البارت الثاني
إبتسم السيد بيتر سون إبتسامه لم تكن تتوقعها.
كانت نيكولا قد قدرت عمره حوالي الأربعين سنه ولكن عندما إبتسم كان واضحا أن عمره لايتعدى الثلاثين.
-حسنا يا آنسه سلون، توقفي عن هذه الإبتسامات والنظرات وأخبريني ما الذي يجعلك تظنين أنك صالحه لهذا المنصب؟
إحمر وجهها ولكنها قالت بهدوء: إني كفوءة أحب العمل وعلاقتي بالناس جيده.
-إستمري.
-وإني أحب الحيوانات.
-الأليفه بلا شك!
-إني أحب الحيوانات المتوحشه والبرية كذلك. إني أعترف أني عديمة الخبره في هذا المجال ولكني أمضيت عدة إجازات في حدائق الحيوانات البرية.
-هل لديك كلام آخر؟
نظرت إليه وهي تفكر ماذا يريد بعد....
-هل لديك خبرة في التمريض؟
-التمريض! بالطبع لا.!
-إن الناس يتمرضون لابد إنك تعلمين ذلك! قالها بلجة ساخرة.
-صحيح أنهم يتمرضون لكنهم ينقلون إلى المستشفى.
-هذه رحلة الأحراش الأفريقية، أن المرشد السياحي ليس طبيبا ولكن من الواجب أن تكون لديه معلومات كافيه عن الإسعافات الأوليه لحين إيصال المريض إلى المستشفى.
-هل لديك معلومات عن وسائل الحفاظ على الحياة؟
-بوسعي أن أشعل نارا.
-أهذا كل مالديك من خبره؟
أهذا مايسمونه إستجواب من الدرجه الثالثه؟ لقد أخبرتها ماجي أنها مخطئه في طلب هذه الوظيفه ولكن لن ينفعها الندم الآن ولن تستسلم بدون مقاومه.
مالت نيكولا إلى الأمام وعيناها تنذران بالشر
-إنك تسيطر على مجرى الحديث لصالحك ياسيد بيتر سون!
-هل أفعل ذلك؟
-نعم. وهذا ليس إنصافا منك. أنت تجعلني أبدو غبية!
-قرأت الإعلان ياآنسة سلون وقد أصررنا على الخبره.
-نعم...
-مع ذلك تقدمت لهذه المقابله متجاهلة إنك لم تعملي كمرشد سياحي من قبل.
لعله أوسم رجل وقعت عليه عيناها ولكنه بالإضافه إلى ذلك أكثرهم غرورا باستثناء جوناثان الذي كان غروره من نوع آخر. لعل كلام السيد بيتر سون صحيح ولكن هذا لايدعوه إلى مخاطبتها بهذه اللهجه.
-إن ماتقوله صحيح، لكني مع ذلك أستحق فرصة.
-هناك مجال للمناقشة. نظر إليها مرة أخرى نظرة فيها مزيج من السخرية والإعجاب.وأكمل قائلا:
حسنا، ياآنسه سلون سأعطيك فرصتك. لديك ثلاث دقائق لإقناعي.
-إني إعترفت أن ليست لدي خبرة لكني أحب الحيوانات ومتأكده أن علاقتي بالناس جيده وكل حياتي أحلم في العمل من الطبيعه.
نظرت إلى وجهه وإلى النظره الجامده التي إرتسمت عليه ولم تتبين إذا كان لكلامها أي أثر عليه. وأكملت قائله:
هل سبق لك أن حلمت بشيئ ياسيد بيتر سون؟ قالتها بعاطفه صادقه.
نظر السيد بيتر سون إلى وجهها وإلى وجنتيها المحمرتين وشعرها الطويل الجميل.وقال:
-إستمري.
وإنتبهت نيكولا إلى أنه لم يجب على سؤالها.وأكملت:
-لدي حلم، أريد أعمل كمرشد سياحي في مكتب ديلاني. ليست لدي خبره تذكر لكني مستعده للتعلم.
سأكون عند حس ظنكم. أنا متأكده من ذلك لأني سأعطي كل طاقاتي لهذه الوظيفه.
-إنك تبيعين نفسك بصورة جيده.قال السيد بيتر سون وتمنت نيكولا أن تصفعه.
-هل يعني ذلك أني حصلت على المنصب؟
البارت الثالث
- إنك تبيعين نفسك بصورة جيده. قال السيد بيترسون وتمنت نيكولا أن تصفعه. وقالت:
- هل يعني ذلك أني حصلت على الوظيفه؟
- لا. إننا لانتخذ القرارات قبل المناقشة الجدية.
لقد كان يخبرها بصوره مؤدبه أن الجواب هو النفي وان الوظيفة ستكون من نصيب شخص آخر، ربما احدى الفتيات الجميلات التي رأتهن. شعرت نيكولا بالحزن.
- أين يمكننا أن نتصل بك؟
سألها بلاي بيترسون.
لابد أنه يريد عنوانها ليرسل لها خطاب رفض ذا أسلوب مؤدب!
" عزيزتي الآنسه سلون، نحن نأسف لعدم إستطاعتنا إعطائك المنصب، إذا شئت الإتصال بنا في المستقبل.....إلى آخره من الكلمات اللطيفه والعديمة المعنى.
تجاهلت نيكولا المحاذير وتخلت عن هدوئها مالذي ستخسره؟ مالت في جلسته إلى الأمام كطائر شرس على وشك الإنقضاض على فريسته.
- لقد قررت أن أصبح مرشدا سياحيا ياسيد بيتر سون وهذا ماسأفعله وليس بوسع أحد أن يمنعني.
نظر إليها بعينيه الزرقاوين.
- هل يمكننا الإتصال بك في عنوانك في دربان؟
هذا كل ماقاله. من الواضح أن كلامها لم يؤثر عليه قط! أحست لوهله أنها تصرفت بغباء ولكنها قررت أن لاتبالي بما فعلته أنها فقط تريد الوظيفه.
وقالت:
- باستطاعتكم الإتصال بي هنا في نيلسبروت. وأعطته إسم الفندق الذي تنزل فيه.
- ولن تعودي إلى دربان الآن إذن؟
- لا لن أعود حتى يصلني جوابكم.
- آنسه سلون. قالها وهو يضع قلمه على المكتب ورفع عينيه لينظر إليها جعلها ترتجف قليلا.. وقال:
- أرجو أن لاتكوني قد صرفت الكثير من النقود في رحلتك إلى هنا، لابد أنك أدركت أن إحتمال حصولك على الوظيفة ضعيف جدا.
نيكولا في نفسها: كثير من النقود؟ لقد صرفت النقود بغباء. هذا ماقالته ماجي وكانت محقة فيما قالته.
هاهي تدفع أجرة سكنها في الفندق بالإضافه إلى فواتير الطعام وتذكرة الطائرة التي أقلتها. لقد أوشكت ان تنهي كل ماجمعته من نقود.
ولكن لاداعي لأن تخبر السيد بيترسون الذي يجلس خلف مكتبه بوجهه الوسيم وملابسه التي يبدو عليها أنها باهظة الثمن.
لاداعي للكلام. لقد أدركت أنها سترفض وان مساعيها لن تجديها نفعا.
إبتسمت نيكولا إبتسامة مشرقة وقالت:
- لا أبدا ياسيد بيترسون أنه في طاقتي أن أصرف كما أريد.
رمقها السيد بيترسون بنظرة أخرى فاحصه. لابد أن يعلم ولكن هذا مستحيل لا يجب أن أدعه يؤثر علية هكذا. أنه مغرور. وعادت نيكولا تكرر ماقالته ولكن بنبرة جادة:
- إني أملك المال وأستطيع الصرف.
- إني سعيد لسماع ذلك.
أعتقد أن المقابلة قد إنتهت ياآنسه سلون، وسنعلمك بالقبول أو الرفض.
كانت الشمس مشرقة والسماء خالية من السحب ولكن نيكولا أخذت تسير وكأنها لاترى ماحولها.." سنعلمك بالقبول أو الرفض! هذا ماقاله السيد بيتر سون، وكان واضحا أنه يعلم الجواب مقدما.
لم يعد هناك سبب في بقائها في نيلسبروت. أنها تعلم أن جوابهم سيكون الرفض، فلماذا لاتعود إلى دربان لعلها تجد عملا هناك قبل أن تنفد نقودها. ليتها أصغت لنصيحة ماجي. ماجي العزيزة كانت بخلاف نيكولا تتصرف بهدوء وبدون تسرع لكن بعد تركها جوناثان ليرتبط بفتاة أخرى غنية لم تجد إلا هذه الطريقة، ولو كانت ماجي مكانها لتصرفت بهدوء وتعقل وسيطرت على غضبها.
نعم لقد كانت ماجي محقة في كل ماقالته ولكن مالفائدة من ذلك الآن.
توقفت نيكولا في سيرها قليلا لترمي حجرا وكأن حركتها هذه ستريحها من حيرتها. حاولت أن تطلق ضحكة ولكنها كانت أشبه بصوت بكاء نظرت حولها وكأنها ترى المكان لأول مره.
من المحتمل أنها لن تعود إلى هنا مرة ثانية. لقد دفعت أجرة مبيت هذه الليله فلن تضطر للرحيل حتى يوم غد، فلماذا لاتقوم بجولة إستكشافية. لقد عرفت جواب السيد بيترسون مقدما فلم تبقى بانتظار مكالمته في الفندق.
رفعت وجهها تجاه الشمس وشعرت بدفئها. لقد تركتها المقابله متوترة الأعصاب.، وقد ساهم حديث السيد بيترسون بزيادة توترها واستغربت لذلك فهو غريب عنها فلماذا يولد هذا الشعور في نفسها! ولكنها لن تراه ثانية.
كانت نيلسبروت مدينة جميله، أجمل مما تصورتها، فهي زاهية الألوان حدائقها مليئه بالزهور الحمراء والبيضاء. أما شوارعها فهي واسعة. إتجهت نيكولا لشراء الفواكه ووقفت تشتري المانجا، ثم إتجهت إلى متنزه قريب ،وجلست تأكل كان المكان هادئا وجميلا وبدا جوناثان وصديقته آنثيا بعيدين للغاية. أما المقابله مع السيد بيترسون فقد نستها تماما.
إبتسمت نيكولا وحمدت الله على عدم بقائها في الفندق.
كانت الشمس على وشك الغروب عندما إتجهت نيكولا إلى الفندق.
فتحت باب غرفتها وسمعت رنين الهاتف...
- آنسة سلون؟ كان الصوت هادئا أجش، أين كنت؟ لقد أوشكت أن أتخلى عن مكالمتك!
كان يخاطبها وكأنه يعرفها منذ مدة طويله.
هل كان يتصور أنها ستجلس بجانب الهاتف في إنتظار مكالمته؟
كانت على وشك أن تجيبه عندما قال:
- لقد أوشكت أن أمنح الوظيفة إلى شخص آخر.
البارت الرابع
أحست نيكولا بالدماء تختفي من وجهها.
أمسكت سماعة الهاتف وكأنها تخاف ان تسقط من يدها.
- أتعني أنكم ستمنحوني المنصب؟
- إذا كنت لاتزالين ترغبين في ذلك. لقد ظننت أن غيابك يعني أنك غيرت رأيك.
- لا، مازلت عند رأيي!
ساد الصمت للحظات ثم إستأنف السيد بيترسون الكلام:
- ستبدأ رحلتك الأولى يوم الخامس والعشرين.
أخذت نيكولا تعد الأيام. هذا يعني أنها لن ترحل قبل حوالي شهر.
- ستشتركين في دورة تدريبية قبل أسبوع من مغادرتك.
هذا يعني أنها ستضطر للعوده إلى دربان لمده قصيره ثم تعاود الرجوع إلى نيلسبروت مما يعني صرف كمية لابأس بها من النقود.فقالت:
- هل يمكنني أن أبدأ العمل أسرع من ذلك؟
تغير صوت السيد بيترسون وأجابها:
- هناك رحله قبل ذلك، والدورة التدريبية تبدأ بعد غد.
- سأقبل بهذه الرحله إذن. قالت نيكولا بسرعه وبدون تفكير.
صمت السيد بيترسون ثم قال:
- إذن صرفت النقود بدون حكمه.
شعرت نيكولا بالإحمرار يعلو وجهها وشكرت الله أنه لايستطيع رؤيتها عبر أسلاك الهاتف وأجابت قائله:
- نعم...قليلا
- أعتقد إنك صرفت أكثر من القليل.
هل كان يقصد إزعاجها؟ وقالت:
- هل يعنيك الأمر؟
- إنها ثاني مرة تكذبين فيها.
أخذت نيكولا تفكر بإجابه مناسبه ولكن سبقها في الكلام:
- أرجو أن تكوني صادقة معي في كلامك من الآن وصاعدا ياآنسه سلون.
كانت نيكولا تكره الكذب وقد إضطرت للكذب مرتين هذا اليوم ، لهذا وجدته من السهوله أن تجيب طلبه.
وبما أنها لن تتعامل معه مستقبلا لان شركة ديلاني شركه كبيره وبلاي بيترسون عضو من أعضاء إدارة الأفراد بينما ستعمل هي كمرشد سياحي واحتمال رؤيته قليله وهذا ما أزعجها!.
وماذا لو كان بلاي بيترسون وسيما! لقد كان جوناثان وسيما كذلك وقد سبب حبها له كل هذا الألم. وهاهي تبدأ عملا جديدا، لذا قررت ابعاد الرجال عن أفكارها.
وقالت:
- لن أكذب مرة ثانية ياسيد بيترسون. قالتها بصدق.
إستمتعت نيكولا كثيرا بالدوره التدريبية التي عقدت في إحدى حدائق الحيوانات البرية المفتوحه. كانت رائحة الشواء تنتشر في كل مكان. أخذت نيكولا تتعرف شيئا فشيئا على الحيوانات المختلفه وأعشاب المنطقه، كما تم تدريبها على الإسعافات الاولية وكيفية التعامل مع المشاكل والحوادث التي تقع.
مساء أحد الأيام والشمس على وشك الغروب كانت تقف بجانب الحاجز السلكي الذي يحيط بمخيم التدريب وأخذب تنظر عبر مياه النهر إلى الأحراش والجاموس البري الذي إتجه إلى الماء.
لقد كان بلاي بيترسون محقا في كلامه. هناك أشياء كثيره يجب أن يعلمها المرشد السياحي وها قد أعطاها الفرصه لعله كان يظن أنها ستكون بائسه إذا رفضها وهاهي تبذل مافي وسعها لتتعلم كل شيئ.
أخذت تفكر ببلاي بيترسون وتصورته بجانبها قويا مغرورا كله رجوله. تذكرت كلماته الأخيرة معها عندما طلب منها أن تكون صادقه واستغربت أن يكون تأثيره قويا عليها لهذه الدرجه.
نجحت نيكولا من طرده من أفكارها وركزت أفكارها على الحيوانات التي أمامها.
يجب ألا تفكر بأي رجل في الوقت الحالي.
يجب أن تكرس إهتمامها على عملها كمرشده سياحية وقد صممت أن تكون ناجحه في عملها الجديد.
سيكون بلاي بيترسون فخورا بها. ياإلهي هاهي تفكر به مرة ثانيه.
كيف يستطيع أن يغزو أفكارها بهذه السهوله، ستكون هي فخورة بنفسها.
إنهمكت بعملها الجديد. كانت تستمع لكل كلمه يتفوه بها المدرب وكانت تقضي الليل في قراءة أنواع الكتب التي تختص بالحيوانات البرية.
إنتهت الدوره التدريبية وعادت إلى نيلسبروت ومرحلة قلق جديده.
فهناك عدة أيام لحين بدء الرحله ونقودها على وشك أن تنفد وقد إنزعج مدير الفندق عندما طلبت منه الإنتظار حتى تحصل على مرتبها لتتمكن من دفع أجرة الغرفه، بالإضافه إلى ذلك هنالك مشكلة الوجبات الغذائية.
كان من المقرر أن تبدأ الرحله يوم الجمعه. ولكن اليوم الأربعاء، وهاهي النقود قد أشرفت على الإنتهاء وبلغ قلقها ذروته.
لقد جاءت إلى مكتب ديلاني لتستلم الزي الذي سترتديه في العمل للتأكد من مقاسه، ولكنها كانت مشغوله حتى إنها لم تنظر إلى نفسها في المرآه..
ماذا سيكون الجواب لو أنها طلبت قرضا؟
بحثت عن المدربه ولكنها لم تكن موجوده في المكتب أما الفتاة التي ساعدتها في إرتداء الزي فلم تكن لديها أي معلومات من هذه الناحية.
نظرت نيكولا إلى موظفة الإستعلامات وخطت خطوتين باتجاهها ثم توقفت كان مظهرها يدل على إنها لاتعرف للجوع معنى.
لعلها تستطيع إيصال نيكولا إلى من له معرفه بهذه الأمور.
أخذت نيكولا خطوة أخرى باتجاهها ثم توقفت فقد إنتبهت إلى شخص سبق لها أن تعرفت عليه يقف في نهاية الردهة.
- آنسه سلون. كانت موظفة الإستعلامات تناديها بينما كانت تتجه مسرعه إليه ولم تعر إهتماما لنداء الفتاة.
- سيد بيترسون!
إلتفت إليها وعلى وجهه نظرة عابسه. كان طويل القامه أطول مما تصورته ثم تذكرت أنها لم يسبق أن رأته واقفا. ففي المقابله كان جالسا وراء مكتبه.
- نيكولا سلون، إنك تبدين كمرشد سياحي بكل معنى الكلمه بهذا الزي. كان صوته يختلف عن المقابله وكان يبتسم. شعرت نيكولا بسعاده وشكرته على ملاحظته.
- متى تبدئين بالعمل؟
- يوم الجمعه. أخذت نيكولا نفسا عميقا وهي تستجمع شجاعتها:
- أريد أن أطلب منك مساعده. لا أعرف إلى من أتجه. هل باستطاعتي أن أتكلم معك بانفراد ياسيد بيترسون؟
- بالطبع، تعالي معي.
البارت الخامس
دخل بلاي بيتر سون من باب الغرفه التي يقف بجوارها وتبعته نيكولا، وإنتبهت إلى أن الغرفه تختلف كليا عن الغرفه التي تمت فيها المقابله.
كان إسم ديلاني قد كتب على الباب، والغرفه تليق بمدير إدارة شركه ديلاني هذا ماتصورته نيكولا.
كانت الغرفه قد غلفت من الداخل بالأخشاب ،والأرض مغطاة بالسجاد الثمين، وقد علقت على الحائط عدة لوحات جميله..
- حسنا؟
إنتقلت عينا نيكولا من الغرفه لتواجه السيد بيترسون.
- حسنا!. سألها السيد بيترسون للمره الثانية. كان لعينه بريق مميز، وكانت على شفتيه إبتسامه جميله.
أخذت نيكولا تفكر بهاتين الشفتين وما سيكون شعورها لو قبلها!! أحست فجأة بغرابة أفكارها لقد كانت لديها مشاكل كافية دون الإضافه إليها.
وأجابته قائلة:
- لقد كنت أتساءل، هل من الممكن أن أطلب قرضا ماليا! إلى حين إستلامي راتبي، أعلم أن هذه المسأله ليست من إختصاصك ،لكن لا أعلم إلى من أتوجه.
- باستطاعتي أن أساعدك... ورمقها بنظرة جعلت وجنتيها تحمران.
إنك حقا قد جازفت بكل ماتملكينه من النقود، أليس كذلك؟
تمالكت نيكولا أعصابها وقالت: أنت تعلم ذلك مقدما!
توقعت نيكولا إجابة منه ولكنها تعجبت إذ أنه لم يجبها بل أخرج دفترا لصكوكه الخاص به وبدأ يكتب.
- هل تكفيك هذه الكمية؟ سألها وهو يناولها الصك.
- نعم إنها تزيد على ما أحتاج إليه، لم أتصور أنه بامكانك أن تفعل هذا أعني إنك أحد أعضاء إدارة الأفراد أليس كذلك؟
- نعم، ولكن هناك بعض الأشياء التي بإمكاني القيام بها!
صمت السيد بيترسون قليلا ثم إستأنف كلامه:
- هل المجازفه من طبعك؟
كان يخاطبها بلهجة مازحة وازدادت دقات قلب نيكولا سرعة.وقالت:
- إن كان الأمر مهما بالنسبه لي فإني مستعده للمجازفه،
هل تعلم بأنك مجازف أيضا؟
نظر إليها بتعجب وقال:
- هل أنا كذلك؟
- لقد سلمتني الصك دون أن تكون لك سلطه بفعل ذلك، كما إنك تجلس في مكتب السيد ديلاني ولا أظنه يوافق على هذا.
ماذا سيكون رد فعله لو علم إنك تجلس هنا؟
إذا كان كلام نيكولا قد أغضبه فإنه أخفى ذلك وأجابها قائلا:
- حقا ماذا سيقول؟ ماذا سيقول؟ إذن.. أنت تعتقدين أن كلينا من المجازفين؟
كان وسيما للغاية. لابد وأن النساء تلتف حوله أينما ذهب كما تتساقط أوراق الأشجار في الخريف وتساءلت نيكولا مع نفسها فيما إذا كان متزوجا!
إتسعت إبتسامة السيد بيترسون وأخذت نيكولا تضحك وقال بلاي:
- إذن لقد وجدنا صفه مشتركه بيننا. هل إستمتعت بالدوره التدريبية؟
- نعم ،لقد إستمتعت بكل دقيقه.
- هل تعلمت الكثير؟
- كثيرا جدا. هل تعلم أن وزن خرطوم الفيل يصل أحيانا إلى ثلاثمئه باون؟
- لا أعلم ذلك.
- هو كذلك.
- لم أكن أعلم أن هذه الدورات التدريبية تتعمق في المواد لهذه الدرجه.
عندما يبتسم تظهر أسنانه، بيضاء جميله. إن النساء اللواتي يعتقدن أن الممثل توم كروز جميل، لم يروا بلاي بيترسون بعد.
- إن الدورة فعلا لاتتعمق بالمواد لهذه الدرجه.
لم تكن نيكولا على علم بأن بلاي بيترسون كان في الوقت ذاته يفكر بجمالها وبعينيها البراقتين وشعرها الجميل وإبتسامتها المشرقه.
إستمرت نيكولا في حديثها:
- لقد حصلت على هذه المعلومات من قراءة كتاب، لقد أكملت قراءة ثلاثة كتب عن عالم الحيوان كما ملئت كراسة كامله بالملاحظات المفيده.
لم يجبها بلاي بيترسون على الفور بل صمت قليلا ونظر إليها بطريقة جعلت قلبها يسرع.
ونطق أخيرا:
- لابد ان هذه الوظيفه تعني الكثير بالنسبه لك.
- نعم إنها تعني الكثير. أجابته برقه.
- إني سعيد لسماع ذلك.
كانت كلماته غير متوقعه.
أرادت نيكولا أن تسأله لماذا أعطيتني المنصب؟ لماذا وقع إختيارك علي بالذات؟بينما تقدم من طلب الوظيفه من هم أكثر كفاءة وخبرة مني. ولكنها منعت نفسها من السؤال، لقد إتفقنا على إنها فتاة مجازفه ولكن لاداعي بأن تجازف الآن.
فهاهي قد حصلت على الوظيفه ولكن هذه الأسئله قد راودتها كثيرا.
- هل لديك سؤال؟ سألها السيد بيترسون.
- لا.
- إذن أتمنى لك التوفيق، وسأقول لك مع السلامه.
ومد يده مصافحا، فمدت نيكولا يدها.
كانت يده قوية باردة الملمس.
لماذا شعرت بالحزن لإنتهاء حديثهما. هذا غريب جدا.
إبتسمت نيكولا إبتسامه واسعه لتطرد هذا الحزن الذي أصابها.
إستيقظت نيكولا فجر يوم الرحله وركضت لتفتح الشباك وهي ماتزال في لباس النوم، كانت السماء ماتزال مظلمه والشمس لم تشرق بعد، ولكن السماء كانت تدو صافية والنسيم رقيقا. بالتأكيد سيكون يوما جميلا، ولابد أن تكون الرحله ناجحه.
بعد بضع دقائق من الوقوف أمام الشباك المفتوح بدأت نيكولا تشعر بالبرودة.
بعد بضع ساعات من شروق الشمس سيكون الجو حارا أما الآن فالجو بارد.
وضعت نيكولا ذراعيها حولها في محاولة لتدفئة نفسها وأخذت تتأمل حديقة الفندق الصامته.
كانت أثناء النهار مليئة بالألوان أما الآن في الظلام كانت تبدو مخيفة غير واضحة المعالم.
نظرت نيكولا إلى ساعتها. كان بإمكانها أن تعود الى النوم لساعة على الأقل ولكن النوم قد هرب من عينيها.
كانت غرفتها في الفندق تحوي مدفأه صغيره وبعض حاجيات المطبخ وقد سبق أن إشترت بعض الحاجيات كي لاتضطر للذهاب إلى المطاعم أخذت تفكر باليوم الذي أمامها وهي تحتسي فنجانا من القهوة.
لم تستطع العوده إلى النوم فأخذت حماما دافئا وغسلت شعرها وارتدت زيها الجديد.
إن الشمس تشرق بسرعه في جنوب أفريقيا وما أن إنتهت من إرتداء زيها حتى كان بإمكانها أن ترى نفسها بالمرآة دون أن تشعل ضوءا.
وكانت سعيده بما رأته. كانت قد وضعت القليل من المكياج مع إنها لم تكن بحاجة له فكان بعينيها بريق تشوق لعملها الجديد وبشرتها قد إكتسبت لونا برونزيا جميلا نتجية أسبوع التدريب الذي أمضته في المخيم تحت الشمس.
- المرشد السياحي نيكولا سلون.
قالتها بصوت مرتفع وهي تنظر إلى صورتها في المرآة لقد أعطاها الزي الذي إرتده أناقه وأظهر رشاقة جسدها. حمدت الله أن بلاي بيترسون قد رآها وهي ترتدي هذا الزي.
البارت السادس
وصلت نيكولا إلى محطة الباص قبل الموعد. كانت تحمل ملفا يحوي أوراقا مختلفه. كان إسم السائق جون بايلي ولم يسبق أن تعرفت عليه ولكنهم أخبروها بأنه سيأتي بعد مدة قصيره.
وصل المسافرون قبل سائق الباص.
كانت نيكولا قد أمضت ساعات عديده في قراءة قائمة بأسماء المسافرين حتى أنها شعرت بأنها تعرفهم شخصيا ، كان عددهم يبلغ العشرين وأخذو يأتون أزواجا وافرادا واستقبلتهم نيكولا بإبتسامه جميله وهي تقول:
- مرحبا بكم إلى سفريات ديلاني السياحية أرجو أن تستمتعو بالرحله وأعطت كل مسافر ملفا يحوي معلومات عامه عن الرحله.
- شكرا. أجابها كل من السيد والسيده كان يبدو عليهما أنهما عروسان في شهر العسل وكانا من أصل إيطالي.
- لقد تطلعت للقيام برحلة كهذه منذ مدة طويله. قالت ذلك السيده بارنز، إمرأه في العقد الخامس من عمرها وتتكئ على عصاة في مشيتها.
وقررت نيكولا أن تجلسها في المقعد الأمامي حيث يوجد مجال لتضع عصاها.
كان بين المسافرين السيد والسيدة سلايد أمريكي الجنسية، كلاهما وسيمي الطلعه يحملان آلات التصوير وقدما نفسيهما لنيكولا باسمي بيل و مي.!
- أرجو أن تحصلا على صور جميله أثناء الرحله. قالت نيكولا وهي ترحب بهما.
- سيكون ذلك عظيما. أجابها بيل، سنريها إلى عوائلنا عند عودتنا.
وصل المسافرون رجالا ونساءا، كلهم متشوقون للرحله، باستثناء العروسين.
كان أصغر مسافر بينهم هو شاب أسمه ديريك مارسدن، طويل القامه ذو شعر أحمر. رمق نيكولا بنظرة جعلت نيكولا تبتسم.
- يجب أن أجلس إلى جانبك. قال ديريك مبتسما.
- هذه سفره سياحية في الأحراش وليست مكانا للمواعيد كما أني مرشدتك السياحية.
لقد أشرفت المقاعد الخالية على الإنتهاء فلماذا لاتجد لك مكانا ياسيد مارسدن؟
- أرجو أن تناديني ديريك. أجابها بلطافه وقال: متى سنصل يانيكولا؟ هل تسمحين لي أن أدعوك باسمك؟
- بالطبع الجميع سيناديني باسمي.
قطبت نيكولا حاجبيها وهي تنظر إلى الساعه. سنرحل بعد دقائق.
نحن بانتظار مسافر واح لم يصل لحد الآن. السيده جلوريا باين. كان الإسم قد أضيف إلى نهاية القائمه كان واضحا أن حجزها قد جاء في اللحظه الأخيره.
- كما إن السائق لم يصل لحد الآن، ولا أعلم أين هو!
- إنه هنا. أجابها صوت مألوف.
إلتفتت نيكولا بسرعه وشهقت: أنت!
كان بلاي بيترسون يبدو مختلفا اليوم، فهو يرتدي زيا مشابها للذي ترتديه نيكولا.
- هذا مستحيل قالت نيكولا وهي تنظر إلى لائحة المسافرين.
- لقد كتب هنا اسم السائق جون بايلي.
أجاب بلاي:
- لقد أخذت مكانه وهاهي المسافره التي كنت تنتظرينها.
نظرت نيكولا إلى المرأه التي تقف بجانب بلاي فإذا بها إمرأه فارعه الطول ذات شعر أشقر طويل فائقة الجمال ترتدي بنطلونا أنيقا وتقف بقرب بلاي بطريقه توحي للناظر أنها تعرفه منذ مدة.
حاولت نيكولا أن تخفي إنزعاجها فابتسمت لجلوريا قائله:
- إني سعيده بوجودك معنا ياسيده باين أرجو أن تقضي وقتا ممتعا.
إبتسمت جلوريا باين وهي تنظر للسيد بيترسون: إني واثقه من إني سأقضي وقتا سعيدا.. هل تأتي معي يابلاي؟
- بعد قليل. إذهبي مع نيكولا لتجد لكي مقعدا.
راقبت نيكولا جلوريا وهي تصعد إلى الباص بساقيها الطويلتين.
ثم إلتفتت إلى الرجل الواقف إلى جانبها:
- سيد بيترسون إني لا أفهم...
- سنتكلم فيما بعد. أجابها السيد بيترسون نحن في طريقنا إلى سفره سياحية في الاحراش الأفريقية فلا داعي للرسميات، أرجو أن تناديني بإسمي بلاي.
أحست نيكولا بالتوتر وهي تصعد إلى الباص وبلاي وراءها كانت السيده بارنز تجلس في المقعد الأمامي وتبدو منزعجه وجلوريا تقف إلى جانبها.
- هل لديكم مشكله؟ سألت نيكولا.
- إن هذا سخف. قالت جلوريا ووجهت كلامها إلى بلاي متجاهلة نيكولا.، أردت ان أجلس هنا.
- إن المقعد قد حجز من قبل السيده بارنز. أجابت نيكولا بأدب، هناك مقعد إلى الخلف قليلا.
- أعلم ذلك أجابت جلوريا وقد نفد صبرها، إني أريد هذا المقعد بالذات.
- بإمكاني أن أنتقل إلى مقعد آخر،أجابت السيده بارنز والإنزعاج واضح على وجهها.
سكت المسافرون جميعا وكأنهم ينتظرون نتيجة هذه المشاحنات.
لم تتوقع نيكولا أن يحدث شيئا كهذا في رحلتها أنه أول إختبار يواجهها.
- لاداعي لأن تنتقلي ياسيده بارنز. قالت نيكولا بهدوء.
- لقد إقترحت هي الأمر، قالت جلوريا.
- إني لن أتضايق إذا إنتقلت إلى مقعد آخر. قالت السيده بارنز.
- إنك لن ترتاحي هناك. هذا المقعد أحسن لك، قالت نيكولا في محاوله للسيطره على الوضع.
- بلاي..! نادت جلوريا مستنجدة به.
ياإلهي لاتدعه يجيب لاتدعه يقول شيئا، قالت نيكولا وهي تحادث نفسها إذا حدث فهذا يعني أنه لايحترمني ولن يحترمني الركاب بعد ذلك.
- إني مسؤوله هنا ياسيده باين وأرجو أن تجلسي في مقعدك حتى تبدأ الرحله فنحن مستعدون للإنطلاق..كانت نيكولا تتحدث بحزم.
ألقت جلوريا باين نظره أخيره على بلاي قبل أن تجلس، لم تتمكن نيكولا من رؤية وجه بلاي الذي كان يقف وراءها ولكنها رأت وجه جلوريا كانت نظرتها غريبه وكأنها تعلم شيئا لاتعلمه نيكولا.
بقى بلاي صامتا لم يتكلم وبعد لحظات إلتفتت جلوريا إلى نيكولا بنظره مليئه بالحقد والكراهية ثم جلست في مقعدها.
تنفست نيكولا الصعداء واتجهت إلى مقدمة الباص واستلمت المايكروفون في يدها وبدأت ترحب بالمسافرين:
- إسمي نيكولا وأنا مرشدكم السياحي، سائقنا اليوم يدعى بلاي، ونتمنى أن تستمتعوا بالرحله.
بينما هم يسلكون الطريق الذي يتجه إلى خارج المدينة أخذت نيكولا تريهم المعالم المختلفه والأعشاب والحشائش البرية كما حدثتهم عن مزارع البرتقال والتبغ التي تشتهر بها المنطقه. جعلت نيكولا كلامها قصيرا ومفيدا حتى لاتزعج المسافرين.
قبل أن يصلو إلى حديقه الحيوانات البرية أوقف بلاي الباص وأخبرتهم نيكولا أن من يشعر منهم برغبه في شرب شاي أو قهوة أو الذهاب إلى دوره المياه يجب أن يفعل الآن لأنهم لن يستطيعو النزول من الباص عند دخولهم إلى الحديقه إلى أن يصلو إلى المخيم.
البارت السابع
عندما عاد بلاي إلى الباص كان المسافرون متشوقين للدخول إلى حديقة الحيوانات وقد أخرجوا آلات التصوير إستعدادا لإلتقاط الصور ومال الجميع بجلسته باتجاه النوافذ باستثناء جلوريا التي كان يبدو عليها الضجر وتساءلت نيكولا عن السبب الذي جعلها تشترك في رحلة كهذه ونظرت باتجاه بلاي الذي كان يجلس خلف مقود الباص بكل ثقة نفس وكأن هذا هو عمله المعتاد.
إنه أحد أفراد الإداره، ماذا حدث لجون بايلي؟ ماذا يفعل بلاي هنا؟ إن بلاي بيترسون لديه الكثير ليشرحه.
بعد قليل وصلو إلى مدخل الحديقة الحجري، واستعدت نيكولا لأداء عملها. إنها الآن مرشده سياحية فعلا.
أمسكت المايكروفون بيدها وحدثتهم قليلا عن ماقد يرونه في طريقهم. بعد أن ساروا حوالي ربع ساعه إنتبهت نيكولا أن شيئا بني اللون يختبئ وراء الأشجار ومالت إلى الأمام قليلا ولمست كتف بلاي:
- لقد رأيت شيئا.
أوقف بلاي الباص وتمنت نيكولا أن يظهر هذا الحيوان المختبئ ليرضي السياح.
- ماهو؟ سأل السياح وهم ينظرن من النافذه وآلات التصوير في أيديهم.
لبضع لحظات لم تتبين نيكولا سوى لون بني بين الأشجار، لعلها قد أخطأت ولكنها لاحظت حركة أيضا، لقد كان الحيوان مختبئ بصوره جيده.
- هل سنتوقف هكذا كلما تخيلت نيكولا شيئا؟ قالت جلوريا بصوره غير لطيفه.
لم يعرها أحد أي إهتمام حتى بلاي الذي أعاد تشغيل محرك الباص وتقدم ببطئ حوالي مسافة متر واحد بحيث يتمكن الناظر من رؤية الحيوان بصورة أحسن لقد كان كبيرا بلا شك.
- ماذا الآن؟ سألت نيكولا.
- أطفأ بلاي محرك الباص وقال: لننتظر قليلا.
- ألن يزعجك الإنتظار؟
إلتفت بلاي إليها وقال مازحا:
- أنت المرشدة.
كلما نظرت نيكولا إلى بلاي أحست بشعور غريب لم يسبق أن شعرت به من قبل.
وقالت بصوت خافت:
- أود الإنتظار، أنا حقا مرشد سياحي لقد إرتديت الزي صباح اليوم ووقفت أمام المرآة وقلت بصوت عال " نيكولا سلون المرشد السياحي" وحتى وقتها لم أصدق نفسي.
- والآن؟ سألها بلاي.
- الآن فقط بدأت أصدق.
تعالت أصوات السياح:
- ها قد بدأ وحشك بالتحرك سنتمكن من رؤيته بوضوح يانيكولا.
كان الحيوان يتحرك فعلا باتجاه الشارع، وفجأة خرجت من بين الأشجار زرافه طويله الرقبه، توقفت الزرافه قليلا من سيرها ونظرت إلى الباص ثم إستدارت إلى أحد الأشجار وبدأت تأكل أوراقها وبدأ الجميع بالتقاط الصور.
إنتبهت نيكولا إلى حركة أخرى: هاهي زرافة أخرى لابد أنها الزوج!
بعد قليل جاءت الزرافة الثانية ووقفت تأكل بجانب الأولى.
- هل أنت مستعده للذهاب الآن؟ سألها بلاي.
- لننتظر بضع دقائق أخرى. لقد كان لديها شعور داخلي أن هناك زرافات أخرى، وبسعادة نظرت لترى زرافتين صغيرتي الحجم تخرجان من بين الأشجار.
أخذت نيكولا تضحك، كان لضحكتها رنة جميله، كانت تضحك بدون تحفظ ولم تلاحظ أن عيني رجلين في الباص كانا يراقبان ضحكتها هذه.
- عظيم. قال السيد سلايد
- إن منظر هذه الزرافات جميل حقا. قالت السيده بارنز.
لم تسمع نيكولا كلامهما لم تسمع سوى بلاي وهو يقول لها:
- لقد أحسنت العمل.
بدأ الباص بالتحرك مرة ثانية وعادت نيكولا تنظر من النافذه أنها بداية جيده.
¤..¤..¤..¤..¤
شعرت نيكولا وهي تدق باب الشاليه باضطراب وقد زادت خفقات قلبها بسرعه: لاتكوني غبية. قالت مخاطبة نفسها لقد جئت لإنجاز عمل فلا تضطربي هكذا..
سمعت جوابا من الداخل:
- أدخل.
فتحت الباب ودخلت.
كان بلاي قد أدار ظهره للباب كان يرتدي بنطلونا قصيرا أما صدره وظهره فكانا عاريين ولم يكن يرتدي حذاء. من الواضح أنه قد خرج للتو من الحمام فشعره مبلل.
وقال:
- قدومك بهذه السرعه!!
قالها دون أن يستدير ليرى من قد دخل.
تعجبت نيكولا فكيف له أن يعلم أنها ستأتي، واجابته:
- بإمكاني أن أعود فيما بعد إن أردت. كانت تتكلم بصعوبه.
عندما سمع صوتها بلاي إستدار سريعا والدهشة على وجهه: نيكولا!!
- إني آسف كان يجب علي أن أنتظر قليلا. تقدم بلاي خطوة باتجاهها وأكمل: ماذا تفعلين هنا؟
- ولكنك قلت... وتوقفت نيكولا في كلامها وشعرت فجأة بجفاف في فمها،
- لقد كنت تتوقع قدوم شخص آخر.
أخذ بلاي خطوة أخرى باتجاهها، لم يسبق لنيكولا أن رأت رجلا مثله كان عريض الكتفين طويل القامه كله رجوله. كانت الغرفه واسعه مثل غرفتها لكن بوجودها هنا مع بلاي بمفردها كانت تبدو صغيرة جدا.
نظر إلى عينيها وقال:
- ماذا تفعلين هنا؟
ماهذا؟ من المؤكد أنها مجنونه كيف سمحت لنفسها أن تأتي لغرفته، لقد كانت تعلم تأثيره القوي عليها.. فأجابت قائله:
- سنتكلم فيما بعد.
كانت على وشك أن تترك الغرفه عندما شعرت بيديه تمسكان يديها.
- بلاي...
- لابد أنك متشوقة لرؤيتي ماذا بك؟ هل جئت تطلبين قبله؟
- إنك واثق من نفسك جدا!!
- حقا؟ قالها وهو يضحك وبدون إنذار جذبها إليه وأمسكها بقوه.
- نعم، إنك واثق من نفسك لأبعد الحدود!
ضحك مرة ثانية:
- لماذا يرتجف جسدك هكذا؟
رفعت نيكولا رأسها في محاولة لسيطرة أعصابها على الموقف واجابته:
- إني تعودت أن أختار أصحابي بنفسي. أرجو أن تطلق يدي.
أفلت بلاي قبضته، واتجهت نيكولا مسرعة إلى الباب:
- لماذا أتيت يانيكولا؟ سألها برقه.
- أردت أن أعرف سبب وجودك هنا بدلا من جون بايلي، ولقد فهمت.!
- لعل الأمر لايبدو مهما بالنسبه لك لكنه مهم بالنسبة لي.. أو.. لعله يبدو كذلك.
- حقا.
- لقد بدا الأمر مهما عندما رأيتك في الباص صباح اليوم.
- ألم يعد مهما الآن؟
- لا. أجابت نيكولا ولكنها كانت تكذب.
- لقد كان جون مريضا.
- لماذا لم يرسلو سائقا آخر ليحل محله؟
بالرغم من غضبها لم تستطع أن تبعد عينيها عنه.لقد كان وسيما للغاية.
- إني أحب القيام بأعمال مختلفه. قال بلاي وهو يشرح الأمور: إني كنت متشوقا لقيادة الباص في سفرة سياحية.
- تعني فعلت هذا لمتعتك الشخصية فقط؟ أجابت بلهجه غاضبه.
- نعم فعلت ذلك لمتعتي الشخصية. أجابها بلاي وهو يمد يده ليمسك وجهها ثم رقبتها. لم تتمكن نيكولا من الحركه. كانت نيكولا تبذل جهدا كبيرا لتخفي مايجول في نفسها.
البارت الثامن
- كنت أعتقد أنك ستفهمين الأمور. قال بلاي برقه.
- أنا؟ أجابت نيكولا بدهشه.
- نعم أنت يانيكولا! لقد قلت أن كلينا من المجازفين هل تستغربين إذا شعرت أنا برغبه في تغيير عملي؟
- هذا جائز ولكن هناك شيئ لا أشترك فيه معك.
إذا كنت ممن يبحثون عن مغامرات عاطفية عابره، فأنا لست من هذا الصنف يابلاي بيترسون.
- لقد كنت أعتقد أن كل النساء من هذا الصنف.
نظرت نيكولا إلى بلاي وتعجبت من طريقة كلامه فاجابته قائله:
- أعتقد أنك قابلت امرأه غير مناسبه.
- لعل ذلك صحيح.
لقد كان ماتصورته عن بلاي صحيحا. إن النساء فعلا يتهافتن عليه هذا واضح من تصرفاته فها هو يظن أنها ستستسلم له بهذه السهوله ولا عجب من هذا فهو وسيم للغاية.
- يجب أن أذهب الآن. قالت نيكول بصوت متقطع: لقد كنت تتوقع قدوم أحد ما عندما دخلت.
نظر إليها بلاي وتعجب لبراءتها وسذاجتها. وتعجبت نيكولا لنظرته ثم أدركت السبب وقالت: جلوريا؟
- نعم، جلوريا. أجابها بلاي.
شعرت نيكولا بألم حاد في صدرها عند سماع هذا الإسم على شفتيه وقالت بصوت خافت:
- لازال الوقت مبكرا لم تمض نصف ساعه منذ وصولنا. لابد أنها ستأتي لا تيأس.
- لا لن أيأس. قالها بطريقه ساخره،
خرجت نيكولا وأقفلت الباب خلفها.
لم تكن نيكولا قد إبتعدت عن شاليه بلاي أكثر من خمسين خطوه عندما لمحت جلوريا متجهه إليه.
توقفت نيكولا في سيرها ونظرت إلى جلوريا التي كانت تبدو جميله كالعاده. ولكن لماذا تشعر بالتفاهه. إن حياة بلاي الخاصه لاتهمها بأي شيئ، لذلك حاولت أن تتحاشى محادثة جلوريا ثم سارت بالإتجاه المعاكس ولكنها قد تأخرت فقد رأتها جلوريا وهاهي تسير باتجاه نيكولا.
- نيكولا!
- أهلا سيده باين. أرجو أن يكون سكنك قد راق لك؟
- نعم. لماذا تحادثيني بلهجة رسمية؟
- حسنا إذن سأناديك بجلوريا.
كانت جلوريا ترتدي بنطلونا مختلفا، يبدو عليه أنه باهظ الثمن وكأنها قد دخلت إلى محل ألبسه مختص بالأزياء اللائقه بالأحراش الأفريقية.
- لقد لاحظت إنك لاتخاطبين بلاي بلهجة رسمية يانيكولا.
- ماذا تعنين بذلك؟
- إذا لم أكن مخطئه فذاك الشاليه خاص به. وقد خرجت منه منذ دقائق!
- لا أنت لست مخطئه.
- لابد أنك كنت متشوقه لوضع يديك على بلاي؟
كانت نيكولا تفكر بان جلوريا لها نفس طريقة بلاي في التفكير وأرادت أن تجيب بكلام لاذع، ولكنها تذكرت أنها تعمل لشركة ديلاني وأنها مرشده سياحية، ويجب أن تعامل الزبائن بصوره جيده حتى إذا كانو مخطئين في تصرفاتهم.
فأجابتها:
- من هذه الناحية فأنت مخطئه جدا في تصوراتك! لقد كانت لدي بعض المواضيع التي أردت أن أبحثها مع بلاي والتي تخص الرحله.
- ياإلهي أنك كفوءة للغاية لم يمض نصف ساعه على وصولنا وحتما أنت تهتمين بالإستعدادات الأخرى.
- نعم. وبما أني لم أكمل الإستعدادات ،علي أن أذهب.
- بعد لحظه ليس الآن. قالت جلوريا، ومدت يدها لتمسك بذراع نيكولا.
- أود أن أخبرك بأن بلاي باستطاعته إلتهام الفتيات الصغيرات في جلسه واحده.
نفذ صبر نيكولا فاجابتها قائله:
- إذا كان ماتقولينه صحيحا فليس لديك ما تخافينه إذن.!
- كيف تجرؤين أن تتكلمي معي هكذا؟
أجابت وهي تصرخ في وجه نيكولا، سأخبر إدارة شركة ديلاني عن تصرفاتك هذه غير اللائقه.
- لم أقصد الإساءة لك ياجلوريا.أجابت نيكولا وأكملت قائله:
إنك إمرأة جميله ومثقفه ولا أتوقع أن يساويك بلاي مع فتاة صغيره.! لم تنتظر نيكولا إلى إجابه من جلوريا، واستمرت في سيرها وتجاهلت حديقة المخيم الجميله والطيور التي كانت تغرد.
كم ذهب جمال هذا اليوم، وتمنت لو أن جلوريا باين لم تأت في هذه الرحله ولم يمرض جون بايلي.
البارت التاسع
لم تحزن نيكولا طويلا, فقد كان لديها الكثير من الأعمال وكانت قد صممت على أن تكون هذه الرحله ناجحه.
أخذت تشرف على المواقد إستعدادا لحفلة الشواء الليليه, وانتبهت إلى ديريك مارسدن يسير باتجاهها كان شابا لطيفا أحمر الشعر وابتسامه صبيانيه تربسم على وجهه:
- أهلا نيكولا. قال مرحبا بها.
إبتسمت له نيكولا.
فاستمر قائلا:
- أنا سعيد لرؤية الإتسامه على وجهك!
- هل أنت معجب بابتسامتي إذن؟
- لقد خفت أن تذهب تلك الغوله بابتسامتك!
نظرت إليه نيكولا بتساؤل:
- أتعني جلوريا باين؟
- ومن غيرها. قال ضاحكا.
- إذن لقد سمعت حديثنا! قالت نيكولا بنبرة إتهام وتساءلت إن كان أحد غيره قد سمع حديثهما.
- لقد سمعته عن طريق الصدفه. أنها حقا متوحشة.
- إنها غير لطيفه إنها...
توقفت نيكولا عن الكلام ووضعت يدها على فمها...
ياإلهي لا يجب أن أتكلم هكذا!
- ولم لا؟
- أنتما مسافران معي وأنا مرشدكم السياحي.
- ولكنك إنسانة أيضا. قال ديريك مبتسما , نعم إنت إنسانة وجميلة جدا.
- لقد بدأت أتساءل, قالت نيكولا وفي عينيها بريق, إنك تحاول ملاطفتي ياديريك؟.
- إني لا أقول أكثر من الحقيقه. واتسعت إبتسامته.
إنه حقا يحاول ملاطفتي ولكنه شاب لطيف وكلامه هذا قد أعاد لي ثقتي بنفسي.
- هل أنت مستعد للذهاب؟ قالت نيكولا في محاولة لتغيير مجرى الحديث, لازال هناك متسع من الوقت للقيام بجوله في الحديقه, سأبدأ بجمع بقية المجموعه.
وقفت نيكولا بجانب الباص تنتظر الركاب وقد إستعادت ثقتها بنفسها.
لقد كان وجود جلوريا باين في هذه الرحله من سوء حظها ولكن يجب عليها أن تعتاد هذا الصنف من الناس فلا بد أنها ستواجه مشاكل متعدده في رحلاتها القادمه.
لقد أخبرت بلاي في المقابله أنها جيدة التعامل مع الناس ولهذا يجب أن تتصرف بصوره جيده مع جلوريا باين.
أما بلاي بيترسون فكان مشكله أخرى وحاولت أن تبعده عن أفكارها.
أخذ بلاي مكانه وراء مقود الباص. والتقت عيناه بعيني نيكولا وكان يقرأ أفكارها.
- هل أنت مستعد؟ سألته نيكولا ببرود بعد أن صعد الجميع إلى الباص.
- نعم مستعد وراض.
قالها بطريقة أحست بها نيكولا أنه يعني شيئا آخر, إحمرت وجنتا نيكولا فضحك بلاي وقال:
- مارأيك أنت؟
- إني مستعده لأعطاء كل مالدي من طاقه. أجابته بهدوء وليظن بإجابتها مايشاء.
لم تنتظر نيكولا لرؤية أثر إجابتها على بلاي بل إلتفتت إلى الركاب وقد أمسكت المايكروفون بيدها: سنسلك طريق النهر. (كان طريق النهرمن إختيار نيكولا وقد وافقها بلاي على إختيارها)
أرى إنكم على إستعداد لإلتقاط الصور , أرجو أن تسنح لكم فرصه لإلتقاط صور جيده.
كان جو الباص يسوده المرح. وكان الركاب قد أخذو يتحدثون ويتعرفون على بعضهم البعض, باستثناء جلوريا التي إمتنعت عن الحديث وتساءلت نيكولا مرة أخرى عن سبب مجيئها لرحلة كهذه.
لقد كانت جلوريا معجبة ببلاي. كان لعينيها بريق غريب عندما تنظر إليه ولم ترتح نيكولا لهذه النظره, لابد أن تكون رحلتها القادمه أكثر سهوله بغياب بلاي وجلوريا, لقد كان وجودهما يقلق تهازنها.
كانت نيكولا قد أحسنت الإختيار فد كانت الحيوانات كثيره, إن حديقة الحيوانات البرية تختلف كثيرا عن حديقة الحيوانات الإعتيادية لأن الحيوانات هنا طليقه وليست مسجونة في أقفاص,
هذه أفريقيا كما كانت منذ قرون.
ومع ذلك تمكن الركاب من رؤية العديد من الحيوانات ومنها اللامبالا والكودو والحمار الوحشي وأخذت نيكولا تتحدث عن هذه الحيوانات باختصار وتشرح مميزات كل منهم.
سعد الركاب كثيرا برؤية القرده, فأوقف بلاي الباص ليتمكنو من مشاهدة حركاتها المضحكه وأخذ الجميع يلتقط الصور.
كانت جلوريا هي الوحيده التي بدا عليها الملل.
- أنت لاتستمتعين بهذه المناظر؟ سألها ديريك بأدب.
هزت جلوريا كتفها وأجابت:
- إني أبحث عن صيد أكبر.
ولم تنظر إلى ديريك عندما أجابته كانت تنظر إلى بلاي الذي كان قد أدار كرسيه وأخذ يستمع لحديث الركاب.
كانت نيكولا تنظر إلى بلاي كذلك, وقد أحس هو بذلك فاستدار لينظر إليها. ابعدت نيكولا عينها عنه وقالت:
- عندما ينتهون من إلتقاط الصور سنستمر في السير.
- هل سنرى الفيله؟ سألت السيدة بارنز وهي تشير إلى كومه الأوساخ (الفضلات)<<أجلكم الله.
- أتمنى ذلك. أجابتها نيكولا ولكن هذه الأوساخ ليست بالدليل الكافي فهي قديمه وليست حديثه.
- يجب أن تبحثي عن البخار المتصاعد من الأوساخ. قال ديريك مما أثار ضحك الجميع. حاولت نيكولا أن تبعد أفكارها عن بلاي وجلوريا وتركز على متعة المسافرين.
عند عودتهم إلى المخيم أخذت نيكولا تشرف على الإستعدادات المختلفه لحفلة الشواء في الليل.
في الأيام التالية سيكون بإمكان المسافرين إختيار طريقة أكلهم.
لقد كانت المواقد متوفره للذين يودون تناول الطعام بمفردهم بالإضافة إلى اللحوم المجمده. ولكن في الليله الأولى في المخيم كانت العاده أن يجتمع الجميع لتناول الطعام.
كانت نيكولا قد أكملت جميع الاستعدادات قبل غروب الشمس. وبدأ العمال بإيقاد النيران في المواقد ووضعت اللحوم على النار. بعد ذلك إرتاحت نيكولا قليلا.
سارت نيكولا باتجاه الحاجز الذي يحيط بالمخيم وأخذت تنظر إلى النهر.
كان منظر غروب الشمس جميلا جدا.
لقد أحسنو إختيار موقع المخيم, هذه أفريقيا التي كان الجميع يأتي لرؤيتها بدائية , مجهوله, جميله..
- مرحبا يانيكولا. قال صوت مألوف من وراءها.
- أهلا يابلاي.
أجابته نيكولا, لم تكن قد سمعت وقع أقدامه على الرمال الناعمه.
- هل إستمتعت بيومك الأول كمرشد سياحي؟
- لقد إستمتعت بجزء من اليوم.
ضحك بلاي من إجابتها وقال:
- لكل رحلة مشاكلها.
- بالتأكيد.
- يجب أن تتعودي على حل هذه المشاكل.
- هل قلت إني عجزت عن حلها؟ واستدارت نيكولا لتواجهه, ووجهت إليه الكلام الذي كان يدور في رأسها النهار كله:
لم أنس إني تحت التجربه! هل سبب وجودك يابلاي؟ هل أنت هنا لاختباري؟
لابد أنه سينكر ذلك, سيقول إن جون بايلي كان مريضا ولكنه قال:
- هل تمانعين من ذلك؟
كانت نيكولا تفكر مع نفسها, لابد أن أخضع للإمتحان ولكن لا أريد أن يكون بلاي هو الذي يمتحنني.
و لبلاي قالت وهي تهز كتفها:
- إن كل الممتحنين متشابهون.
- لماذا تقولين هذه التكمله وتشبهين الممتحن بالسجان؟
فجأة قال: أنظري يانيكولا إني أرى فيلا!
- أين..؟ إني لا أراه, ركزت نيكولا نظرها إلى حيث أشار بلاي لترى فيلا كبير الحجم أطلق صوتا عاليا وأخذ يحرك أذنيه الكبيرتين. ثم إتجه إلى النهر وأدخل خرطومه ثم أخذ يرش نفسه بالماء..
|