الفرق بين الإيثار والسخاء والجود: | | | | الفرق بين الإيثار والسخاء والجود:
ذكر ابن القيم رحمه الله فروقاً بين كل من السخاء والجود والإيثار مع أنها كلها أفعال بذل وعطاء, قال ابن القيم رحمه الله: وهذا المنزل – أي الإيثار-: هو منزل الجود والسخاء والإحسان وسمي بمنزل الإيثار لأنه أعلى مراتبه فإن المراتب ثلاثة:
إحداها: أن لا ينقصه البذل ولا يصعب عليه فهو منزلة السخاء.
الثانية: أن يعطي الأكثر ويبقي له شيئاً أو يبقى مثل ما أعطى فهو الجود.
الثالثة: أن يؤثر غيره بالشيء مع حاجته إليه وهي مرتبة الإيثار
جاء رجل جائع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد،
وطلب منه طعامًا، فأرسل صلى الله عليه وسلم ليبحث عن طعام في بيته،
فلم يجد إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من يُضيِّف هذا الليلة رحمه الله، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله
وأخذ الضيفَ إلى بيته، ثم قال لامرأته : هل عندك شيء؟
فقالت: لا، إلا قوت صبياني، فلم يكن عندها إلا طعام قليل يكفي أولادها الصغار،
فأمرها أن تشغل أولادها عن الطعام وتنومهم، وعندما يدخل الضيف تطفئ السراج(المصباح ،
وتقدم كل ما عندها من طعام للضيف، ووضع الأنصاري الطعام للضيف،
وجلس معه في الظلام حتى يشعره أنه يأكل معه، وأكل الضيف حتى شبع،
وبات الرجل وزوجته وأولادهما جائعين.
وفي الصباح ذهب الرجلُ وضيفه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال للرجل:
(قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة) [مسلم].
ونزل فيه قول
الله -تعالى-: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [الحشر: 9].
والخصاصة: شدة الحاجة. | | | | |
التعديل الأخير تم بواسطة ودقرشي ; 11-16-2013 الساعة 07:05 PM |