأحدٍ بفعل ذلك نيابة عنك
توجه للباب فاتحاً اياه وقبل أن يخرج أدار طرفه لشقيقه ليقول : حينما تقرر ماتريد فعله أخبرني ..
سأكون في الغرفة المجاورة .. مساء الغد سأعود لبريطانيا لذا قرر بسرعة ماإذا كنت ستلحق بي أو ستبقى
استدار بعدها خارجاً مغلقاً الباب من خلفه بينما ظل فلورنس بصمته يفكر بذلك القرار المصيري
الذي سيقلب حياته رأساً على عقب!
آدِيت~EDITH
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى آدِيت~EDITH
البحث عن المشاركات التي كتبها آدِيت~EDITH