عرض مشاركة واحدة
  #248  
قديم 11-16-2013, 10:43 PM
 
الفصل الثاني عشر

.













.




مدخل الفصل :

عندما تنهار معاني الإخلاص والوفاء .. ذلك القسم الذي أنشدته القلوب لتعلن عن إرتباطها الأبدي ولكن مالذي قد يعكر صفو تلك القلوب .. ما هو الأمر الذي قد يجعل الوفاء والإخلاص تختفي في عدة دقائق على خلاف العديد من السنوات التي إحتاجتها هذه العلاقة للتكون !


دخل الجميع إلى تلك الغرفة حيث تجمدوا جميعاً عندما شاهدوا جاك يقف خلف المكتب الذي جلس عليه دانيل وهو يعيد كتابة تلك الأوراق بالرغم من الدماء التي كانت تسيل من يديه .
لويس بشيء من التردد : ماللذي فعلته ؟
جاك بحدة : ماذا برأيك ؟ عليه أن يعيد كتابة هذه الأوراق .. بكل حال سأعود بعد قليل وأفضل أن تكون هذه الأوراق قد إنتهت .
هنري بتردد : س ... سيدي .. هل تأذن لي .. بأن أقوم .. بكتابتها بدلاً منه ؟
جاك وهو يغادر : لا يهمني الأمر .. المهم أن يكون الخط واضحاً .
إنحنى الجميع له وهو يخرج من الغرفة وما إن غاب عن أنظارهم :
لويس بقلق : دانيل هل أنت بخير ؟
هنري : أعطني إياها سأعيد كتابتها أنا .
دانيل بصوت لا يُكاد يُسمع : شكرا لك .
لينهض من مكانه ويعود إلى فراشه .. حيث أغمض عينيه بهدوء غريب بعدها .. مرت عدة دقائق كان أصدقائنا ينظرون إلى بعضهم البعض بقلق .. فتح دانيل إحدى عينيه وهو ينظر إلى لويس الذي كان يعالج إصابته بالسوط .. فقد ضربه جاك على يديه به ما إن دخل على الغرفة .
لويس : آرثر عد إلى غرفتك لتنال قسطاً من الراحة .
آرثر وهو ينحني : شكرا لك سيدي .
لويس بإبتسامة : لا بأس .
غادر آرثر الغرفة وهو يشعر بإنقباض غريب في قلبه لاسيما عندما رأى تلك الإبتسامة على وجه لويس .. شعور قاتل تملكه ورغبة عارمة في البكاء .. هل ما سيفعلونه خيانة له .. ولكن هل يوجد أي طريقة أخرى .. هذا القرار سيكون أصعب عليهما .. ولاسيما أنه طلب مقابلتهما هذه الليلة .. لماذا يشعر بأن مصيبة ما في الطريق إليهما .
في الغرفة :
هنري : لقد إنتهيت الآن .
لويس بهدوء : جيد .. لقد نام دانيل أخيراً .
فُتح باب غرفة دانيل بقوة فجأة لتدخل دورثي وتضم شقيقها وهي تبكي بشدة .
لويس بقلق : صغيرتي .. دورثي ماذا حدث ؟
دورثي ببكاء : لقد فقد عقله .. أقسم لك أن أبي قد فقد عقله .
لويس : دعينا نغادر هذه الغرفة .. قبل أن يصحوا دانيل .
دورثي وهي تبكي : أرجوك .. عليك أن تقنعه .. لا أريد ذلك .. أخي أقسم أنني لا أريد ذلك .
لويس وهو يمسح على شعرها : صغيرتي ماذا حدث ؟ إستمعي لي .. تباً هنري من فضلك هلا أحضرت لها كوباً من الماء .
هنري : بالطبع .. امرك سيدي .
لويس : والآن أخبريني ماذا حدث .. أرجوكِ لماذا تبكين ؟
دورثي وهي تمسك بقميصه : لويس .. عليك أن تخبره بأنني لا أريد ذلك .. لا أريد لماذا لا يرغب في أن يستمع لي ؟ أنا خائفة .. لويس .. إنه لا يفهمني أرجوك .
لويس بقلق شديد : عن ماذا تتحدثين أخبريني رجاءاً ؟
دورثي : إنه .. لقد قرر أن .. يعلن خطوبتي على ماركوس ..خلال الأسبوعين القادمين .
لويس وهو ينهض : ماللذي قلته ؟ كيف يتخذ قراراً كهذا دون الرجوع إلينا به ؟
دورثي برجاء : أرجوك لويس .. لا أريد .. أقسم لك لا أريد .
لتضع رأسها بعدها على صدر شقيقها الذي كان يمسح على شعرها حتى نامت . فتح دانيل عينيه وعدل في جلسته ..
دانيل : ماللذي حدث له ؟
لويس : آسف لإننا أيقظناك .
دانيل : لا تهتم ولكن ماذا يحاول والدك أن يفعل بإتخاذه قرارات مثل هذه ؟
لويس بتنهد : لا اعلم .. لقد كان يتصرف بطريقة جيدة منذ وصولك إلى القصر ولكن ماذا حدث الآن ؟
دانيل بشيء من الحيرة : لا أعلم ولكن يبدوا أنه قد فقد عقله حقاً هذه المرة .
لويس بإنفعال : أنت من فقد عقله دانيل .. ألن تكف عن تهورك هذا ؟
دانيل بإبتسامة : لا أظن أنني سأكون قادر على ذلك .
لويس بيأس : لا أمل منك صحيح ؟
دانيل : ومن يعلم ؟
لويس بغضب : لماذا ماركوس ؟ ألم يجد من هو أفضل منه ؟ تبا لهذه القرارات المتسرعة .
دانيل وهو يزيل الغطاء عن جسده : لا بأس خذ الأميرة إلى غرفتها لترتاح .. سأذهب لأكمل عملي .
لويس بإعتراض : لا .. لايمكنك فعل ذلك دانيل .. لازلت متعباً .
دانيل بإبتسامة : لا بأس سيدي سأكون بخير .
لويس بإنزعاج : منذ متى تناديني بسيدي ؟
دانيل : أنا أعتبرك سيداً لي حقاً لويس .. منذ طفولتنا .. لإنك كنت أكثر من مجرد إبن سيدي .
لويس بإبتسامة : تعني صديقان صحيح ؟ أتمنى لو أن آرثر وهنري يمتلكان أسلوبك
دانيل بإبتسامة : إنهما رسميان فقط .. ثق بي إنهما يعتبرانك أكثر من مجرد سيد لهما أيضاً .
لويس : أتظن ذلك حقاً ؟
دانيل : بل أنا واثق من ذلك .
لويس : أنت تعلم أنني قضيت طفولتي بأكملها معهما .
دانيل : أجل لقد عينهما سيدي الحاكم خادمان لك .
لويس وهو يقطب حاجبيه : ليس خادمان بل وصيفان .
دانيل : ههههههههههه , أنت تجمل هذه الألفاظ فقط .
لويس : لا يهم .. سآخذ دورثي إلى غرفتها وأذهب للتحدث مع أبي .
دانيل : كما تشاء .

..........
في قاعة العرش :
جاك : هذا جيد لقد إنتهيت أخيراً .. أحسنت هنري .
هنري وهو ينحني : شكرا لك سيدي .
جاك : إذن ألم تنتهيا من التفكير في ذلك الموضوع ؟
آرثر وهو يخفض رأسه : لا سيدي .. نحن .. أعني .. لا يمكننا إتخاذ مثل هذه القرار بسرعة .
جاك بغضب : ألا تفهمان ؟ أنا الآن أقوم بإستشارتكما ولكنني أقسم أنه إن لم تتخذا قراركما قبل المساء .. سأتخذه أنا .
آرثر وهنري : أمرك سيدي .
دانيل : والآن ما كل هذه الضجة هنا ؟
جاك بحدة : من أذن لك بمغادرة فراشك ؟
دانيل بملل : لا أرى أنني بحاجة لملازمة الفراش .. فأنا بخير تماماً لا تقلق
جاك : لست قلقاً .. ولكن إياك أن تعصي أوامري أتفهم ؟
دانيل وهو يتنهد : أمرك سيدي .
إليزابيث : أخي جاك .. نحن سنغادر الآن .
جاك : لا .. إنتظري حتى الغد .
إليزابيث : ولكن ....
جاك : هذا أمر إليزابيث !
إليزابيث : أمرك .
جاك بحدة : ساعة واحدة وسيكون عليكما إخباري بقراركما أتفهمان ؟
رفع آرثر نظره إلى سيده .. ليرى نظراته الغاضبة ما ألجمه عن الكلام .
هنري : ولكنك قبل قليل قلت أننا ...
لم يكمل هنري جملته فقد تلقى صفعة قوية أسقطته أرضاً .
آرثر بقلق : سيدي .. أمرك .. سنفعل ما تشاء لكن لا تغضب .
نظر جاك إلى آرثر ليبتعد عن هنري بعد أن كان ينوي جلده بالسوط ..
جاك ببرود : إذن أتوقع رؤيتكما بعد ساعة مع قراركما صحيح ؟
آرثر وهو ينحني : أجل سيدي .

..........
غادر كل من آرثر وهنري تلك الغرفة ليتوجها بعدها إلى حديقة القصر :
هنري بإنفعال : لا تقل لي أنك ستقبل بعرضه أيضاً ؟
آرثر بإبتسامة : إهدء قليلاً يا أخي .
هنري : ألا تفهم ؟ آرثر هو .. لقد فقد عقله ... لماذا عليها أن تعلم الحقيقة ؟ يمكننا الإستمرار بالعيش بهذه الطريقة .. أعني ...
تنهد آرثر وهو ينظر في عيني أخاه الأصغر الغاضبتين .
آرثر بهدوء : ولكن خيار أن نستمر بالعيش دون أن يعلم أحد بالحقيقة لم يكن متاحاً من قِبل سيدي .
هنري : ومن يهتم .
آرثر وهو يضع يده على خد شقيقه المُحمر : أنا أهتم هنري .. لا أريد أن تعاقب بسبب غضبك هذا .. أرجوك .
أبعد هنري عينيه عن آرثر ..
هنري : وماذا عن سمو الأمير ؟ ماهي ردة فعله برأيك ؟
آرثر : أظن أنه سيغضب بشدة .. لاسيما إن كان ردنا سلبياً بالنسبة له .. سيغضب ويعتبرنا ربما مجرد خائنان .
هنري : تماماً .. تباً إنه يثق بنا .. لماذا سيكون علينا كسر هذه الثقة .. أجبني ؟
آرثر : هذه هي رغبة والده صحيح ؟
هنري : أجل رغبته هو .. ولكنه سيكرهنا نحن .
دانيل بشيء من التردد : هل يمكنني أن أفهم ماذا يحدث هنا ؟
حول الشقيقان نظرهما على دانيل .. حيث أشاح هنري وجهه بينما إبتسم آرثر بدوره له .
آرثر : أحقاً ترغب في أن تؤلم رأسك ؟
دانيل بإبتسامة : ربما يمكنني مساعدتكما بطريقة ما .
آرثر : لا داعي لإزعاج نفسك حقاً دانيل .
دانيل : لا يمكنني تجاهل أنكما حزينان لسبب ما .. أرجوكما ربما أكون ذا فائدة لكما
هنري وهو يتنهد : أنت تعلم بأن سمو الأمير يحب إيزابيلا صحيح ؟
دانيل بشيء من الحيرة : أجل أعلم ذلك .
هنري وهو يخفض رأسه : وقد وافقت هي على الزواج منه .. ولكن لا أحد منهما يعلم بالحقيقة .. فقط سيدي الحاكم وشقيقته إليزابيث .. حتى نحن لم نكن نعلم .. لو كنا نعلم لما وافقنا سيدي على رأيه .
دانيل بحيرة أكبر : أي حقيقة ؟
آرثر بشيء من الألم : قبل أحد عشرة عاماً .. قُتل والدينا في المعركة .. لقد كانا جزءاً من الثوار .. لا من جنود الحاكم .
دانيل : من الثوار ؟؟ أأنت جاد ولكن أنا ... أعني الجميع يعلم بأنهما ماتا دفاعاً عن الحاكم !
آرثر بإبتسامة شاحبة : أجل .. كان هذا بسبب إتفاقنا مع سيدي الحاكم .. دانيل .. لم أكن أنا وهنري وحدنا فقط .. لقد كنا ثلاثة .. كنت أنا في الخامسة عشرة من عمري .. وهنري في الثامنة .. بينما أختنا الصغرى في الرابعة من عمرها .
دانيل : أختكما ؟!!
هنري : عندما أمسك بنا جنود الحاكم تشبثت أنا بآرثر وكذلك فعلت هي لقد قاموا بإلقائنا في إحدى الزنزانات حتى أتى موعد مقابلته لنا .. فهو كان يقابل الأطفال على ترتيب رُتب أبائهم في المعركة .
آرثر بحزن طفيف : لقد إتفقنا على أنه .. إن هو إعتنى بأختنا الصغرى .. فأنا وهنري سنعمل لديه إلى الأبد ودون أي مقابل .. وسيعلم الجميع بأننا لم نكن من الثوار بل من حراس الحاكم .
دانيل بشيء من التأثر : وأختكما تلك هي إيزابيلا ؟
هنري : أجل .. لقد كان شرطه منذ البداية أنه ما إن يأخذ أختنا لن نعلم عنها أي شيء .. فقط أنها بخير .. أخبرنا بأنه سيخبرنا إن مرضت أو حدث لها أي مكروه فقط .. دون أن نعلم حقاً من تكون ومن هي الأسرة التي تبنتها .
آرثر : أخر ما توقعته أن تكون أخته هي تبنتها .. لم نعلم بذلك إلا عندما قرر لويس الإرتباط بها .
دانيل : وماذا يريد منكما الآن ؟
هنري بغضب : يريد منا أن نخبرها بالحقيقة .. ثم نقرر هل تتخلى عن لويس وتبقى معنا نحن أم تتخلى عنا وتبقى مع لويس .. وبكلتا الحالتين .. إن تخلت عن لويس فسيكون عليها وعلى أحدنا مغادرة القصر إلى الأبد .. وإن تخلت عنا .. فيجب عليها أن تتعلم أن لا تعاملنا كأخوان وأن لا تتضح الشفقة في عينيها .. لإنه سيقوم بقتلنا إن حدث ذلك .
آرثر : إهدء أرجوك .
دانيل بإنزعاج : كيف يفكر ذلك الأبله ؟ أعني إن كان لا يريد أن يحدث هذا .. لماذا أخبركما بالحقيقة ؟ ولماذا تخبرنها بها ؟ تباً له .. أنتما الإثنان ضحيتما بحريتكما وحقوقكما فقط من أجلها .. حتى تعيش هي بسعادة وراحة .. كيف يطلب منكما أن ...
آرثر : ليتها تتخلى عنا وتختار سيدي لويس .. حينها سوف نغادر هذه القلعة فقط .
هنري : ولكنه لن يسمح لنا بالرحيل بسهولة .. لقد سمعت ما قاله يريد من أحدنا البقاء هنا .
دانيل : حسناً إنه مجنون .. ولكن هنري إهدء قليلاً حتى لا تعاقب إتفقنا ؟
هنري : كيف أهدء ؟ إنه ينوي إبعادنا عن بعض ..إلى الأبد .
دانيل : ولكنها أختكما أيضاً .. لا بأس إن علمت هي بالحقيقة .
آرثر : كيف أخبرها دانيل ؟ هل أظهر فجأة أمامها وأقول لها أنتي أختنا نحن .. لا تنتمين إلى طبقة النبلاء .. بل إلى طبقة الخدم وربما أقل أيضاً ( أخفض آرثر رأسه أكثر وهو يكمل ( : ما هي ردة فعلها برأيك ؟ ستكرهنا إلى الأبد .. سوف .. نحطم لها أحلامها كلها .. أنا لم يعد لدي أي شيء لخسارته سواهما .. ولكن هي لازال لديها أحلام .. كيف تريد مني أن أقضي على أحلامها ؟ ( رفع رأسه وهو ينظر لدانيل وقد إمتلئت عيناه بالدموع ) : ألا يكفي أنني لم أتمكن من حماية أحلام هنري أيضاً ؟
هنري بحزن : أخي .. أنت هو كل ما أحتاجه لذلك إهدء .. أن تكون بخير هو كل ما أرغب به .. أقسم لك بذلك .. وأن تكون تلك البلهاء سعيدة .. دانيل نحن لا نريد إلا أن تعيش بقية حياتها بسعادة .. لقد تألمنا لبعدها عنا .. في كل مرة أذكر صوت بكائها عندما أخذها سيدي منا أشعر بالإختناق ولكن ... لا أعلم الآن .
أخفض دانيل رأسه وهو يشد على قبضة يده بغضب شديد .
دانيل : كيف يجرأ ؟ كيف ؟
لم تكن إلا لحظات حتى سمعوا صوت بكاء أحدهم ..
آرثر بدهشة : ت .. تباً .. منذ متى وأنتي .. هنا ؟
نظرت إليه والدموع تسيل من عينيها بغزارة .. حاولت أن تتحدث ولكنها لم تستطع إلا أن تجلس على ركبتيها وهي تضع يدها على وجهها .. لمحاولة فاشلة في منع دموعها من الإنهمار .
أغمض كل من آرثر وهنري عينيهما وهما يشعران بالعجز الشديد .. كيف سيساعدناها وهما لا يعلمان سبب بكائها حقاً .. أتبكي لأجلهما ؟ أم بسبب الحقيقة التي ظهرت من العدم ؟ .. هل تتمنى الآن رحيلهما وإلى الأبد أم ماذا ؟
دانيل : أرجوكِ آنستي إهدئي قليلاً .
حاول دانيل أن يمسك بها إلا أنها بدئت بالركض متجهة إلى داخل القصر .
آرثر : والآن ماذا ؟
دانيل : لا أعلم .. أنا حقاً آسف .

..........
في مناطق الكنيسة :
جاكوب : ما قولك هل تقبل بهذه المهمة ؟
أدريان بشيء من الحيرة والقلق : ولكن أخبرني .. لماذا تنوي خيانة سيدي فرناندو الآن ؟
جاكوب بإنزعاج : لا أنوي خيانته يا أبله .. ولكن ألا تشعر بالفضول لمعرفة سر تلك الغرفة !
أدريان بفضول : بلى .. أعني لقد قلت أنت بأنها موجودة على اليسار في حديقة الكنيسة .. وأنك لعبت بالتمثال المصنوع بجانبها فوقعت داخل الغرفة صحيح ؟
جاكوب : تقريباً .. فأنا سقطت في ممر يؤدي إلى تلك الغرفة ولكن ما إن وصلت عند بابها حتى .. أمسك بي .. وطلب مني عدم الدخول إلى هنا وأن لا اخبر أحداً ما وإلا قتلني .
أدريان بتوتر : هذا يعني فشلي في إستكشاف هذه الغرفة سيؤدي إلى قتل كلانا !
جاكوب : تماماً .
كاثرين : و .. ولكن هذه مخاطرة كبيرة .
جاكوب بإبتسامة : لقد قمت بتدريبك على القتال صحيح ؟
كاثرين : اجل لماذا سيدي ؟
جاكوب : ستأتين معنا .
أدريان : اتعني أنك سترافقني ؟
جاكوب : بالطبع يا أبله .. فسيدي سيعلم أنني من أرسلك .. لإنه لا أحد يعلم بأمر هذه الغرفة سواي أنا فقط .
أدريان : إذن قبل أن نبدأ بتنفيذها نحتاج إلى خطة محكمة .
جاكوب : أجل .. سنبدأ بإعدادها قريباً جداً .
كاثرين وأدريان : كما تشاء .
ليغادر جاكوب المنزل بعدها .
أدريان بإبتسامة : يبدوا الأمر ممتعاً .
كاثرين : أأنت جاد ؟
أدريان : اجل .. أعني على ماذا تحتوي تلك الغرفة برأيك ؟ ولماذا يمنع أي حد من الدخول لها ؟
كاثرين : وكيف لي أن أعلم ؟
أدريان : لابد أنها تحتوي على بعض أسراره .. لطالما كان سيدي شخصاُ غامضاً .
كاثرين : أشعر بأنك لم تعد أنت بطريقة ما .
أدريان بإبتسامة واسعة : أنتي مخطئة .. فأنا أخيراً عُدت لنفسي .
لم تفهم كاثرين أي حرف من كلام أدريان لذلك فضلت الذهاب وإكمال أعمالها اليومية .
أدريان : مهلاً هل أساعد ؟
كاثرين بإبتسامة : لا شكراً .
أدريان : ولكنني أشعر بالملل .
كاثرين : عد إذن إلى فراشك .. فأنت لازلت متعباً .. كما أن حرارتك لم تنخفض تماماً .
أدريان بإنزعاج : ومن يهتم لذلك .. أنا أشعر بأنني بخير وهذا يكفي .. سيدي قال لي أنه لا يريد رؤيتي لأسبوع كامل .
كاثرين بملل : لقد قال لك ذلك حتى تنام في فراشك .
أدريان وهو يضحك بخفة : سيدي يريد أن أرتاح .. هيا كاثرين منذ متى وهو يهتم أساساً بما يحدث لي ؟
كاثرين بصوت مرتفع قليلاً : أقسم بأن تلك الإصابة أثرت على دماغك .
أدريان : لا بل أيقظته .. تباً دعينا مني .. ما رأيك لو أخبرت جاكوب عن صراخك علي ؟ أقسم بأنه لن يصدقني .
كاثرين بإحراج : أصمت فحسب أرجوك .
أدريان بإبتسامة : حسناً آسف .. سأعود إلى غرفتي المملة .. ربما أجد شيئاً ما لقرائته .
كاثرين : تعني ربما أجد كتاباً ما لقرائته .
أدريان : لا يهم .

..........
عودة إلى القصر :
دورثي بشيء من القلق : أخبريني إيزابيلا ماذا حدث لكِ الآن ؟
لم تجبها إيزابيلا بل أبقت رأسها مدفوناً بين ذراعي دورثي .
دورثي : هيا لقد أيقظتني من نومي وأنتي الآن تجعلينني أشعر بالخوف الشديد .
لويس بقلق : ماذا يحدث هنا ؟
دورثي : لا أعلم .. ولكنني إستيقظت عندما تشبثت بي وبدئت بالبكاء .
لويس : إيزابيلا ما بك لماذا تبكين ؟
لم تجبه إيزابيلا بل بقيت على حالها إلا أن وضع يده على شعرها .. قامت بإبعاد يده بقسوة .
لويس بدهشة : م .. ما بك ؟
رفعت عيناها أخيراً ونظرت للويس بكره شديد ..
لويس بتردد : إيزابيلا .. ماذا حدث لكِ الآن ؟
إيزابيلا بخفوت : أكرهك .. وأكره كل الأشخاص هنا .. أقسم بأنني أكرهكم جميعاً .
حاول لويس تهدئتها إلا أنها كادت أن تقوم بصفعه قبل أن يتدخل آرثر .
آرثر بحزن عميق : إهدئي فقط .. أرجوكِ .
إيزابيلا وهي تمسح دموعها : أخرجني إذن من هنا .. أرجوك .. أخرجاني من هنا
هنري بألم : عليكي أن تفكري بالأمر جيداً أرجوكِ .. لا يمكنكِ أن تتراجعي عن قرارك لاحقاً .
آرثر : إنه محق .. أنتي غاضبة الآن .. لذلك إتخاذ القرارات بهذه الحالة ...
إيزابيلا بصراخ : قلت لكما أخرجاني من هنا ..
صمت كل من في الغرفة بينما عادت هي لبكائها المرير .. الصمت كان عنوان هذه الغرفة إلى أن ...
جاك : أهذا هو قراركِ النهائي ؟
إيزابيلا وهي تمسح دموعها : أجل .. أريد أن أعيش معهما .. مع أخواي .. لا مع أي أحد آخر .
جاك : أتعلمين ما هي الحياة خارج منطقة النبلاء إيزابيلا ؟
إيزابيلا : لا يهمني ذلك .. أعني أنا ولدت خارج حدود هذه المنطقة .. وعيشي بها بضع سنوات لا يغير حقيقة أنني ولدت من العامة صحيح ؟
جاك : كما تشائين .. آرثر سيكون عليك أن تجد مكاناً ما لإيزابيلا و هنري قبل مغادرتهما القلعة .. ثم ستعود إلى هنا .
آرثر وهو ينحني : أمرك سيدي .
هنري : سيدي لماذا على آرثر أن يبقى هنا ؟
جاك : لإنها أوامري أنا .
إيزابيلا : ولكن لا يحق لك فعل ذلك .. فأنت سوف ...
جاك بحدة : صحيح أنني لا أقوم بإيذاء الفتيات .. ولكنني واثق بأنكِ لا ترغبين بأن يتعرض أحد من أخواكي إلى العقاب بسببك صحيح ؟
نظرت له بحدة قبل أن تخفض عينيها .. غادر جاك الغرفة وتبعه دانيل بينما غادرت إيزابيلا الغرفة أيضاً وتبعتها دورثي لتفهم ما يحدث منها .
لويس بصدمة : ماذا حدث ؟
أخفض كُل من آرثر وهنري رأسيهما بحزن شديد دون أن ينطق أي منهما بحرف واحد .
لويس : شقيقان ؟! و .. إيزابيلا أختكما أيضاً !
آرثر : سيدي ...
لم يكمل آرثر كلامه بسبب تلك الصفعة التي تلقاها هو وهنري أيضاً .
هنري : سيدي .. أرجوك .. إستمع لنا !
لويس : لم يعد الأمر مهماً الآن صحيح ؟ لقد كنت أبلهاً .. ظننت أنكما صديقاي !
ليغادر هو الآخر تلك الغرفة .
هنري بغضب وهو يلكم الحائط : تباً .. تباً .
عند دانيل و الحاكم :
دانيل بإنفعال : أأنت جاد ؟
جاك : ماذا تريد الآن ؟
دانيل : أتمزح ؟ كيف يمكنك فعل ذلك ؟
جاك : إن كنت قد نسيت فأنا أفعل ما أرغب به فحسب .
دانيل : أهذه هي رغبتك ؟ أن تفرق بينهم .. أولئك الثلاثة إنهم أخوة .. لماذا تريد أن تفرق بينهم بأي وسيلة !
جاك : لا شأن لك بقراراتي .
دانيل بغضب : ستندم على مثل هذه القرارات البلهاء .. لماذا لا تفهم ؟ عندما يتوقف آرثر عن خدمتك بإخلاص .. ستفهم حينها ما فعلته .. إنه .. أنت تريد إبعاده عن أخويه .. ودعنا لا ننسى أنك فقدت إبنك بسبب هذه القرارات الغبية .. لقد جعلته يفقد ثقته بأقرب الأشخاص له .. ماذا تريد أن تفعل أخبرني .
جاك بغضب شديد : لا شأن لك دانيل .. ودعه يفقد ثقته بهم .. لماذا عليه أن يثق بهم ؟ حتى يقومون بطعنه في الظهر ؟!
دانيل بغضب : ومن أخبرك أنهما يرغبان بطعنه من الخلف ؟ من هو الأبله الذي يرغب بطعن شخص ما مثل لويس من الخلف .. إنهما يحميانه حتى من غضبك أنت .. بالرغم من أنك والده .. لا أحد يقوم بطعن شخص أحسن إليه وعامله كإنسان له قيمته وفائدته .
جاك بنفس حالته السابقة : أتعني أنني لم أفعل ذلك قبل أحد عشر عاماً ؟؟
صمت دانيل وهو ينظر لسيده الذي بدء يتنفس بصعوبة .. نظر إلى وجهه ليرى نظرة غريبة .. نظرة تحتوي على الكثير من الألم .
دانيل بهدوء : سيدي .. لا أعلم عماذا تتحدث .. ولكنك .. لست بالسوء الذي تحاول إظهار نفسك به .. أرجوك .. أنت أول من سيتألم عندما تهدء .. وأول من سيشعر بالندم .. لا تتخذ قرارك وأنت غاضب .. أتوسل إليك .
لينحني بإحترام وهو يهم بمغادرة تلك الغرفة .. جلس جاك على سريره وهو يحاول إسترجاع أنفاسه المتقطعة .
جاك بألم : أقسم بأنني لم أقم بمعاملته قط كخادم .. لقد كان أغلى شخص لدي .. ولكنه .. قام بخيانتي وحاول قتلي .. أخبرني كيف أفهم ما تريده مني الآن .. كيف لي أن أعلم ما السبب الذي دفعه للغضب مني وجعله يجمع
جيشاً كاملاً للقضاء علي .

تجمد دانيل في مكانه وعاد للنظر إلى سيده بعد أن كان ممسكاً بمقبض الباب .. نظر إلى وجهه المتعب .. للمرة الأولى يرى دانيل ملامح سيده بمثل هذا الهدوء والألم .

دانيل بتردد : أتعني .. أبي .. بكلامك ؟

إبتسم جاك بتعب شديد قبل أن يلقي بجسده على السرير .

جاك بهدوء : أخبرهم أنهم إن رغبوا فيمكنهم الذهاب معاً .. إلى الخارج ولكن قبل أن أستيقظ .

ليغمض عينيه بعدها . ...عاد دانيل وقام بوضع الغطاء عليه وهو شارد الذهن .

دانيل بحزن : هل كان أبي خائناً حقاً ؟ أكان صديقاً سيئاً ؟

توجه بعدها إلى خارج الغرفة وأغلق الباب خلفه .

..........

في الكنيسة :

فرناندو : سيكون هذا الأسبوع هو الهدوء ما قبل العاصفة .. عليكم أن تبدؤوا بالإستعداد .. سنقضي عليهم الأسبوع المقبل .

الجنود : أمرك سيدي .

فرناندو : بكل حال .. دع جواسيسنا يراقبون المكان .. أريد أن أعلم كل ما يحدث في القصر .

أحد الجنود : سأوصل لهم أمرك حالاً سيدي .

فرناندو : جيد .

جاكوب : هل ستبدأ معركة جديدة ؟

فرناندو بإبتسامة : لدي شعور يخبرني بأن هذه المعركة ستكون بداية نهاية هذه السلسلة .. وسيحدد الفائز بعدها .

جاكوب : بداية النهاية .. بطريقة ما أشعر بالتوتر لما ستؤول إليه الأمور في المستقبل .

فرناندو وهو يضع يده على ظهر جاكوب : كل شيء سيكون على ما يرام جاكوب .. لا تنسى أنك في صفي أنا .

جاكوب بإبتسامة : أجل أعلم .

ليغادر بعدها الكنيسة هو الآخر ..

فرناندو بهمس : ولكن إن لم تتوقف عن البحث على الحقيقة فإنني سأستغلك في المعركة القادمة ومن ثم أقوم بقتلك حتى لا تشكل مصدر تهديد لي فيما بعد .

..........

عودة إلى القصر :

آرثر : هل أنت واثق من أنه قال ذلك ؟

دانيل بملل : أجل واثق .

آرثر : لن تعرض نفسك للعقوبة صحيح ؟

دانيل : كيف لم تخطر هذه الفكرة في بالي بدلا من محاولة إقناعه !

آرثر : شكرا لك .. حقاً دانيل .. لا أعرف كيف علي أن أشكرك .

دانيل وهو يتنهد : ولكن إلى أين ستذهبون ؟

هنري بإبتسامة : لن يهم ذلك بما أننا معاً سيكون الأمر جيداً .

دانيل : حسناً إذن أتمنى لكم التوفيق .. وأيضاً قصرنا سيرحب بكم .. أرجوكم إن عجزتم عن إيجاد مكان ما فاذهبوا إليه .

آرثر : شكراً جزيلاً لك دانيل .. لا يمكننا أن نطلب المزيد منك .

دانيل : لا بأس ولكن .. ألن تتحدثوا مع لويس قبل رحيلكم ؟

أخفض الثلاثة رؤوسهم ..

دانيل : أنتم .. أعني تعلمون أنه .. أنكم

آرثر : لا أظن أنه سيرغب بذلك حالياً .

دانيل : ربما ولكنه سيندم لاحقاً على ذلك .. أرجوكما حاولا على الأقل .

آرثر : أجل .. لا بأس .

توجه كل من آرثر وهنري إلى غرفة لويس وقد قاما بطرق الباب عدة مرات قبل أن يسمعا القفل يفتح .. تنفس كلاهما بعمق ليقوما بفتح الباب والدخول .. وجدا لويس مدد على سريره وهو يغلق عيناه .

آرثر بحزن وتردد : س .. سيدي .. نحن ...

لويس بهدوء : وداعاً .

نظر كلاهما له ثم نظرا إلى بعضهما البعض ..

هنري كنبرة شقيقه : سامحنا من فضلك .. نحن حقا لم نقصد أن نسبب لك الحزن .

لويس : قلت لكما وداعاً .

فتح لويس عينيه بسرعة عندما شعر بتلك اليد التي تمسح على شعره ... نظر إلى عينيه المليئتان بالدموع ..

أمسك لويس بيد آرثر التي كانت على شعره وغطى وجهه بها .. شعر آرثر بدموع لويس الحارقة على يده

هنري بألم على حال لويس : سيدي أرجوك .. هل أنت بخير ؟

لويس بصوت مبحوح : أرجوكما غادرا فقط .. أرجوكما .

لم يستطع آرثر أن يمنع دموعه من الإنهمار .. حيث نهض بعد إستعاد يده من لويس ليمسك بيد هنري ويتوجهان إلى الخارج .

آرثر وهو يدير مقبض الباب : أرجوك سيدي سامحنا يوماً ما .. فنحن أحببناك حقا ولقد كنا سعيدين بكل لحظة قضيناها هنا .

هنري بإبتسامة حزينة : أنت من كان دائما يعطينا أملاً بوجود غد أفضل .. أتوسل إليك لا تبقى غاضبا علينا إلى الأبد .. سيدي نحن سنكون تحت خدمتك إلى الأبد .

ليغادرا الغرفة بعد عدة لحظات من الصمت .

..........

بعد عدة ساعات في قصر الثوار :

جين : إذن ماذا سنفعل اليوم ؟

فريدريك : لا أعلم ولكنني أشعر بشعور سيء .. لدي رغبة بإرسال بعض الرجال لمراقبة رجال الكنيسة ومناطقها .

كلاود : إذن لماذا لا تفعل ذلك ؟

فريدريك : وماذا إن حدث لهم مكروه ؟ تبا كيف كان دانيل يقوم بهذه الأمور ؟

جين : أعطني الأذن وسأذهب أنا وبعض رجالنا .

فريدريك وهو يتنهد : كن حذراً إتفقنا ؟

جوليان : إستطلاع على مناطق الكنيسة ؟!

فريدريك : أجل وأريدك أن تنضمي لجين والبقية فأنتي أكثر خبرة بتلك المناطق .

جين بإنزعاج : اتمزح معي ؟ وأين هو كارل عنها قد يحزن إن خُدشت .

جوليان بسخرية : لا تقلق فهو سيحبني أياً كان ما سيحدث .

جين : أقسم بأنه سيندم في النهاية على إختياره السيء .

جوليان : تماما كالفتاة التي ستوافق على أن تحبك .

جين : فريدريك أحقاً تنوي إرسال هذه البلهاء معي ؟

جوليان : أقسم بأنني سأقضي عليك جين !

فريدريك : من فضلكما لا تتشاجرا ... أنت جين قُم بتفتيش المنطقة الغربية وأنتي بالمنطقة الشرقية ..من يعلم قد تعثرين عليها .. إن بحثتي هناك .

جوليان بإبتسامة : ألازلت تظن ذلك ؟ لقد فقدت الأمل تماماً في البحث عنها .

فريدريك : لا .. لابد أنها حية في مكان ما .

جوليان : اتمنى ذلك .. وأتمنى أنه لا يوجد شخص ما يزعجها كهذا الابله هنا !

جين بغضب : سأقضي عليكِ أقسم بذلك .

جوليان : وكيف علمت أنني أتحدث عنك ؟ أأنت واثق أنك أبله إلى هذه الدرجة ؟

نظر لها جين بغضب قبل أن يصعد إلى غرفته للإستعداد وكذلك فعلت جوليان .. بعد نصف ساعة نزل كلاهما وقد كانت جوليان ترتدي زي الثوار الرسمي بنطال من الجلد الأسود الضيق .. وتيشيرت أسود مع معطف بنفس اللون فوقه بسبب برودة الجو .. وقد تركت شعرها الأشقر ينساب بحرية على كتفيها .. وقد كان جين يرتدي نفس الثياب أيضاً عادى عن أنه كان يحمل المعطف بيده اليمنى .

فريدريك بإبتسامة : جوليان لديك زائر .. يمكنكم الإنطلاق بعد رؤيته .

جوليان : حسناً .

تقدمت جوليان وخلفها جين لتفاجأ هي بذلك الشاب الجالس على المقعد .. شعره الأشقر الناعم وعينين خضراوتين كلون العشب .. يرتدي بنطال جينز مع تيشيرت أخضر اللون يبرز لون عينيه .

جوليان بدهشة : كارل !!

وقف كارل بإبتسامة جميلة وهو ينظر لها من الأعلى إلى الأسفل :

كارل بإعجاب : كم هذا لطيف ! حتى بهذه الثياب الرسمية تبدين مذهلة .

جوليان بشيء من الخجل : شكرا جزيلا لك كارل .. ولكن ما سبب هذه الزيارة ؟

كارل : أردت ان أتعرف على رفاقك هنا ... إنهم لطفاء حقاً .. لقد أحببتهم .

جين بسخرية : لطفاء ؟! ( وبجدية ) : أما أنا لم أحبك .. وأتمنى أن تغادر بسرعة حتى نذهب إلى تلك المهمة اللعينة مع هذه البلهاء .

جوليان بشيء من الغضب : يمكنك الإنطلاق فأنا وأنت سنذهب في مناطق مختلفة صحيح ؟

جين : بلهاء .. ولماذا لا سأذهب .

فريدريك : جين ألا يوجد لديك أسلووب آخر لمعاملة الضيوف هنا ؟

جين : لا .. وإن لم يعجبه فبإمكانه الرحيل بلا عودة قبل أن أحطم وجهه .

كارل بشيء من السخرية : أأنت واثق ؟ تحطم وجهي ! أتظن أن الأمر بهذه السهولة يا أبله .

جوليان : كارل من فضلك أرجوك .. لا تتشاجر مع هذا الأبله أرجوك .

كارل بإبتسامة جميلة : فقط من أجلك يا عزيزتي .. أعتذر سيد جين .

نظر له جين بنظرة شرسة تماماً كأسد على وشك الإنقضاض على فريسته !

كلاود : لننسى هذا الأمر الآن .. سيد كارل تفضل بالجلوس مرة أخرى .

كارل : لا بأس ولكن أنا علي أن أذهب الآن .. بما أن عصفورتي لديها مهمة ما .. سأعود بوقت لاحق .

لينحني لهم بإحترام ويهم بالمغادرة وفي طريق خروجه نظر إلى جين بنظرة تحدي وإستفزاز قبل أن يبتسم بسخرية ويغادر .

جين بغضب شديد : ذلك الأحمق الأبله المغفل .. سأقضي عليه وأحطم له وجهه ذاك لأمحي تلك الإبتسامة عن شفتيه .

جوليان : أجل صحيح وكأنك قادر على هزيمة كارل .

جين : ومن يكون كارل هذا إنه مجرد مدني تافه !

جوليان : أنت مخطئ إياك وأن تتحدث عنه بسوء .. وأيضاً لا تستخف به فأنت لا تعلم حقاً من يكون .

فريدريك : إنها محقة جين ... أنت لا تعلم أي شيء عن كارل .

جين : وكأنني أهتم بذلك الأبله الذي يطلق على هذه البلهاء لقب عصفورتي !

إنفجر الجميع ضحكاً بينما زاد غضب جين مما دفعه للخروج من القصر ومن خلفه جوليان التي كانت تنظر له بشيء من السعادة والرغبة العارمة في الضحك على غضبه .

.





.
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس